كن عميلاً.. تر الوجود جميلاً
بقلم : د. احمد نوفل
الرئيس الافغاني ( قرْداي ) الذي عينته أمريكاً وفرضته -كما تفرض غيره- بقصف الطائرات ورجم الصواريخ، وقتل الآلاف، فجأة، وهو المغمور الذي لم يكن يعلم به أحد، أصبح ملء السمع والبصر، ولا يكاد يغيب عن وسائل الاعلام ونشرات الاخبار.
وهو كما يعلم كثيرون ابن أكبر تاجر مخدرات في افغانستان، علماً بأن أمريكا تقاوم زراعة وتجارة المخدرات في أفغانستان والعالم!! هل تصدق؟.
هذا النكرة، الذي أطلق ذقنه مذ جاء من أمريكا لأفغانستان (عدة شغل) هذا الصنيعة الذي يقول الغرب انه مقرب من الـC.I.A ليس CIA.
هذا المجهول القادم من المجهول يرشح ليكون رجل العام ورجل العالم، والرجل (!!) -خسارة الرجولة!- الاكثر أناقة في العالم (ملك الاناقة يعني، وبعد الرئاسة نرشحه للعمل مع أرماني او جيوفاني او تيفاني).
المهم.. هذا الالعوبة تكتب عنه النيوزويك في عددها الاخير، واتحفك ببعض ما كتبت، والله يلهمنا الصبر واياك:
آه ذلك الحميد.. (أي حميد قرداي).. انه مغر جداً (!!) ففي معرض الازياء الرجالية في ميلانو الاسبوع الماضي، كان الحديث كله عن افغانستان، لا عن الاسلحة، بل عن المظهر الأنيق السلس (المظهر لا تنس) للرئيس الجديد حميد قرداي، فالرجل (!!) صاحب ذوق، ببدلاته العادية وتحتها القمصان السوداء من دون ياقة، مع العباءات الفضفاضة، وقبعات الفراء (نسوا الجوارب..) وهو مزيج ومواءمة بين الاقمشة والالوان الساحرة الغريبة شكل مواكب للموضة، ولم يكن من المستغرب اذاً ان يصفه مصمم أزياء غوتشي بأنه أكثر الرجال (!!) (حسرة على الكلمة المبتذلة!) اناقة على الكوكب اليوم!. وختمت المجلة بقولها: «قرداي هو المستقبل أيها الاعزاء».
أرأيتم أيها الاعزاء، كيف أصبح هذا العميل الذي لم يفلح في عمل شيء لبلده، اللهم الا أن كان غطاء للامريكان، كيف أصبح بين عشية وضحاها: الاكثر اناقة على الكوكب. وليذهب الشعب الفقير المعدم الى الجحيم! المهم ان رؤساءنا يذكرون بشيء. فهو مغر جداً!! وألوانه متناسقة! واناقته فاقت عارضات الازياء. يا فرحتنا!.
وهذا يذكرنا بالسادات عندما خذل شعبه وطعن القوات المسلحة المنتصرة في الظهر وأعلن في عز انتصار الجيش استعداده للحل السلمي ولو اقتضى الامر أن يذهب بنفسه الى القدس. علماً بأن كل شيء معد ومرتب ومتفق عليه. هذا الرئيس أصبح أيضاً بطل سلام، وحائزاً جائزة نوبل (بالباء) ورجل العام والعالم والرجل الاكثر اناقة، لا أدري كم «نمرته»؟!.
وزعيم آخر ولكن عربي عندما كان في ركاب الامريكان والصهاينة (وهو للحق ما يزال!) كان مكوك فضاء، او كما تقول عنه مجلة الصهاينة أصدقائه: النيوزويك: وقد صورته بهلواناً مقلوباً رأسه لأسفل ورجلاه الى الاعلى وحطته مدلاة وقد ربط بالجنازير (آخر بهدلة.. ويستأهل).. تقول: الرجل الذي كان في السابق يجمع أميال مكثري الطيران، بسرعة تفوق المديرين التنفيذيين للشركات، لا يستطيع الآن المغامرة بالذهاب الى أبعد من حد مدينة رام الله...
قلت: صدق من قال: كن عميلاً تر الوجود جميلاً. أو قل: كن عميلاً، يراك الوجود جميلاً!!. أو قل: كن عميلاً.. تصبح زعيماً جميلاً.. وشاهت الوجوه!!
ذو الكلبين
وعلى نفس قاعدة: كن عميلاً تصبح بطلاً نبيلاً، وممثلاً جميلاً، وأنيقاً.. أقول على نفس القاعدة صورت مجلة نيوزويك الجنرال مشرف على غلافها، وهذا قلما يصح لواحد من العالم المتخلف الثالث. وفي الداخل صورة له على صفحتين كاملتين وعنوان كبير: الابن المكافح. ويقول المقال نقلاً عن أمه: ان «برواظ» لم يكن طالباً مجداً ولم يكن ذكياً «أحسن!». والآن يريد ان يختط طريقاً جديداً للعالم الاسلامي )الله يستر!(.
وفي سبع صفحات كاملة تحقيق مطول وصور له طفلاً وضابطاً، ولاعب تنس كتب تحت صورته: لعبة صعبة، يريد هذا المسلم (!) بناء دولة علمانية حديثة. لكن أجمل صورة هي صورته مع كلبيه يحملهما بيديه، وهو كان يحرص في كل مقابلة مذ جاء الرئاسة ان يحضرها (أي الكلاب) معه، وان يتصورا معه في كل مقابلة والكلبان هما (بيكس دوت وبادي(
ومن ضمن المحطات المهمة التي أقتطعها لك في سنة 49 - 56 تعين بريطانيا والده الدبلوماسي في تركيا، اكثر الدول الاسلامية علمانية، يتعلم برويز التركية، ويصبح معجباً بأتاتورك «كله معجب!» الرمز الاكبر للتحديث والعصرنة (لا أدري أين التحديث والعصرنة في القائد الذي قزّم تركيا وغرقت في وحل التبعية والديون. ولكن القاعدة باتت مشهورة وصحيحة: كن عميلاً يراك السادة جميلاً..(.
وتواصل المجلة: 1964 التحق مشرف بمدرسة يسوعية، وبعدها عين ضابطاً في الجيش. ابنه خبير تأمين في بوسطن بأمريكا وكل الاسرة تحتفظ بكلاب في المنزل.
ويقول المقال عنه: انه يريد ابعاد باكستان عن انجرافها (!) طويل الامد باتجاه الحكم الديني. وهو يأمل ان يجعل بلاده القدوة التي تقتدي بها دول اسلامية أخرى لديها تيارات أصولية. حظر نشاط جميع الجماعات المتطرفة، حبس نحو (2000) من الناشطين.
المؤيدون والمعارضون معاً يشبهون مشرف بأنور السادات.
قضى معه ثلاثة صحافيين من النيوزويك ثلاثة أيام في العمل وفي المنزل للاجابة عن سؤال: هل يمتلك مشرف الشخصية الجذابة للابقاء على باكستان متماسكة؟ ويقول الصحفيون عن الشخصية الجذابة انه كان يرتدي بدلة من بدلات أرماني، وانه يستمتع بالاضواء!!. أمه عملت لفترة طويلة في منظمة العمل الدولية، وهي مصدر الهامه الرئيسي!.
يقول مشرف: انه وضع خططاً (هو الذي وضعها، افهم) لتوجيه باكستان وجهة جديدة منذ اللحظة التي تولى فيها سدة الرئاسة.
ولما قامت احداث (11 سبتمبر) فان الغرب الذي كان يرفض مشرف بازدراء كدكتاتور عسكري (كأن الغرب لا يحب الدكتاتورية؟!) سرعان ما بات صديقاً قيماً للغرب. ولما سقط بوش اتصل به وقال: «انني قلق عليك جراء سقطتك». ونختم بسؤال النيوزويك: هل سيستطيع مشرف الحفاظ على نوع الاحترام الذي يحظى به خارجياً في داخل باكستان؟.
ونقول: هنا المشكلة. ان الخارج يحترم الرؤساء لأنهم غير محترمين في الداخل، ان الغرب يحترم هؤلاء ويجمع بين من يبدون في الظاهر أعداء كقرداي ومشرف، وصدق المثل الشعبي القديم: خبئ عميلك الاسمر ليومك الكحلي.
تحياتي الجهادية
بقلم : د. احمد نوفل
الرئيس الافغاني ( قرْداي ) الذي عينته أمريكاً وفرضته -كما تفرض غيره- بقصف الطائرات ورجم الصواريخ، وقتل الآلاف، فجأة، وهو المغمور الذي لم يكن يعلم به أحد، أصبح ملء السمع والبصر، ولا يكاد يغيب عن وسائل الاعلام ونشرات الاخبار.
وهو كما يعلم كثيرون ابن أكبر تاجر مخدرات في افغانستان، علماً بأن أمريكا تقاوم زراعة وتجارة المخدرات في أفغانستان والعالم!! هل تصدق؟.
هذا النكرة، الذي أطلق ذقنه مذ جاء من أمريكا لأفغانستان (عدة شغل) هذا الصنيعة الذي يقول الغرب انه مقرب من الـC.I.A ليس CIA.
هذا المجهول القادم من المجهول يرشح ليكون رجل العام ورجل العالم، والرجل (!!) -خسارة الرجولة!- الاكثر أناقة في العالم (ملك الاناقة يعني، وبعد الرئاسة نرشحه للعمل مع أرماني او جيوفاني او تيفاني).
المهم.. هذا الالعوبة تكتب عنه النيوزويك في عددها الاخير، واتحفك ببعض ما كتبت، والله يلهمنا الصبر واياك:
آه ذلك الحميد.. (أي حميد قرداي).. انه مغر جداً (!!) ففي معرض الازياء الرجالية في ميلانو الاسبوع الماضي، كان الحديث كله عن افغانستان، لا عن الاسلحة، بل عن المظهر الأنيق السلس (المظهر لا تنس) للرئيس الجديد حميد قرداي، فالرجل (!!) صاحب ذوق، ببدلاته العادية وتحتها القمصان السوداء من دون ياقة، مع العباءات الفضفاضة، وقبعات الفراء (نسوا الجوارب..) وهو مزيج ومواءمة بين الاقمشة والالوان الساحرة الغريبة شكل مواكب للموضة، ولم يكن من المستغرب اذاً ان يصفه مصمم أزياء غوتشي بأنه أكثر الرجال (!!) (حسرة على الكلمة المبتذلة!) اناقة على الكوكب اليوم!. وختمت المجلة بقولها: «قرداي هو المستقبل أيها الاعزاء».
أرأيتم أيها الاعزاء، كيف أصبح هذا العميل الذي لم يفلح في عمل شيء لبلده، اللهم الا أن كان غطاء للامريكان، كيف أصبح بين عشية وضحاها: الاكثر اناقة على الكوكب. وليذهب الشعب الفقير المعدم الى الجحيم! المهم ان رؤساءنا يذكرون بشيء. فهو مغر جداً!! وألوانه متناسقة! واناقته فاقت عارضات الازياء. يا فرحتنا!.
وهذا يذكرنا بالسادات عندما خذل شعبه وطعن القوات المسلحة المنتصرة في الظهر وأعلن في عز انتصار الجيش استعداده للحل السلمي ولو اقتضى الامر أن يذهب بنفسه الى القدس. علماً بأن كل شيء معد ومرتب ومتفق عليه. هذا الرئيس أصبح أيضاً بطل سلام، وحائزاً جائزة نوبل (بالباء) ورجل العام والعالم والرجل الاكثر اناقة، لا أدري كم «نمرته»؟!.
وزعيم آخر ولكن عربي عندما كان في ركاب الامريكان والصهاينة (وهو للحق ما يزال!) كان مكوك فضاء، او كما تقول عنه مجلة الصهاينة أصدقائه: النيوزويك: وقد صورته بهلواناً مقلوباً رأسه لأسفل ورجلاه الى الاعلى وحطته مدلاة وقد ربط بالجنازير (آخر بهدلة.. ويستأهل).. تقول: الرجل الذي كان في السابق يجمع أميال مكثري الطيران، بسرعة تفوق المديرين التنفيذيين للشركات، لا يستطيع الآن المغامرة بالذهاب الى أبعد من حد مدينة رام الله...
قلت: صدق من قال: كن عميلاً تر الوجود جميلاً. أو قل: كن عميلاً، يراك الوجود جميلاً!!. أو قل: كن عميلاً.. تصبح زعيماً جميلاً.. وشاهت الوجوه!!
ذو الكلبين
وعلى نفس قاعدة: كن عميلاً تصبح بطلاً نبيلاً، وممثلاً جميلاً، وأنيقاً.. أقول على نفس القاعدة صورت مجلة نيوزويك الجنرال مشرف على غلافها، وهذا قلما يصح لواحد من العالم المتخلف الثالث. وفي الداخل صورة له على صفحتين كاملتين وعنوان كبير: الابن المكافح. ويقول المقال نقلاً عن أمه: ان «برواظ» لم يكن طالباً مجداً ولم يكن ذكياً «أحسن!». والآن يريد ان يختط طريقاً جديداً للعالم الاسلامي )الله يستر!(.
وفي سبع صفحات كاملة تحقيق مطول وصور له طفلاً وضابطاً، ولاعب تنس كتب تحت صورته: لعبة صعبة، يريد هذا المسلم (!) بناء دولة علمانية حديثة. لكن أجمل صورة هي صورته مع كلبيه يحملهما بيديه، وهو كان يحرص في كل مقابلة مذ جاء الرئاسة ان يحضرها (أي الكلاب) معه، وان يتصورا معه في كل مقابلة والكلبان هما (بيكس دوت وبادي(
ومن ضمن المحطات المهمة التي أقتطعها لك في سنة 49 - 56 تعين بريطانيا والده الدبلوماسي في تركيا، اكثر الدول الاسلامية علمانية، يتعلم برويز التركية، ويصبح معجباً بأتاتورك «كله معجب!» الرمز الاكبر للتحديث والعصرنة (لا أدري أين التحديث والعصرنة في القائد الذي قزّم تركيا وغرقت في وحل التبعية والديون. ولكن القاعدة باتت مشهورة وصحيحة: كن عميلاً يراك السادة جميلاً..(.
وتواصل المجلة: 1964 التحق مشرف بمدرسة يسوعية، وبعدها عين ضابطاً في الجيش. ابنه خبير تأمين في بوسطن بأمريكا وكل الاسرة تحتفظ بكلاب في المنزل.
ويقول المقال عنه: انه يريد ابعاد باكستان عن انجرافها (!) طويل الامد باتجاه الحكم الديني. وهو يأمل ان يجعل بلاده القدوة التي تقتدي بها دول اسلامية أخرى لديها تيارات أصولية. حظر نشاط جميع الجماعات المتطرفة، حبس نحو (2000) من الناشطين.
المؤيدون والمعارضون معاً يشبهون مشرف بأنور السادات.
قضى معه ثلاثة صحافيين من النيوزويك ثلاثة أيام في العمل وفي المنزل للاجابة عن سؤال: هل يمتلك مشرف الشخصية الجذابة للابقاء على باكستان متماسكة؟ ويقول الصحفيون عن الشخصية الجذابة انه كان يرتدي بدلة من بدلات أرماني، وانه يستمتع بالاضواء!!. أمه عملت لفترة طويلة في منظمة العمل الدولية، وهي مصدر الهامه الرئيسي!.
يقول مشرف: انه وضع خططاً (هو الذي وضعها، افهم) لتوجيه باكستان وجهة جديدة منذ اللحظة التي تولى فيها سدة الرئاسة.
ولما قامت احداث (11 سبتمبر) فان الغرب الذي كان يرفض مشرف بازدراء كدكتاتور عسكري (كأن الغرب لا يحب الدكتاتورية؟!) سرعان ما بات صديقاً قيماً للغرب. ولما سقط بوش اتصل به وقال: «انني قلق عليك جراء سقطتك». ونختم بسؤال النيوزويك: هل سيستطيع مشرف الحفاظ على نوع الاحترام الذي يحظى به خارجياً في داخل باكستان؟.
ونقول: هنا المشكلة. ان الخارج يحترم الرؤساء لأنهم غير محترمين في الداخل، ان الغرب يحترم هؤلاء ويجمع بين من يبدون في الظاهر أعداء كقرداي ومشرف، وصدق المثل الشعبي القديم: خبئ عميلك الاسمر ليومك الكحلي.

