ليندون لاروش الذي وضع قوة حركته السياسية في الولايات المتحدة وجهوده في
سبيل
هزيمة بوش، برغم مآخذه العديدة على منافسه جون كيري وقيادة الحزب
الديمقراطي،
يحذر من مغبة الاستسلام لمقولة أن بوش وكيري سيان، وأن السياسة الأمريكية
لن
تتغير بتغير الوجوه في البيت الأبيض. الذين يقولون هذا القول ألغوا أنفسهم
من
الوجود في الواقع وألغوا وجود قوى كثيرة أهمها لاروش نفسه داخل الولايات
المتحدة والتي تريد تغيير هذه السياسة التي لا تخدم سوى مصالح
واستراتيجيات
المؤسسات المالية السيناركية والطبقة الأوليجاركية في الولايات المتحدة
وأوربا.
قال لاروش في خطاب ألقاه في 6 أكتوبر:
"في هذه اللحظة بالذات، يبدو من الواضح أنه لو أعيد انتخاب بوش، فلن تكون
هناك
حضارة. قد تكون هناك أحلام ساذجة حول احتمال بقاء العالم بشكل أو بآخر على
ما
هو عليه وأن يعيش إلى ما بعد فترة رئاسية جديدة لبوش وتشيني. لكن هذه
أوهام،
بالرغم من أنها قد تعطي بعض الناس نوعا من الراحة مؤقتا، إلى أن تأتي
اللحظة
التي يصطدمون فيها بالواقع."
وانتقد لاروش تملق بعض الدول والقيادات لإدارة بوش قبيل الانتخابات وأهمهم
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال:
"من المعروف أن رد فعل بويتن غير مسؤول، من ناحية أنه غير مؤهل للتعامل مع
مثل
هذه المشكلة. إن محاولة استرضاء بوش هو أسوء شيء يمكن أن يفعله بوتين
لمستقبل
روسيا. إنها غلطة استراتيجية رهيبة، وتظهر نقاط ضعف عديدة في الحكومة
الروسية.
يفترض بالحكومة الروسية أن تكون أكثر ذكاء من ارتكاب مثل هذه الغلطة.
لكنها
ارتكبت تلك الغلطة. لماذا؟ بسبب نفس المبدأ: وهو التعامل مع الأمور وفقا
لافتراضات زائفة، حيث يفترضون "آه لا، نستطيع أن نتحكم بهذا الأمر، ليس
علينا
أن نأخذ هذه الأمور بنظر الاعتبار". ما يحصل هو أن هذه الأمور تعود
لتضربهم في
الظهر."
ويأخذ لاروش على الحكومة الروسية تمسكها بهذا الوهم بالرغم من أن الحقيقة
المعروفة هي أن ما يحصل في القوقاز ومنها العمليات الأخيرة في أوسيتسا
الشمالية، هي من تدبير تشيني ودوائر أخرى في الولايات المتحدة وبريطانيا.
إن ما يحذر منه لاروش هو الافتراض الخاطئ حول ماهية أهداف المحافظين الجدد
وبوش
وتشيني والقوى التي تقف خلفهم. ويقول موضحا:
"إن هدفهم هو ليس إخضاع مناطق معينة سياسيا كمستعمرات، بل إزالة جميع
المعوقات
التي تقف في طريق النهب الحر للكوكب ككل. إن نيتهم هي ليست فتح أراضي
جديدة، بل
تحقيق إزالة كل بقايا السيادة القومية وتقليص عدد سكان العالم من البشر
إلى أقل
من مليار نسمة… فهدفهم في أفغانستان والعراق على سبيل المثال هو ليس
السيطرة
على هذين البلدين، بل إزالة أمم قومية عن طريق إطلاق قوى الفوضى والدمار.
هكذا
سيكون من قبيل خداع النفس بشكل كبير اعتبار فشل العمليات العسكرية في
العراق
كفشل لنية إدارة بوش. فنيتها هي التدمير الذاتي لآخر بقايا سيادة الدولة
القومية، وهذا ما يحققون فيه نجاحات كبيرة في الوقت الراهن."
ويشير لاروش منذ سنين طويلة إلى فكرة تحويل مناطق واسعة من العالم الغنية
بالثروات الطبيعية إلى مناطق غير مأهولة، وهي فكرة تم تكريسها باعتبارها
سياسة
أمن قومي أمريكية من قبل مستشار الأمن القومي السابق هنري كيسنجر في عهد
الرئيس
ريتشارد نيكسون. وقدم كيسنجر دراسة تم اعتمادها عام 1974 من قبل الإدارة
الأمريكية بعنوان "مذكرة الأمن القومي 200" (NSM 200)، ومن أهم افتراضاتها
وتوصياتها هي أن النمو السكاني خاصة في دول العالم الثالث يعتبر تهديدا
للأمن
القومي للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، لأن تزايد أعداد السكان في
تلك
البلاد سيؤدي إلى استهلاك الثروات المعدنية هناك من قبل تلك الشعوب إما عن
طريق
التطور التكنولوجي هناك أو بسبب الحاجة إلى إعالة الأعداد المتزايدة من
السكان.
وتفترض تلك الدراسة أن هذا الأمر يعتبر تهديدا للأمن القومي الأمريكي
وحليفاتها
من الدول الصناعية التي تعتمد في بقائها وتطورها مستقبلا على تلك الموارد
المعدنية في تلك البلدان من العالم الثالث. وذكرت تلك المذكرة مجموعة من
البلدان الأفريقية والآسيوية من بينها مصر التي أوصت بتحديد النسل فيها.
ويحذر لاروش في إحدى دراساته الاستراتيجية الصادرة في الأسبوع الماضي
بوجود
تحركات مريبة على هذه الجبهة تشمل مساومات ومفاوضات بين أربع قوى عالمية
هي
الولايات المتحدة وأوربا وروسيا والصين حول هذا الأمر، حيث يقول:
"إن ما يجري في اللحظة الراهنة، وفق ما ذكرته مصادر مختلفة، هو وجود نظام
رباعي
للمساومات حول السيطرة على الموارد الأولية الأساسية في العالم بين
الولايات
المتحدة وأوربا الغربية والوسطى وروسيا والصين. تتعلق المساومات بالمواد
الخام
(المعدنية وبضمنها النفط) في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وشمال آسيا وجنوب
غرب
آسيا (الشرق الأوسط). كما يبرز تكتل أوربي روسي، ودور صيني بالإضافة إلى
جناح
أمريكي."
سبيل
هزيمة بوش، برغم مآخذه العديدة على منافسه جون كيري وقيادة الحزب
الديمقراطي،
يحذر من مغبة الاستسلام لمقولة أن بوش وكيري سيان، وأن السياسة الأمريكية
لن
تتغير بتغير الوجوه في البيت الأبيض. الذين يقولون هذا القول ألغوا أنفسهم
من
الوجود في الواقع وألغوا وجود قوى كثيرة أهمها لاروش نفسه داخل الولايات
المتحدة والتي تريد تغيير هذه السياسة التي لا تخدم سوى مصالح
واستراتيجيات
المؤسسات المالية السيناركية والطبقة الأوليجاركية في الولايات المتحدة
وأوربا.
قال لاروش في خطاب ألقاه في 6 أكتوبر:
"في هذه اللحظة بالذات، يبدو من الواضح أنه لو أعيد انتخاب بوش، فلن تكون
هناك
حضارة. قد تكون هناك أحلام ساذجة حول احتمال بقاء العالم بشكل أو بآخر على
ما
هو عليه وأن يعيش إلى ما بعد فترة رئاسية جديدة لبوش وتشيني. لكن هذه
أوهام،
بالرغم من أنها قد تعطي بعض الناس نوعا من الراحة مؤقتا، إلى أن تأتي
اللحظة
التي يصطدمون فيها بالواقع."
وانتقد لاروش تملق بعض الدول والقيادات لإدارة بوش قبيل الانتخابات وأهمهم
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال:
"من المعروف أن رد فعل بويتن غير مسؤول، من ناحية أنه غير مؤهل للتعامل مع
مثل
هذه المشكلة. إن محاولة استرضاء بوش هو أسوء شيء يمكن أن يفعله بوتين
لمستقبل
روسيا. إنها غلطة استراتيجية رهيبة، وتظهر نقاط ضعف عديدة في الحكومة
الروسية.
يفترض بالحكومة الروسية أن تكون أكثر ذكاء من ارتكاب مثل هذه الغلطة.
لكنها
ارتكبت تلك الغلطة. لماذا؟ بسبب نفس المبدأ: وهو التعامل مع الأمور وفقا
لافتراضات زائفة، حيث يفترضون "آه لا، نستطيع أن نتحكم بهذا الأمر، ليس
علينا
أن نأخذ هذه الأمور بنظر الاعتبار". ما يحصل هو أن هذه الأمور تعود
لتضربهم في
الظهر."
ويأخذ لاروش على الحكومة الروسية تمسكها بهذا الوهم بالرغم من أن الحقيقة
المعروفة هي أن ما يحصل في القوقاز ومنها العمليات الأخيرة في أوسيتسا
الشمالية، هي من تدبير تشيني ودوائر أخرى في الولايات المتحدة وبريطانيا.
إن ما يحذر منه لاروش هو الافتراض الخاطئ حول ماهية أهداف المحافظين الجدد
وبوش
وتشيني والقوى التي تقف خلفهم. ويقول موضحا:
"إن هدفهم هو ليس إخضاع مناطق معينة سياسيا كمستعمرات، بل إزالة جميع
المعوقات
التي تقف في طريق النهب الحر للكوكب ككل. إن نيتهم هي ليست فتح أراضي
جديدة، بل
تحقيق إزالة كل بقايا السيادة القومية وتقليص عدد سكان العالم من البشر
إلى أقل
من مليار نسمة… فهدفهم في أفغانستان والعراق على سبيل المثال هو ليس
السيطرة
على هذين البلدين، بل إزالة أمم قومية عن طريق إطلاق قوى الفوضى والدمار.
هكذا
سيكون من قبيل خداع النفس بشكل كبير اعتبار فشل العمليات العسكرية في
العراق
كفشل لنية إدارة بوش. فنيتها هي التدمير الذاتي لآخر بقايا سيادة الدولة
القومية، وهذا ما يحققون فيه نجاحات كبيرة في الوقت الراهن."
ويشير لاروش منذ سنين طويلة إلى فكرة تحويل مناطق واسعة من العالم الغنية
بالثروات الطبيعية إلى مناطق غير مأهولة، وهي فكرة تم تكريسها باعتبارها
سياسة
أمن قومي أمريكية من قبل مستشار الأمن القومي السابق هنري كيسنجر في عهد
الرئيس
ريتشارد نيكسون. وقدم كيسنجر دراسة تم اعتمادها عام 1974 من قبل الإدارة
الأمريكية بعنوان "مذكرة الأمن القومي 200" (NSM 200)، ومن أهم افتراضاتها
وتوصياتها هي أن النمو السكاني خاصة في دول العالم الثالث يعتبر تهديدا
للأمن
القومي للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، لأن تزايد أعداد السكان في
تلك
البلاد سيؤدي إلى استهلاك الثروات المعدنية هناك من قبل تلك الشعوب إما عن
طريق
التطور التكنولوجي هناك أو بسبب الحاجة إلى إعالة الأعداد المتزايدة من
السكان.
وتفترض تلك الدراسة أن هذا الأمر يعتبر تهديدا للأمن القومي الأمريكي
وحليفاتها
من الدول الصناعية التي تعتمد في بقائها وتطورها مستقبلا على تلك الموارد
المعدنية في تلك البلدان من العالم الثالث. وذكرت تلك المذكرة مجموعة من
البلدان الأفريقية والآسيوية من بينها مصر التي أوصت بتحديد النسل فيها.
ويحذر لاروش في إحدى دراساته الاستراتيجية الصادرة في الأسبوع الماضي
بوجود
تحركات مريبة على هذه الجبهة تشمل مساومات ومفاوضات بين أربع قوى عالمية
هي
الولايات المتحدة وأوربا وروسيا والصين حول هذا الأمر، حيث يقول:
"إن ما يجري في اللحظة الراهنة، وفق ما ذكرته مصادر مختلفة، هو وجود نظام
رباعي
للمساومات حول السيطرة على الموارد الأولية الأساسية في العالم بين
الولايات
المتحدة وأوربا الغربية والوسطى وروسيا والصين. تتعلق المساومات بالمواد
الخام
(المعدنية وبضمنها النفط) في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وشمال آسيا وجنوب
غرب
آسيا (الشرق الأوسط). كما يبرز تكتل أوربي روسي، ودور صيني بالإضافة إلى
جناح
أمريكي."