الكرة السورية فقدت شخصيتها وهويتها وهي قدم في الماء وأخرى في الهواء , الرياضة كلها تعيش عندنا في أجواء مفارقة غريبة عجيبة أنها ذات نظامين متناقضين النظام الأول هواية شكلية صارمة تمثل اللاعبين , والنظام الثاني احتراف كامل مكشوف صريح لدى الإداريين والمشرفين في الاتحاد الرياضي العام وفي فروعه ومكاتبه ولجانه وموظفيه وما أكثرهم وما أقل مردودهم , وهذا استنزاف حقيقي لميزانية الاتحاد الرياضي العام
لقد ابتعدنا عن الكرة العربية والخليجية والأفريقية , نحن ندور نحو أنفسنا مثل دراويش المولوية , ندور وندور ونظل في مكاننا منذ / 95 / ونحن نتقدم خطوة للأمام ونتراجع خطوة للوراء أي منذ أن دخلت كرة القدم إلى بلادنا عن طريق الرياضي حسين ايبش عام / 1905 / بعد ذلك التاريخ توالت أجيال كرة القدم وفي كل جيل نبدأ المشوار من جديد كأننا لم نتقدم من قبل ولن نتحرك من مكاننا , وضعنا حقيقة غريب وعجيب لم نتعلم من الماضي بل لا نريد أن نتعلم , فكل جيل يسلخ جلد الجيل الذي سبقه , وكل اتحاد يهمل الماضي ويتطلع إلى تثبيت أقدامه وبناء مستقبل أعضائه وليس مستقبل الكرة , خلال أربعة عقود من السنين وبعد تخطينا نظرياً ( أزمة الملاعب وقلة اللاعبين البارزين وفقر الأندية تولد لدى الكرويين الشعور بأنهم مقدمون على عهد متطور ومستقبل كروي مزدهر وازدياد الإقبال على المباريات 00 وقد أولت الدولة اهتماماًُ ملموساً للنشاطات المدرسية والأهلية وانتسبنا إلى الاتحاد الدولي واشتركنا بالبطولات الدولية والقارية وبدى الأفق منيراً محملاً بالتفاؤل والاطمئنان وارتفاع المستوى العام ولكن معظم المشرفين على اللعبة لم يكونوا على قدر المسؤولية فبعد أن تسرب إلى الأندية وإلى اتحادات اللعبة المتعاقبة أشخاصاً متطفلون يهتمون بالمراكز والدعاية لأنفسهم والاهتمام بمصالحهم الخاصة أخذت الكرة تسير في غير طريقها السوي وسارت في طريق متعرج كثير المطبات وأصبحت حالتنا الآن تدعو إلى الأسى والحزن
فبعض الذين قدرت الظروف لهم أن يشرفوا على كرة القدم كانوا أصحاب عقلية متزمتة معتدة بنفسها متحرجة الدماغ محدودة الأفق وليس لديهم معرفة بالأساليب المؤدية إلى تطوير المستوى والتخطيط له , ومن سوء حظ الكرة في قطرنا أن هذه الفئة استمرت تدير شؤون الكرة حسب مزاجها ومفاهيمها لعقدين من السنين أو أكثر , لقد وضع القدر الأسود مقاليد أمور الكرة في يد واحدة والقدر نفسه ساعد على وضع كيان كرة القدم السورية في براد الجثث 0 وإن أردنا حقاً إعطاء رأي صحيح يجب النظر في أمرين هامين رئيسيين وأساسيين هما واقع الأندية وحالة الدوري ونظامه ومسيرته 0
الخبير الكروي فيصل شيخ الأرض
منقول......
لقد ابتعدنا عن الكرة العربية والخليجية والأفريقية , نحن ندور نحو أنفسنا مثل دراويش المولوية , ندور وندور ونظل في مكاننا منذ / 95 / ونحن نتقدم خطوة للأمام ونتراجع خطوة للوراء أي منذ أن دخلت كرة القدم إلى بلادنا عن طريق الرياضي حسين ايبش عام / 1905 / بعد ذلك التاريخ توالت أجيال كرة القدم وفي كل جيل نبدأ المشوار من جديد كأننا لم نتقدم من قبل ولن نتحرك من مكاننا , وضعنا حقيقة غريب وعجيب لم نتعلم من الماضي بل لا نريد أن نتعلم , فكل جيل يسلخ جلد الجيل الذي سبقه , وكل اتحاد يهمل الماضي ويتطلع إلى تثبيت أقدامه وبناء مستقبل أعضائه وليس مستقبل الكرة , خلال أربعة عقود من السنين وبعد تخطينا نظرياً ( أزمة الملاعب وقلة اللاعبين البارزين وفقر الأندية تولد لدى الكرويين الشعور بأنهم مقدمون على عهد متطور ومستقبل كروي مزدهر وازدياد الإقبال على المباريات 00 وقد أولت الدولة اهتماماًُ ملموساً للنشاطات المدرسية والأهلية وانتسبنا إلى الاتحاد الدولي واشتركنا بالبطولات الدولية والقارية وبدى الأفق منيراً محملاً بالتفاؤل والاطمئنان وارتفاع المستوى العام ولكن معظم المشرفين على اللعبة لم يكونوا على قدر المسؤولية فبعد أن تسرب إلى الأندية وإلى اتحادات اللعبة المتعاقبة أشخاصاً متطفلون يهتمون بالمراكز والدعاية لأنفسهم والاهتمام بمصالحهم الخاصة أخذت الكرة تسير في غير طريقها السوي وسارت في طريق متعرج كثير المطبات وأصبحت حالتنا الآن تدعو إلى الأسى والحزن
فبعض الذين قدرت الظروف لهم أن يشرفوا على كرة القدم كانوا أصحاب عقلية متزمتة معتدة بنفسها متحرجة الدماغ محدودة الأفق وليس لديهم معرفة بالأساليب المؤدية إلى تطوير المستوى والتخطيط له , ومن سوء حظ الكرة في قطرنا أن هذه الفئة استمرت تدير شؤون الكرة حسب مزاجها ومفاهيمها لعقدين من السنين أو أكثر , لقد وضع القدر الأسود مقاليد أمور الكرة في يد واحدة والقدر نفسه ساعد على وضع كيان كرة القدم السورية في براد الجثث 0 وإن أردنا حقاً إعطاء رأي صحيح يجب النظر في أمرين هامين رئيسيين وأساسيين هما واقع الأندية وحالة الدوري ونظامه ومسيرته 0
الخبير الكروي فيصل شيخ الأرض
منقول......