اريد بحث عن الاعاصير المدارية

    • اريد بحث عن الاعاصير المدارية

      السلام عليكم ....


      ارجو من الاخوه تزويدي في بحث عن الاعصار المداري

      اريده من تكوين الاعصار ومشاكل الاعصار والظروف التي تساعد على تكوينه وكل شيى متعلق في الاعصار

      ولكم جزيل الشكر

      اخوكم
      حيدر الوسام
    • الأعاصير‏(Hurricanes,cyclones,tropicalcyclonesorty phoons‏
      هي عواصف هوائية دوارة حلزونية عنيفة‏,‏ تنشأ عادة فوق البحار الاستوائية‏,‏ خاصة في فصلي الصيف والخريف ولذا تعرف باسم الأعاصير الاستوائية أو المدارية أو الأعاصير الحلزونية لأن الهواء البارد‏(‏ ذي الضغط المرتفع‏)‏ يدور فيها حول مركز ساكن من الهواء الدافئ‏(‏ ذي الضغط المنخفض‏),‏ ثم تندفع هذه العاصفة في اتجاه اليابسة فتفقد من سرعاتها بالاحتكاك مع سطح الأرض‏,‏ ولكنها تظل تتحرك بسرعات تزيد عن‏72‏ ميلا في الساعة وقد تصل الي اكثر من‏180‏ ميلا في الساعة‏(‏ أي إلي اكثر من‏300‏ كيلو متر في الساعة تقريبا‏)‏ ويصل قطر الدوامة الواحدة الي‏500‏ كيلو متر‏,‏ وقطر عينها الي‏40‏ كيلو مترا وقد تستمر لعدة أيام الي أسبوعين متتاليين‏.‏
      ويصاحبها تكون كل من السحب الطباقية والركامية الي ارتفاع‏15‏ كيلو مترا ويتحرك الاعصار في خطوط مستقيمة أو منحنية فيسبب دمارا هائلا علي اليابسة بسبب سرعته الكبيرة الخاطفة‏,‏ ومصاحبته بالأمطار الغزيرة والفيضانات والسيول بالاضافة الي ظاهرتي البرق والرعد‏,‏ كما قد يتسبب الاعصار في ارتفاع امواج البحر الي حد اغراق أعداد من السفن فيه‏.‏

      والأعاصير تدور في نصف الكرة الشمالي في عكس اتجاه عقارب الساعة‏,‏ وتدور في نصفها الجنوبي مع عقارب الساعة وتنشأ بين خطي عرض‏5‏ و‏20‏ شمال وجنوب خط الاستواء‏,‏ حيث تصل درجة حرارة سطح الماء في بحار ومحيطات تلك المناطق الي‏27‏ درجة مئوية في المتوسط‏..‏
      وتتحرك عادة من منخفضات استوائية دافئة بسرعات أقل من‏39‏ ميلا بالساعة‏,‏ ثم تزداد سرعاتها بالتدريج حتي تتعدي‏72‏ ميلا بالساعة‏,‏ فتصل الي أكثر من‏180‏ ميلا بالساعة‏,‏ وعند هذا الحد فانها تسمي باسم الأعاصير العملاقة‏
      (Super-HurricanesorMegastorms)‏
      ومثل هذه الأعاصير العملاقة تضرب شواطئ كل من امريكا الشمالية والجنوبية‏,‏ وافريقيا الجنوبية‏,‏ وخليج البنغال‏,‏ وبحر الصين‏,‏ وجزر الفلبين‏,‏ واندونيسيا‏,‏ والملايو في حدود ثمانين مرة في السنة‏,‏ وتجمع تحت مسمي الأعاصير الاستوائية‏
      (TropicalCyclones),
      أما الأعاصير الحلزونية فيهب منها سنويا بصفة عامة بين‏30,‏ و‏150‏ اعصارا فوق البحار الدافئة ويصل طول الواحد منها الي‏1500‏ كيلو متر‏,‏ وتقدر قوته التدميرية بقوة قنبلة نووية متوسطة الحجم‏.‏

      والأعاصير التي تضرب شواطئ الأمريكتين تسمي باسماء خاصة من مثل إعصار أندروم
      ‏(AndrewCyclone)
      وإعصار هوجو‏
      (HugoCyclone)
      إعصار كاميل
      ‏(CamilleCyclone),‏
      واعصار فلويد‏
      (FloyedCyclone),‏
      هكذا‏,‏ والإعصار الأخير ضرب الشواطئ الشرقية لأمريكا الشمالية في‏1999/9/8‏ م بحجم تجاوز مئات الكيلو مترات المكعبة‏,‏ وبسرعة بلغت‏250‏ كيلو مترا في الساعة فأدي الي هجرة ثلاثة ملايين فرد من سكان تلك الشواطئ الذين فروا مفزوعين في طابور من السيارات بلغ طوله‏320‏ كيلو مترا‏,‏ وهدد هذا الإعصار قاعدة كيب كينيدي لاطلاق صواريخ الفضاء التي شددت الحراسة عليها خوفا من تدمير قواعد إطلاق الصواريخ والمركبات الفضائية المخزونة في عنابرها والتي تكلفت الواحدة منها اكثر من بليوني دولار امريكي‏,‏ ولولا ان الاعصار تجاوز ولاية فلوريدا متوجها شمالا الي ولاية شمال كارولينا لحدثت كارثة حقيقية في تلك المنطقة‏,‏ وليس ذلك علي الله بعزيز‏.‏
      وقد صاحب اعصار فلويد هذا هطول امطار مدمرة علي طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية‏,‏ وقد تركت تلك الأمطار اكثر من خمسين قتيلا ومئات الجرحي‏,‏ وقد تعلق آلاف الأفراد باغصان الأشجار‏,‏ وأسطح المنازل خوفا من الغرق‏,‏ كما ارتفعت الأمواج في البحار المجاورة لأكثر من عشرين مترا مما هدد الكثير من المنشآت والزوارق البحرية والسفن بالغرق‏.‏

      كيف يتكون الاعصار؟‏

      عندما يسخن الماء في البحار الاستوائية الي درجة حرارة تتراوح بين‏30,27‏ درجة مئوية فانه يعمل علي تسخين طبقة الهواء الملاصقة له‏,‏ وبتسخينها يخف ضغط الهواء فيتمدد ويرتفع الي أعلي ويكون منطقة ضغط منخفض تنجذب اليها الرياح من مناطق الضغط المرتفع المحيطة فتهب عليها من كل اتجاه مما يؤدي الي تبخر الماء بكثرة وارتفاع هذا البخار الخفيف الي أعلي وسط الهواء البارد فتحمله الرياح التي يصرفها الله‏(‏ تعالي‏)‏ حسب مشيئته‏,‏ وتزجيه أي تدفعه ببطء‏,‏ وتؤلف بينه‏,‏ وترفعه الي أعلي في عملية ركم مستمرة تؤدي الي زيادة رفعه الي أعلي‏,‏ وزيادة شحنه بمزيد من بخار الماء الذي يبدأ في التكثف والتبرد فتتكون منه قطرات الماء الشديدة البرودة‏,‏ وكل من حبيبات البرد وبلورات الثلج‏,‏ وبمجرد توقف عملية الركم يبدأ المطر في الهطول باذن الله بالقدر المحسوب في المكان المكتوب‏.‏
      وقد يصاحب هذا الهطول العواصف البرقية والرعدية‏,‏ والسيول ونزول كل من البرد والثلج‏.‏ ومع مزيد من هذا التكثف لبخار الماء ينطلق قدر من الحرارة يزيد من انخفاض ضغط الهواء مما يشجع علي مزيد من الأمطار‏,‏ وبتكرار تلك العمليات يزداد حجم منطقة الضغط المنخفض فوق البحار الاستوائية‏,‏ وبزيادة حجمها يزداد حصرها بين مناطق باردة ذات ضغط مرتفع‏,‏ مما يزيد الفرص امام تكون السحب‏,‏ وإزجائها‏,‏ والتأليف بينها‏,‏ وركمها‏,‏ وبالتالي يزيد من شحنها ببخار الماء‏.‏ ومن امكانية انزالها المطر الدافق باذن الله‏(‏ أي تكون المعصرات‏).‏

      وتأثرا بدوران الأرض حول محورها من الغرب الي الشرق أمام الشمس‏,‏ تبدأ الكتل الهوائية ذات العواصف الرعدية والبرقية في الدوران بعكس اتجاه عقرب الساعة في نصف الكرة الشمالي‏,‏ ومع عقارب الساعة في نصف الكرة الجنوبي‏,‏ وفي هذا الدوران تحدث عاصفة هوائية شديدة السرعة تعرف باسم العاصفة الاستوائية أو العاصفة المدارية‏,‏ أو الاعصار الاستوائي‏(‏ أو المداري‏)‏ البحري أو باسم الاعصار الحلزوني المداري‏
      (TropicalCyclone)‏
      وتأخذ هذه العاصفة في تزايد السرعة إلي‏120‏ كيلو مترا في الساعة‏,‏ فتصبح إعصارا حقيقيا له قلب ساكن من الهواء الساخن يسمي عين الإعصار تتراوح سرعة الرياح فيه بين الصفر واربعين كيلو مترا في الساعة‏,‏ وتدور حول عين الإعصار دوامات من العواصف الرعدية المدمرة والمصاحبة بتكون السحاب الثقال المليئة ببخار الماء وقطراته‏(‏ المعصرات‏)‏ وبتكون كل من البرد والثلج‏,‏ وهطول الأمطار المغرقة وحدوث البرق والرعد‏.‏
      من ذلك يتضح أن تسخين ماء البحار والمحيطات يلعب دورا اساسيا في تكوين كل من الأعاصير والمعصرات بإذن الله‏,‏ ولكن تسخين الماء وحده لا يكفي لو لم يصرف الله الرياح مواتية لإتمام تلك العملية‏,‏ ومن هنا كان الاستنتاج المنطقي أن العواصف الرعدية وما يصاحبها من سحب غنية ببخار الماء وقطيراته‏(‏ المعصرات‏)‏ كغيرها من ظواهر الكون وسننه هي من صنع الله‏,‏ ومن جنده‏.‏

      ومن هنا أيضا كانت الدورات المناخية التي تكون كلا من ظاهرة النينو‏
      (El-Nino)‏
      التي تدفئ ماء المحيط الهادي‏,‏ واللانينا‏
      (LaNina)‏
      التي تبرده من العوامل التي تلعب دورا مهما في عملية تكون الاعاصير‏,‏ وداخلة ايضا في زمرة جند الله التي يسلطها علي من يشاء من عباده‏,‏ انتقاما من الظالمين‏,‏ وابتلاء للصالحين‏,‏ وعبرة للناجين‏.‏
      وظاهرة النينو هي ظاهرة مناخية تجتاح بحار ومحيطات نصف الأرض الجنوبي بطريقة دورية‏,‏ وعلي فترات متتابعة مدة كل منها ثمانية عشر شهرا تهيمن خلالها هذه الظاهرة علي المحيطين الهادي والهندي فتبدأ بتسخين الطبقة العليا من ماء هذين المحيطين خاصة إلي الغرب من شواطئ أمريكا الجنوبية مما يؤدي إلي سيادة الجفاف في بعض المناطق‏,‏ وتكون دوامات هوائية وأعاصير مدمرة في مناطق اخري مثل حوض الامازون‏,‏ استراليا‏,‏ الجزر الإندونيسية والماليزية وغيرها‏.‏ويعين علي ذلك هبوب رياح شرقية ضعيفة‏,‏ ورياح غربية قوية‏.‏

      أما ظاهرة لانينا فإنها تحدث أثرا معاكسا حيث يتكون فيها نطاق من الهواء الساكن بين حزامين من كتل الهواء النشطة مما يعين علي تشكل الاعاصير المصاحبة بالعواصف الرعدية الممطرة‏.‏
      وباستمرار زيادة معدلات التلوث في بيئة الأرض‏,‏ ترتفع درجة حرارة الطبقة الدنيا من غلافها الغازي‏,‏ وبارتفاعها تزداد فرص تكون الاعاصير البرقية والرعدية الممطرة زيادة كبيرة في العدد‏,‏ وفي الشدة والعنف مما يتهدد أكثر مناطق الأرض عمرانا بالدمار الشامل من مثل كل من أمريكا الشمالية والجنوبية‏,‏ استراليا‏,‏ وجزر المحيطين الهادي والهندي‏.‏

      فهذه الاعاصير تصل سرعتها إلي‏320‏ كيلو مترا في الساعة‏,‏ فتحرك الماء في البحر والمحيطات إلي عمق‏180‏ مترا‏,‏ محدثة جدارا من الماء يزيد ارتفاعه علي عشرة أمتار يندفع الي المدن الساحلية‏,‏ ويعمل علي تدميرها‏,‏ كما حدث لجزيرة‏(‏ الدومينيكان‏)‏ في البحر الكاريبي بواسطة إعصاري‏(‏ ديفيد‏)‏ و‏(‏فريدريك‏)
      DavidandFrederickcyclones‏
      في اغسطس سنة‏1979‏ م‏.‏ وبإعصارألن
      ‏(Allencyclone)
      في سنة‏1980‏ م مما أدي إلي تدمير‏80%‏ من المساكن‏,‏ وتشريد أكثر من‏75%‏ من سكان تلك الجزيرة‏.‏
      وكما حدث للعديد من جزر أمريكا الوسطي الأخري من مثل جزيرتي الترك وكيكوس‏
      (TurksandCaicos)‏
      واللتين دمرتا تدميرا كاملا بواسطة إعصار كيت
      ‏(HurricaneKate)
      الذي ضرب الجزيرتين في سنة‏1985‏ م‏.‏

      ومن مثل الأعاصير التي ضربت وسط فيتنام سنة‏1985‏ م وأدت إلي مقتل‏875‏ شخصا‏,‏ وتدمير نحو الخمسين الف مسكن تدميرا كاملا‏,‏ وإلي الإضرار بأكثر من‏230,000‏ بيت وبعدد من البنيات الاساسية‏.‏
      وقد أغرفت الأمطار مساحات شاسعة من بوليفيا حين ظلت تهطل بغزارة لمدة سبعة شهور متواصلة تقريبا في الفترة من أكتوبر‏1985‏ م إلي ابريل‏1986‏ م علي المنطقة حول بحيرة تيتيكاكا‏(Titicaca)‏ مما أدي إلي رفع منسوب الماء في البحيرة بثلاثة امتار‏,‏ وإلي إغراق أكثر من عشرة آلاف هكتار من المزروعات‏,‏ وإلي تدمير أكثر من‏5,000‏ منزل وتشريد أكثر من‏25,000‏ نسمة‏.‏

      كذلك أغرقت فيضانات سنة‏1988‏ م ثلاثة أرباع مساحة بنجلادش فدمرت‏3,6‏ مليون مسكن‏,‏ وشردت‏25‏ مليون نسمة‏,‏ وقضت علي اغلب المحاصيل الزراعية وأتلفت العديد من البنيات الاساسية‏,‏ وأغرق إعصار ميتش أرض هندوراس في سنة‏1998‏ م بفيضانات وسيول مدمرة قتلت اكثر من‏5500‏ نفس وشردت عشرات الآلاف‏.
      ~!@@ah ~!@@ah ~!@@ah
      أنت اليوم حيث أتت أفكارك وستكون غدا حيث تأخذك أفكارك
    • الإعصار



      الإعصار(السيكلون) cyclone شكل من أشكال العواصف الدوامية، منطقة ضغط جوي منخفض، تتناقص قيمة الضغط فيها من الأطراف باتجاه المركز لذا يعرف أيضاً بالمنخفض الجوي. وكلما ازداد فارق الضغط مابين مركز الإعصار وأطرافه، اشتد عمقه وتعاظمت فعاليته. ويتجه الهواء والرياح نحو مركز الإعصار في حركة دوامية شبه دائرية عابرة خطوط الضغط المتساوي بشكل زاوي (20- 30درجة) معاكسة في وجهتها وجهة حركة عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي، والعكس في نصف الكرة الجنوبي (شكل1). ويتميز الإعصار عموماً بنشاط يتمثل بحركات الصعود الهوائية التي تقترن فيه، مع ما يصاحب ذلك من اضطراب في الجو.


      الشكل (1)


      نشأة الإعصار وأنواعه


      إذا كان مصطلح إعصار يستخدم للدلالة على المرحلة التي يبلغ فيها المنخفض الجوي أقصى درجات شدته، مع ما يرافقه من سرعات عالية للرياح، واضطراب كبير في الحالة الجوية، إلا أنه نتيجة اقتران الإعصار بالضغط المنخفض، فإن كلاً منهما يستخدم للدلالة على الآخر. غير أن بعض الباحثين يفضلون استخدام مصطلح إعصار مرادفاً للهوريكان Hurricane والأعاصير المدارية وشبه المدارية الأخرى إذ تبلغ سرعة الرياح الدرجة 12 بحسب مقياس بوفورت Beaufort [ر. الريح] بسرعة 32.7م/ثا فأكثر. في حين تنظر معظم المؤلفات المناخية إلى الإعصار بصفته مرادفاً للمنخفض الجوي الذي يمكن أن تتطور فعاليته ليبلغ مرحلة العاصفة وما يليها (14م/ثا وما فوق بحسب مقياس بوفورت). ويميز بعض الباحثين المنخفضات المتنقلة، التي يشار إليها بالأعاصير، من المنخفضات الجوية المستقرة نسبياً والشاسعة الامتداد (المنخفضات الحرارية كمنخفض الهند الموسمي، والمنخفضات القطبية، ومنخفضات الهواء القطبي، والمنخفضات الحاجزية).

      وإذا عدّت أي منطقة ضغط جوي منخفض محدودة المساحة مصاحبة باضطراب في الجو، هي منطقة إعصارية، فإن الأعاصير في العالم يمكن أن تصنف في ثلاث مجموعات رئيسة:

      ـ الأعاصير الكبيرة الحجم، وتعرف بالأعاصير الموجية، أو المنخفضات الجبهية، وتتمركز في العروض الوسطى.

      ـ الأعاصير المتوسطة الحجم، وتعرف بالأعاصير المدارية، وتتمركز في العروض المنخفضة.

      ـ الأعاصير الصغيرة الحجم، وهي المعروفة باسم التورنادو Tornado (الدوارات) وتكثر في العروض شبه المدارية.

      ولتجنب الخلط مابين أعاصير العروض الوسطى (الأعاصير الجبهية) والأعاصير المدارية، لما بينهما من اختلافات، ليس في الشدة، وإنما في طريقة النشأة والتطور، يلجأ بعضهم إلى استخدام مصطلح منخفض جبهي (أو موجي) للإشارة إلى أعاصير العروض الوسطى تمييزاً لها من الأعاصير المدارية.

      وتختلف الأعاصير فيما بينها من حيث نشأتها، وآلية تكوينها وتطويرها. فالأعاصير المدارية وأعاصير التورنادو لم تتضح بعد تفاصيل معالم نشأتها وطرق تشكلها، غير أنه بات معروفاً أنها تتشكل في مناطق التسخين الشديد ـ خارج العروض الاستوائية التي تضعف فيها قوة كوريولس (قوة انحراف الأجسام المتحركة يميناً في النصف الشمالي ويساراً في النصف الجنوبي للكرة الأرضية) كثيراً لتتلاشى عند خط الاستواء ـ حيث تتولد حالة عدم استقرار شديد للهواء الذي يرتفع من جراء ذلك بشدة نحو الأعلى في حركة هوائية دوامية حول مركز المنطقة التي انخفض الضغط فيها كثيراً قياساً بما حولها. وإذا كانت الأعاصير المدارية تتشكل فوق البحار المدارية فقط، فإن التورنادو تتشكل في العروض المدارية والوسطى فوق اليابسة، كما تتشكل فوق البحار، وكلاهما (الإعصار المداري، والتورنادو) يتألفان من كتلة هوائية متجانسة عموماً، حارة دوماً. أما الأعاصير الجبهية، فتتشكل من جراء حدوث تصادم بين كتلتين هوائيتين مختلفتي الحرارة والرطوبة، كما يحدث عموماً بين خطي عرض 30-60 درجة شمال خط الاستواء وجنوبه.


      الشكل (2)

      إن الأعاصير المدارية التي تعرف بأسماء محلية في مناطق حدوثها (الهوريكان في الأطلسي الشمالي وشرقي المحيط الهادئ، التيفون Typhoon في المحيط الهادئ الشمالي الغربي، والإعصار ـ السيكلون ـ في المحيط الهندي، والباغيو Baguio في الفليبين، والويلي ـ ويلي Willy- Willy في أسترالية وورد ذكر الأعاصير في كتب التراث بأسماء مختلفة بحسب شدتها وفاعليتها، ومنها التنين والدوار والدوامة والزوبعة) لا تتشكل أبداً فوق اليابسة، وإنما ينحصر تشكلها في مناطق محددة من البحار المدارية التي تزيد درجة حرارة مياهها السطحية على 27 درجة مئوية، وتكون قوة كوريولس فيها واضحة ـ كما هو الحال فيما بين خطي عرض 5- 20 درجة شمال خط الاستواء وجنوبه، يستثنى من ذلك المحيط الأطلسي الجنوبي الذي لا تتشكل فيه مثل تلك الأعاصير (شكل2). وما إن تصل تلك الأعاصير إلى اليابسة حتى تأخذ بالتلاشي، بعد أن تشيع الخراب والدمار، كما أنها تضمحل وتتلاشى إذا ما تحركت فوق سطوح مائية باردة، وتنساق هذه الأعاصير مع الحركة الجوية السائدة في العروض المدارية (الشرقيات التجارية) بمعدل سرعة 15-30كم/ساعة. ومع أن قطر الإعصار المداري يراوح بين 100- 1000كم. إلا أن الضغط ينخفض في مركزه انخفاضاً كبيراً (يصل إلى 950 مليبار ومادون) وهذا دليل على عمقه الشديد وفعاليته الكبيرة، إذ يتدفق الهواء حول مركزه في حركة دوامية بسرعة تزيد على 100كم/ساعة لتصل أحياناً إلى أكثر من 300كم/ساعة. ويميز في الإعصار المداري ثلاثة أجزاء، أكثرها هدوءاً منطقة المركز المعروفة بعين الإعصار (قطرها 10-50كم) المتحلق حولها جدار ضخم من الغيوم الكثيفة الذي يزيد بعده الأفقي على 100كم والمتميز بحركات هوائية عمودية صاعدة عنيفة، ويمثل هذا الجدار الجزء الشديد الاضطراب في الإعصار، ولينتهي الإعصار بهوامش من جوانبه المختلفة يقل اضطرابها جداً عن منطقة الجدار (شكل3).


      الشكل (3)

      ويعد التورنادو أعنف أعاصير الأرض. ويبدو على هيئة قِمْع خارج من أسفل سحابة رعدية (ركام مزني) يصل حتى سطح الأرض، يتكون في أغلب الحالات في العروض الوسطى في مقدمة بعض الجبهات الباردة. ويتميز التورنادو بامتداده الأفقي المحدود، إذ إن قطره لا يزيد عموماً على 0.5كم، وبشدة حركة الهواء الدورانية حول مركزه التي قد تصل سرعتها إلى أكثر من 300كم/ ساعة. ويترافق عبور التورنادو بانخفاض مفاجئ في الضغط الجوي يبلغ نحو 25-50 مليبار، مما يترتب عليه تفجر المباني وتحطمها نتيجة فارق الضغط بين داخلها وخارجها. وينحصر حدوث التورنادو فيما بين خطي عرض 15-45 شمال خط الاستواء وجنوبه، ولاسيما في حوض المسيسبي (الولايات المتحدة) وشرقي جبال الأنديز (الأرجنتين) والقارة الأسترالية. وتعرف أعاصير التورنادو التي تتكون فوق البحار باسم الشواهق المائية water spout وهي خطرة جداً على وسائل النقل البحرية.


      الشكل (4)

      أما أعاصير العروض الوسطى ـ المعروفة بالأعاصير الجبهية، أو المنخفضات الموجية ـ فتتشكل عموماً في مناطق التصادم الهوائي في العروض الوسطى، وبذا فإنها تتألف من قطاعين مختلفي الهواء، أحدهما قطاع من الهواء البارد، والآخر من الهواء الحار. وتشكل الجبهتان الحارة والباردة الهيكل الأساسي في الإعصار الجبهي (شكل4). وإذا كانت المفاهيم القديمة ترجع نشأة الأعاصير الجبهية إلى تموجات تتشكل وتتطور على طول سطح انفصال جبهي كبير ـ كالجبهة القطبية التي تفصل بين الهواء المداري والهواء القطبي ـ متممة دورتها الحياتية في ثلاثة أيام تقريباً، فإن المفاهيم الحديثة تربط تشكل الأعاصير الجبهية بالحركات الجوية العلوية ذات الشكل الموجي التي تقود إلى تشكل مراكز جوية منخفضة الضغط عند السطح لتتطور فيما بعد وفق مراحل التطور الموجي المعروفة. وتبدو الأعاصير الجبهية على خرائط الطقس على هيئة حجيرات ضخمة ذات شكل إهليلجي (أبعادها 1000×2000كم وسطياً)، وتتحرك نحو الشرق في مجموعات ضمن نطاق غربيات العروض الوسطى بمعدل سرعة يراوح بين 30-50كم/ساعة. وتختلف الأعاصير الموجية بعضها عن بعض في فعاليتها، بحسب درجة عمقها، لذا فإن شدة اضطراب الجو، وازدياد سرعة الرياح خلف الجبهة الباردة، قد يجعلانها تبلغ أحياناً مبلغ العاصفة لتقارب بذلك شدة الرياح في الأعاصير المدارية.

      وللأعاصير دور بارز في مناخ المناطق التي تتعرض لها، كما أنها تترك آثاراً مباشرة في مختلف جوانب البيئة البشرية. فالأعاصير الموجية بأمطارها وثلوجها مصدر خير وبركة، كما أنها عامل خراب في حال مرافقتها للعواصف الثلجية العنيفة والأمطار السيلية. ويكون الجو في أكثر حالات اضطرابه عند مرور الجبهة الباردة من الإعصار. أما الأعاصير الدوارة (التورنادو) فتحمل الدمار لما تصادفه في طريقها فوق البر والبحر، إذ تقتلع الأشجار، وتحطم المباني، وترفع السيارات عدة أمتار في الجو، ولا تنجو منها السفن أيضاً، ويندر أن تمر سنة من دون أن تشيع الأعاصير المدارية الخراب والدمار في منطقة أو أكثر من العالم، وليس مرد آثارها التخريبية إلى سرعة الرياح الدورانية الشديدة فقط، وإنما أيضاً إلى غزارة الأمطار التي تسبب الفيضانات الضخمة، وإلى المد البحري المرافق لها والذي يرفع المياه ثمانية أمتار تقريباً. والأمثلة عن الأعاصير المدارية كثيرة: فإعصار كاميلي الذي أصاب ساحل ولايتي المسيسبي ـ لويزيانة (الولايات المتحدة) في يومي 17-18 آب عام 1969 ذهب ضحيته 256 شخصاً، وخسائر مادية مقدارها مليار ونصف المليار من الدولارات. كما أن الإعصار الذي أصاب بنغلادش يومي 11-12 تشرين الأول من عام 1970 أدى إلى وفاة أكثر من 300 ألف شخص وألحق أضراراً مادية تجاوزت مليار دولار، وكذلك الإعصار الذي ضرب بنغلادش أيضاً يوم 2-3 أيار 1991 وأدى إلى وفاة أكثر من 120 ألف نسمة وتشريد الملايين من السكان.


      الشكل (5)

      الإعصار المعاكس (أنتي سيكلون)

      يطلق الإعصار المعاكس anticyclone على أي منطقة ذات ضغط جوي مرتفع ـ لذا يعرف أيضاً بالمرتفع الجوي ـ تتزايد قيمة الضغط فيها من الأطراف نحو المركز، ويشكل الإعصار المعاكس منظومة جوية أكبر عادة بكثير من الإعصار. ويتصف بهدوء مركزه، ونشاط حركة الهواء الأفقية عند الأطراف. وتكون الحركة الهوائية خارجة منه ومتباعدة عنه باتجاه مراكز الأعاصير. ويأخذ الهواء المتحرك وجهة موافقة لوجهة حركة عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي، وعكس ذلك في نصف الكرة الجنوبي (شكل 5).

      وهناك نموذجان من الأعاصير المعاكسة:

      ـ الإعصار المعاكس المستقر نسبياً: ويعرف بالإعصار المعاكس الدافئ، لكونه يمتلك مركزاً دافئاً، ويستمر الدفء فيه نتيجة الهبوط الديناميكي المتواصل في الهواء، ويتقوى الإعصار المعاكس الدافئ مع الارتفاع. والمثال عن هذا النموذج، الضغط المرتفع شبه المداري.

      ـ الإعصار المعاكس المتنقل: ويعرف بالإعصار المعاكس البارد. ويكون في حركة سريعة، ومدة دوامه قصيرة عموماً، كما أنه يتصف بضحالته ـ معاكساً بذلك الإعصار المعاكس الدافئ. وينحصر تشكل الأعاصير المعاكسة الباردة في العروض العليا عموماً ضمن الهواء القطبي أو البارد جداً، والأمثلة عنها: الإعصار المعاكس السيبيري، والإعصار المعاكس الكندي. وقد تمتد منها ألسنة نحو العروض الوسطى في فصل الشتاء.

      وتعد الأعاصير المعاكسة منابع للكتل الهوائية كافة. ويتصف الجو عند سيادتها بالهدوء والاستقرار والصحو، لكون الحركة الهوائية في داخلها هابطة، والرياح المنطلقة من أطرافها خفيفة السرعة. غير أنه قد يصاحبها في بعض ليالي الشتاء تشكل الضباب، والسحب الطبقية المنخفضة التي ينجم عنها أحياناً هطول بصورة رذاذ.