يشخب بأنين صامت
يتلهف رسم وجهكي
مُدي يديكي إليه بالماء والثلج غسليه
واكتبي بأصابعك الشمعية
هنا بدأتْ حياتك
هنا سأمارس طقوس عشقي معك
ولن تكون خدجاً يا قلباً أرهقتني نبضاته
دثريني برداء الوجع
اشتقتُ إليكي
كي أموت فيكي عشقاً وفناء
غطي وجهي وامسحي عيوني برماد وحناء
يا سيدتي
أيتها القادمة من رحم الحب
من واحات الضوء
من ليل فيه ألف قمر وألف سماء
من دوحة تغني فيها البلابل كل مساء
من بحر يعتليه موج الكبرياء
من وهج يتمادى بريقا وسناء
وقلب هوى وغنى
ووجهك يعلو في السماء
فَلَك الثريا بهاء وضياء
أحس أنه يتقمصني
يشاكل معالمي
تغار المرايا منكي عندما تراكي
وتكتبُ فوق لهيبِ القناديل المهجورة
يا سماء افتحي أبوابك العليا
وارمي على قلبها مطر أخضر
وازرعي فوق جبينها إكليلَ غار
ونجم أحمرَ
ودعيني أحبك ولو قليلاً
دعيني أعزف لكي وتراً يمحو الذاكرة
وأغنية تمحو آثار الهاجرة
وامتلكُ كل ما فيكي
دعيها لي يا سماء ولو دقيقة
أمارس فوق صدرها عبث طفولتي
ورغائبَ عشق حبيسة الضلوع
هناك اكتبي بأصابعك الخائفة
فوق صدري آيات وتعاويذ
وارسمي ألوانَ شفتيكي على صفحة ثغري
خطي بيمينك طلاسمَ سحرك
ربما أتنفسك قليلاً
وأرتاح قليلاً
وأموت قليلاً قليلاً
إننا بين الفراديس لن نُقتَلَ مرتين
ولن نحْيا مرتين
وتعلو صلواتُ الحيارى
أطوفُ وأبتهل في معبد حسنك
وأكتب لك على أوراق الورد
تنتابني رعشة الهوى
علني أبزغ كحبة قمح طال غيابها
في أرض تشتاق قطرات مطرك
وتستبشر العصافيرُ بقدومِ الصيف
وترحل فراشاتي من ليلٍ إلى ليل
وأتمنى أن أكون عصفوراً أغفو على غصنك
ألتقط الحَب والحُب من راحتيكي
تعاودني الأحلام
وترحل بي المراكبُ أشرعة
سئمتُ والله يا سيدتي أن أكون منارة
وفي كل ريح يلعنني البحارة
وعند أول مرفأ تنساني تباشيرُ الأحلام
وأبكي بصمت هجر لحين سفر جديد
نحو وكر كنا فيه عاشقين
وأرى العاشقين يرسمون سرَّ المواعيد
وأنا هناك وحيداً وحيد
سئمت والله سيدتي بعدك عني
وصهيل الشوق يصرخ داخلي
ومع كل إشراقة شمس
ألمَحُ طيفك يبزغ من خلفِ الأفق
أحلى من القمر
وأكثر بهاء من عين الشمس
وفي كل قطرة ندى أتخيلك وردة الربيع
وعند أول الليل ترسمني تباشير الأحلام
ويعاودني الشوق والحنين لضمك
وأبكي بصمت لعلي أغنمُ منكي القبلات
مازال يحتفظ بحكايات الليل
يا سيدتي .. اعطيني عشقك الجميل
وامسحي شفتاي وقَبِلِيهِمَا طويلا
ستزهرُ معجزاتي وآياتي
وإلى السماء أبغى السبيلا
دعيني أزهرُ لك ورداً وكرزاً وياسمينا
وأمارس طغيان جنوني
وافتراس محاسنك
وأكون بين يديك رجلاً فارساً
وأنتي بين أحضاني مليكة النساء
قد طال انتظاري .. فوق مواقد الاشتياق
واشتعل اللهيب بحشاشة الروح
لقد أعلنتُ استسلامي
وخفقت رايتي البيضاء أمام ثورتك وتمردك
فلا طاقة لي بجحافل أنوثتك
فصار الجسدُ والروح طوع بنانك
هَيَّا مارسي على جسدي جنونَ عشقك
واستبيحي ما شئتي
فلا حول ولا قوة بأسيرٍ عاشق
فإذا كانت حياتي مهمة
فأنتي منها أهم
بجوارك تبدأ أيام حياتي
وجوارك أتمنى نهايتها
فأنتي عندى البدايه والمنتهى
معك أشعرُ بميلادى
ومعك أتمنى استمرارى
وجوارك أريد إنتظار نهايتي
ليس من علاج لحالتي تلك
ولا منك أريد الشفاء
لا لشيءٍ إلا لأني أخشى الخروج من ذاتي
وذاتي هي أنتي بكل تفاصيلك
بكل مميزاتك بكل عيوبك
وعثراتك التي لم أرها يوماً ما
كُنتي دائماً لى مصدراً للقوة والتحدى
فأنا أعلم جيداً أنكِ هدية السماء الغالية
التى مازلت أوقن بعجزي عن دفع ثمنها
مازلتُ أنتظرك
بقلبٍ يملؤهُ الحنين والشوق
فلتتأخري ما شئتي
فكلما تأخرتِ إزداد شوقى
ولا يعنينى أني لم أركِ يوماً في واقعي
تكفيني أحلامي بك ويكفيني يقيني
أنكِ آتيةٌ لا محاله.