ساعدونــــــــــي

    • ساعدونــــــــــي

      هلا أخواني شحالكم ...
      لو تساعدوني شوي أريد شرح أبيات خمس رسائل الى أمي لنزار قباني بالصف 12 والموضوع الثاني يا ريح لبدر شاكر السياب..
      لانه مليت دورت وما حصلت .
      تحياتـــــــــــــــــي: هــــــــــنـــــــــــــادي$$e
    • نزار قباني


      الرحلة الخرافية
      1
      صباحُ الخيرِ يا حلوة..
      مضى عامانِ يا أمّي
      على الولدِ الذي أبحر
      برحلتهِ الخرافية
      وخبّأَ في حقائبهِ
      صباحَ بلادهِ الأخضر
      وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
      وخبّأ في ملابسهِ
      طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
      وليلكةً دمشقية..



      معاني الكلمات:


      الخيرِ:النماء والطيب واليُمن
      حلوة: جميلة حسناء
      مضى: ذهب وغادر
      الولدِ : المقصود به الشاعر
      أبحر: ركب البحر
      الخرافية: الخرافة هي الكلام المكذوب المستملح
      وخبّأَ: ستر وحفظ

      الجماليات:

      أبحر برحلتهِ الخرافية: عبر عن سفره وابتعاده عن أحضان أمه بالقصة والأسطورة الخرافية ؛ لأن ابتعاده لم يحدث حقيقة لوجود الوطن معه بكل تفاصيله ، وحب الوطن باق بداخله.
      وخبّأَ في حقائبهِ صباحَ بلادهِ الأخضر وأنجمَها، وأنهُرها: استعارة مكنية ، حيث شبه الصباح والأنجم والأنهر بمواد يحملها المسافر معه في حقائبه.
      ( مضى- أبحر- خبّأَ ) استخدم الشاعر في هذه الرسالة الأفعال الماضية للدلالة على تحقق حدوثها.
      يا حلوة.. يا أمّي : أسلوب إنشائي طلبي نداء، واستعملت الياء للدلالة على البعد.
      بقية الأساليب المستخدمة في الرسالة الأولى كلها خبرية تفيد التقرير.


      غربة وحنين

      2
      أنا وحدي..
      ومنّي مقعدي يضجر
      وأحزاني عصافيرٌ، تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر
      عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
      عرفتُ حضارةَ التعبِ..
      وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ،
      طفتُ العالمَ الأصفر
      ولم أعثر..
      على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
      وتحملُ في حقيبتها إليَّ عرائسَ السكّر
      وتكسوني إذا أعرى
      وتنشُلني إذا أعثَر
      أيا أمي.. أنا الولدُ الذي أبحر
      ولا زالت بخاطرهِ
      تعيشُ عروسةُ السكّر
      فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
      غدوتُ أباً.. ولم أكبر؟



      معاني الكلمات:

      يضجر :يمل
      بيدر : القمح بعد تقويمه ، ج\ بيادر
      الإسمنتِ : مسحوق يستعمل للبناء
      وطفتُ: درت وجلت
      ولم أعثر: لم أجد
      تمشّطُ : تسرح
      شعريَ الأشقر: أشرب بياضه حمرة \ أصفر يميل إلى الذهبي
      عرائسَ السكّر : م\ عروسة : دمية
      وتكسوني: تلبسني
      إذا أعرى: تجردت من الثياب
      وتنشُلني: تحملني وتنزعني بسرعة
      أعثَر: أكبو وأسقط
      بخاطرهِ: قلبه ونفسه،ج\ خواطر
      غدوتُ : صرت وأصبحت

      الجماليات:

      مقعدي يضجر: استعارة مكنية ، شبه المقعد بالإنسان الذي يحس ويشعر بالملل والضجر من كثرة جلوس صاحبه عليه.
      وأحزاني عصافيرٌ: تشبيه الأحزان بالعصافير التي تتواجد في كل مكان أينما ذهب.
      عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ: استعارة مكنية ، شبه المواد الجامدة بإنسان له عواطف وقد تعرف عليها.
      حضارةَ التعبِ: شبه التعب بحضارة ؛ وذلك لكثرة تعبه جرّاء ابتعاده.
      تعيشُ عروسةُ السكّر: شبه دمية السكر بمن يعيش ويبقى وهذا يدل على بقاء ذكريات الطفولة بباله على الرغم من كبر سنه.
      فكيفَ.. فكيفَ يا أمي غدوتُ أباً.. ولم أكبر؟ : أسلوب إنشائي طلبي، استفهام الغرض منه التعجب وإظهار الدهشة.
      بقية الأساليب خبرية.


      فلة أبي
      3
      صباحُ الخيرِ من مدريدَ
      ما أخبارها الفلّة؟
      بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
      تلكَ الطفلةُ الطفلة
      فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
      يدلّلها كطفلتهِ
      ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
      ويسقيها.. ويطعمها
      ويغمرها برحمتهِ..
      .. وماتَ أبي
      ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
      وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
      وتسألُ عن عباءتهِ..
      وتسألُ عن جريدتهِ..
      وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ عن فيروزِ عينيه
      لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
      دنانيراً منَ الذهبِ..


      معاني الكلمات:

      الطفلةُ: حديثة السن
      يدلّلها : يعاملها بحب وحنان ولطف
      ويغمرها : يفيض
      برحمتهِ: رقة وعطف
      وتبحثُ : تفتش
      أرجاءِ غرفتهِ: أنحاء
      عباءتهِ: كساء مشقوق واسع بل كمين يلبس فوق الثياب،ج\ أعبئة.
      جريدتهِ:صحيفة يومية تنشر أخبارا ومقالات، ج\ جرائد
      دنانيراً منَ الذهبِ: المقصود أشعة الشمس

      الجماليات:

      تلكَ الطفلةُ: شبه شجرة الفل بالطفلة الصغيرة المليئة بالنضارة والجمال.
      يدلّلها كطفلتهِ : تشبيه.
      ويسقيها.. ويطعمها ويغمرها برحمتهِ: كناية عن اهتمام والده بالنباتات.
      يغمرها برحمتهِ: شبه الرحمة بالشيء المادي كالماء الذي نفيض به على أحد ما.
      تعيشُ بحلمِ عودتهِ ،وتبحثُ ، وتسألُ ...: استعارات مكنية حيث يشبه الشاعر الفلة بإنسان يحلم ويسأل وينتظر غائبا لأنه يحن ويشتاق إليه.
      لتنثرَ فوقَ كفّيهِ.. دنانيراً منَ الذهبِ: تضمين من بيت للمتنبي ، ويقصد نزار بدنانير من الذهب أشعة الشمس التي تخلل أوراق الشجرة فتسقط كأنها قطع ذهبية دائرية الشكل لامعة.



      دمشق الحاضرة الغائبة

      4
      سلاماتٌ.. سلامات..
      إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
      إلى أزهاركِ البيضاءِ..
      فرحةِ "ساحةِ النجمة" ..
      إلى تختي، إلى كتبي،
      إلى أطفالِ حارتنا..
      وحيطانٍ ملأناها بفوضى من كتابتنا..
      إلى قططٍ كسولاتٍ
      تنامُ على مشارقنا
      وليلكةٍ معرشةٍ على شبّاكِ جارتنا ..
      مضى عامانِ.. يا أمي
      ووجهُ دمشقَ،
      عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
      يعضُّ على ستائرنا..
      وينقرنا، برفقٍ من أصابعنا..
      مضى عامانِ يا أمي
      وليلُ دمشقَ .. فلُّ دمشقَ
      دورُ دمشقَ
      تسكنُ في خواطرنا
      مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
      كأنَّ مآذنَ الأمويِّ قد زُرعت بداخلنا
      كأنَّ مشاتلَ التفاحِ تعبقُ في ضمائرنا
      كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
      جاءت كلّها معنا..



      معاني الكلمات:

      وحيطانٍ: جدران
      كسولاتٍ : خاملات وضدها نشيطات
      مشارقنا : م\ مشرق: جهة شروق الشمس
      ٍ معرشةٍ : مرفوعة الأغصان
      يخربشُ: خربش: أفسد ولم يحكم الشيء ولم يتقنه
      جوانحنا : م\ جانحة: الضلوع
      يعضُّ : يمسك بأسنانه\ يلزم الشيء ويستمسك به
      ستائرنا: م\ ستارة : ما يستر به، ما أسدل على نوافذ البيت وأبوابه حجبا للنظر.
      وينقرنا: يضرب ويقرع
      برفقٍ : بلطف
      مآذنها: م\ مئذنة: النارة يؤذن عليها.
      تضيءُ على مراكبنا : تشرق على سفننا
      مشاتلَ التفاحِ : م\ مشتل: أرض يبذر فيها تابذر حتى إذا مضى عليه شهر أو أكثر نقل ليغرس في مكان آخر.
      تعبقُ : تقيم ، عبق به : لزق وظهر فيه رائحة

      نزار يحن إلى بيته الدمشقي القديم الكبير ، يشعر بالغربة بعيدا عنه، يشتاق إلى تفاصيل الطفولة فيه.. إلى ذكرى أخته الراحلة.. إلى أبيه المناضل الذي يفخر به.. للياسمين حقوق في منازلنا..وقطة تغفو حيث ترتاح..
      نزار يحن إلى مجد أمته الزائل، إلى زمان الفاتحين ، والمسجد الأموي هو الشاهد .

      الجماليات:

      سقانا الحبَّ والرحمة: شبه البيت بمن يسقي، وشبه العواطف من الحب والرحمة بالماء الذي يروي العطش.
      وجهُ دمشقَ : شبه دمشق بامرأة جميلة التي لا تفارق محياه ، استعارة مكنية.
      ووجهُ دمشقَ، عصفورٌ...: شبه وجه دمشق بالعصفور الذي يخرج ما بضمائر الإنسان ، ويأتي أمام ستائر منزل الشاعر في غربته، ويضرب أصابع الشاعر برفق ولين ، وكل ذلك يدل على وجود دمشق ( موطن الشاعر) معه أينما يذهب ، فدمشق لا تفارقه أبدا ؛ لشوقه وحنينه الدائم إليها بما فيها ومن فيها.
      وليلُ.. فلُّ ..دورُ دمشقَ تسكنُ في خواطرنا: استعارة مكنية : كأن القلب مكان واسع يضع فيه الشاعر كل ما يحب ليقيم ويستقر فيه.
      مآذنَ الأمويِّ : الشاهد على الكبرياء العربي ، إنه الرمز الذي يتطلع إليه دائما ليبكي تاريخ أجداده الخلفاء الذين حكموا العالم .. حكموا المكان الذي يقف فيه وهو يكتب بعض رسائله..
      كأنَّ مآذنَ الأمويِّ قد زُرعت بداخلنا: يشبه مآذنَ الأمويِّ بالبذور التي تزرع وتقوى وتثبت في مكانها فمن الصعوبة أو المحال اقتلاعها.
      كأنَّ مشاتلَ التفاحِ تعبقُ في ضمائرنا : تشبيه الضمير بالمكان الذي تقيم به مشاتل التفاح وتنشر فيه عبير التفاح ورائحته التي يتذكر بها موطنه الأم.
      كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ جاءت كلّها معنا: شبه الجماد من الحجارة والضوء بالإنسان الذي يتحرك ويجئ ، وهو بهذا يبين أنه يذكر وطنه بكل شيء يلقاه حتى الحجارة ، كناية عن حب الشاعر لبلده وقوة انتمائه إليه والحنين والشوق بداخله.


      أيلول الحزين

      5
      أتى أيلولُ يا أماهُ..
      وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
      ويتركُ عندَ نافذتي
      مدامعهُ وشكواهُ
      أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
      أينَ أبي وعيناهُ
      وأينَ حريرُ نظرتهِ ، وأينَ عبيرُ قهوته
      سقى الرحمنُ مثواهُ..
      وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ. وأين نُعماه؟
      وأينَ مدارجُ الشمشيرِ.. تضحكُ في زواياهُ ؟
      وأينَ طفولتي فيهِ؟
      أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
      وآكلُ من عريشتهِ
      وأقطفُ من بنفشاهُ
      دمشقُ، دمشقُ..
      يا شعراً
      على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ


      معاني الكلمات:

      نافذتي : فتحة في الجدار ، الشباك.
      مدامعهُ: م\ مدمع : مجتمع الدمع في نواحي العين.
      وشكواهُ : تظلمه ، وما يؤلم.

      عبيرُ: شذا ورائحة.
      سقى الرحمنُ مثواهُ: دعاء بأن يروي الرحمن منزل واله ومستقره.
      رحابُ : سعة.
      مدارجُ: طريق ومسلك.
      أجرجرُ: أجذب وأسحب.
      ذيلَ قطّتهِ : ذنبها.
      وأقطفُ : أقطع .
      حدقاتِ : م\ حدقة، سواد مستدير وسط العين.
      يعبر الشاعر عن مشاعر المغتربين من أبناء أمته في مشارق الأرض ومغاربها، الذين يحلمون بلحظة العودة إلى الوطن .. إلى أحضان أمهاتهم.

      الجماليات:

      أتى أيلولُ : استعارة مكنية
      يا أماهُ: نداء يحمل بداخله نوعا من الألم والتوجع لبعده.
      وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ : استعارة مكنية، شبه الحزن بالإنسان الذي يقبل محملا بالهدايا.
      ويتركُ عندَ نافذتي مدامعهُ وشكواهُ : شبه الدموع والشكاوى بأشياء مادية تترك عند الشباك.
      مدامعهُ : مجاز مرسل علاقة محلية ، فقد قصد الدموع لكنه ذكر المدمع ،والمدمع مكان الدموع أي العين.
      حريرُ نظرتهِ: شبه نظرة والده بالحرير لنعومة ورقة المعاني التي تبعثها نظراته الدافئة الحنونة إلى أبنائه.
      مدارجُ الشمشيرِ تضحكُ في زواياهُ : استعارة مكنية شبه الطريق المنحني بإنسان يضحك، كناية عن بهجة الحياة وسرورها في الموطن.
      دمشقُ.. يا شعراً : شبه دمشق بالشعر الجميل الذي كتب بكل عناية واهتمام .
      أينَ دمشقُ؟ أينَ أبي وعيناهُ وأينَ حريرُ نظرتهِ ، وأينَ عبيرُ قهوته...: أساليب إنشائية طلبية \ استفهام و الغرض البلاغي منها التمني والتحسر على الماضي الجميل.
      الأساليب الخبرية تحمل معاني الشوق و الحنين والألم.


      نظرة أخيرة على الرسائل الخمس:

      يعلن نزار قباني في رسائله الخمس حنينه إلى نفسه .. إلى حقيقته .. إلى نزار قباني الطفل العاشق للحياة .. وكأنه تمرد على وضعه الدبلوماسي .. يعلن تمرده على ملابسه الرسمية.. ليهرب إلى أحضان أمه .. إلى أم المعتز والته التي يضعها في المقدمة .. ذلك الحب الخالد الذي لا يخشى إعلانه أمام حبيباته وزوجاته .. نزار مقتنع بأن تحرير النساء يبدأ بتحرير الأمهات.
      قضى الشاعر عمره مغتربا مرة ، ونافيا نفسه مرة أخرى ؛ لذلك غربته لم تكن عن والدته فقط .. بل عن مدينته أيضا .. عن دمشق.. تلك المدينة التي عشقها حتى الثمالة.. فحملها معه إلى أقاصي الدنيا.. فأحبها وأحبته، وظل وفيا لها حتى لحظته الأخيرة : " أعيدوني للتي علمتني أبجدية الياسمين ".
      الشاعر في رسائله مهتم بالتفاصيل الصغيرة ، فهو ينقلنا إلى عوالمه الخاصة به ، وكأننا نعيش معه الحالة .. إلى بيته .. وحارته.. وجارته.. وأطفال الحي.. والجريدة .. ولا ينسى ورود الشام ... إنه يتحكم بعواطفنا، فيجعلنا نحب ما يحب ونكره ما يكره!!!
      نزار قباني أراد أن تكون قصيدته قابلة للنشر منذ البداية.. فهي ليست رسالة شخصية .. ولا تحمل هما عائليا ؛ هي رسالة لنا جميعا بقدر ما هي رسالة إلى أمه


      --------------------------------


      ياريح


      في الغالب يركز الشاعر كل جهوده في البيت الأول من القصيدة، إذ يكون ما بعدها غالباً تفسيراً لها. وتمثل كذلك المحور الذي يدور عليه النص فيما بعد، إذ تتعلق الأجزاء الباقية من النص بالجملة الأولى بوسيلة ما ، فلا بد من فهم نفسية الشاعر من البيت الأول لتستطيع أيها الطالب استيعاب ومتابعة مشاعره خلال القصيدة.

      لنبدأ الآن باستعراض الشرح :


      يستهل الشاعر قصيدته بنداء الريح وقد خص الريح بالنداء ليبين لنا نقطة التشابه بينهما وهي تقلب حالهما، فهما لا يستقران ، ويمران بظروف شتى ، وقد استخدم الشاعر قافية الراء المكسورة ليوضح حالته الكسيرة المليئة بالأحزان ، يلفت الشاعر الريح إلى ما فعلته به ، فقد أثارت أحزانه المكبوتة ، أشجانه المشتعلة ، إن قلبه مليء بالهموم ، وهذا الأمر يشبه حالة الغابات عندما تشتد الحرارة فتشتعل النيران وتنتشر الحرائق بفعل الريح ، ثم يطلب منها أن ترفق به وتعطف بقلبه الملتاع المحترق من الهم ، ويبين أن الريح قد أثارت ما بداخل قلبه أمور ظاهرة أو مخفية لا يكشفها لأحد وقد نسيها ومر عليها الزمن أو تناساها فلم يعد يذكرها وقد خمدت مثل النار المشتعلة إلا أن الريح أيقظت مشاعر قلبه الحزينة بالجذب والتذكير بما مضى من الهم والحزن.


      ويرى الشاعر أن صوت الريح مخيف ومفزع فصوتها زئير يشبه زئير الأسد الضاري المولع بأكل اللحوم ، فهو يتعجب من شدة صوتها الممزوج بالألم والحزن فهل ابتليت بفقد عزيز من الأصحاب أو الجيران ، أيضا يتعجب من حال الريح التي تبدو كأنها في هم وخوف مثله أي مثل الشاعر الغريب غريب الزمن والدار ؛ لأنه بعيد عن الأصحاب فيحس أن المكان غريب عنه لغربة الناس فيه وابتعاد الأصحاب والخلان عنه.


      يستكمل الشاعر تساؤله حول حزن الريح : فهل فقدت ابنا أو عزيزا وحيدك وبقيت في هذه الدنيا تطلبين حقه والثأر من قاتله، والشاعر لا يرى أن الريح قد فقدت أحدا مألوفا لديها أو تألمت لفقده ، ولم يكن عندها أحلام وأمنيات أرادت تحقيقه والوصول إليها ، فأنت لست مثلي ؛ لأنك تعيشين في هذه الحياة تنفعين الخلق والناس بعملية تقريب السحب وتلاقيها وبعدها ينزل المطر بإذن الله ، وهبوبك الخفيف العليل يمتع النفس الإنسانية المتعبة المرهقة بما تحملين مع نسيمك العليل من روائح ذكية وعطرة ، لكن عصفك الشديد يفزع ويخيف .


      ثم يبدأ الشاعر بالتمني ، فيتمنى أن تكون لنفسه صفات الريح ليطهر ويخلص الكون من الشر والأشرار ثم ينشر الخير ويعممه على كل أرجاء الأرض ، مثل الريح التي تساعد في عملية نقل حبوب اللقاح من شجرة إلى أخرى فتثمر الأشجار وتبدأ حياة جديدة مليئة بالحيوية والنشاط ، ويستبعد الشاعر حصول هذا الأمر لأن كل شيء بأمر الله وله في خلقه شؤون ولكل أمر حكم ومقدار.


      الشاعر يتمنى أن تعيره الريح جناحا يحلق به كالطائر المغرد الذي ينتقل بكل حرية وسعادة لا لوم ولا بعد ولا هم ولا حزن فقط هناك أغاريد وأشعار وحدائق وأزهار ، ينتقل من غصن إلى آخر منشدا مترنما بأشعاره الحالمة التي تنطلق مع الريح بحرية.


      يسأل الشاعر الريح عن سبب تقلبها الدائم وعدم استقرارها لا بأرض ولا مكان عال ، ويبثها حزن قلبه وسبب همه وحرقته وهو أن أصحابه قد خانوه وغدروا بالعلاقة التي كانت بينهم، فليت نفسه ملك في الكون وحوله الجنود العظيمة التي يسيرها ولا تسيره ، ويطلب أخيرا من الريح العطف وتبادل الحب لأنه لن يعطي الحب والعطف لمن لا يستحق.
    • [align=center]تسلــــــــمـــــــــين رومنسية حلوة ومشكورة بس كنت أريد باضبط شرح الابيات لكن ما عليه .
      يعطيج ألف عافية....

      تحياتي : هـــــــنـــــــادي[/align]
      $$e