الخلافة الإسلامية/ لأمير الشعراء أحمد شوقي

    • الخلافة الإسلامية/ لأمير الشعراء أحمد شوقي

      أحمد شوقي
      أمير الشعراء

      بـعثوا الـخلافة سيرة في iiالنادي.....أيـن الـمبايع بـالإمام iiيـنادي

      من بات يلتمس الخلافة في الكرى.....لـم يـلق غـير خـلافة iiالصياد

      ومـن ابـتغاها صـاحباً iiفمحلها.........بـين الـقواضب والـقنا iiالمياد

      أو فـي جـناحي عـبقري iiمارد...........يـفـري الـسماء بـجنة iiمـراد

      الـيوم لاسـمر الـرماح iiبـعدة.............تـغني ولا بـيض الـظبا iiبعتاد

      هـيهات عـز سـبيلها iiوتقطعت...........دون الـمـراد وسـائل الـمرتاد

      حـلت عـلى ذهب المعز iiطلاسم......ومشت على سيف المعز iiغوادي

      أيـن الـكرامة والـوقار iiلـجثة..............نـبشوا عـليها الـقبر بعد iiفساد

      والـميت أقـرب سلوة من iiغائب..........يـرجى فـلا يـزداد غـير iiبعاد

      قـل فيم يجتمع الرجال وما iiالذي...........يـبغون مـن دول لـحقن iiبـعاد

      مـا لـم يـبد منها على يد iiأهله.............أخـنى عـليه تـطاول iiالآبـاد

      لـم تـستقم لـلقوم خلف iiعمادهم..........هـل تـستقيم وهـم بغير iiعماد

      غـلبوا عليها الراشدين iiوضرجوا..............أم الـكـتاب بـجـبهة iiالـسجاد

      وبـنوا عـلى الدنيا بجلق iiركنها.............وعـلى عـتو الـملك في iiبغداد

      جـعلوا الهوى سلطانها ودعوا لها............مـن لا يـسد بـه مكان iiالهادي

      وأنـا الـذي مـرضتها في iiدائها...............وجـمعت فـيه عـواطف iiالعواد

      غـنيتها لـحناً تـغلغل في iiالبكا..............يـارب بـاك في ظواهر iiشادي

      ونـصرتها نصر المجاهد في iiذرا..............عـبدالحيمد وفـي جـناح رشاد

      ودفـنتها ودفـنت خير iiقصائدي..............مـعها وطـال بـقبرها iiإنشادي

      حـتى اتهمت فقيل تركي iiالهوى...........صدقوا هوى الأبطال ملء iiفؤادي

      وأخـي القريب وإن شقيت بظلمه.............أدنـى إلـي من الغريب iiالعادي

      والله يـعلم مـا انـفردت وإنـما..................صورت شعري من شعور iiالوادي

      كـنـا نـعـظم لـلهلال iiبـقية....................فـي الأرض من ثكن ومن iiأجناد

      ونـسن رضـوان الخليفة iiخطة.................ولـكل جـيل خـطة iiومـبادي

      وجـه الـقضية غـيرته iiحوادث....................أعـطت بـأيد غـير ذات iiأيادي

      مـن سـيّدٌ بـالأمس ننكر iiقوله.................صـرنـا لـفعال مـن iiالأسـياد

      إنـي هـتفت بـكل يـوم iiبسالة.................لـلترك لـم يـؤثر مـن iiالآساد

      فـهززت نـشأً لا يـحرك للعلا...................إلا بـذكـر وقـائـع iiالأنـجاد

      عـصف المعلم في الصبا iiبذكائهم............وأصـار نـار شـبابهم iiلـرماد

      ولـو ان يـوم الـتل يوم iiصالح...................لـحـماسة لـجـعلته iiإلـيـادي

      وفـد الـخلافة لا أنـبهكم iiعلى..............بـلـد حـفي بـالنزيل iiجـواد

      تـنسون في واديه لو نسي الحمى...........مـا قـد هجرتم من هوى iiووداد

      إن الـعلاقة بـيننا قـد iiوثـقت..................فـكأن عـروتها مـن iiالـميلاد

      جرح الليالي في ذمام الشرق iiفي........حـبل الـعقيدة فـي ولاء iiالضاد

      لـولا الأمـور لسار سنته iiالقرى..................وجـرى فـجاوز غـاية iiالأرفاد

      مـا فـي بـلاد أنـتم iiنـزلاؤها......................إلا قـضـيـة أمــة iiوبــلاد

      أتـحاولون بـلا جـهاد iiخـطة....................لـم يـستطعها الـترك بعد iiجهاد

      نفضوا القنا المنصور من iiتبعاتها...............والـظافرات الـحمر في iiالأغماد

      كـانت هي الداء الدخيل فأدبرت..............فـتماثلوا مـن كـل داء iiبـادي

      نـزعوا مـن الأعناق نير iiجبابر..................جـعلوا الـخلافة دولـة استعباد

      مـن كل فضفاض الغرور iiببرده.................نـمرود أو فـرعون ذو الأوتـاد

      تـروى بـطانته ويـشبع iiبطنه....................والـملك غـرثان الرعية iiصادي

      مضت الخلافة والإمام فهل iiمضى..............مــا كـان بـين الله iiوالـعبّاد

      والله مـا نـسي الـشهادة حاضر................فـي الـمسلمين ولا تـردد iiبادي

      خرجوا إلى الصلوات كل iiجماعة...............تـدعو لـصاحبها عـلى الأعواد

      والـصوم بـاق والـصلاة iiمقيمة...................والـحج ينشط في عناق iiالحادي

      والـفطر والأضـحى كـعادتيهما......................يـتـرديان بـشـاشة iiالأعـياد

      إن الـحضارة في اطراد iiجديدها.............خـصم الـقديم وحرب كل iiتلاد

      لا تـحفظ الأشـياء غـير ذخائر.....................لـلـعبقرية غـيـر ذات iiنـفاد

      هـي حـسن كل زمان قوم iiرائح..................وجـمال كـل زمـان قوم iiعادي

      تـمشي الـقرون بنور كل iiمكرر....................مـنها كـمصباح الـسماء مـعاد

      كـم مـن محاسن لايلاث iiعتيقها................فـي الهجرة اجتمعت وفي iiالميلاد

      أخذت أحاسنها الحضارة iiواقتنت...............روح الـبيان وقـول كـل سداد

      لم تحرم البؤس العزاء ولا iiالأولى................ضـلوا الرجاء من الشعاع الهادي

      الـقيد أفـسح من عقول iiعصابة..................زعـموا فـكاك العقل في iiالإلحاد

      سنن الزمان إذا جرت في iiوجهها...............ظـفـرت بـكل بـلادة iiوعـناد

      فـاشفوا الـممالك من قضاة iiصيّد..................قـعـدوا لـصيد ولايـة أو زاد

      وتـداركوها مـن عمائم iiصادفت.....................مـرعى مـن الأوقاف iiوالأرصاد

      وخـذوا سبيل المصلحين وأقبلوا....................روح الـزمان هـوامد iiالأجـساد

      ردوا إلـى الإيـمان أجمح iiعِلية.....................وإلـى مـراشده أضـل iiسـواد

      أمـم كـملموم الـقطيع ترى iiلهم.....................شـمل الـجميع وفـرقة الآحـاد

      يـدعون أبـناء الـزمان iiوإنـما............................جـمدوا ولـيس أبـوهم iiبـجماد