من الذي صنع العراق الجديد؟

    • من الذي صنع العراق الجديد؟

      من الذي صنع العراق الجديد؟

      احمد محمد هاشم


      لقد ساد فكر جمهور الرأي المتأثر بعقلية صنعتها سادية الزعيم العربي الأوحد وقائد الأمة العربية... وو
      إن العراق الجديد صنعته أيادي رجالات الـ CIA التي ركبت أسراب الدبابات الأنجلوامريكية لتنسحب هذه الأفكار على كل ما هو حضاري لتقول:
      إن الانتخابات كانت بظل الاحتلال, أو أنها تفقد الشرعية وان الدستور العراقي الدائم هو نسخة دستور ماسوني صنعته أروقة البنتاغون او الكنست لا فرق! المهم أن ترمى كل تحركات العمل السياسي الجديد في العراق بتهمة العمالة والى أخره من هذه المسميات المؤمنة بنظرية المؤامرة التي صنعتها عقلية الفكر القومي العربي.
      قبل أن ابرز الوجه الآخر الذي يفتقر فهمه كل أصحاب هذه المسميات؛ أقول: ما هو البديل لكل ما حصل في العراق الجديد من تحركات سياسية, هل نبقي الاحتلال؟ أم نحارب ونسيل الدماء؟ بطريق قطعا هي لا تملك الوجه الشرعي فيه( لان الاحتلال لم يدعي انه جاء؛ لإنهاء الدين الإسلامي ومثله وحضارة العراق كما فعل المغول والتتار في بغداد) هذا بغض النظر عن وجود جانب ادعاء الاحتلال انه لن ولم يبقى في العراق ما دام انه لن يحتاج له..
      ثم أي عقل ينص على التزام الدم مادامت خيارات السلم باقية، ثم ما هي ضمانات الحركات التكفيرية التي تستر بالظلام وتخفي وجوهها لاسيما أن أعمالها جاوزت الـ(95%) ضد الشعب العراقي ومقدراته لا الاحتلال ـ هذا إذا لم نقل أن أعمال العنف في العراق تصب مصب المنفعة للاحتلال وبقاءه هذا بغض النظر عن تصاريح زعيم الإرهاب بأن بقاء أمريكا نصرٌ له ـ ؟
      كما ولا أريد أن أعرج على صنمية حزب البعث وسفاحهُ صدام الكافر، فالقلم يعجز عن سرد جرائمه وسياساته للتطهير العِرقي والطائفي وطمس قيم ومبادئ الشعب العراقي وحضارته منذ جذر التأريخ الأول للإنسانية والى قِيمه الإسلامية العربية...
      وهنا لابد أن نخرج بنتيجة واحدة؛ وهي أن كل أوراق أصحاب(الزعيم الأوحد والدم) فاشلة وخاسرة، وهذا ما ثبت على مدى عقود من مسيرة التأريخ الحركة العربية بل والمنطقة ككل.. فالواقع يفرض انقلاب جذري وسلاح من نوع آخر! لا يمت بثقافة الانقلابات العربية التي تعلمت أن تضع دكتاتوريتها من العسكر القوي الذي يرأس انقلاب ويعلن بيان رقم(1)
      فالواقع يشهد بان أساس الانحطاط السياسي في عالمنا العربي جاء كنتيجة طبيعية لهذه الأفكار البالية.
      وعليه كان على العقل العراقي(جوهرة العالم), أن يقلب هذه النظرية البالية, وبالفعل هذا ما صنعه من دماء شهداء العراق ومفكريه منذ فيلسوف ومفكر قرن العشرين الإمام الشهيد محمد باقر الصدر والى تلميذه الإمام المفكر شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم وطيلة عقود من الجهاد المرير ووسط حمامات الدماء المليونية...
      ففي لحظة سقوط صنم الفاشي صدام نجد أن شهيد المحراب (قدس) قد كسر الصمت الذي كان ينتظر واقع بديل لكنه هذه المرة لن يكون كسوابقه من البدائل، نعم لقد بانت الثمرة اليوم وباتت تأتي أكلها...
      فما زالت حشرجات صوته القدسي ومن لحظة دخوله لحبيبه الوطن واستقباله المليوني! استقبال الفاتحين ليعلن للشعب العراقي وللمنطقة ككل: إن زمن الدكتاتورية ذهب وولا بلا رجعة وان عقلية القائد الضرورة غرقت كما اغرق الله فرعون، كما وأعلن أن لا وصاية للاحتلال على العراق ليغلق على التاريخ في أن يعيد نفسه في أن يأتي الاحتلال بملك يتأمر علينا.
      فقد صرح رحمة الله بكل جرءة؛ انه لن يسمح لأحد أيا كان احتلال أو من دول المنطقة في أن تتلاعب بمصير العراق والعراقيين...
      كما وانه صرح مرارا وتكرارا, في أن تاريخ العراق وحضاراته وقيمة الإسلامية لم ولن يتنازل عنها وسيدافع عنها مادام حيا, وأعلن أن الإسلام( هو دين الدولة) وهو يأمرنا أن نحمي حقوق العراقيين كافة فالإسلام هو صمام أمان لحماية الموزائيك العراقي بكل طوائفه ومشاربه، نعم انه يعيد للأنظار مشهد أبيه الإمام محسن الحكيم(قدس) حيث وقف وقفات شجاعة للدفاع عن المظلوم أيا كان...
      ولم يكن رحمه الله يتكلم بلا فعل أو واقع عملي, فقد بدأ بدعوة كل الحركات الوطنية والسياسية والدينية والعشائرية في تعبئتها لإبراز لبنات الدولة العراقية الجديد, ليفرض نفسه ألا وهو مجلس الحكم, ليبدأ رويدا رويدا يسحب البساط من تحت أرجل الأمريكان وتعينا من( وصاية بريمر), وليقول العراقي ها أنا ذا، وفي نفس الوقت كسر حاجز قدسية الحكومة, فهي موظفة لخدمة الشعب لا العكس وهي معرضة لأقسى أنواع النقد دون أن يكون هناك خوفا من رجل الأمن... وهكذا سار رحمه الله, لينتزع حضارة وتأريخ العراق من الركام إلى اشهق أنواع التوجه الحضاري..
      فانتخاب الفرد لمَن يمثّله أمر قدسي لا مناص عنه أبدا وصولا لضرورة أن يكون هناك صمام أمان يحفظ الشعب ويسد كل نوافذ نفوذ الدكتاتوريات وصناعاتها..
      نعم انه الدستور الذي يقف حائلا أمام أن يعيد التأريخ نفسه أو أن تقف عقارب الساعة فضلا عن أن تعود إلى الوراء ... نعم إن شهيد العراق شهيد المحراب أتقن بجهاده, أن يضيع على الاحتلال فرصته وأن لا تذهب دماء شهداء الماضين أدراج الرياح وعودة الدكتاتورية من جديد, فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.
      وأخيرا أقول هل لسياسات دولنا العربية. أن ينتقد الفرد دولته ورئيسه, أم انه ولد ليعبد رئيسه، وهل في سياسات دولنا العربية أن تطرح حيثية التعددية وضرورة مشاركة الجميع وهل وهل... أسئلة كثيرة نتركها لواقع مؤلم ذهب وولا في العراق إلى غير عودة أتمنى أن ينعم الله بها على اخوتي العرب...
    • تشكر اخي على المشاركة معنا في ساحتنا بهذا الموضوع
      هو واضح مثل الشمس الدستور ومن وضعه....الذي يبين اثار ايادي الدخلاء الذين فرضوا ارائهم وافكارهم الدنيئة في الدستور ليطبقها الشعب العراقي...والذين يريدون التفرقة بين المذاهب ونشر الفتنة بينهم

      نسال الله تعالى ان يوحد الشعب العراقي ويكون يدا واحدة لمواجهة هؤلاء الطغاة والوقوف ضد من يحاول نشر الحقد والفتنة بينهم