[B]الحياة الأبدية خلف الأبواب المغلقة
سيجابه الكفار الذين سيدخلون جهنم بعد غلق الأبواب عليهم منظراً مخيفاً للغاية. فهم سيدركون أنهم بعد قليل سوف يتم رميهم في نار جهنم إلى الأبد. فغلق الأبواب من خلفهم سيجعلهم يدركون أنه ليس هناك مفر ولا خروج من هذا المكان المخيف. ويخبر الله تعالى عن وضع الكفار هذا فيقول:
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُوصَدَةٌ
( سورة البلد / 19 – 20 )
وحسب الآيات الكريمة
( عذاب كبير ) سورة آل عمران 176 ) و
( عذاب شديد ) ( سورة آل عمران 40 ) و
( عذاب أليم ) ( سورة آل عمران 77 )
وهكذا يبين القرآن الكريم العذاب المرعب والأليم الذي سيواجهه الكفار.
إن المقياس الذي يملكه الإنسان في الحياة الدنيا لا يستطيع فهم واستيعاب عذاب جهنم بشكل كامل.
فالإنسان الذي لا يتحمل التعرض إلى الماء الحار أو النار لثوان معدودات لا يستطيع تجسيم منظر عذاب النار في ذهنه والذي سيستمر إلى الأبد ولا حتى تخيله. لأن شدة الألم في نار جهنم لا يمكن مقارنتها بأي ألم ناتج من أي نار موجودة على الأرض, لأنه ليس هناك شبيه لعذاب الله تعالى:
فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَد وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ( سورة الفجر 25 – 26 )
وكما يوضح القرآن الكريم فإن في جهنم حياة بمعنى الكلمة, ولكن هذه الحياة يملؤها العذاب في كل آن ومن كل جهة, والحياة في جهنم تحوي مختلف صنوف الإهانة والخزي والمهانة والذل. وكذلك فهناك عذاب جسدي وعذاب نفسي، ولا يمكن مطلقا قياس أي عذاب واقع في الأرض مع العذاب الحاصل في جهنم. فأهل النار سيحسون بعذاب جهنم بحواسهم الخمسة. فعيونهم ستشاهد أفظع وأقذر المناظر وآذانهم ستسمع أفظع الأصوات وأكثرها رهبة من دمدمات وضجيج وصياح وتآوهات وصراخ. وستملأ أنوفهم روائح قذرة وكريهة لا يمكن تحملها, وستذوق ألسنتهم أفظع المذاقاتً وأكثرها إيلاماً. وستحترق جلودهم وجميع أجزاء أجسامهم بحيث لا ينجو من هذا الحرق حتى خلية واحدة من خلايا جسده, وسيتلوون من شدة هذا العذاب. فهم لا يموتون ولا يفنون ليتخلصوا من هذا العذاب. وهذا العذاب سيستمر إلى ما لانهاية، لأن جلودهم ستتجدد, ولن يخفف العذاب عنهم ولن ينقطع عنهم أبداً. وكما جاء في القرآن الكريم:
أولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ
( سورة البقرة 175 )
وسيقال للكفار حسب التعبير القراني:
اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أو لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
( سورة الطور 16 )
وهناك عذاب نفسي شديد ومؤلم بجانب العذاب الجسدي, فهم يهانون ويحقرون، فيندمون, وكلما فكروا في وضعهم اليائس وعدم وجود أي بصيص من الأمل أمامهم ستبكي قلوبهم دماً, وكلما خطر ببالهم أن وضعهم سيستمر إلى الأبد تضاعفت آلامهم إلى درجة أنه لو يعلمون بأن هذا العذاب سينتهي بعد مليون سنة أو بليار سنة أو حتى بعد مليارات من السنين فسيشكل هذا لهم مصدر أمل كبير, ولكن علمهم بأن العذاب لن ينتهي بل سيستمر إلى أبد الآبدين سيولد عندهم شعوراً شديدا بالاحباط واليأس لا يمكن مقارنتهما بأي شعور بالاحباط واليأس في هذه الدنيا. وحسب التصوير القرآني لجهنم فهي مكان قذر، تفوح بمختلف صنوف الروائح الكريهة، ضيقة يعلوها الضوضاء، مظلمة،كريهة، كل زاوية وحجرة تغلي من شدة وهول الحرارة، تحتوي على أمقت المأكولات والمشروبات. وملابس من نار يلبسونها تظل عليهم إلى الأبد، إضافة إلى مختلف صنوف العذاب. كل هذا وأكثر من هذا يشير إلى نوع المكان الأبدي الذي سيكون مأوى الكافرين والضالين من أهل النار, ويمكن تصوير بيئة جهنم من خلال مايمكن رويته في بعض الأفلام التي تصور انفجار قنبلة نووية وما تخلفها من ظلمة، وقذارة إلى أبعد ما يمكن تصورها، وسط ممقوت, وسط ملؤه الذهول. وطبعا ومما لاشك فيه أن هناك حياة تتلاءم مع هذه البيئة. فأهل جهنم يكونون في وعيهم التام حيث يسمعون، ويتكلمون، ويتناقشون، ويحاولون الهرب، يحرقون في النار، يتضرعون ويطلبون تخفيف العذاب عنهم، يعطشون، يجوعون، يحسون بالندم القاتل. لهذا فإن أهل جهنم يعيشون في بيئة قذرة ممقوته كالحيوانات. فهم يجدون فقط شجرة الزقوم كمأكل لهم وأشواك الأشجار، أما شرابهم فمن دم وصديد ومن ماء مغلي لا غير. وفي هذه الأثناء فإن النار تحيط بهم من كل جانب. حيث تبدل جلودهم المحترقة بأخرى جديدة وهكذا. حيث يستمر هذا العذاب من دون تخفيف من حدتها وشدتها. وهم علاوة على تساقط جلودهم ولحومهم المحترقة، واندفاع وخروج أعضائهم الداخلية إلى الخارج، واحتراق كامل جسدهم, وعلى الرغم من كونهم في وسط يملؤه الدم والصديد فأنه يتم ضربهم وجلدهم بسلاسل من حديد. ويتم ربطهم من أعناقهم وربط أيديهم إلى أعناقهم حيث يتم جرهم ورميهم في أماكن ضيقة من جهنم. ويمددون من قبل زبانية جهنم على أسرة من نار. حيث يقومون بتغطيتهم بأغطية من نار. فلن تكون هناك آذان صاغية لصراخهم ولجميع توسلاتهم المستمرة. فهم يطلبون أن يخفف عنهم العذاب ولو ليوم واحد ولكن العذاب والإهانة سيكون الجواب الموجه إليهم, فاليوم الواحد لهم من أيام جهنم لا يشبه بأي شكل من الأشكال يوما من أيام الدنيا.
فكل مايجري في جهنم من حوادث هي حوادث حقيقية، فهي حقيقية بل وأكثر حقيقية من حياتنا هذه والتي نعيشها في هذه الدنيا. وهذا هو أيضا مصير الذين لايعبدون الله كماينبغي بل يؤدون عبادتهم بشكل ناقص:
وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فإن أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَ الآخرة ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ( الحج 11 )
كذلك فهذا هو مصير الذين يقترفون الآثام ويقولون بأن الله تعالى سيغفر لنا في نهاية الأمر, والذين يحسبون أنهم لن يبقوا في جهنم إلا أياما معدودات:
ذَلِكَ بأنهم قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أيام ا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ
( آل عمران 24 )
والذين يتخذون الهاً غير الله, ولا يهدفون في الحياة إلا الحصول على الثروة وعلى الصيت والشهرة, والذين يغيرون دين الله حسب أهوائهم ورغباتهم, والذين يشوهون تفسير القرآن حسب مصالحهم ومنافعهم الشخصية أو الذين يرتدون من بعد إيمانهم كفاراً. والخلاصة أن جميع الكفار والمشركين والمنافقين سيملؤون جهنم. فهذا الوعد القاطع لله تعالى قد أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى:
وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
( سورة السجدة 13 )
ومقابل هذا، فليس هناك أحد يستطيع أن يتألم لحال أهل جهنم وأن يخلصهم من عذاب النار وحتى أن يساعدهم. والله تعالى لن يكلمهم إلى الأبد. فهم سيقاسون آلام الاهمال والنبذ والنسيان.
فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ( سورة الحاقة 35 )
وزبانية جهنم، وهم من الملائكة الموكلين بتطبيق أسوإ العذاب وأقساه على واردي جهنم لايملكون ذرة من الرحمة والشفقة سيذيقونهم سوء العذاب ومختلف صنوف الآلام والتعذيب و إلى ما لا نهاية. وهم على درجة عالية من الشدة وعدم الرحمة والقوة ويكونون مخيفين جدا. فهم مكلفون بأن يقتصوا من الكفار والمشركين الذين تجاسروا بكفرهم بالله رب العالمين حيث يقومون بأداء واجبهم على أتم وجه. فليس من الممكن أن يقدموا التماساً وأن يؤدوا بشكل ناقص واجب التعذيب أو أن يجعلوا الكافرين يهربون من أمام أعينهم، ولهذا فإن الإنسان يجابه خطرا حقيقياً. فالإنسان سيعاقب بهذا العقاب إذا قام بجحود وعصيان تجاه رب العالمين، وهذا يعني اقترافه أعظم الذنوب، لهذا فإن الله تعالى ينبه الإنسان كي لا يقع في مثل هذه الأخطار وأن لايقترف تلك الذنوب:
يَاأَيُّهَا الذِين آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ( سورة التحريم 6 )
كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَ بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ فَلْيَدْعُ نَادِيَه سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ
( سورة العلق 15 – 18 )
تضرعات يائسة لا طائل من ورائها
إن أهل جهنم يعيشون حالة من الإحباط الشديد، فالعذاب المسلط عليهم يكون أبديا من جهة وأيضاً يكون أليماً جداً من جهة اخرى, فالتوسل وإصدار أصوات تنم عن ألم كبير سيكون طريقهم وأملهم الوحيد. فهم يتوسلون لكل من يرونه، يرون أهل الجنة فيطلبون منهم قليلا من الماء والطعام. يتوسلون إلى الله تعالى ويأملون رحمة منه، ولكن كل هذا لا يجدي. وحراس جهنم وهم الزبانية يكونون ضمن الذين يتوسلون بهم، أي يصل الأمر بهم بأن يتوسلوا إلى زبانية جهنم الذين يقومون بإذاقتهم مختلف صنوف العذاب والذين لا يخطر ببالهم أن يقوموا بالتوسط لدى الله تعالى لكي يخفف عن هؤلاء العذاب حيث يكون العذاب شديدا لدرجة أنهم يتوسلون كي يخفف عنهم ولو ليوم واحد فقط. ولكنهم لا يأخذون أي رد.
وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنْ الْعَذَابِ قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍٍ ( سورة غافر 50 – 49 )
وهم بجانب هذا يعملون من أجل الحصول على رحمة من الله تعالى ولكن أيضاً تبوء جميع محاولاتهم بالفشل.
قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فإن عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِي إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِين فَأتخذتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُون إِنِّي جَزَيْتُهُمْ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أنهم هُمْ الْفَائِزُونَ ( سورة المؤمنون 111 – 106 )
ويفهم من هذه الآية الكريمة أن هذا هو الخطاب الأخير الذي يوجهه الله تعالى لأهل جهنم. لأن الله تعالى عندما قال لهم " اخسأوا ولاتكلمون " فلم يعد هناك أي مجال لأي حديث أو كلام بعد. وبعد هذا لن يخاطبهم الله تعالى إلى أبد الأبدين وهذا وضع مؤلم لا يمكن حتى تصوره وتخيله. وبينما يقاسي أهل جهنم العذاب ويصطرخون في النار يكون المؤمنون الفائزون والواصلون إلى السعادة في أحضان النعيم. وهناك عذاب معنوي آخر لأهل جهنم وهو الحوار الذي يجري بينهم وبين أهل الجنة. . فعندما يعاني أهل جهنم من أصناف العذاب المهول ييسر لهم الله إمكانية رؤية الجنة ومشاهدة أنواع النعم الموجودة فيها، حيث يرون المؤمنين الذين كانوا يستهزئون بهم في الدنيا في بحبوحة من العيش وفي قصور فخمة ومراتب عالية ومع نساء حسناوات وحور عين يخطف حسنهن الأبصار، يتناولون ألذ أنواع الأطعمة والمشروبات فيقارنون بين العذاب الذي يعيشون فيه والهوان والخزي الذي يلاقونه مع هذه النعم الكبيرة والسعادة اللامحدودة الموجودة هناك في الجنة, وهذا سيزيد من عذابهم أضعافا مضاعفة ويبلغ شعور الندامة عندهم درجة لا يمكن تحملها ويغرقون في بحر من الندامة الممضة الموجعة لأنهم – على العكس من المؤمنين – لم يؤمنوا بالله ولم يخضعوا لأحكام الله, وفي لجة هذه المشاعر يحاولون إجراء حوار مع أهل الجنة وطلب المعونة منهم فيتوسلون إليهم ولكن هيهات هيهات, وفي هذه الأثناء يرى أهل الجنة حال أهل النار فيزدادون سعادة ويزداد شكرهم لله تعالى, ويخبرنا القرآن الكريم عن هذا الحوار الذي سيجري بين أهل النار واهل الجنة:
فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنْ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِين وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ( سورة المدثر 40 - 48 )
تذكير من أجل الخلاص من العذاب الأبدي
قمنا هنا بتلخيص حال الإنسان ( الذي لم يخلقه الله عبثا ولم يترك حبله على غاربه ) سواء المؤمن منهم بالله تعالى أو المنكر منهم، ولكن يجب أن لا يغرب عن البال بأن الغاية من شرحنا هذا يختلف تماما عن هدف تقديم قصة الجنة وجهنم بالشكل الذي اعتاد الناس على سماعه منذ ولادته. فليس من هدفنا إعطاء معلومات دينية فقط بل التذكير وللمرة الأخيرة بأن مايقاسونه من آلام وضيق في حياتهم الدنيا نتيجة إنكارهم وعدم إيمانهم سيستمر في الآخرة ولن يجدوا منه خلاصا.
ولاشك أن الإنسان حر في اختيار نمط عيشه في الحياة الدنيا، ولا يستطيع أي شخص أن يكره شخصا آخرا بأي شكل من أشكال الإكراه. ولكننا كمؤمنين بالله تعالى وبعدالته غير المحدودة نرى أن من واجبنا تنبيه الضالين والغافلين في حياتهم الدنيا عن الحقيقة لكي يخافوا وتخشع قلوبهم لأن الله تعالى يشرح مدى وخامة الوضع الذي يعيش فية هؤلاء فيقول تعالى:
أَفَمَنْ أسس بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أسس بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( التوبه 109 )
إن الذين يديرون ظهورهم لآيات الله وينكرون الله تعالى دون أي وعي أو شعور، لايوجد لهم أي خلاص في الآخرة ولا أي نجاة. إذن فالواجب على كل إنسان عندما يرى الحقائق التحول عن الطريق المنحرف الذي يسير فيه دون إضاعة أي وقت وتسليم نفسه لله تعالى فإن لم يفعل هذا فسيعيش الندم الكبير الذي تشرحه الآية الآتية:
رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأمل فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
( سورة الحجر 2 – 3 )
أما طريق الخلاص من العذاب ومن الندم وكسب رضى الله تعالى وجنته فواضح وبين!
الإيمان بالله تعالى من صميم القلب ومن دون أي تأخير، وإفناء العمر في السعي للحصول على رضا الله تعالى.
[/B]
~!@@ah
~!@@ah