السلطان قابوس بن سعيد قائد حكيم.... ------------------------
إن النجاح والإنجازات التي حققتها النهضة العمانية ليعود الفضل فيها الى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم سلطان البلاد، حيث إنه هو الذي أطلق تلك النهضة، بقوة وإرادة وبرؤية ثاقبة وفكر مستنير نحو غاياتها وأهدافها. ففي العيد الوطني الأول ذكر جلالته بأن خطتنا في الداخل أن نبني بلدنا ونوفر لجميع أهله الحياة المرفهة والعيش الكريم، وهذه غاية لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق مشاركة أبناء الشعب في تحمل المسؤولية ومهمة البناء. ولقد فتحنا أبوابنا لمواطنينا في سبيل الوصول إلى هذه الغاية. وسوف نعمل جادين على تثبيت حكم ديموقراطي عادل في بلادنا في إطار واقعنا العُماني العربي وحسب تقاليد الإسلام الذي ينير لنا السبيل دائما. قد أسس جلالة السلطان نهضة شاملة في ربوع السلطنة: وطنية، وإقتصادية، وإجتماعية، وثقافية، ورفع اسم عمان عاليا على المستوى الإقليمي والعالمي، وأعاد لها أمجادها التاريخية وعظمتها الحضارية. ومن الأهمية التأكيد على أن نجاح النهضة قد تحقق لأن خلفه قائد حكيم، ذو نهج قيادي متميز على المستوى المحلي مع شعبه الوفي، وعلى المستوى الخارجي مع القادة العالميين ودولهم ومنظماتهم وقضاياهم. فقد وضع حضرة صاحب الجـلالة السلطان قابوس المعظم منذ توليه مقاليد الحكم في 23 يوليو 1970م رؤية واضحـة، دقيقة ومحددة سواء لواقع المجتمع العُماني ومجمل الظروف المحيطة به محليا واقليمياً ودولياً، أو سبل ووسائل النهوض به والاولويات التي ينبغي السير فيها، فإنه كان من الأهمية بمكـان تقوية القاعدة التي تنطلق منها وترتكز عليها كل الجهود وذلك بتحقيق وترسيـخ الوحدة الوطنية واستعادة سيطرة الدولة على كل شبر من ترابها الوطني، وبعث روح التضامن والتكـافل والتماسك في اطار الهوية العُمانية. وقد تحقق ذلك بفضل رؤية وإرادة جلالة القائد المفدى بدءاً من تسمية البلاد بإسم سلطنة عُمان في التاسع من أغسطس 1970 م وحتى إنهاء حركـة التمرد في ظفار في 11 ديسمبر1975 م لتتكرس الوحدة الوطنية ولتنطلق عُمان بكل طاقاتها لبناء حـاضرها والتخطيط لمستقبلها. ولم تكن المراة العمانية بعيدة عن موضع اهتمام جلالته بل كانت موضع اهتمام كبير ومتواصل فلم تكن مصادفة ان تكون المراة العمانية في موقع الريادة على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في التمتع بحقوقها السياسية بما في ذلك عضوية مجلس الدولة وحق الانتخاب والترشيح لعضوية مجلس الشورى وشغل مختلف الوظائف في الجهاز الاداري للدولة وكذلك عضوية مجلس الوزراء وقد دعا جلالة السلطان المعظم المراة العمانية في كل مكان في القرية والمدينة في الحضر والبادية في السهل والجبل ان تشمر عن الساعد الجد وان تسهم في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية . وتمثل الجولات السلطانية لقاءات متجددة بين القيادة والمواطن، حيث يلتقي فيها جلالته مباشرة مع المواطنين والإنتقال إليهم حيث يقيمون في القرى والسفوح والوديان والتجمعات الصغيرة والإستماع منهم في لقاءات مفتوحة يشارك فيها الجميع وتطرح خلالها مختلف القضايا والموضوعات التي تهم الوطن والمواطن دون حواجز أو مراسيم. و تعتبر</SPAN> الجولات السنوية السامية التي يقوم بها جلالة السلطان المعظم في المناطق والولايات التي تعد صيغة عمانية فريدة ومميزة لجلالته والتي تبدأ من مسقط لتمر بمختلف مناطق وولايات السلطنة وتنتهي في صلالة بمحافظة ظفار يقطع خلالها جلالة السلطان المفدى السلطنة من اقصاها الى اقصاها آلاف الكيلومترات وتستغرق أسابيع عديدة يقيم خلالها جلالته في مخيم يقام في السيوح التي يتوقف فيها جلالته ويلتقي بابنائه وتتحول الى مراكز نشطة يلتقي فيها جلالته مع اعضاء مجلسي الدولة والشورى والشيوخ والوجهاء والاعيان والموطنين من مختلف الولايات المحيطة بالمخيم السلطاني، حيث يطرحون عليه مايجـول بخـواطرهم أمام جـلالة القائد الذي يتحدث إلى مواطنيه بصراحته المعهودة حول كل القضايا الوطنية. ومن ثم ينطلق الحوار المتبادل بتلقائية وعفوية يتلمس من خلاله جلالة القائد المعظم نبض واهتمامات المواطنين وموجـها كذلك نحـو الأولويات الوطنية اقتصاديآ واجتمـاعيـآ وفي مختلف المجـالات وهو مايعزز مسيرة التنمية الوطنية ويمنحـها دوماً المزيد من وضوح الرؤية والفعالية وتحقيق المزيد من الحشد للطاقات الوطنية سواءً في الاطار التنظيمي أو على المستوى الجماهيري الواسع كما يستقبل جلالته في المخيم السامي ايضا القادة وكبار المسؤولين من الدول الشقيقة والصديقة الذين يزورون السلطنة. وتجدر الاشارة إلى أن الوزراء المرافقين لجلالة السلطان المعظم خلال الجولة يقومون كذلك بالالتقاء مع المواطنين ومتابعة احتياجاتهم وحل أية صعوبات وإيضاح أية أمور يطرحونها ومن ثم يتحقق التفاعل الكـامل والمستمر بين الحكـومـة والمواطنين في منـاطق اقـامتهم بـانـتقـال المسئولين اليهم ومعايشتهم لهم. جدير بالذكر أن جـلالته يقوم كذلك بجولات أخرى من خـلال الزيارات الميدانية أو تفقد المشروعات ومواقع العمل أو الالتقاء ببعض المواطنين أو الشباب دون اعداد مسبق حيث يتبادل جـلالته الحديث معهم ومع العاملين في هذا المشروع أو ذلك. من جـانب آخر يحرص جلالة السلطان المعظم على مشاركـة المواطنين احتفـالاتهم بالمناسبات الدينية المختلفة . وعبر هذه السياسات التى تضع المواطن في مقدمة الأولويات تنطلق مسيرة الخير والعطاء والوفاء نحو غاياتها المنشودة معززة بالامل والعمل الجاد والهمة العالية والعزم الاكيد.. وها نحن اليوم نجني بحمد الله ثمار ذلك كله تطوراَ مشهوداً في كل الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وخبرة واسعة جاءت نتيجة العمل الدائب والممارسة المستمرة فأضفت على حركة التطور المتنامية بعداً واقعياً يعصمها من مزالق الاندفاع والتهور وينأى بها عن مشاكل الارتجال وعدم التدبر. وعلى الصعيد الخارجي فقد رسم جلالة السلطان سياسة عمان الخارجية وفق أسس ومبادئ راسخة تقوم على التعايش السلمي بين جميع الشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير والإحترام المتبادل لحقوق السيادة الوطنية. واملت مواقف جلالته في الساحة الدولية اخلاقية الموقف الثابت والمتوازن ومبادئ الوضوح والندية في التعامل في مختلف القضايا الأقليمية والدولية والمعاصرة. واعتمدت سلطنة عمان سياسة مد يد الصداقة لكافة الدول والتفاهم بين الشعوب وهذه السياسة اكسبت عمان احترام العالم وتقديره واصبحت مدرسة يحتذى بها في التعامل الدولي وذلك لما اتصفت به من رجاحة وحكمة وحسن تصرف ولباقة وثبات في المواقف، وقبل كل هذا بالجرأة على اتخاذ القرار والإخلاص بالعمل على تنفيذه، وحرصت السلطنة على اقامة العلاقات المتوازنه بينها وبين العديد من دول العالم وكرست جهودا مخلصة لتأخذ مكانتها اللائقة بين الأمم، فكانت عمان على مستوى المسؤولية وشريكا فاعلا في خدمة قضايا العالم العادلة وحل مشاكله المعقدة والمساهمة في نشر الأمن والسلام في ربوعه. واستقت السياسة الخارجية العمانية اصولها ومنابعها من النهج العقلاني الذي ينتهجه جلالة السلطان قابوس المعظم في نظرته إلى الأمور وتقييمها بحكمة وموضوعية بعيدة عن الإنفعال أو الإستعجال ازاء ما يستجد أو يستفحل من الأحداث السياسية سواء كان الحدث محليا أو عربيا أو على المستوى العالمي. وفي تعبير عميق عن الإيمان بهذه المبادئ وأهميتها في تحقيق مناخ ملائم وضروري للتنمية وللسلم والأمن الأقليمي والدولي قال جلالته: في اعتقادنا أن الالتزام بهذه المبادئ من قبل الجميع من شأنه أن يوجد تعاوناً أوثق وتواصلاً اعمق بين الأمم على اختلاف مذاهبها السياسية ومناهجها الاقتصادية ومشاربها الفكرية والثقافية، كما أن من شأنه أن يقلل من الازمات والنزاعات الدولية وأن يحد من الصراعات القومية والعرقية والدينية والطائفية وأن يؤدى في النهاية إلى حلول عادلة للمشاكل الكثيرة التى بدأت تتفجر بشكل لافت في بعض أرجاء المعمورة . وفي حين يشكل السلام والعمل من أجل تحقيقه وترسيخـه على كل المستويات كمنهج عماني وكرؤية حضارية تنبع من وعي عميق وفكر استراتيجـي يدير به جلالة السلطان المعظم السياسة العُمانية محلياً واقليمياً ودولياً ملمحـاً من الملامح المميزة لمسيرة النهضة منذ انطلاقها وحتى الآن وتحت كل الظروف فإن جلالة السلطان المعظم أكد على ذ لك مرة أخرى في خطاب جلالته في العيد الوطني الثامن والعشرين المجيد مع تحديد معنى السلام الذي عملت وتعمل من أجله السلطنة دون كلل ودون ضجيج أيضاً. وقد اوضح جلالته أن السلام هدف الدولة.. ذلك مبدأ من المباديء التي توجه سياستنا الداخلية والخارجية وهو هدف استراتيجي نعمل على تحقيقه واستمراره ضماناً للأمن والاستقرار والنمو والأزدهار. ولكن السلام الذي نؤمن به ليس سلام الضعفاء الذين لايقدرون على رد العدوان، والمحافظة على كيان الدولة واستقلالها وسيادتها، وانما سلام الأقوياء الذين يعدون للأمر عدته كما أمر الله، ومن هذا الفهم الواعي فإننا نقوم بتطوير قواتنا المسلحة الباسلة وكافة أجهزة الأمن وتزويدها بأسباب القوة الممكن توفيرها لتمكينها من أداء دورها في حماية الدولة وسلامة أراضيها وكفالة الأمن والطمأنينة لمواطنيها والمقيمين فيها . و في ظل استراتيجية السلام التى وضعها ويرعاها جـلالة السلطان المعظم استطاعت السلطنة إرساء وتطوير علاقات طيبة ووثيقة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة على امتداد العـالم وعلى نحو يعزز تلك العلاقات ويجـعلها قنـاة من قنوات تعزيز المصالـح المتبـادلة ودعم جهود التنمية الوطنية. وفي حين تنبع مواقف السلطنة من قناعاتها ورؤيتها الواقعية لعلاقـاتها ولدورهـا الايجـابـي، استطاعت السلطنة بفضل توجيهات جـلالة السلطان المعظم إعطاء العديد من الامثلة العملية لتعزيز العلاقات مع الاشقاء وحل الخـلافات الثنائية، حيث استطاع جلالة السلطان المعظم - يحفظه الله ويرعاه - بحكمة ودراية ان يتوصل الى اتفاقيات دولية لتحديد وترسيم حدود السلطنة مع كل جيرانها وتحويل هذه الحدود الى معابر خير وجسور مودة وصداقة وتعاون مع الاشقاء والاصدقاء وبما يحقق المصالح المشتركـة والمتبـادلة.وتقديم نموذج يحتذى به في هذا المجال في اطار حضاري يرتكز على مبدأ لا ضرر ولا ضرار- فعلى سبيل المثال- تم التوقيع على محاضر التصديق على اتفاقية الحدود بين السلطنة ودولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة ( بين شرق العقيدات والدارة ) في 11اكتوبر 2003م، . وتحظى سياسات السلطنة ومواقفها بكثير من الاحترام والتقدير سواء على المستوى الثنائي او على صعيد الهيئات والمنظمات الاقليمية والدولية .
منذ أول خطاب لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم والذي ألقاه من الإذاعة العمانية وجلالته يبادر ويخاطب شعبه بالقول السديد والحكمة النافذة. ويقوم جلالته- يحفظه الله - طوال سنين النهضة بدور المعلم والقائد الذي يصدق أهله، وذلك مدون في خطب وكلمات سامية. ويقوم جلالته بمخاطبة شعبه مباشرة او عن طريق وسائل الإعلام، ويشاركهم أفراحهم، ويشمل برعايته السامية افتتاح المشاريع التنموية المختلفة والمتعددة. وهنا نعرض مقتطفات من النطق السامي تشمل كل جوانب النهضة: السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية، والبيئية مصحوبة بصور للمقام السامي في المناسبة التي تفضل جلالته وألقى خطبته فيها.
الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم فــي الانعقاد السنوي لمجلس عمان 2005:
الحمد لله الذي انعم وأعطى ، الحمد لله الذي قدر فهدى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى أيها المواطنون الأعزاء .. ونحن نحتفي بمسيرة نهضتنا المباركة بإذن الله، نتذكر ما تحقق على هذه الأرض الطيبة ، من منجزات حضارية في مجالات عديدة تهدف كلها الى تحقيق غاية نبيلة واحدة ، هي بناء الإنسان العماني الحديث، المؤمن بربه، المحافظ على أصالته، المواكب لعصره في تقنياته وعلومه، وآدابه وفنونه، المستفيد من معطيات الحضارة الحديثة في بناء وطنه، وتطوير مجتمعه. وفي ذات الوقت نؤكد عزمنا على مواصلة العمل، من أجل مزيد من التقدم في مضمار التطور والعمران، والرخاء والازدهار، والأمن والاستقرار. بعون الله. لقد شهدت المرحلة الماضية، من خلال تطبيق خطط وبرامج متنوعة، تحقيق اهداف النهضة المباركة التي وضعناها نصب أعيننا، منذ اليوم الأول لانبثاق فجرها، والتي تدور حول أربعة محاور أساسية هي: 1-تطوير الموارد البشرية 2- تطوير الموارد الطبيعية 3-إنشاء البنيــــــــة التحتية 4- إقامة دولــــة المؤسسات وقد تم ، بحمد الله، على امتداد المسيرة التنموية الشاملة ، وبالعزم والاجتهاد ، والصبر والمثابرة، الكثير من المنجزات التي نعتز بها في كل محور من هذه المحاور، خاصة في مجال تطوير الموارد البشرية الذي اعتقدنا منذ البداية، ولانزال نعتقد جازمين أنه حجر الزاوية في تنمية أي مجتمع، ذلك لان الإنسان – كما أكدنا دائما وفي شتى المناسبات –هو هدف التنمية وغايتها، كما انه هو أداتها وصانعها. وبقدر ما ينجح المجتمع في النهوض بمواردة البشرية وتطويرها، وفي إقامة الدولة العصرية المتقدمة في مختلف مجالات الحياة. وإذ نحمد الله العلي القدير على ما وفقنا إلية من نشر التعليم بمستوياته المتنوعة، وفروعه المتعددة، وما صاحب ذلك من برامج تدريبية توفرها الحكومة والمؤسسات التعليمية الخاصة التي تبتعث إليها الحكومة العديد من ابنائنا وبناتنا في مختلف الاختصاصات، مما أتاح لهم فرصا اكبر وأكثر للتحصيل العلمي والتدريب العملي اللذين يؤهلان للانخراط في سوق العمل، والإسهام في بناء المجتمع، فإننا نود ان نشير في هذا المقام إلى انه وإن كانت الحكومة قد بذلت جهدا كبيرا، أثناء المرحلة الماضية، في سبيل توفير فرص التأهيل والتدريب للشباب العماني من بنين وبنات ، إلا اننا لاحظنا، من خلال متابعتنا المستمرة لمسيرة التنمية الاجتماعية، ومراقبتنا الدائمة لمراحلها المتعاقبة، أن هناك شريحة من المواطنين لا تسعفها إمكاناتها الذاتية، وقدرتها المالية، لتأهيل نفسها، وتطوير مهاراتها، من أجل الحصول على فرص عمل مناسبة، مما يقتضي مد يد العون لهان ومساعدتها على توفير التأهيل والتدريب اللازمين لها. لهذا فإننا نواجه حكومتنا لوضع آلية مناسبة تقدم من خلالها المساعدة لهذه الشريحة لتمكنها من اكتساب مهنة مفيدة توفر لها الاستفادة من فرص العمل المتاحة. بمشيئة الله. وهنا نود ان نؤكد مجددا انه لكي تتحقق آمالنا وطموحاتنا، وتنجح خططنا وبرامجنا، فلا بد من التعاون بين المواطنين كافة، وفي مقدمتهم القطاع الخاص، وبين الحكومة بمختلف أجهزتها وإدارتها، على تنفيذ الخطط والبرامج المستقبلية، بروح من المسؤولية والإدراك والوعي بأن هذا التعاون ثمرته مزيد من التقدم والرقي، والنمو والازدهار. ونحن سعداء حقا بما أظهره القطاع الخاص في السنوات الأخيرة من رغبة صادقة في توفير فرص عمل للمواطنين، وندعوه إلى تكثيف مبادراته في هذا الشأن، كما ندعو الشباب العماني، ذكورا وإناثاً، إلى الاستفادة من هذه الفرص، والعمل على الاستقرار والبقاء في الوظيفة أو المهنة التيتتاح له, من أجل اكتساب الخيرة والمهارة, وتحقيق النفع المشترك والمصلحة العامة, وإثبات أن العماني عامل جاد ملتزم منضبط قادر على القيام بمسؤولياته, فذلك وحده الذي سوف يمكن سياسات التعمين وبرامجه من أن تؤتي ثمارها المرجوة بمشيئة الله. أيها المواطنون الأعزاء.. إن الدرب طويل, والغاية بعيدة, ولكننا واثقون من أن هذا الوطن الغالي يملك من المقومات الحضارية والتاريخية, ومن الآمال والتطلعات المستقبلية, ما يمكنه إن شاء الله, من إنجاز سياساته الداخلية والخارجية التي اتضحت معالمها, وتأكدت ثوابتها والحمد لله. إننا نؤمن بأن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول, ومراعاة المواثيق والمعاهدات, والالتزام بقواعد القانون الدولي من شأنه، ولا شك، أن ينتقل بالعالم إلى حالة أكثر مواءمة بين مصالح الدول.
وهو ما ندعو إليه دائما من خلال نشر ثقافة التسامح والسلام، والتعاون والتفاهم، بين جميع الأمم، كما أننا نأمل أن يؤدي ذلك إلى اقتلاع كثير من الأسباب لظاهرتي العنف وعدم الاستقرار.
أيها المواطنون الاعزاء..
في ختام كلمتنا، نود أن نوجه تحية إعزاز وتقدير إلى قواتنا المسلحة الباسلة وكافة أجهزة الأمن الساهرة، على ما يبذلونه من جهد وتفان في أداء الواجبات المنوطة بهم، مؤكدين استمرار رعايتنا لهم وعنايتنا بهم، داعين الله سبحانه وتعالى أن يكتب النجاح والتوفيق لمسيرتنا المظفرة بعونه تعالى.
وفقكم الله .. وكل عام والجميع بخير والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته،، من خطاب صاحب الجلالة بمناسبة العيد الوطني الثاني 18/11/1972م
ان هدفنا السامي هو إعادة أمجاد بلادنا السالفة. هدفنا ان نرى عمان وقد استعادت حضارتها الآفلة وقامت من جديد واحتلت مكانتها العظيمة بين شقيقاتها العربيات في النصف الثاني من القرن العشرين، وأن نرى العماني يعيش على أرضه سعيدا وكريما. من خطاب صاحب الجلالة بمناسبة العيد الوطني الثالث 18/11/1973م
أن عزائمكم القوية واندفاعتكم الأصيلة للنهوض ببلادكم هي الحافز المحرك لمسيرتنا المباركة. نبني ونعمر. نرفع صرح العمران شامخا. ونشيد لعمان حضارة عصرية راسخة الأركان. على اساس صلب من الدين ومن الأخلاق، والعلم النافع. فإن رقي الأمم ليس في علو مبانيها ولا في وفرة ثرواتها إنما يستمد من قوة ايمان أبنائها بالله. ومكارم الأخلاق وحب الوطن والحرص والأستعداد للبذل والفداء في سبيل المقدسات. من خطاب صاحب الجلالة بمناسبة افتتاح ميناء السلطان قابوس 20/11/1974 م
إننا نركز اهتمامنا لإيجاد الوسائل والسبل والمشاريع لرفع مستوى اقتصاد بلادنا وتوفير العمل والعيش الكريم لكل مواطن. لقد أدركنا سلفا أهمية المرحلة التي نحياها وتفهمنا أهمية المرحلة التي نحياها وتفهمنا أهمية مكانتنا في المنطقة، ومن هنا كان الاهتمام في إنشاء الموانئ من الأولويات التي وضعناها في الإعتبار. من خطاب صاحب الجلالة الى الشعب 26/11/1975م
أيها المواطنون : عمان العزيزة تزخر بالخير، وخيراتها ملك لشعبها الأبي، وإذا كانت عائدات النفط هي المصدر الرئيسي لدخلنا في الوقت الحاضر فأننا ندرك أن لدينا مصادر أخرى وفيرة لابد من استثمارها لندفع عجلة التنمية والتطور بالسرعة التي نرجوها لهذه البلاد ومن هذا المنطلق استحدثنا في العام الماضي وزارة الزراعة والأسماك والنفط والمعادن لتقوم بخدمات الأبحاث الزراعية والمائية وأبحاث تربية المواشي وأبحاث التربة، لرفع مستوى المزارع العماني وربطه بأرضه الحبيبة اضافة الى الأبحاث في وقاية المزارع والحيوانات من الأمراض والآفات التي قد تصيبها. من خطاب صاحب الجلالة بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة لمؤتمر وزراء خارجية دول الخليج 25/11/1976م
إن سلطنة عمان تؤكد على أهمية التفاهم للوصول إلى صيغة متفق عليها للتعاون بين دول منطقتنا، ويهم سلطنة عمان حكومة وشعبا ان تشهد منطقتنا استقرارا وأمنا دائمين يمهدان لها السبيل لتثبيت دعائم التنمية ودفع عجلتها الى الأمام. من خطاب صاحب الجلالة الموجه الى كبار رجال الدولة 15/5/1978م
وهناك أمر هام يجب على جميع المسؤولين في حكومتنا أن يجعلوه نصب أعينهم، الا وهو أنهم جميعا خدم لشعب هذا الوطن العزيز، وعليهم ان يؤدوا هذه الخدمة بكل إخلاص وأن يتجردوا من جميع الأنانيات وأن تكون مصلحة الأمة قبل أي مصلحة شخصية، إذ أننا لن نقبل العذر ممن يتهاون في أداء واجبه المطلوب منه في خدمة هذا الوطن ومواطنيه، بل سينال جزاء تهاونه بالطريقة التي نراها مناسبة. .......
أشكرك أخي ورد الغرام على هذه المعلومات الجميلة والرائعة عن سيدي وابي قابوس ،،،، فعلا غن عمان تفخر وتفاخر برجل شهم ابي مثله ،،،، وقد قرات كتابا رائعا عن جلالته يحمل سيرته منذ أن كان طفلا طفولته بجميع مراحلها وشبابه مع الصور ،،،، اسم الكتاب(( مصلح على العرش )) لأحد الكتاب الروس والكتاب مترجم حاليا بالعربية أنصحكم بقرائته لتزدادوا عظمة لهذا الإنسان العظيم ،،، :) ودي لكم
لجلالة السلطان المعظم اهتمامات واسعة بالدين واللغة والأدب والتاريـخ والفلك وشؤون البيئة، حيث يظهر ذلك جليا في الدعم الكبير والمستمر من لدن جلالته للعديد من المشاريع الثقافية، وبشكل شخصي، محليا وعربياً ودوليا، سواء من خـلال منظمة اليونسكو أو غيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية. ومن أبرز هذه المشاريع على سبيل المثال لا الحصر: جائزة السلام الدولية في الوقت الذي جسدت فيـه استراتيجية ونهج السلام جوهر الممارسة السياسية لجـلالة السلطان قابوس المعظم مند بداية مسيرة النهضة العُمانية الحديثـة انطلاقاً من حقيقة أن عمليات البناء والتنمية الوطنية وتشييد الدولة العصرية يتطلب توفير مقومات ضرورية في مقدمتها المناخ المواتي لذلك محلياً واقليميأ ودولياً باعتبار أن السلام كل لايتجزأ، فإن السلام كقيمة عليـا لدى جـلالة السلطان المعظم شكل محور السيـاسات العمـانيـة على المستويـات المختلفة خـليجـيـا واقليمياً ودولياً دون تفريط أو افراط وامتلكت السلطنة -بفضل توجيهات جـلالتـه وايمانـه العميق بالسلام - القدرة والشجـاعة ليس فقط على التعبير بكل الوضوح والصراحـة عن مواقفها ورؤيتها حيال مختلف المواقف والتطورات الخليجية والعربية والدولية، ولكنها كذلك عملت بجد والتزام من اجل وضع ذلك موضع التنفيذ في علاقاتها مع الدول الأخرى وفي اطار الثوابت العُمانية. وقد أكد جلالته جوهر ذلك في خطابه في العيد الوطنـي الثامن والعشرين المجيد بقوله (إن من أوجب الواجبات في نظرنا ونحن على اعتاب قرن جديد أن تعمل الدول على محاربة الظلم والاستبداد وعلى التصدي لسياسات التطهير العرقي وامتهان كرامة الانسان وعلى مجابهة احتلال أراضي الغير وإنكار حقوقه المشروعة وان تسعى إلى اقامة ميزان العدل انصافاً للمظلومين وترسيخاً للأمن والسلام والطمأنينة في مختلف بقاع الأرض وتجسدت أهمية ذلك في انه شكل ملحماً بارزاً ومميزاً للسياسات والمواقف العُمانية التي اكتسبت مصداقية تعززت دوماً فـي مختلف الظروف والتطورات التي شهدتها المنطقة على امتداد العقود الثلاثة الماضية). وفـى حدث بارز زاخر بالمعاني والدلالات جـاء الإجماع الذي التقت عليه ثلاث وثلاثون جـامعة ومركز أبحاث ومنظمة أمريكية على منـح جـائزة السلام الدولية ليس فقط كـامتداد للإجماع الذي يحظىٍ به جلالة السلطان المعظم على كل المستويات رسمياً وشعبيا ولكن ايضا ليؤكد شمولية هذا الإجماع وامتداده إلى المؤسسات العلمية المشهود لها والتي تشكل في الواقع جـانباً حيوياً في الفكر والسياسة الدولية عبر دورها المؤثر أمريكيا وعالميا وفي مقدمتها جـامعة هارفارد العريقة. وعندما تلتقي عشر جـامعات من اشهر الجـامعات الأمريكية، بالإضافة إلى عدد كبير من مراكز البحوث والدراسات السياسية والاستراتيجية المشهود لها على امتداد العالم حول تقدير وتثمين سياسات جلالة السلطان المعظم ودور جلالته فيما يتصل بالعمل على تحقيق وصيانة السلام فإن ذلك يكون أمراً بالغ الدلالة سواءً في قوة ما استند اليه هذا الحشد الكبير من الجـامعات ومراكز الأبحاث والمنظمات المشاركـة أو فـي أهميـة ما يمثله هذا الجمع العلمي والسيـاسـي البـارز والتقـائـه على رأى وتقييم واحد جسده اختيار جـلالته كـأول قائد يتم منحـه جـائزة السلام الدولية التي بدأ تنظيمها في عام1998م. وبينما قام المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية -العربية بقيادة مجموعة من اكبر وأبرز المنـظمـات الأمريكيـة غير الحكـوميـة والجـامعـات بتنسيق الإجراءات الخـاصة بهذه الجـائزة، فقد سلم الرئيس الأمريكـي الأسبق جيمي كارتر جـائزة السلام الدولية في حفل تاريخـي بالعاصمة الأمريكية فـي 16 أكتوبر 1998م وتسلمها نيابة عن جلالة السلطان المعظم معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخـارجية. وقد ذكر الرئيس الأمريكـي الاسبق جيمي كارتر خلال تسليم الجـائزة (إننى اشعر بامتنان خـاص لشجـاعة جلالته أثناء عملية السلام في الشرق الأوسط، وإن جلالته ظل يقوم بدور قيادي وسط أولئك الذين يسعون لتحقيق السلام ويعملون من اجل تسوية عادلة ونهاية تحمي الحقوق الكاملة للشعب الفلسطينى). وفي كلمة جـلالته التي وجـهها في احتفال تسليم الجائزة أعرب جـلالتـه عن تطلعه فيما يقترب القرن الجديد بأن يعم السلام وأن يحقق الفلسطينيون والإسرائيليون تطلعاتهم القومية وان يعيشوا معاً بسلام بطريقة جديدة وعصر جديد. جدير بالذكر أن منح جـائزة السلام الدولية لجلالة السلطان المعظم كان له صدى واسع النطاق حيث رحب به قادة وزعماء الدول العربية والأجنبية، والعديد من الهيئات والمنظمات الخليجية والعربية والدولية وهو ما عبر بوضوح عن المكـانة الرفيعة والمتميزة التي يحظى بها جلالة السلطان المعظم. وقد أعرب قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بيان القمة الخليجية التاسعة عشرة في أبوظبي عن سرورهم لنيل صاحب الجلالة السلطـان قـابوس بن سعيد سلطان عُمـان على الجـائزة الدوليـة للسلام مغتنمين الفرصة للتعبير مجدداً عن تهانيهم الخالصة لجلالته نظراً لما تمثله هذه الجـائزة من تقدير عالمي قيم لسياسة جلالته الحكيمة واعترافاً بدوره في خدمة ودعم قضايا السلام الإقليمي والدولي. من جـانبه أشار الأمين العام لجـامعة الدول العربية د. عصمت عبدالمجيد إلى أن الجـائزة تؤكد المكـانـة الكـبيرة لجـلالتـه كرجـل للمبـادئ ليس فقط على المستوى العربي بل وايضاً على المستويين العالمي والدولي. جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكـي بيل كلينتون قال في رسالة بعث بها إلى جلالة السلطان المعظم بهذه المناسبة (لقد قدتم عُمان برؤى وتصميم وأن قيادتكم تحظى باحترام عظيم حول العالم، اننى أنا والرؤساء الذين سبقوني نقدر بشكل خـاص نصيحتكم ومساندتكم في خلق مناخ إقليمي يعمل من أجل السلام والرفاهية). وقال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر (على مر السنين اعجبت شخصياً بجهود جـلالة السلطان الشجـاعة لاحلال السلام في منطقته من العالم، لقد نشر جـلالته السلام بطرق عديدة، ان حصول جلالته على جـائزة السلام الدولية ما هو الا اعتراف دولي بدور جلالته الفاعل في خدمة السلام الدولي. اننا نعتبر جلالته مصباحـاً منيراً لمحبي السلام). من جانب آخر صرح المتحدث بإسم وزارة الخـارجيـة البريطانية ان جلالته هو أحق المتلقين لجـائزة السلام الدولية في عامها الأول. وتجدر الاشارة إلى أن من بين أبرز الجامعات والمراكز والهيئات التي شاركت في منح الجائزة هي جامعات جورج واشنطن، جورجيا، هارفارد، بنسلفانيا، اركنساس، كاليفورنيا، والجـامعة الأمريكية، بالاضافة إلى مجلس سياسات الشرق الأوسط، ومراكز كارتر وبيكر ونيكسون وكيندي، وأكاديمية البحرية الأمريكية، وأكاديمية سلاح الجو الأمريكي ومعهد الشرق الأوسط، ومعهد الأمريكيون العرب، والمجلس الإسلامي الأمريكي، ومؤسسة السلام للشرق الأوسط، والمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية، ولجنة التعاون بين الشركات الأمريكية الخليجية وغيرها. ومن المؤكد أن التقاء كل تلك الجامعات والمؤسسات حول تثمين سياسة ومواقف جلالته هو اعتراف دولي رفيع المستوى بأهمية وفاعلية ما بذله ويبذله جلالته لدعم السلام خليجيا وعربيا ودولياً وما يقدمه من اسهام متجدد ومستمر لتحقيق هذه الغاية النبيلة. جائزة السلطان قابوس لصون البيئة
جائزة السلطان قابوس لصون البيئة هي أول جائزة عربية يتم منحها على المستوى العالمي في مجال حماية البيئة.. فقد أنشئت هذه الجائزة في عام 1989م بمبادرة كريمة من جلالته وبموافقة وترحيب منظمة اليونسكو.
وتمنح جائزة السلطان قابوس لصون البيئة كل عامين من خلال برنامج (الإنسان والمحيط الحيوي) في اليونسكو إعترافاً وتقديراً للمساهمات المتميزة للأفراد والمجموعات والمؤسسات والمنظمات في مجال حماية البيئة وبما يتوافق مع سياسة اليونسكو وبرامجها في هذا المجال.
ويقوم مكتب مجلس التنسيق الدولي لبرنامج (الإنسان والمحيط الحيوي) بإختيار الأفراد أو المجموعات أو المؤسسات أو المنظمات التي ستمنح الجائزة، ويتم هذا الإختيار دون الأخذ في الإعتبار بالجنسية أو الأصل العرقي أو الجنس أو اللغة أو المهنة أو العقيدة الدينية أو المعتقدات السياسية للفرد أو الأفراد المرشحين لنيل الجائزة.
والجائزة تمنح مرة واحدة فقط لأي فرد أو مجموعة أو مؤسسة أو منظمة ويتم الترشيح لها كل عامين وفق الإسهام البارز في إدارة أو حماية البيئة وبصفة خاصة في مجالات البحوث المتعلقة بالبيئة والموارد الطبيعية والتدريب والتعليم البيئي وتطوير التوعية البيئية وتعزيز أنشطتها وأيضاً إنشاء إدارة المناطق المحمية.
وتعبر الجائزة عن منظور السلطنة العالمي لأهمية مشاركة الأسرة البشرية من شعوب وحكومات في سبيل تحقيق أمن وسلامة البيئة على كوكب الأرض كما تعتبر تثميناً وإعترافاً بالجهود والإسهامات البارزة التي يقوم بها الأفراد أو المجموعات أو المؤسسات أو المنظمات في حماية البيئة وبخاصة أن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي وهو أحد برامج منظمة اليونسكو يتولى الترشيح لنيل هذه الجائزة بحكم انه برنامج علمي حكومي دولي يتولى الإشراف على المشروعات والأنشطة البيئية على مستوى الدول الاعضاء فيه وتوفير المعلومات وأسس الادارة العلمية لكافة الموضوعات والجوانب البيئية وهو بحكم توجهاته وأهدافه يستطيع القيام بتقييم المرشحين لنيل الجائزة بشكل علمي ودقيق وبخاصة ان البرنامج يشكل بكل دولة من الدول الأعضاء لجنة وطنية تتولى التنسيق مع جهات الإختصاص المسؤولة عن البيئة بالدولة في كافة القضايا والموضوعات المتصلة بها.
وقد منحت (جائزة السلطان قابوس لصون البيئة) لأول مرة في عام 1991م لمركز الدراسات والبحوث المكسيكية وفي عام 1993م فاز بها العالم التشيكي جان جينيك، وفي عام 1995م فازت بها السلطات البيئية الملاوية أما في عام 1997م فتقاسمها مناصفة كل من قسم العلوم البيئية لكلية العلوم بجامعة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية وإحدى الجمعيات الأهلية المعنية بحماية الغابات في سريلانكا، وفي عام 1999م منحت الجائزة الى مؤسسة داروين لمحمية جالا باجوس في الأكوادور وهي من المحميات المدرجة على قائمة اليونسكو.
ونظراً لجهود السلطنة في مجال حماية البيئة والتقدير الدولي الواسع لتلك الجهود تم اختيار السلطنة من بين الدول العشر الأكثر اهتماما وعناية بالبيئة على المستوى الدولي. طريق الحرير
تبنت السلطنة الدعوة العالمية التي أطلقتها منظمة التربية والثقافة والعلوم ''اليونسكو'' لدراسة طريق الحرير والتجارة القديمة التي كانت تتبادلها القوافل التجارية البرية والبحرية بين شعوب العالم.
فنظراً للأهمية الحضارية للمشروع ولموقع عُمان الجغرافي والدور الذي لعبته في مسيرة التواصل الإنساني بين الشرق والغرب، فقد كان لها دور ريادي في الرحلة البحرية لطريق الحرير يتمثل في الإلتفاتة الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله -بتخصيص اليخت السلطاني فلك السلامة مع كل طاقمه لتستخدمه اليونسكو لهذه الرحلة، وذلك تقديراً من جلالته للمردود العلمي للدراسة ونتائجها الإيجابية والإستفادة من معطياتها لزيادة الترابط بين شعوب العالم. وشملت دراسة طريق الحرير رحلات برية وبحرية، فإحدى الرحلتين البريتين بدأت من (اسطنبول) وإنتهت في مدينة (اكسيان) بالصين، والرحلة الأخرى بدأت من أوديسا الروسية وإنتهت في كانتون بالصين أيضاً. أما الرحلة البحرية فقد بدأت من البندقية يوم 23/11/1990م مروراً بـ 21ميناء منها مسقط وصلالة وإنتهاءاً بأوساكا باليابان، حيث المحطة الأخيرة.
وقد سلكت فلك السلامة خط السير نفسه الذي سلكه ماركو بولو في بحثه عن الحرير والتوابل، وقد دخلت السفينة وعلى متنها أكثر من سبعين عالماً ميناء صلالة يوم 13/11/1990م، حيث أمضوا يوماً كاملاً، زاروا الأماكن الأثرية مثل ميناء سمهرم وآثار مدينة البليد وهما الموقعان اللذان إرتبطا بتجارة اللبان التي لعبت دوراً مهماً في التواصل بين الشعوب والحضارات القديمة.
وفي يوم 17/11 وصلت فلك السلامة ميناء السلطان قابوس بمسقط أثناء إحتفالات البلاد بالعيد الوطني العشرين، حيث أعد لها إستقبال رسمي وشعبي قدمت خلاله الفرق الأهلية ألواناً متعددة من فنونها الشعبية، كما قام العلماء والمشاركون من البعثة ببرنامج حافل من الأنشطة تمثلت في مشاركتهم في إحتفالات البلاد بالعيد الوطني، بالإضافة الى زيارة العديد من المواقع الأثرية خاصة تلك التي أدرجتها اليونسكو ضمن الآثار العالمية مثل سور بهلاء، كما أقيمت في اليوم العشرين من نوفمبر ندوة دولية موضوعها ''أهمية التراث البحري العماني لطريق الحرير''، إستمر إنعقادها لمدة يومين. ثم واصلت السفينة سيرها يوم 25/11 الى بقية موانئ باكستان والهند والشرق الأقصى مروراً بالصين وحتى أوساكا باليابان، وقد شملت الرحلة 21 ميناء في 16 دولة، وقطعت مسافة 17,500 ميل، وتبلغ حمولة فلك السلامة 10864 طناً وطولها 130 متراً، والسرعة القصوى تقدر بـ 19,5 عقدة في الساعة.
وأهم أهداف الرحلة معرفة مدى تأثر الحضارات والثقافات في الشرق والغرب بعضها ببعض وما تم تناقله من معلومات تقنية وعلمية من خلال التبادلات التجارية لمختلف السلع وخاصة الحرير الذي إستقطب إهتمام الملوك والأثرياء منذ الألف الثاني قبل الميلاد. ورغم أنه- أي الحرير- من أثمن السلع الواردة من الشرق الى أوروبا فقد ظل مجهولاً حتى القرن السابع عشر، حيث إكتشف الصينيون دودة القز وحفظوا سرها وظلوا يصدرون الحرير قروناً عديدة دون أن يعلم الأوروبيون مصدره على وجه التحديد.
إستمرت رحلة طريق الحرير البحرية ما يزيد عن أربعة أشهر من أكتوبر وحتى مارس 1991م، تم تقديم 182 بحثاً في 19 ندوة دولية حول التواصل الحضاري خاصة بين شعوب البلدان التي كان يعبرها طريق الحرير البحري قديماً، بالإضافة الى الأبحاث التي كانت تقام يومياً فوق السفينة خلال الرحلة التي كان يقوم بها العلماء والمفكرون وغيرهم من المشاركين. موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية
حرصت السلطنة على إثراء الحياة الثقافية وإغناء المكتبة العربية بإضافة هامة، تمثلت في صدور موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية وذلك بمبادرة شخصية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله - ، وقد بدأ في تنفيذ المشروع إعتباراً من إكتوبر 1985م، والموسوعة نتاج أبحاث مكثفة قام بها أكثر من 150باحثاً من مختلف البلدان العربية في مجالات علمية عديدة شملت التحليلات اللغوية والإجتماعية والتاريخية والسياسية والأدبية تركزت على ما يقارب سبعة ملايين إسم عربي عن طريق إستخدام أحدث الوسائل العلمية والإحصائية.
وهو ما يعد سبقاً تاريخياً ويسد فراغاً في المكتبة العربية، كما قدم نموذجاً للتعاون المتميز بين عشرات الباحثين في مختلف المجالات ومن شتى أنحاء الوطن العربي.
فقد تم جمع المادة العلمية للموسوعة من 12دولة عربية بمعرفة خبراء في العلوم اللغوية والإجتماعية من: سلطنة عُمان - مصر- المملكة العربية السعودية - تونس - المغرب - الجزائر - العراق - اليمن - الأردن - الكويت - البحرين - قطر.
وتنقسم الموسوعة الى جزئين: معجم أسماء العرب ويعالج أكثر من 18 ألف إسم من نواحٍ إحصائية ولغوية وإجتماعية وتاريخية وسجل أسماء العرب، ويتناول الأسماء من حيث أصولها.
ومن النواحي الإحصائية جاء إسم محمد أول الأسماء المائة الأكثر شيوعاً بين الرجال، وإسم أمل في مقدمة الأسماء المائة المنتشرة بين النساء العربيات.
وقد تم في 1995 في إحتفال أقيم في باريس إهداء منظمة اليونسكو نسخة من الموسوعة لتودع في المكتبة العامة للمنظمة العالمية.
وقد لاقت الموسوعة صدىً طيباً لدى القارئ العربي، وكذلك المهتمين والباحثين في مختلف العلوم الإنسانية، كما أفردت لها بعض الإذاعات العربية حيزاً في دوراتها البرامجية.
والموسوعة تعتبر تجربة فريدة لم يسبق لها مثيل في التاريخ العربي الحديث وتعد أحد الروافد الثقافية للمكتبة العربية. يتبع ان شاء الله ورد الغرام