أنا والبحر
حديث البحر يأسرني
ولكني أجافيه
لعلي حين أتركه
يناديني فأحييه
أقلصه وأسكنه
عيونا كم تناجيه
وحين أجيء يتركني
ويصعد في تعاليه
فقلت له أعاتبه :
أنا للبحر ماضيه
غريب أنت يا بحر
حديثك صرت تخفيه
وكم قلب منحت له
الحياة وأنت تعطيه
وكم قلب لعبت به
وبين يديك تفنيه
أعانق موجك الغدار
أغرق دمعتي فيه
وأترك رحلتي خشبا
تضيعه مراسيه
ألست تموج لي ألما
أنا وحدي أقاسيه
أتوب له يعذبني
ودمعي في مآقيه
وكيف تزيل لي ألمي
وسيفك مغمد فيه
غريب أنت يا بحر
وفيك قساوة التيه
وفيك الريح إن عصفت
تزمجر : من يعاديه
هو السلطان في الخلجان
لا ملك يجاريه
خيول الموج تحرسه
وتجري في شواطيه
تدافع عن معاقله
وتفنى وهي تفديه
له الأطيار حراس
تحلق في مرافيه
وأنت كموجه عبد
فكيف إذاَ تجافيه
أنا يا بحر مفقود
وقلبي في مآسيه
ومالي في الحياة سوى
حديث صرت تخفيه
فكيف تريد طير البحر
يحيا دون عينيه
وكيف تريدني حرا
وسجني أنت تبنيه
وداعا أيها البحر
وداعا لا أغنيه
وكم قلب منحت له
الحياة وأنت تعطيه
وكم قلب لعبت به
وبين يديك تفنيه
((هــــــــــــــــــدووووء الأمواااااج))