موضوع منقول من موقع المجرة الأسلامية
- تاريخ الغـزوة :
خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة في الثامن من رمضان من السنة الثانية للهجرة ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر مسلماً ، وكانت المعركة بينه وبين المشركين (بدر) يوم الجمعة في السابع عشر من رمضان .
2- سبب الغزوة وهدفها :
أ- سبب الغزوة وهدفها من جهة المسلمين :
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان خرج إلى الشام في تجارة لقريش ، وبعث (بسبس) – أحد عيونه – لرصد القافلة في طريق عودتها إلى مكة ، فعاد وأخبره بأن أبا سفيان يحمل أموال مكة وقدرها أربعة آلاف أو خمسة آلاف مثقال ذهب على ألف بعير ، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين للخروج من أجل توجيه ضربة لاقتصاد قريش وقال لهم : "هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا لعل الله أن ينفلكموها" .
ولما نجت القافلة أصبح هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع عدوان قريش ، وتلقينها درساً قاسياً في بدر ، حتى لا تطمع في الهجوم على المسلمين في المدينة .
ب- سبب الغزوة وهدفها من جهة قريش :
أرادت قريش أن تخرج بجيشها لحماية أموالها وتجارتها حينما علمت أن المسلمين قد خرجوا لمصادرتها . كما أرادت أن تثأر من المسلمين بسبب قتلهم عمر بن الحضرمي في سرية عبد الله بن جحش قبل شهرين من رمضان .
ولما علمت قريش أن القافلة قد نجت . أصر قائد جيشها أبو جهل على الخروج حتى يلقنوا المسلمين درساً في بدر ، وأخذه وجيشه الغرور وقال : (والله لا نرجع حتى نرد بدراً فنقيم ثلاثاً، ننحر الجزور ونطعم الطعام ، ونسقي الخمر ، وتعزف علينا القيان ، وتسمع بنا العرب وبمسيرتنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدا) .
3- قوات الطرفين واستعداداتهما :
أ- القوات المسلمة واستعداداتها :
ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين للخروج لاعتراض قافلة أبي سفيان واستشار أصحابه ، فتكلم أبو بكر وقال خيراً ، كما تكلم عمر بن الخطاب وقال خيراً ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينظر وكأنه يريد أن يسمع موقف الأنصار ، فقام سعد بن عبادة من زعماء المسلمين الأنصار فقال : يا رسول الله هل تريدنا ؟ والذي نفسي بيده ، لو أمرتنا أن نخوض البحر لخضناه معك . فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لمن تجهز من المسلمين : انطلقوا .
- دورية الاستطلاع :
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث قبل خروجه دورية مكونة من طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد ، تستطلع خبر القافلة وأمرها أن تلاقيه في بدر .
عدد قواته وتوزيعها :
خرج من المسلمين ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً ، وهم من كانوا جاهزين ، ولم يخرج كثير من أصحابه ، لأنهم ظنوا أنها ربما تكون سرية من السرايا أو غزوة صغيرة كما هو المعتاد . ولم يكن هذا العدد من الجيش ما يحملهم سوى فرسين وسبعين بعيراً . ولذلك كانوا يتناوبون الركوب على كل بعير رجلان وثلاثة رجال . واستخلف النبي صلى الله عليه وسلم أبا لبابة بن عبد المنذر على المدينة كما استخلف عبد الله بن أم مكتوم على الصلاة .
وقسم الجيش إلى كتيبتين : كتيبة المهاجرين وحامل لوائها علي بن أبي طالب ، وكتيبة الأنصار وحامل لوائها سعد بن معاذ ، وجعل لواء القيادة العامة بقيادة مصعب بن عمير وحمَّله راية بيضاء ، كما جعل للجيش ميمنة بقيادة الفارس الزبير بن العوام ، وميسرة بقيادة الفارس المقداد بن عمرو ، ومؤخرة بقيادة قيس بن أبي صعصعة . وكان عليه الصلاة والسلام هو القائد الأعلى للقوات المسلمة .
تحرك الجيش المسلم بهذا التنظيم والترتيب باتجاه بدر وهي تبعد مائة وستين كيلو متراً جنوب غربي المدينة باتجاه الساحل . وكان عليه الصلاة والسلام يلهج لسانه بالدعاء إلى الله تعالى : "اللهم إنهم حفاة فاحملهم ، وعراة فاكسهم ، وجياع فأشبعهم ، وعالة فأغنهم من فضلك" . ووصل الجيش المسلم بدراً ولم يجد القافلة .
ب- قوات المشركين واستعداداتها :
نجاة القافلة :
عرف أبو سفيان أن المسلمين خرجوا لاعتراض تجارته ، وذلك بتحليله لَبْعَر جملين كانا قد أناخا إلى تل ، وعليهما رجلان شك فيهما ، فلما وجد في البعر نوى قال : هذه علائف يثرب، فترك الطريق المعتاد في بدر وتوجه نحو الساحل . وبعث ضمضم بن عمرو الغفاري على بعير جدع أنفه . وشق قميصه ، وأخذ يستنهض همم قريش : اللطيمة – أي المال – أموالكم مع أبي سفيان عرض لها محمد في أصحابه لا أرى أن تدركوها ، الغوث ! الغوث ! .
قريش تستعد للخروج :
ما أن وصل نذير أبي سفيان إلى قريش ، حتى قام أبو جهل ، يستنهض الهمم ، ويثير أحقاد المشركين على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين ، ويذكرهم بما فعل المسلمون من قتل ابن الحضرمي في الأشهر الحرم ، ولم يترك سيداً من سادات قريش إلا وحفزه ، رغم أن بعضاً منهم لم يكن يحبذ الخروج .
فتجهَّز أهل مكة ، وكانوا بين رجلين ، إما خارج وإما باعث مكانه رجلاً . فكان قوام هذا الجيش ما بين تسعمائة وخمسين إلى ألف رجل ، معهم سبعمائة بعير ومائة فرس يقودهم أبو جهل ومعه زعماء قريش أمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط والعاصي بن هشام بن المغيرة ، وسهيل بن عمرو وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وزمعة بن الأسود .
وقد جمعوا معهم المغنيات وحملوا الدفوف وخرجوا بطرين وفي الطريق جاءهم خبر من أبي سفيان يقترح عليهم فيه أن يرجعوا ويبشرهم بنجاة القافلة . فحصل اختلاف في وجهات النظر في الجيش ، وكاد يحصل انشقاق ، ولكن الطاغية أبا جهل أصر على إكمال مسيرة الجيش إلى بدر ليلقن المسلمين درساً ، وليحافظ على مهابة قريش ، ولتعزف عليه القيان وتضرب الدفوف ويشرب الخمر وينحر الإبل ويستعرض قوته وغطرسته ، وأخذ الجيش مسيره إلى بدر . وكان المسلمون قد وصلوا أيضا ً إلى بدر .
استخبارات النبي صلى الله عليه وسلم :
أمسك طلائع الاستخبارات النبوية وهم علي والزبير وسعد بن أبي وقاص غلامين من المشركين ، وأخذوا يحققون معهما ليتعرفا هويتهما أهما من قافلة أبي سفيان أم من جيش مكة؟ فكانا كلما أخبراهما أنهما من جيش مكة ضربوهما وإن قالا : من قافلة أبي سفيان تركوهما ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ، فلما فرغ من صلاته ، قال لأصحابه : "إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما ! صدقا والله إنهما لقريش ، أخبراني عن قريش .. فأخبروه ثم قال لهم : كم القوم ؟ قالا : كثير ، قال ما عدتهم ؟ قالا : لا ندري ، قال : كم ينحرون ؟ قالا : يوماً تسعاً ويوماً عشراً . فقال صلى الله عليه وسلم : القوم ما بين التسعمائة والألف .
ولما سألهم عن أسماء زعماء جيش المشركين ، فأخبراه ، قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: "هذه مكة قد ألفت إليكم بأفلاذ كبدها" .
1- دروس وعبر :
نستنبط مما مرّ من أحداث هذه الغزوة الدروس والعبر التالية :
أ- يشرع للمسلمين محاربة أعدائهم اقتصادياً ، كما ندب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه للتعرض لقافلة قريش .
ب- المسلمون يجاهدون لمرضاة الله تعالى ، ويقاتلون عدو الإسلام الذي يقف في وجه نشر دعوة الإسلام ، بينما يقاتل المشركون بطراً ومفاخرة ورياءً ، وطمعاً في حب الزعامة ، وكسب السمعة كما رأينا قول أبي جهل في عدم التراجع حتى يرد بدراً ويقيم عليها ثلاثاً ينحر الجزور .
ج- كان عدد المشركين ثلاثة أضعاف عدد المسلمين ، وكانت عدة المشركين في الإبل تعادل أضعاف عدة المسلمين ، كما كانت عدتهم في الفرسان تعادل خمسين ضعفاً من عدة المسلمين . وكانوا مستعدين عسكرياً معهم الدروع والأسلحة الكثيرة والتموين الكثير لأنهم خرجوا متجهزين تماماً للحرب ، بينما لم يكن المسلمون حين خرجوا يعتقدون أنهم سيحاربون ، وإنما كان عددهم وعدتهم واستعدادهم لمجرد أخذ القافلة التجارية .
د- كانت معنويات المسلمين عالية ، يتضح هذا من كلام أبي بكر وعمر وسعد بن عبادة عند الخروج من المدينة ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين . بينما كانت معنويات المشركين رغم كثرة عددهم ، ضعيفة ، وقيادتهم متصدعة فقد خرج كثير من زعمائهم خجلاً من العار أو محرجاً من البقاء في مكة عند النساء .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأسباب ، كما كانت له عناية عسكرية رائعة ، فهو يبعث عيونه لجمع الأخبار ويعتمد السرية ، وينظم الجيش ، ويحلل المعلومات الاستخبارية فيعرف عدد القوم من عدد ما يذبحون من جوز يومياً
- تاريخ الغـزوة :
خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة في الثامن من رمضان من السنة الثانية للهجرة ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر مسلماً ، وكانت المعركة بينه وبين المشركين (بدر) يوم الجمعة في السابع عشر من رمضان .
2- سبب الغزوة وهدفها :
أ- سبب الغزوة وهدفها من جهة المسلمين :
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان خرج إلى الشام في تجارة لقريش ، وبعث (بسبس) – أحد عيونه – لرصد القافلة في طريق عودتها إلى مكة ، فعاد وأخبره بأن أبا سفيان يحمل أموال مكة وقدرها أربعة آلاف أو خمسة آلاف مثقال ذهب على ألف بعير ، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين للخروج من أجل توجيه ضربة لاقتصاد قريش وقال لهم : "هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا لعل الله أن ينفلكموها" .
ولما نجت القافلة أصبح هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع عدوان قريش ، وتلقينها درساً قاسياً في بدر ، حتى لا تطمع في الهجوم على المسلمين في المدينة .
ب- سبب الغزوة وهدفها من جهة قريش :
أرادت قريش أن تخرج بجيشها لحماية أموالها وتجارتها حينما علمت أن المسلمين قد خرجوا لمصادرتها . كما أرادت أن تثأر من المسلمين بسبب قتلهم عمر بن الحضرمي في سرية عبد الله بن جحش قبل شهرين من رمضان .
ولما علمت قريش أن القافلة قد نجت . أصر قائد جيشها أبو جهل على الخروج حتى يلقنوا المسلمين درساً في بدر ، وأخذه وجيشه الغرور وقال : (والله لا نرجع حتى نرد بدراً فنقيم ثلاثاً، ننحر الجزور ونطعم الطعام ، ونسقي الخمر ، وتعزف علينا القيان ، وتسمع بنا العرب وبمسيرتنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدا) .
3- قوات الطرفين واستعداداتهما :
أ- القوات المسلمة واستعداداتها :
ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين للخروج لاعتراض قافلة أبي سفيان واستشار أصحابه ، فتكلم أبو بكر وقال خيراً ، كما تكلم عمر بن الخطاب وقال خيراً ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينظر وكأنه يريد أن يسمع موقف الأنصار ، فقام سعد بن عبادة من زعماء المسلمين الأنصار فقال : يا رسول الله هل تريدنا ؟ والذي نفسي بيده ، لو أمرتنا أن نخوض البحر لخضناه معك . فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لمن تجهز من المسلمين : انطلقوا .
- دورية الاستطلاع :
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث قبل خروجه دورية مكونة من طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد ، تستطلع خبر القافلة وأمرها أن تلاقيه في بدر .
عدد قواته وتوزيعها :
خرج من المسلمين ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً ، وهم من كانوا جاهزين ، ولم يخرج كثير من أصحابه ، لأنهم ظنوا أنها ربما تكون سرية من السرايا أو غزوة صغيرة كما هو المعتاد . ولم يكن هذا العدد من الجيش ما يحملهم سوى فرسين وسبعين بعيراً . ولذلك كانوا يتناوبون الركوب على كل بعير رجلان وثلاثة رجال . واستخلف النبي صلى الله عليه وسلم أبا لبابة بن عبد المنذر على المدينة كما استخلف عبد الله بن أم مكتوم على الصلاة .
وقسم الجيش إلى كتيبتين : كتيبة المهاجرين وحامل لوائها علي بن أبي طالب ، وكتيبة الأنصار وحامل لوائها سعد بن معاذ ، وجعل لواء القيادة العامة بقيادة مصعب بن عمير وحمَّله راية بيضاء ، كما جعل للجيش ميمنة بقيادة الفارس الزبير بن العوام ، وميسرة بقيادة الفارس المقداد بن عمرو ، ومؤخرة بقيادة قيس بن أبي صعصعة . وكان عليه الصلاة والسلام هو القائد الأعلى للقوات المسلمة .
تحرك الجيش المسلم بهذا التنظيم والترتيب باتجاه بدر وهي تبعد مائة وستين كيلو متراً جنوب غربي المدينة باتجاه الساحل . وكان عليه الصلاة والسلام يلهج لسانه بالدعاء إلى الله تعالى : "اللهم إنهم حفاة فاحملهم ، وعراة فاكسهم ، وجياع فأشبعهم ، وعالة فأغنهم من فضلك" . ووصل الجيش المسلم بدراً ولم يجد القافلة .
ب- قوات المشركين واستعداداتها :
نجاة القافلة :
عرف أبو سفيان أن المسلمين خرجوا لاعتراض تجارته ، وذلك بتحليله لَبْعَر جملين كانا قد أناخا إلى تل ، وعليهما رجلان شك فيهما ، فلما وجد في البعر نوى قال : هذه علائف يثرب، فترك الطريق المعتاد في بدر وتوجه نحو الساحل . وبعث ضمضم بن عمرو الغفاري على بعير جدع أنفه . وشق قميصه ، وأخذ يستنهض همم قريش : اللطيمة – أي المال – أموالكم مع أبي سفيان عرض لها محمد في أصحابه لا أرى أن تدركوها ، الغوث ! الغوث ! .
قريش تستعد للخروج :
ما أن وصل نذير أبي سفيان إلى قريش ، حتى قام أبو جهل ، يستنهض الهمم ، ويثير أحقاد المشركين على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين ، ويذكرهم بما فعل المسلمون من قتل ابن الحضرمي في الأشهر الحرم ، ولم يترك سيداً من سادات قريش إلا وحفزه ، رغم أن بعضاً منهم لم يكن يحبذ الخروج .
فتجهَّز أهل مكة ، وكانوا بين رجلين ، إما خارج وإما باعث مكانه رجلاً . فكان قوام هذا الجيش ما بين تسعمائة وخمسين إلى ألف رجل ، معهم سبعمائة بعير ومائة فرس يقودهم أبو جهل ومعه زعماء قريش أمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط والعاصي بن هشام بن المغيرة ، وسهيل بن عمرو وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وزمعة بن الأسود .
وقد جمعوا معهم المغنيات وحملوا الدفوف وخرجوا بطرين وفي الطريق جاءهم خبر من أبي سفيان يقترح عليهم فيه أن يرجعوا ويبشرهم بنجاة القافلة . فحصل اختلاف في وجهات النظر في الجيش ، وكاد يحصل انشقاق ، ولكن الطاغية أبا جهل أصر على إكمال مسيرة الجيش إلى بدر ليلقن المسلمين درساً ، وليحافظ على مهابة قريش ، ولتعزف عليه القيان وتضرب الدفوف ويشرب الخمر وينحر الإبل ويستعرض قوته وغطرسته ، وأخذ الجيش مسيره إلى بدر . وكان المسلمون قد وصلوا أيضا ً إلى بدر .
استخبارات النبي صلى الله عليه وسلم :
أمسك طلائع الاستخبارات النبوية وهم علي والزبير وسعد بن أبي وقاص غلامين من المشركين ، وأخذوا يحققون معهما ليتعرفا هويتهما أهما من قافلة أبي سفيان أم من جيش مكة؟ فكانا كلما أخبراهما أنهما من جيش مكة ضربوهما وإن قالا : من قافلة أبي سفيان تركوهما ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ، فلما فرغ من صلاته ، قال لأصحابه : "إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما ! صدقا والله إنهما لقريش ، أخبراني عن قريش .. فأخبروه ثم قال لهم : كم القوم ؟ قالا : كثير ، قال ما عدتهم ؟ قالا : لا ندري ، قال : كم ينحرون ؟ قالا : يوماً تسعاً ويوماً عشراً . فقال صلى الله عليه وسلم : القوم ما بين التسعمائة والألف .
ولما سألهم عن أسماء زعماء جيش المشركين ، فأخبراه ، قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: "هذه مكة قد ألفت إليكم بأفلاذ كبدها" .
1- دروس وعبر :
نستنبط مما مرّ من أحداث هذه الغزوة الدروس والعبر التالية :
أ- يشرع للمسلمين محاربة أعدائهم اقتصادياً ، كما ندب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه للتعرض لقافلة قريش .
ب- المسلمون يجاهدون لمرضاة الله تعالى ، ويقاتلون عدو الإسلام الذي يقف في وجه نشر دعوة الإسلام ، بينما يقاتل المشركون بطراً ومفاخرة ورياءً ، وطمعاً في حب الزعامة ، وكسب السمعة كما رأينا قول أبي جهل في عدم التراجع حتى يرد بدراً ويقيم عليها ثلاثاً ينحر الجزور .
ج- كان عدد المشركين ثلاثة أضعاف عدد المسلمين ، وكانت عدة المشركين في الإبل تعادل أضعاف عدة المسلمين ، كما كانت عدتهم في الفرسان تعادل خمسين ضعفاً من عدة المسلمين . وكانوا مستعدين عسكرياً معهم الدروع والأسلحة الكثيرة والتموين الكثير لأنهم خرجوا متجهزين تماماً للحرب ، بينما لم يكن المسلمون حين خرجوا يعتقدون أنهم سيحاربون ، وإنما كان عددهم وعدتهم واستعدادهم لمجرد أخذ القافلة التجارية .
د- كانت معنويات المسلمين عالية ، يتضح هذا من كلام أبي بكر وعمر وسعد بن عبادة عند الخروج من المدينة ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين . بينما كانت معنويات المشركين رغم كثرة عددهم ، ضعيفة ، وقيادتهم متصدعة فقد خرج كثير من زعمائهم خجلاً من العار أو محرجاً من البقاء في مكة عند النساء .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأسباب ، كما كانت له عناية عسكرية رائعة ، فهو يبعث عيونه لجمع الأخبار ويعتمد السرية ، وينظم الجيش ، ويحلل المعلومات الاستخبارية فيعرف عدد القوم من عدد ما يذبحون من جوز يومياً