بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر محي الدين بن عربي في كتابه: محاضرات الابرار، ومسامرة الاخيار: حديثاً نسبه لبعض الأصحاب،
قال: جاءني بهيم العجلى،
فقال: تعلم لي رجلاً من جيرانك، وإخوانك يريد الحج ترضاه لمرافقتي؟
قلت: نعم, فذهبت به الى رجل به صلاح ودين، فجمعت بينهما وتواطآ على المرافقة، ثم انطلق بهيم الى أهله
فلما كان بعد أتاني الرجل فقال: أريد ان تزوي عني صاحبك ويطلب رفيقاً غيري فقلت ولمَ؟
فوالله ما اعلم بالكوفة له نظيراً في حسن الاخلاق والاحتمال,
قال: حدّثت أنه طويل البكاء لا يكاد يفتر، فهذا ينغّص علينا العيش
فقلت له: إنما يكون البكاء أحياناً عند التذكرة،
أو ما تبكي أنت؟
قال: بلى, ولكنه بلغني أنه أمر عظيم من كثرة بكائه،
قلت: اصحبه فلعلّك ان تنتفع به،
قال: استخير الله
فلما كان اليوم الذي أرادا أن يخرجا فيه، جيء بالابل، فوطىء لهما،
فجلس بهيم يبكي في ظل حائط، فوضع يده تحت لحيته، وجعلت دموعه تسيل على خدّيه، ثم على لحيته، ثم على صدره، حتى والله رأيت دموعه على خدّيه ثم على الأرض،
فقال لي صاحبي: يا مخوّل قد ابتدأنا مع صاحبك، ليس هذا لي برفيق،
فقلت له: ارفق لعلّه ذكر عياله ومفارقته اياهم، فسمعها بهيم
فقال: يا أخي والله ما هو بذاك وما هو الا اني ذكرت بها الرحلة الآخرة وعلا صوته بالنحيب,
فقال لي صاحبي: ما هذا بأول عداوتك لي، ما لي ولبهيم, إنما كان ينبغي ان ترافقوا بين بهيم، وبين داود الطائي، وسلام أبي الأخوص، حتى يبكي بعضهم الى بعض، فيستشفون او يموتون فلم ارفق به
وأقول له: لعلّها خير سفرة سافرتها، وكل ذلك لا يعلم به بهيم، فخرجا وحجّا ورجعا، فلما جئت أسلم على جاري،
قال لي: جزاك الله عني يا أخي خيراً، ما ظننت ان في هذا الخلق مثل أبي بكر، كان والله يتفضل عليّ في النفقة وهو معدوم وأنا موسر، وفي الخدمة وأنا شاب وهو شيخ، ويطبخ لي وأنا مفطر وهو صائم.
قلت: كيف كان أمرك معه في، الذي تكرهه من طول البكاء؟
قال: والله ألفت ذلك البكاء وسرّ قلبي حتى كنت أساعده عليه، حتى تأذى بنا الرفقة، ثم ألفوا ذلك فجعلوا إذا سمعونا نبكي يبكون، وجعل بعضهم يقول لبعض: ما الذي جعلهم أولى بالبكاء منا، والمصير واحد؟.
فيبكون ونبكي ثم خرجت من عنده وأتيت بهيماً،
وقلت: كيف رأيت صاحبك؟ قال خير صاحب، كثير الذكر لله عز وجل، طويل التلاوة، سريع الدمعة، جزاك الله عني خيراً
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر محي الدين بن عربي في كتابه: محاضرات الابرار، ومسامرة الاخيار: حديثاً نسبه لبعض الأصحاب،
قال: جاءني بهيم العجلى،
فقال: تعلم لي رجلاً من جيرانك، وإخوانك يريد الحج ترضاه لمرافقتي؟
قلت: نعم, فذهبت به الى رجل به صلاح ودين، فجمعت بينهما وتواطآ على المرافقة، ثم انطلق بهيم الى أهله
فلما كان بعد أتاني الرجل فقال: أريد ان تزوي عني صاحبك ويطلب رفيقاً غيري فقلت ولمَ؟
فوالله ما اعلم بالكوفة له نظيراً في حسن الاخلاق والاحتمال,
قال: حدّثت أنه طويل البكاء لا يكاد يفتر، فهذا ينغّص علينا العيش
فقلت له: إنما يكون البكاء أحياناً عند التذكرة،
أو ما تبكي أنت؟
قال: بلى, ولكنه بلغني أنه أمر عظيم من كثرة بكائه،
قلت: اصحبه فلعلّك ان تنتفع به،
قال: استخير الله
فلما كان اليوم الذي أرادا أن يخرجا فيه، جيء بالابل، فوطىء لهما،
فجلس بهيم يبكي في ظل حائط، فوضع يده تحت لحيته، وجعلت دموعه تسيل على خدّيه، ثم على لحيته، ثم على صدره، حتى والله رأيت دموعه على خدّيه ثم على الأرض،
فقال لي صاحبي: يا مخوّل قد ابتدأنا مع صاحبك، ليس هذا لي برفيق،
فقلت له: ارفق لعلّه ذكر عياله ومفارقته اياهم، فسمعها بهيم
فقال: يا أخي والله ما هو بذاك وما هو الا اني ذكرت بها الرحلة الآخرة وعلا صوته بالنحيب,
فقال لي صاحبي: ما هذا بأول عداوتك لي، ما لي ولبهيم, إنما كان ينبغي ان ترافقوا بين بهيم، وبين داود الطائي، وسلام أبي الأخوص، حتى يبكي بعضهم الى بعض، فيستشفون او يموتون فلم ارفق به
وأقول له: لعلّها خير سفرة سافرتها، وكل ذلك لا يعلم به بهيم، فخرجا وحجّا ورجعا، فلما جئت أسلم على جاري،
قال لي: جزاك الله عني يا أخي خيراً، ما ظننت ان في هذا الخلق مثل أبي بكر، كان والله يتفضل عليّ في النفقة وهو معدوم وأنا موسر، وفي الخدمة وأنا شاب وهو شيخ، ويطبخ لي وأنا مفطر وهو صائم.
قلت: كيف كان أمرك معه في، الذي تكرهه من طول البكاء؟
قال: والله ألفت ذلك البكاء وسرّ قلبي حتى كنت أساعده عليه، حتى تأذى بنا الرفقة، ثم ألفوا ذلك فجعلوا إذا سمعونا نبكي يبكون، وجعل بعضهم يقول لبعض: ما الذي جعلهم أولى بالبكاء منا، والمصير واحد؟.
فيبكون ونبكي ثم خرجت من عنده وأتيت بهيماً،
وقلت: كيف رأيت صاحبك؟ قال خير صاحب، كثير الذكر لله عز وجل، طويل التلاوة، سريع الدمعة، جزاك الله عني خيراً
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته