Source: alwatan.com/details/440282Alwatan كتب:
د. يوسف بن علي المُلَّا:
بعد عدة أشهر من قيود السفر نتيجة جائحة كورونا، يتزايد الضغط للحصول على إجازة، فالجميع يريد أشياء مختلفة من إجازاتهم وهذا شيء طبيعي. للأسف نلاحظ أن عددا من الأفراد يحاول تخطي الإجازة، لكنه خطأ ومضر لصحته مع تكرار ذلك. فالإجازات تزيد من جودة الحياة المتصورة لمعظم الناس أكثر من الصحة والمال والعمل. بالطبع، يحتاج المرء إلى الصحة والمال لقضاء الإجازة، بل والتواجد مع الأشخاص الذين يحبهم هو مفتاح لقضاء إجازة جيدة، لذلك لا يمكن فصل هذه الأشياء بشكل كامل. وصحيح قد يكون هذا التأثير قصير الأجل، لكن تظل النقطة المهمة هي أن معظم الناس يجدون أن الإجازات تعزز سعادتهم.
بطبيعة الحال، يستمتع الأشخاص المختلفون بأماكن الإجازات المختلفة، اعتمادًا على أذواقهم، والذكريات المرتبطة بهم، وحتى السلوكيات النفسية الخاصة بهم. وبغضِّ النظر عن دوافعك وأهداف الإجازة، بكل تأكيد ستحصل على المزيد من السعادة من خلال إجازتك إذا شاركتها مع الأشخاص المقربين إليك.
ومما لا شك فيه أن أحد أكبر مصادر السعادة من نشاط ممتع هو توقعه بل والاستعداد له. حيث تشير بعض الأبحاث في علم الأعصاب إلى أن التوقع يحفز إحدى مناطق معالجة المكافأة في الدماغ، ومع ذلك ضع في اعتبارك أن الترقب المفرط يمكن أن يأتي بنتائج عكسية إذا تخيلت أن إجازتك ستضعك في حالة من النعيم المستمر! ولعلك تلاحظ كيف يميل الرضا الذي نحصل عليه من الهروب إلى التلاشي بسرعة إلى حد ما. فأثناء الإجازة، يكون الناس أكثر صحة، وأقل توترا، وأكثر نشاطا، وأكثر رضا، ومعنويات أفضل. ولكن لسوء الحظ، قد تختفي هذه التأثيرات إلى حد كبير خلال الأسبوع الأول من العودة إلى العمل.
من ناحية أخرى، تلاحظ أن بعض الأفراد ينخرط في الأنشطة المتعلقة بالعمل، وهذا حقيقة يقلل من الآثار الإيجابية للإجازة بعد يوم وثلاثة أيام من العودة إلى العمل. فأخذ استراحة ذهنية من العمل هو إحدى النقاط الرئيسية للإجازة. ولعلَّنا هنا نفشل في تحقيق هذا الهدف عندما لا نكون مستعدين لفك ذلك الارتباط!
وطبعا إذا سارت الأمور على ما يرام وحصلت على إجازة رائعة، فستزيد من استمتاعك ورضا حياتك عن وضعك الراهن. هذه أخبار جيدة، لكن النبأ السيء هو أن العودة إلى الحياة العادية قد تكون مخيبة للآمال بشكل مدهش لبعض الأشخاص. وأعتقد هنا أن أفضل طريقة للاستعداد لهذه الخيبة هي أن تفهم أن مثل هذا التفاعل متوقع، وليس بالضرورة إشارة إلى أن شيئًا ما في حياتك العادية خاطئ بشكل سيء.
ختاما، يمكن عدم إجراء أي تغييرات مهمة في حياتك لمدة أسبوعين على الأقل بعد الإجازة، لإتاحة الوقت لمقياس سعادتك للعودة إلى طبيعتها ولإدراك قيمة التجربة خلال الإجازة. بعد كل شيء، الهدف ليس مجرد إجازة رائعة بعد الجائحة أو الفترة المرتبطة بها، ولكن هي فكرة خلق روتين ما بعد الجائحة ليكون أكثر سعادة أيضا.
خطط مسبقا.. ولا تؤجل
- خبر
-
مشاركة