أبيات مختارة من كتابات الشاعر أحمد فتحي
( شاعر الكرنك )من قصيدة صوت السنين:
طال حرماني وصبري وحنيني
وسما بي خاطري ملء السكونِ
أرهف السمع إلى صوت السنينِ
هائماً بين ذهولي وفتوني
---
يا خيالي هذه الدنيا لنا
ليس إلا أنت، فيها، وأنا
نقهر الدهر، ونطوي الزمنا
ونرى في كل وادٍ وطنا
من قصيدة قصة الأمس:
أنا لن أعود إليك مهما
استرحمت دقات قلبي
أنت الذي بدأ الملامة
والصد ودوخان قلبي
فإذا عوت اليوم قلبي
للتصافي لن يلبي
---
كنت لي أيام كان الحب لي
أمل الدنيا ودنيا أملي
حين غنيتك لحن الغزلِ
بين أفراح الغرام الأولِ
---
وكنت عيني وعلى نورها
لاحت أزاهير الصبا ولافتون
وكنت روحي هام في سرها
قلبي ولم تدرك مداه الظنون
---
قصة الأمس أناجيها وأحلام غدي
وأمانٍ حسان رقصت في معبدي
وجراح مشعلات نارها في مرقدي
وسحابات خيال هائم كالأبدِ
---
عش كما تهوى قريباً أو بعيداً
حسب أيامي جراحاً ونواحاً ووعوداً
وليالي ضياعا وجحودا
وعناء يترك القلب وحيدا
من قصيدة فجر:
ذهب الأمس بما راح، ويومي ذهبا
يسرع الليل فراراً، من هتافات الربى
وجبين الغد يلقي عن سماه الحجبا
باعثاً في جانب الأفق بشيراً محسنا
تسبق الفرحة خطاه، قبلما يبدو لنا
قال مناجياً وهامساً:
قلت لموج البحر يا موكباً
تراه عيني بين حين وحين
أموجك الزرقاء تروي لنا
قصة حب عاش ملء السنين
هو الهوى الخالد يسعى به
إلى ضفاف الشك همس اليقين
وهو – على قلة علمي به –
آية جبار الخطى مستكين
يوحي إلى الزورق أحلامه
فيهجع الليل وراء السكون
ولي، شراعٌ، سابحٌ لونه
كلمحة الفجر يضيء العيون
يهمس للشاطئ في رقة
تذوب فيها عبرات الحنين
ما بال هذا الرمل حباته
تسمع منا كل رجع السنين
نشكو إليها بادرات الأسى
فيما يكون اليوم أو لا يكون
ونسكب السر على سمعها
وقد تصون السر أو لا تصون
من قصيدة أنت:
أنت في عيني ضياء لا ترى عيني سواه
كلما أشرق في حياتي شعاع من سناه
تبعت الفرحة والنشوة في روحي خطاه
---
أنت في قلبي سره الباقي مصون
يملأ الدنيا ولا تملك مرماه العيون
لو يقولون عرفناه، فوهم وظنون
: 
: 
: