خصخصة نفط دعبول ! " قصة غير مباشرة "

    • خصخصة نفط دعبول ! " قصة غير مباشرة "



      يقف دعبول امام التنور او الصوبة، ويبدا عملية التقطير المنظم حتى تنطلق النار عالية ..
      اكتشفت نويرة إمرأة غراب الامر ، عندما شاهدت الصبي يتبوّل على محرقة صغيرة للنفايات ، في راس الشارع ،كان دعبول يلهو ويمرح وهو يزيد نارها اشتعالا ، بدأت نويرة رحلتها في مراقبة هذه الظاهرة الغريبة ، خاصة وهي من الشخصيات المهتمة بتسجيل الظواهر الغريبة ومراقبتها.‏ حصلت نويرة اخيرا على عينة من بول دعبول ، وادخلتها مختبراتها المتطورة وجاءت النتيجة :

      * ‏نفط

      انتشر الخبر بسرعة، واحتشدت النسوة امام بيت ام دعبول ، يحملن صفائح من مختلف الاحجام ، للحصول على النفط . دعبول وجدها لعبة مسليّة اعادت له توازنه النفسي المفقود من جراء اهماله من قبل امه وذويه ، وراح يعمل بحيوية ومرح على تلبية احتياجات ابناء القطاع الذين سعدوا بهذا الطفل المعجزة ، وهو يحل واحدة من اعقد ازماتهم ، التي لم يستطع السيد بحر العلوم بكل شهاداته التي جلبها من لندن حلها .

      جاء خنجر بقبعة سوداء وبعقليته التجارية الاستغلالية، وعرض على ام دعبول مبلغا خياليا مقابل ان يستثمر في حقول مثانة ابنها لمدة عشرين عاما، موضحا لها اهمية الصفقة التي تدخل في نطاق خصخصة المرافق الحيوية جدا .

      ومن جراء هذه الصفقة المريبة انقسم اخوال دعبول واعمامه على احقية الحصول على الجزء الاكبر من الصفقة . الاعمام قالوا بما انه (‏ولد ) ‏فهو بالضرورة من سلالتنا المباركة لذلك فان مثانته هي ارث مشروع لنا وقد سبق لجدنا شدهان ان تبول نفطا اسود في العشرينيات من القرن الماضي . (‏ثلثين الولد من خاله ) ‏كانت هذه هي حجة الاخوال في الاستحواذ على ثلثي العائدات .

      الامور لم تقف عند هذا الحد ، حيث ان الاخوال من المجلس الاعلى ، فيما الاعمام من التيار الصدري استعان الطرف الاول بالمرجعية التي اعلنت عدم تدخلها في الشان السياسي ، شريطة ان تكون حصتها (‏الخمس) ‏من الواردات مضونة ، اما الاعمام فرفضوا اي نظام فيدرالي لمثانة الصبي وقالوا ان العائدات هي من حصتهم , ‏وان دعبول ومثانته يقعان ضمن مناطق نفوذهم ، اجتمعت الاطراف الاساسية ، واعني بها رؤساء الكتل والائتلافات الرئيسية في الجمعية الوطنية، وقرروا ان عائدات دعبول ملك لكل ابناء الشعب العراقي ، توزع بينهم بالتساوي ، واقترحت اللجنة الفنية المشكلة لاعداد مسودة قانون دعبول ، على تركيب عدادات دقيقة على (‏بلبوله) ‏الذي يخضع لحراسة مشددة من القوات الامريكية.

      اشتبكت الامور وتصاعدت حدة التنافس ، تدخلت شركات عالمية لدراسة الاحتياطي المخزون في مثانة دعبول وجاء في تقرير هاليبورتون :

      ((‏ان الكميات المكتشفة تقدر ب112 ‏مليار برميل ، اما الاحتياطات المتوقعة فقد ترفع دعبول الى صاحب الاحتياط الاول في العالم ،))

      دعبول المحتجز في المنطقة الخضراء برفقة امه ومربية امريكية ومجموعة خبراء ، هدد بايقاف الانتاج اذا لم يترك حرا طليقا مع اصدقائه ، يسرح ويمرح في شوارع قطاع 41 ‏.



      ولما رفضت جميع الاطراف تلبية مطالبه السخيفة وغير المسؤولة ، كونه غير قادر على ادارة مثانته بنفسه ، عمد الصبي الى اتخاذ قرار خطير ، وقام بتنفيذ قراره بعد ساعات ، حيث اطلق العنان ل (‏صنبوره ) ‏ليتدفق منه نفط مكرر يعتقد انه من نوع البنزين الذي يستخدم كوقود للطائرات ، احترقت المنطقة الخضراء واحترقت المناطق المجاورة لها ، واستمر الحريق يتصاعد ولم تنفع معه كل محاولات الدول العظمى لاخماده بالطائرات المروحية التي ملأت سماء العراق ,
    • تصور رائع ...وقصة تروي الحقيقة التي تحدث في العراق على مرأى الممثلين من الاعمام والاخوال وفهم مغزى القصة وهدفها
      نتمنى ان يوقف دعبول صنبوره لئلا يستغله الجميع من الاعمام والاخوال ولينفع نفسه هذه الثروة التي يطمع الجميع ان ينالها.

      تشكر اخي على المشاركة بهذا الموضوع