((|«ضغوط العمل اسبابها وطرق علاجها|))

    • ((|«ضغوط العمل اسبابها وطرق علاجها|))

      تحياتي للجميع ..
      يعتبر العمل المنظم سمة أساسية من سمات العالم المعاصر ، كما يعتبر حاجة ضرورية للناس لأنه يشكل مصدر رزقهم ، ويشكل مصدراً لمقابلة حاجاتهم النفسية والإجتماعية وغيرها ، لكن في الجهة المقابلة لهذه الأهمية والفوائد ، نجد أن للعمل المنظم جوانب أخرى يرتبط بعضها بعض ، مما يترتب عليه وجود معوقات وضغوط نفسية وذهنية وبدنية ، تترتب عليها آثاراً سلبية وإيجابية على الفرد والتنظيم الإداري على حد سواء ، ويختلف الأفراد تبعا لشخصياتهم وقدراتهم في الاستجابة والتكيف مع هذه الضغوط 0

      حيث تولد هذه الضغوط وتعرف ما يسمى "ضغوط العمل" حالات عدم الإتزان النفسي والجسمي ، تنشأ هذه الضغوط من عوامل مرتبطة بالعمل أو البيئة المحيطة به ، الأمر الذي يحتم على المنظمات الحديثة البحث عن الحلول لمواجهة مثل هذه المشاكل ، سعيا للحد منها أو القضاء عليها 0

      سأحاول إلقاء الضوء على مصادر ضغوط العمل والآثار المترتبة عليها ، وتحديد الاستراتيجيات العامة المتاحة للتعامل مع هذه المشكلة ، للحد من الآثار السلبية الناتجة عنها على المستوى الفردي أو مستوى المنظمة بشكل عام 0
    • الجزء الثاني ..

      مفهوم ضغوط العمل:

      إن ضغط العمل هو تجربة ذاتية تحدث لدى الفرد ، يمكن أن تؤثر على الفرد محدثة اختلالاً نفسياً كالتوتر والعصبية أو القلق الدائم أو الإحباط ، أو إختلالاً عضوياً كسرعة ضربات القلب أو ارتفاع ضغط الدم ، وآلام القولون والمعدة ، وفقدان الشهية ،

      وبالإضافة إلى الأعراض الفردية هناك أعراض تنظيمية من أهمها إرتفاع معدل الغياب عن العمل ، وإرتفاع معدل الدوران الوظيفي ، وظهور مشكلات في العلاقات الصناعية ، وتدني ضبط الجودة 0

      ويحدث هذا الضغط نتيجة لعوامل مختلفة قد يكون مصدرها البيئة أو المنظمة أو الفرد نفسه ، نتيجة وجود ما يحد من مقدرة الفرد على مساير وتيرة العمل بالسرعة والكيفية المطلوبة والتي تحقق النتائج المستهدفة 0
    • موضوع بالفعل مفيد

      أول ما شفت الموضوع شدني كثير بصراحة لانه فعلا ضغط العمل يأثر في كل شئ في الصحة والحالة النفسية .ولما الواحد يجلس يفكر فيها عن جد بيلاحظ انه اذا ما ما وضع حل للمشكلة هذه بتودي لحاجات اكبر واكبر....وألله يعين الواحد .

      ننتظر منك أخي الكريم لترشدنا لما يساعدنا في حل هذه المشكلة....

      وجزاك الله كل خير ويجعله في ميزان حسناتك
      ســــــــــــــــــــــبحان الله ،،والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر
    • موضوع رائع |a

      بارك الله فيك وأحسن اليك

      ننتظر تواصلك
      أكتب ما اشعر به وأقول ما أنا مؤمن به انقل هموم المجتمع لتصل الي المسئولين وفي النهاية كلنا نخدم الوطن والمواطن
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      أخي الكريم جابر الخاطر

      في البداية أحب أن أثني عليك لحسن اختيارك لهذا الموضوع

      فضغط العمل موضوع حيوي يعاني منه معظم العاملين ان لم يكن جميعهم

      فالكل يعمل ويركز بعمله بساعات يقضيها في مكان واحد ولهدف واحد وقد تتعدد الأهداف والمسؤليات التي تلقى على عاتق الفرد مما يضطره الى التفكير كثيرا والاجهاد العقلي والنفسي أيضا المتولد في معظم الأحيان من الاجهاد الجسمي

      والعلاج الوحيد من وجهة نظري لضغوط العمل التي نعانيها هي تخصيص وقت محدد منتظم لاستعادة الراحة النفسية والجسدية كأن يقوم الفرد بالاسترخاء أو السباحة أو ممارسة هواية يحبها بعيدا عن المحيط الخارجي الذي قد يزيد من ضغط نفسه

      طبعا ... سأكون متابعة لموضوعك متمنية تواصلك الدائم
      وطرح مثل هذه المواضيع المفيدة

      تحياتي اليك
      أم حيدر علي
    • تحياتي للجميع ..
      شكرا لكم جميعا .. أخجلتمونا .. وإن شاء الله سأقوم خلال اليومين القادمين بتجميع المادة حول الجوانب المختلفة للموضوع .. وسأوافيكم بها صباح يوم السبت بمشيئة الله ..
      والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل ..
      ودمتم بعافيه ..
    • الجزء الثالث

      مسببات ضغوط العمل:

      تنشأ ضغوط العمل من مسببات كثيرة ، حتى أنه يمكن القول بأن أي شي داخل العمل قد يكون مصدراً أو سببا من مسببات ضغوط العمل ، وفيما يلي نعرض أهم الأسباب الموجودة في العمل أو بيئته وهي:
      1. صعوبة العمل 0
      2. مشاكل الخضوع للسلطة 0
      3. عدم توافق شخصية الفرد مع متطلبات التنظيم 0
      4. التنافس على الموارد 0
      5. صراع الأدوار 0
      6. عدم وضوح العمل وتحديد الأدوار 0
      7. اختلال ظروف العمل المادية 0
      8. اختلال العلاقات الشخصية 0
      9. الأحداث الشخصية 0
      10. تأثير شخصية الفرد 0

      وسوف نتناول هذه الأسباب بشي من التوضيح البسيط وفق الآتي:
    • الجزء الرابع: شرح مسببات ضغوط العمل:

      صعوبة العمل:
      لا شك أن صعوبة العمل أو عدم المعرفة الجيدة لدى العامل بالعمل المكلف به ، أو لعدم فهمه لجوانب العمل المختلفة ، مما يحدث لديه عدم التوازن ، وهنا يأتي دور المشرف ونظام الإدارة للحد من ذلك ، بوجود بطاقات وصف العمل يقوم المشرف بإطلاع العامل عليها ، وعدم شرحه لها يزيد من شعور العامل بصعوبة العمل ، وقد ترجع صعوبة العمل أحياناً إلى زيادة حجم العمل عن نطاق الوقت المخصص لأدائه ، أو أكبر من قدرات العامل 0

      مشاكل الخضوع للسلطة:
      تتميز المنظمات بوجود هيكل متدرج من السلطة الرسمية ، وفق التسلسل الإداري لكل جهة ، فكل رئيس يمارس نفوذه وسلطته على مرؤوسيه ، ويختلف المرؤوسين في قبولهم لنفوذ وسلطة الرؤساء ، وعادة ما يطلب أو يلزم المرؤوسين بالإمتثال لسلطة الرؤساء ، وهذا ما يؤدي إلى الشعور بالتوتر لدى البعض 0

      عدم توافق شخصية العامل مع متطلبات التنظيم:
      تميل المنظمات إلى أن تأخذ الشكل البيروقراطي المتقيد بلوائح وإجراءات رسمية ، والمعتمد على نظم إشراف متشددة ، والمرتكزة على سياسات رشيدة وموضوعية لا تأخذ في الحسبان الإعتبارات الشخصية ، ويتعارض ذلك عادة مع رغبة العاملين في التصرف بحرية ، وكذلك مع حاجتهم للنمو وتأكيد الذات ، ويلقي هذا التعارض بضلاله على نفسية العاملين مما يولد ضغوطاً نفسية 0

      التنافس على الموارد:
      ينظر دائماً إلى الموارد على أنها نادرة أو محدودة ، وتتنافس الأقسام والإدارات والأفراد في الحصول على أكبر قدر من هذه ا لموارد ، ويتطلب ذلك اللجوء إلى المساومة والمناورة والمقارضة ، وهي أمور قد تؤدي إلى الشعور بالضغط النفسي 0

      صراع الأدوار:
      يلعب الفرد عدة أدوار ، أي أنه يقوم بمحاولة مقابلة التوقعات المختلفة التي يراها وتودها الأطراف المختلفة منه ، وأحياناً تكون هذه الأدوار (أو التوقعات) متعارضة مع طلبات وتوقعات الرؤساء المختلفين لمرؤوس واحد ، ولو أضفت إلى هذا رغبة المرؤوس أن يلتزم بمعايير الجماعة ، ورغبته في تحقيق طموحاته الشخصية فإن الأمر يزداد تعقيداً ويزيد هذا الوضع من الضغط النفسي 0

      عدم وضوح العمل والأدوار:
      ويعني هذا عدم تأكد الفرد من تعريف واختصاصات عمله ويؤدي هذا إلى عدم تأكد الفرد من توقعات الآخرين عنه فيما يجب عمله أو ما يجب أن يؤديه أو التصرفات الواجب أن يسلكها ، مما يؤدي إلى شعور الفرد بعدم سيطرته على عمله ، وسيزيد من الشعور بالضغط النفسي 0

      اختلال ظروف العمل المادية:
      إن إختلال ظروف العمل المادية من إضاءة ، وحرارة ، ورطوبة ، وتهوية ، وضوضاء ، وترتيب مكان العمل ، وغيرها من الظروف يمكن أن تؤدي إلى شعور الفرد بعدم الراحة في مكان العمل ، ويترتب على هذا الوضع زيادة الشعور بالتوتر والضغوط النفسية 0

      اختلال العلاقة الشخصية:
      يتطلب أداء العمل ضرورة إقامة العلاقات الشخصية بين القائمين عليه ، إلا أن بعض الأطراف قد يسئ استغلال هذه العلاقة ، مما يترتب عليه إلى تميز هذه العلاقة بالعدوانية ، أو الصراعات ، أو وجود مناورات سياسية ترهق أحد أطراف العلاقة ، كما قد تؤدي سوء العلاقة إلى الإساءة إلى الحرية الشخصية أو عدم الحفاظ على سرية المعلومات الشخصية 0

      الأحداث الشخصية:
      يتعرض الفرد من آن إلى آخر إلى أحداث شخصية في حياته ، تمثل مقداراً مهما في إثارة الضغط النفسي ، ومن بينها فقد الزوج أو الزوجة حيث تمثل هذه الحالة أعلى الأحداث في هذا الجانب ، يليها أحداث الطلاق ، والإصابة ، أو المرض الخطير ، الإحالة إلى التقاعد ، والزواج ، والحمل ، والتغيير في المسؤولية الوظيفية ، والمشاكل مع رئيس الوحدة ، والإجازات والأعياد ، إن هذه الأحداث مجملة تسبب من التوتر مما يؤثر على أداء هذا الفرد 0

      تأثير شخصية الفرد:
      تختلف شخصية الأفراد فمنها شخصيات حيوية وحادة في طباعها ، تتميز بالرغبة في العمل الدؤوب والتسابق مع الزمن ، ونجد أصحاب هذه الشخصية يحاولون البحث عن إمكانية تطوير أعمالهم ، مما يعرضهم إلى درجات عالية من التوتر والضغط النفسي 0
    • الجزء الخامس:
      الأعراض المرضية لضغوط العمل:

      يختلف الأشخاص في مدى تأثرهم بضغوط العمل ، وذلك حسب قوتهم الجسمانية ، ويمكن القول بأن أضعف جزء في النظام الحيوي أو العضوي بالجسم هو جزء يتأثر بضغوط العمل ، أي أن الأعراض المرضية لضغوط العمل تظهر على أضعف جزء بالجسم ، فالأجزاء الضعيفة تكون مقاومتها قليلة ، وتكون عرضة للإنهيار أو التلف ، وكما يقولون (ما تطيح السقيفة إلا على رأس الضعيفة) 0

      ومن أهم أعراض الضغوط المألوفة:
      1)التوتر والعصبية 0
      2)القلب الدائم 0
      3)عدم المقدرة على الاسترخاء 0
      4)الإسراف في تعاطي الكحول والمخدرات والمسكنات 0
      5)عدم المقدرة على النوم (الأرق) 0
      6)اتجاه سلبي نحو التعاون مع الغير 0
      7)الشعور بعدم القدرة على التكليف 0
      8)صعوبات في الجهاز الهضمي 0
      9)ارتفاع ضغط الدم 0
      10)الحزن والكآبة وجفاف الفم والحلق 0
      11)صعوبة التركيز في العمل وعدم التوازن الانفعالي 0
      12)الميل للإصابة والوقوع في حوادث صناعية 0
      13)الشعور بالخوف والصعوبة في التحدث والتعبير والصداع 0
      14)آلام القولون والمعدة 0
      15)فقدان الشهية والعرق بغزارة 0

      فإذا كانت الأعراض كثيرة ستؤدي إلى أمراض مختلفة ، ومحاولة التعرف على قائمة الأمراض سيكون أمراً صعباً ، فيمكن القول تقريباً بأن معظم الأمراض يمكن أن يكون التوتر أحد أسبابها ، أو يتفاقم وضعها مما يصعب علاجها في ظل وجود مقدار عالي من ضغط العمل ، ومن أمثلة الأمراض: الصداع ، القرحة ، صعوبة الهضم ، والقرع ، والثعلبة ، والإرتيكاريا ، وصعوبة التنفس ، والفشل الجنسي ، وإرتفاع ، ضغط الدم ، والجلطة الدموية ، وتصلب الشرايين ، وأمراض السكر ، وغيرها من الأمراض الأخرى ، أجاركم الله منها 0
    • أجارنا الله واياكم أخي جابر الخاطر من مثل هذه الأعراض ولكنها كما يقال شر لابد منه
      موضوع مفيد حقا أثرى معلوماتي

      ونحن في انتظار كل جديد منك

      بارك الله فيك يا اخي
      تحياتي
      أم حيدر علي
    • تأثير ضغوط العمل على الأداء:

      يعتمد مقدار تأثير ضغوط العمل على الأداء على مدى إدراك وشعور وتفسير الفرد لهذه الضغوط ، إلا أن الثابت هو أن وجود مقدار معقول ومناسب من الضغوط يجعل الأفراد يشعرون بالتوتر ، الأمر الذي يدفعهم ويشجعهم لكي يسيطروا ويتحكموا في هذا التوتر مما يمثل مقداراً من التحدي لقدرات بعض العاملين ، ويزيد من الرغبة في الإنجاز ، ويمكن اعتبار مقدار مناسب من ضغوط العمل يمثل الإثارة لحياة العامل لكي يشعر الفرد بالتسلية والتجديد والمتعة والتغيير والتحدي 0

      بالإضافة إلى هذا فإن وجود مشاكل في العمل قد تكون مثيرة لخيالات وقدرات العاملين في ابتكار حلول لهذه المشاكل واتخاذ قرارات عملية ، عليه فإن أرتفاع أو انخفاض مستوى ضغوط العمل عن المقدار المناسب قد يكون ذو تأثير سلبي على أداء العمل 0

      التعامل مع ضغوط العمل على المستويين الفردي والمنظمة:

      إن ضغوط العمل ليست بعيب أو خلل في الأسلوب الذي تدار به المنظمة ، أو طريقة تنظيم الأداء والعمل بها ، فضغوط العمل هي في حقيقة الأمر عنصر لازم ينشأ معاصر لأي تنظيم أداري ، بل أنه من الصعب أن توجد منظمة لا يشعر العاملون فيها بمستويات مختلف من ضغوط العمل ، فمصادر ضغوط العمل متعددة ومتنوعة بالشكل الذي لا يمكن معه لأي منظمة مهما وضعت من خطط وأساليب أحسن إعدادها وتنفيذها أن تقضي على مشكلة ضغوط العمل كليا أو بشكل جذري 0

      إلا أنه من ناحية أخرى فإن ذلك لا يعني أن تهمل المنظمات مشكلة ضغوط العمل أو لا تعيرها الاهتمام الواجب باعتبارها مشكلة ليست لها حلول جذرية ، وانما يعني ذلك أن على ادارة المنظمة مسؤولية وضع الاستراتيجيات اللازمة لتقليص تلك الضغوط والتخفيف من حدتها أو على الأقل تجميد تلك الضغوط والإحتفاظ بها داخل حيز مقبول أو عند حد أمان معين ، لضمان عدم تخطي المشكلة ذلك الحد أو تجاوزه إلى منطقة الخطر أو نقطة الإنفجار 0
    • استراتيجيات التعامل مع ضغوط العمل على المستوى الفردي:

      يقصد باستراتيجيات التعامل على المستوى الفردي تلك الأساليب الشخصية التي يمكن للفرد بنفسه أن يتبعها للتخفيف عن نفسه من حدة ضغوط العمل الواقعة عليه ، وأهم تلك الاستراتيجيات ما يلي:

      1) الكشف الطبي: إن التعرض المستمر لضغوط العمل له تأثيرات سلبية شديدة على الصحة ، وفقاً لما سبق الإشارة إليه ، ومن ثم فإن الكشف الطبي الدوري يعتبر نقطة بداية لمعرفة الآثار والأساليب المحتملة لضغوط العمل ، فقد يكشف مثل هذا الفحص إن من العوامل المساعدة على زيادة الضغط هي عادات الشخص نفسه في التدخين ، أو الإسراف في تناول المشروبات المنبهة ، مثل القهوة والشاي ، أو المشروبات الروحية ، أو زيادة في الوزن ، أو أمراض معينة ، تسبب سرعة الإنفعال وما شابه ذلك من عوامل ، وبالتالي فإن معرفة تلك العوامل واتخاذ الإجراءات الطبية المناسبة حيالها يعمل كحاجز صد قوي ضد تأثيرات ضغوط العمل 0

      2) الراحة والإنغماس: إن الحصول على فترات راحة مناسبة في شكل إجازة من العمل ، مع ضرورة عدم التفكير في مشكلات العمل وطرحها جانباً يعتبر من الاستراتيجيات المناسبة للتخفيف من حدة ضغوط العمل ، وعادة ما تزداد فاعلية هذه الإستراتيجية إذا ما عمد الفرد إلى أن ينغمس خلال فترة الراحة في ممارسة بعض التمارين الرياضية كالجري أو المشي أو ممارسة بعض الهوايات كالصيد أو الرسم أو التصوير ، حيث تأخذ هذه الأنشطة الشخص بعيداً عن جو العمل وضغوطه ، بل وتزيد من مقاومته لها خلال الفترات التالية لفترات الراحة والإنغماس 0

      3) المساندة الإجتماعية: ويتحقق ذلك متى ما نجح الشخص في أن يقيم دائرة من علاقات الصداقة الحميمة مع غيره من الأفراد الذي يشعرون بالإرتياح لهم ويثق في نفس الوقت في إتزانهم وصحة حكمهم على الأمور ، فعن طريق مثل هذه الدائرة من الصداقات يقوم الفرد بتجاذب أطراف الحديث عن تلك الضغوط أو ما يسمى بعملية التنفيس عن النفس ، ويرى علماء الصحة النفسية أن مجرد التنفيس يشعر الفرد بالراحة النفسية ويستمد من ذلك مقدرة على تحمل تلك الضغوط بشكل أكثر صلابة مستقبلاً 0

      4) التأمل ومراجعة النفس: ويتحقق ذلك عن طريق الاسترخاء والتأمل في مصادر تلك الضغوط ومسبباتها وعمل تقييم هادئ موضوعي لمدى سلامة أو عدم سلامة موقفه في التأمل مع تلك الضغوط بشرط أن يكون هذا التأمل والتقييم بمثابة مراجعة وحساب للنفس في لحظة وموضوعية دونما انفعالات ، وقد تكشف هذه المراجعة في بعض الأحوال عن الخطأ في التعامل مع تلك الضغوط أو في تضخيمها إلى ما هو أكبر من حجمها الحقيقي ، الأمر الذي يكسب الفرد مزيداً من الصلابة في التعامل مع تلك الضغوط 0

      5) العلاج الروحي: ويتلخص العلاج الروحي في مواجهة ضغوط العمل بالإتجاه للخالق سبحانه وتعالى ، فالصلاة تضفي على النفس هدوء وسكينه ، والدعاء إلى المولى عز وجل يخفف عن الإنسان الكثير مما يشعر به من ضغوط ويزيده قوة وإصراراً على تحمل تلك الضغوط والتعامل معها بايجابية 0

      6) فرص العمل البديلة: وتستخدم هذه الإستراتيجية في الحالات التي يعتقد فيها الفرد أن ضغوط العمل الواقعة عليه قد تعدت حد الأمان ، وأنها تقترب به من نقطة الخطر ، في ذات الوقت الذي لم تفلح أي من الاستراتيجيات السابقة في التعامل معها ، ومن ثم فإن ترك العمل والبحث عن فرص عمل أخرى بديلة تصبح إحدى الاستراتيجيات المناسبة في هذه الحالة للتخلص من الضغط وتغيير الموقف بكامله 0

      استراتيجيات التعامل مع ضغوط العمل على مستوى المنظمة:

      تجدر الإشارة إلى أن أي استراتيجيات للتعامل مع مشكلة ضغوط العمل تصبح في واقع الأمر مضيعة للوقت والجهد ما لم يكن لدى إدارة المنظمة إدراك وفهم كامل ، وأن مشكلة ضغوط العمل هي إحدى المشكلات الأساسية ، وأن حل تلك المشكلة يقع بالدرجة الأولى على كاهلها وليس على كاهل الأفراد العاملين بالمنظمة ، ومن ثم فإن الإدارة الواعية عليها أن تتعرف على أهم المصادر المسببة للضغط في محيط العمل ، وبالتالي تتبنى مجموعة من الإجراءات الإيجابية المناسبة لإزالة تلك المصادر أو على الأقل التخفيف من حدتها ، ومن أهم هذه الاستراتيجيات التي يمكن لإدارة المنظمة إتباعها في هذا المجال ما يلي:

      1) تطوير نظم الاختيار والتعيين: عادة ما يكون اهتمام نظم الاختيار والتعيين المستخدمة في الغالبية العظمى من المنظمات بقياس قدرات معينة تضمن اختيار أفراد لديهم القدرة على القيام بالعمل المطلوب وتحمل مسؤولياته وأعبائه من الناحية الكمية بكفاءة ، دونما اهتمام مماثل بقياس مدى قدرة ذلك الفرد على تحمل الضغوط الناجمة عن ذلك العمل ، ومن ثم فإن نظم الاختيار والتعيين يلزم تطويرها بحيث تضمن مقاييس يمكن من خلالها ضمان اختيار أفراد لديهم القدرة على التعامل مع ضغوط العمل المتولدة عن الوظيفة محل الاختيار أو التعيين 0

      2) برامج مساعدة العاملين: وتعنى هذه الإستراتيجية بمساعدة العاملين في التغلب على ضغوط العمل عن طريق توفير خدمات طبية وعلاجية لهم وتقديم النصح والمشورة والإجراءات الوقائية المناسبة عن طريق فريق متكامل من الأطباء والأخصائيين النفسيين 0

      3) إعادة تصميم الوظيفة: فإنه إذا ما أمكن للمنظمة أن تحدد مجموعة من الوظائف التي يتضح بأن العاملين بها يعانون من ضغوط عمل مرتفعة ، فإن إعادة تصميم تلك الوظائف تصبح إستراتيجية مناسبة في هذه الحالة ، وبالطبع فإن الهدف من إعادة تصميم الوظيفة سوف يختلف طبقاً لظروف وملابسات كل موقف على حدة ، فقد يكون الهدف من إعادة التصميم هو تخفيف أعباء الوظيفة في الحالات التي يكون فيها ضغط العمل ناجم عن عبء العمل ، وقد يكون هدف إعادة التصميم هو إثراء الوظيفة لزيادة الشعور بالمسؤولية أو إزكاء روح التحدي إذا ما كان مصدر الضغط نقص أو قصور في أحد الجوانب السابقة ، وقد يكون هدف إعادة التصميم هو خلق حالة من التعاون الجماعي والمشاركة عن طريق أداء الوظيفة بالتناوب للتغلب على الشعور بالعزلة وهكذا 0

      4) نظم تدريب متطورة: إن تدريب الموظف على الأمور المتصلة بمهام وظيفته ، يؤدي تلقائياً إلى زيادة كفاءة أدائه وبالتالي تخفيف ضغوط العمل ، فإن تلك البرامج التدريبية تركز بشكل خاص على تنمية قدرات الفرد في التعامل مع مشكلات العمل وإكسابه المعارف والمهارات اللازمة في كيفية التعامل مع الغير ، وكيفية التصرف في المواقف المختلفة بالشكل المناسب ، وعادة ما يشارك في إعداد وتنفيذ تلك البرامج أخصائيون في هذا المجال ، ويكون التدريب في شكل حلقات نقاش وتمثيل أدوار ومباريات إدارية ، وما شابه ذلك من أساليب لزيادة قدرات الأفراد في التعامل مع الضغوط 0

      5) نظم الحوافز وتقييم الأداء: إن إحساس الفرد بأن أداءه محل تقييم موضوعي عادل من المنظمة التي ينتمي إليها ، وأن هذا التقييم يترجم في شكل نظم مناسبة للثواب والعقاب ، فإن جانباً لا يستهان به من المصادر المسببة لضغوط العمل في كثير من المنظمات يكون قد تم حصرها ، وتتقلص بالتالي ضغوط العمل إلى حد كبير ، ومن ثم فإن إعادة فحص نظم الحوافز وتقييم الأداء على فترات دورية مناسبة للتأكد من تحقيق هذه النظم ما تقدم يعتبر استراتيجية مناسبة 0

      6) نظم وقنوات الإتصال: إن توافر نظم اتصالات فعالة ذات اتجاهين بالمنظمة يتيح للإدارة التعرف على المصادر المسببة لضغوط العمل ، ويشعر العاملون بالمنظمة أن شكاويهم تصل إلى أعلى مستوى ، ويؤكد أن دورهم في المشاركة في عملية صنع القرار هو حقيقة ملموسة ، الأمر الذي يسهم في النهاية في عملية التخفيف من ضغوط العمل 0

      7) الأنشطة الإجتماعية: الحفلات والرحلات التي تنظمها المنظمة تكون بمثابة فرصة طيبة لزيادة روابط الصلة والتعارف والتفاهم بين العاملين في المنظمة ، وإزالة ما قد تولده احتكاكات العمل اليومية من ضغوط في جو من الألفة بعيداً عن رسميات جو العمل 0