مجمع السعاده في صلاله ( مكرمه ساميه )

    • مجمع السعاده في صلاله ( مكرمه ساميه )

      تشكل الرياضة معلماً من معالم الهوية الوطنية لأية دولة، والمناشط الرياضية تلعب دوراً مهماً في تنمية العلاقات الدولية فضلاً عن دورها الكبير في تنمية روح الفرد والجماعة. ومنذ قديم الزمن والمباريات الرياضية تقام لها الساحات والمدرجات لإبراز امكانيات الامبراطوريات وعظمتها.
      حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ يدرك اهمية الرياضية في بناء الامم، ومن ثم فقد بادر منذ فجر النهضة المباركة إلى حفز الروح الرياضية بين شباب السلطنة ورصد الميزانيات لإنشاء المواقع الرياضية المختلفة وتهيئة مناخ ملائم للتنافس الشريف بين الفرق الرياضية او الألعاب الفردية، في الداخل وبين ابطالنا الرياضيين واندادهم في المنطقة والعالم، وكم لعبت المباريات الرياضية بين فرق الدول المختلفة دوراً مهماً كبديل للمساعي السياسية من اجل اذابة الجليد في العلاقات بين الشعوب.
      وبينما نحن نقترب من موعد احتفالات العيد الوطني الخامس والثلاثين المجيد أضاف جلالته مكرمة جديدة إلى جملة المكرمات السابقة في المجال الرياضي، وذلك بتفضله باعطاء الاوامر بالبدء في انشاء مجمع السعادة الرياضي بمحافظة ظفار، هي لفتة غالية من لدن جلالته ـ حفظه الله ـ حيث سيقوم هذا المجمع الجديد بدور حيوي في دعم نشاطات اندية المحافظة، اضافة إلى ما يمكن ان يقدمه من اسهامات في تنشيط الحركة السياحية في المحافظة.
      معالي الشيخ محمد بن علي القتبي وزير الدولة ومحافظ ظفار هنأ ابناء المحافظة بهذا المشروع العظيم، ونحن بدورنا نهنئ الرياضيين ومرتادي المجمعات الرياضية على البدء في إنجاز هذا المشروع العملاق الذي يضم استاداً رياضيا بتصميم حديث يتسع لحوالي 12 ألف متفرج وصالة مغطاة لألعاب كرة الطائرة والسلة واليد إضافة الى حوض سباحة اولمبي واندية صحية وملاعب للتنس الارضي والهوكي ومكاتب ادارية ومساحات لاضافة رياضات جديدة مثل الكريكيت.
      ومعروف ان انشاء مثل هذه المنشآت العملاقة يضفي مزايا عديدة على المنطقة المحيطة به ويحفز المستثمرين على الاستثمار في الانشطة الخدمية التي يتطلبها التواجد بكثافة في مثل هذه المناطق حيث ان مثل هذه المنشآت تحفز على اقامة مسابقات في عدة مجالات رياضية تشترك فيها فرق من الدول الشقيقة والصديقة تستفيد من وجود هذه المنشآت في مختلف الرياضات الفردية والجماعية. كما سيكون لهذه المنشآت دورها في تنشيط السياحة الى محافظة ظفار حيث من الممكن تنظيم بطولات بالتزامن مع فصل الخريف لجذب المزيد من السياح المحبين لتشجيع الفرق الرياضية والتي قد تشترك فيها فرق بلدانهم الاصلية.
      ومثل هذه الانجازات تؤكد تضافر جهود قيادتنا الحكيمة للنهوض بقطاع الرياضة، والذي اصبح النهوض به يتخطى مجرد البحث عن المواهب ورعايتها، فالرياضة الحديثة اصبحت علما وممارسة ودراسة وابحاثا ومواقع بمقاييس عالمية وايضا متابعة صحية ونفسية لمنتسبي هذا المجال الحيوي فقد مضى الزمن الذي كان يتم فيه الاعتماد على قدرات شخصية لرياضيين افراد من اجل الوصول الى النجومية العالمية.
      ونأمل ان تفضي هذه الجهود الكبرى الى صناعة نجوم عمانيين جدد في سماء الرياضة الاقليمية والعالمية تضيف الى رصيد العمانيين من السمعة الحسنة في العالم مثلما تضيف إلى مشروعهم الحضاري الذي يجري بناؤه برعاية جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وبسواعد الجهات المعنية بالرياضة والرياضيين في السلطنة.
      La Decima
      Real Madrid