سوف اقص عليكم قصة يوم من حياتي

في ذلك اليوم منذ 3 أشهر تقريباً
اتصلت امي كعادتها ببيت خالي للأطمئنان على صحة جدي
فقد كان ولمدة اربعة اشهر طريح الفراش وكان بين الحين والأخر ينقل للمستشفى لتدهور صحته
وفي الأونه الأخير تدهورت صحته اكثر من ذي قبل
كنت قبلها أشعر بأن شيئً فظيعاً سيحدث في ذلك اليوم وكأن حاستي السادسه أنبئتني بذلك
لم استطع النوم في ذلك اليوم من كثرة التفكير كنت أفكر الى متى سيظل جدي الى هذه الحال
وكنت اناجي الله في كل حين وفي كل صلاة إلهي ارجع الى جدي صحته انعم عليه بالشفاء والعافيه رده الينا سالماً معافى من كل خبيث..
بعدها نمت قليلاً فأستقيظت فجرى بيني وبين أمي هذا الحديث
أمي أتعلمين بأني لم أستطع النوم البارحه كنت دائمة التفكير بجدي ليلاً نهاراً في كل وقت وفي كل لحظه كيف تدهورت صحته فجأه بعد أن كان ذلك الرجل القوي الصلب الذي يتعبه البقاء ساعه واحده في المنزل كان دائم الحركه يزور هذا ويطمئن على ذاك ويساعد هذا وذاك ياسبحان الله قادر على كل شيئ سبحان مغير الأحوال من حالاً إلى حال... ولكن البارحه تغيرت طريقة تفكيري كنت أفكر يالي قوة إيمانه كيف استطاع أن يقاوم المرض لمدة سنتين دون أن يخبر أحد بما يحس به وبما يتألم لأجله
كان طول فترة مرضه لم يقل آآآآه بدون مبالغه والله كان دائماً يقول يالله يالله انت القادر على كل شيئ
كان دائماً يقول الحمدلله على كل شيئ قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا
كان دائما اذا رأى دمعة اخوالي وخالاتي حين كانت دمعتهم بين الحين والأخر تشق طريقها على تلك الوجنات الدافئه دون ان يلمحها احد كان دائم النظر الى اعينهم وحين يرى تلك الدمعه على وشك السقوط يذكرهم بهذا الحديث ان الله اذا أحب عبداً ابتلاه الا تفرحون يا ابنائي بأن الله يحبني فابتلاني
كنت اذكر أمي بهذه الكلمات افرحي يا أماه ان الله يحب جدي وإن كان يتألم الآن تأكدي بأن الله سيفرجها بيوماً من الأيام فالحمدلله على كل حال يكفينا بأننا لازلنا نسمع ذلك الصوت الحنون أبنائي هلموا إلي
ولكن يا أماه سأخبرك بأمرنا يخالجني أحاول أن أكذب هذا الشعور ولكن لا أستطيع هو سبب سهري البارحه
أمي: ما الأمر يابنتي اقلقتني تحدثي فأن حديثك هذا هيج أحزاني
أماه أشعر بأن شيئً فظيعاً سيحدث اليوم وكأن مكروهاً على وشك الحدوث وكأن الحزن يقترب منا شيئً فشيئاً
أمي: ماهذا الكلام يابنتي انك تخيفني وتقلقيني أكثر من القلق الذي يعتريني
يالى ذلك اليوم كم كان ثقيلاً على نفسي وقلبي فقد كنت أرى في عين أمي تصديقاً لكلامي ولكنها لم تأكد ذلك بلسانها كان قلبها أيضاً ينبئوها بما كنت أشعر به ربما كانت مثلي تريد أن تكذب قلبها وأحساسها
ولكن ذلك الشعور سيطر علينا
حينها قلت لها أماه لحظه سأهاتف خالي لأطمئن على صحة جدي
اتصلت به فلم يجيب على الهاتف كنت أتلهف لسماع اخبار جدي ما حاله اليوم اهو بصحة جيده هل تناول إفطاره أم انه لم يتناول شيئ كعادته ولكن ظل الهاتق يرن وقلبي يخفق ولم يجيبني احد
قلت ربما هو مشغول مع جدي في المستشفى ولم يستطع الرد
بعدها أخذنا الوقت والمشاغل ولم نعاود الأتصال الاَ في المساء
حينها اقترحت على أمي بالأتصال على بيت خالي
فاتصلت .......
في المره الأولى رفعت سماعة الهاتف ولكن لم يجبها احد سوى صوت تنهيده صغيره
ظنت امي انه احد ابناء خالي الصغار فعاودت الأتصال
وفي هذه المره رفعت سماعة الهاتف ووصلها صوت صراخاً عالي
امي : ماذا يحدث اجيبوني
ابنة خالي : عمتي لقد مات جدي
امي : ماذا ؟! ماذا تقولين
ابنة خالي : مات مات جدي
حينها اسقطت امي سماعة الهاتف وقد اصفر لونها
سألتها اماه ماذا حدث اجيبيني
قالت بنيه لقد مات جدكي مات ابي
يابنتي
واجهشت هي واختي بالبكاء
بقيت صامته لبرها لم استوعب الموقف
حاولت تهدئت أمي وأختي واسيتهم قليلاً
بعدها وهنت قواي بدأت أنهار شيئاً فشيئاً لم استطع الوقوف اسقطت نفسي على الأريكه
و اجهشت بالبكاء انا ايضاً
كان خالي قبل ان تتصل أمي ببيته قد أخبر أبي لكي يخبر أمي بطريقته لكي يهدأ من روعها ولاتفجع لسماع الخبر
ولكن أمي كانت في ذلك الوقت قد فجعت بالخبر قبل أن يخبرها أبي وقبل أن يأتي إلى المنزل
عندها حظر أبي هدء من روعنا أخذ يواسينا ببعض الكلمات إن هذا يومه وهذه إرادة الله وإن هذا خير له
فد تعب بمافيه الكفايه لابد أنه سيرتاح الآن ادعو له بالرحمه والمغفره فهو بحاجه لدعائكم الآن أكثر من ذي قبل ثم أن بكائكم هذا عليه سيتعبه ألا تحبونه إذاً فعملو على راحته وإن الأذان قائم فصلو ولا تنسوه من دعائم وقرأو له أيات من الذكر الحكيم
رحمه الله و أسكنه الله فسيح جناته
وعجلوا لنذهب لبيت جدكم فالجميع ينتظرنا هناك لنواسي بعضنا البعض
هدئتنا هذه الكلمات بثت الطمأنينه في قلوبنا.. توقفنا عن البكاء
عندها ذهبنا لبيت جدي على عجل
وفي طريقنا إلى هناك في السياره كانت أختي الصغرى البالغه من العمر 4 سنوات جالسه في حضن أمي وكانت الدموع تنهمر على رأس أختي تساألت ببراءة الأطفال أمي لماذا انتي وأخواتي تبكون؟؟!!
من الذي أزعجكم؟!
أمي: صغيرتي لم يزعجنا أحد ولكننا نبكي لفراق جدك فقد ذهب إلى الجنة انشاءالله ولن نراه ثانيه
عندها أبتسمت أختي وسكتت
ولكن أمي استمرت في البكاء وكان بيت جدي يبعد مسافه ليست بالقليله عن منزلنا
عندها نطقت أختي الصغرى بكلمات أفجعتنا فانسابت أدمعنا أنهاراً
قالت أمي لاتبكي ولاتخافي على جدي لقد أصبح بصحة جيده أنه في الجنه أمي لاتبكي
كان هذا قولها والله لم أكذب هذا كلامها لم أزد عليه بحرف هذه الطفله أزادت من بكائنا نعم والله إنه بصحه جيده إنه إنشاءالله بجوار الرحمن ورسوله الكريم والأئمه الأطهار...
وصلنا إلى بيت جدي وقبل انا ندخل استقبلنا صوت البكاء والصراخ والأهات
دخلت لأجد جدتي وخالاتي يصرخون ويبكون
لأول مره ارى هذا المشهد
اخذت اتسأل في نفسي
احقاً رحل جدي ؟!
احقاً لن اره ثانيةً ؟!
احقاً انه لن ينام هذه الليله في بيته ؟!
احقاَ انه سينام الليله في المقبره سينام في حفره ويلقى عليه التراب فيكون القبر فراشه والتراب غطائه ؟!وكأني بهذه التساؤلات قد عدت طفله لم يتجاوز عمرها ال7 سنوات
إذ كيف لن أره ثانيه هذا أمراً كان يصعب علي في تلك اللحظه استيعابه ففراق الأحبه ليس سهلاً كما تعلمون وأي فراق ليس فراق يوماً أو يومين أو سنةً أو سنتين أنه فراق الدهر كله فراق لاينتهي إلا في الآخره
ما أفجعني أكثر من ذلك وألهب أدمعي عودت أخوالي وأبي وأخوتي من المقبره عادو والألم والحزن مرتسم على قلوبهم قبل وجوههم حين دخلو جميعهم واصطفوا في غرفة الجلوس نطقت خالتي بكلمات انهار الجميع لسماعها كبيراً وصغير
رجعتوا يا أخوتي بدونه جميعكم هنا لاينقصكم الا هو اين هو ليرى جمعتنا هذه ماحالكم بعد أن غسلتوه وكفنتوه وصليتو عليه وماحالكم حين وضعتموه في قبره وماحال قلوبكم وانتم تلقون عليه التراب ماحالكم وانتم راجعون مخلفونه ورائكم وحيداً في مكاناً مظلم ساعد الله قلوبكم نحن لم نودعه ولكنننا مفجوعين لفقده فما حالكم وانتم معه في كل لحظه إلى أن وضع في قبره حينها أجابها خالي أخيه أفجعتنا كفي عن هذا الكلام
أعاننا الله وإياكم على مصاب الآخره
انا لله وانا اليه راجعون

اعذروني لإطالتي فهذا يوم لن أنساه ماحييت
فما أطول وأفجع ذلك اليوم
وتقبلو تحياتي

انزين انا قلت كل واحد يكتب قصة يوم من حياته ماراح ينساه حتى نساعد بعضنا البعض
ومستشارناtony1881 قال اللي كتب الموضوع يبدأ
وانا بدأت وكتبت قصة يوم من حياتي يعني مافي حجه
يالله ابغي اشوف تفاعل