فلسطين بين خدعة السلام وهوان المسلمين

    • فلسطين بين خدعة السلام وهوان المسلمين

      فلسطين بين خدعة السلام وهوان المسلمين
      --------------------------------------------------------------------------------
      قضية فلسطين تنتقل الي مؤتمر السلام الذي أعلن عنه في ( أكتوبر تشرين الأول _ 1991 م)
      ودعوي السلام دعوي قديمة في قضية فلسطين بدأها الحزب الشيوعي في فلسطين منذ نشوئه واليسار العربي
      وصحيفة عصبة التحرر الوطني , يدعون كلهم الي السلام بين العرب واليهود منذ العشرينات والثلاثينات والأربعينات
      وامتدت الدعوة مع التاريخ ,واليهود يعدون العدة ويبنون السلاح وينظمون كيانهم ( اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا
      وعسكريا ) ودعوة السلام تمتد بين العرب والمسلمين وهم في تهاون وتنازل واستسلام ,
      منذ الخمسينات ظهرت الدعوة العلنية للسلام خارج اليسار العربي
      يصرح (أحمد الشقيري )في اجتماع اللجنة السياسية العامة في جامعة الدول العربية في (26 _ نوفمبر _ 1952م)
      بقوله: (اننا نلتزم بقرارات الأمم المتحدة )ويؤكد تصريحه ويعيده ويكرره في (14 _كانون الاول _1962م)
      وقبل ذلك بكثير حضرالي القدس وفد عربي من فلسطين ومصر ليشاركوا في افتتاح (الجامعة العبرية في القدس)
      في أول نيسان سنة (1925م)
      ويضطرب التصور ويضيق لقضية فلسطين مع الزمن ليصبح أكثر اضطرابا وضيقا مع كل مرحلة ,ولتصبح قضية فلسطين قضية وطنية اقليمية لا اسلامية ايمانية , ففي مؤتمر القمة العربي الأول وفي بيانه التاريخي الصادر
      في (17 _كانون الثاني(يناير)--1964م) جاء (..... أو في ميدان تنظيم الشعب الفلسطيني وتمكينه من القيام بدوره في تحرير وطنه وتقرير مصيره ) فالقضيه اذن أصبحت في هذه الملرحلة مع نهاية سنة(1964م) قضية شعب فلسطين وتحرير وطن , وغاب شعار العروبة وانطوي شعار الاسلام خلافا لما كانت عليه سنة(1948م)
      حين عزل الشعب الفلسطيني عن القضيه الان تصبح قضية شعب ليواجه وحده دولة اليهود من ورائها العالم كله
      الان حين استقرت دولة اليهود ونمت عدتها وأصبحت ترسانة أسلحة في المنطقة كلها وأصبح الشعب الفلسطيني أضعف من أن يجابه هذه الدولة والعالم وحده ,
      أما حين كان في أرضه سنة (1948م) وكان أقدر علي مجابهة اليهود لـــــــو قدم له المال والسلاح والاعداد
      في تلك المرحلة عزل الشعب عن قضيته ودخلت الجيوش العربية لتساهم في (الضـياع ) لا في (الانـقاذ)
      ولتساهم في عزل قوي الأمة عن معالجة قضيتها ,
      وفي سنة (1965م) يصرح (جـمال عـبد الـناصر ) لمجلة (ريالتي ) الفرنسية:
      (علي الفلسطينين أن يقوموا ابتداء من الان بتحقيق رغباتهم , وجميع البلدان العربية مؤيدة الي أقصي حد ما ستقوم به هذه المنظمة التي لها جيش يتولي تدريبه وتجهيزه الدول العربية وعندما تستكمل المنظمة استعدادها
      سوف تشرع في العمل من أجل تطبيق مقررات الأمم المتحدة في فلسطين وبحقوق العرب)
      اذن منذ ذلك العهد قامت المؤسسات لتنفيذ قرارات هيئة الأمم المتحدة ,
      وقبل ذلك في مؤتمر باندونج(سنة 1955م) جاء في مقرراته:
      (تــعلن الندوة الافريقية الاسيويه تأييدها لحقوق الشعب الفلسطيني وتطالب بتطبيق مقررات هيئة الأمم المتحدة
      وتحقيق حل سلمي)
      صدرت هذه المقررات والتصريحات وكثير غيرها ,فأين كان المسلمون ؟! وكم كانت الغفوة والغفلة وامتداد الجهل وغلبة الأهواء؟!
      لم ينجح اشتراك اعدادمن المجاهدين المؤمنين من الأقطار العربيةالمجاورة سنة(1948م) في نقل القضية الي مستوي الأمة المسلمة ونجح الأعداء في ضرب هذه المحاولات كلها من خلال وهن الأمة وجهلها الذي قابله التخطيط المحكم من الاعداء .
      وتتجه قضية فلسطين الي مؤتمر السلام الي مصير مظلم مجهول من خلال تغير هائل في السياسة الدولية ومن خلال
      هجرة مئات الالاف من يهود الاتحاد السوفياتي الي فلسطين ,وهجرة يهود الفلاشا من الحبشة علي مرأي (العدالة
      الدولية)المزعومة والواقع العربي المفتت والواقع الاسلامي المنهار
      ولقد أبرزت قضية فلسطين ظاهرة فريدة في التاريخ السياسي وفي ميدان المفاوضات والحلول والمقترحات
      ذلك أن كل ما عرفته القضية من مقترحات وحلول في تاريخها الطويل لم يكن يقصد به أصحابه التنفيذ وانما يقصدون أن تكون مستهلكة للجهد والوقت ومفرغة للعاطفة والحماسة مضللة للفكر ومصدر الهاء واشغال ومصدر تخدير ووهم فهي تشغل الناس فترة ,ثم تطوي حين ينتهي دورها,ليعلن عن مقترحات جديدة وممثل دولي جديد
      يطير بين واشنطن والشرق ذهابا وايابا وتملأ الاعلام كله حركاته و تلعب المقترحات الجديده الدور الذى لعبته المقترحات قبلها و هكذا تستمر الأحداث حتى يفاجئ الناس حل مطوى خفى فيصعقهم هذا منهج السياسه فى قضية فلسطين خلال السنين الطويلة الماضيه