وزارة الداخلية ووالي يعبري يوقدون الفتنة

    • وزارة الداخلية ووالي يعبري يوقدون الفتنة

      بسم الله الرحمن الرحيم

      إن التعصب القبلي آفة كل المجتمعات في كل بقاع الأرض سواء السابقة أو المعاصرة ولقد أشعلت التعصبات القبلية حروبا ضروسا منها حرب البسوس ، ومنها حروب الأوس والخزرج في العصر الجاهلي ، ومنها الحروب القبلية في عمان قبل السبعينات، وتكون هذه الحروب بأسباب تافهة لا يقبلها العقل المتحضر أبدا ولكن كانت تقام لمصالح أفراد لهم حب إثبات انهم قادرون على السيطرة على مجموعة من الأفراد وهؤلاء الأفراد يأتمرون بأمرهم وينتهون عما نهى عنه القادة أو الزعماء ولو كان فيها هلاك لهم ، وعادة ما تتكون هذه الزعامات لفرد معين في مجموعة مشتركة المصالح وتتمثل أكثرها في القبائل ، حيث يسيطر على أفكار تلك القبيلة فكر زعيمهم وعادة القبائل هذه نجدها تتكون من أسرة واحدة كبرت حتى أصبحت قبيلة كبرى ومن هنا ترغب كل قبيلة في إظهار نفسها على القبائل الأخرى تحت لواء قائد منها له السمع والطاعة مهما كان الأمر.
      وهنا في عمان ظهرت الحروب الأهلية بين القبائل فقط وسالت على أثرها الدماء وأزهقت الأرواح بدون هدف مما جعل البلاد عرضة للغزو الخارجي وما أن يظهر قائد موحد للبلاد و يولي عهده ترجع الحروب مرة أخرى بين القبائل مهما حقق الأئمة من استقرار وأمن وسلام وازدهار اقتصادي وغيره من مظاهر التقدم الحضاري في تلك الحقب، ومن هنا نجد إن القبائل إذا ما تركت بأسلوبها القديم فان أمن البلاد عرضة للتفرقة والتشتت في أي ساعة وأي زمن ، وان نظام المشيخة القبلية هو المغذي لهذه المخاطر فكل قبيلة تنزوي تحت لواء شيخ لن تدخر جهدا في أن تقف معه وإن كان في غير صالح تلك القبيلة ناهيك عن انه في غير صالح البلاد ككل ، وهذا ما يظهر جليا كمثال في انتخابات أعضاء وممثلي الولايات في مجلس الشورى كمثال فقط ، فكل قبيلة ترشح شخصا منها للفوز بمقعد في المجلس وتجد من ولاية واحدة عدد كبير جدا من المرشحين لهذا المنصب يكاد يصل لعدد القبائل فيها ، وهذا وان دل إنما يدل على بقاء التعصب القبلي في نفوس الناس ومنهم الشباب المثقف وليس فقط كبار السن .
      وان للحكومة دور في ذلك وفي بقاء هذا التعصب قائما من خلال تنصيب العدد الكبير من الوجهاء في مناصب الشيوخ والرشداء والأعيان وجعل ذلك وراثيا في أسرهم يأخذه الولد عن الأب ؛ والأب عن الجد حتى زادت الطبقية في المجتمع وتفريق الناس في إن كل مجموعة موالية للشيخ الفلاني ، مما يجعل كل فئة تدس المكائد للمجموعات الأخرى بسبب شيخها ..الخ.
      وان ما يحدث في بلدة ظاهر الفوارس بولاية عبري هذه الأيام لهو دليل على ضلوع الحكومة ووزارة الداخلية بشكل خاص في تأجيج التعصب القبلي بل زاد على ذلك التعصب بين أبناء القبيلة بعضهم البعض ، لان هذه القبيلة عندما أوجدت من قبل السبعينات المسئولية في أبنائها لم توجده وراثيا بل رأت المصلحة في الأجدر من أبنائها ويمكن عزله وتنصيب آخر غيره لا يمت للأول بصلة ، والان تقف وزارة الداخلية ممثلة في سعادة والي عبري لتنصيب مشايخ ومسؤولين بالوراثة في البلدة مما حدى بأهلها للوقوف في وجه بعضهم البعض واشتعلت الفتنة حتى بين أبنائها المتعلمين منهم والذين لهم مكانه في مناصب متقدمة في الدولة ، لما كل هذا وما مصلحة الحكومة في تعيين شيوخ على الناس ليس لهم شيخ أساسا ولكن لهم مسؤول منهم هم رشحوه ولم يورث المسئولية للقيام بأمورهم ويمثلهم أمام الجهات الحكومية ، وهل من مهام وزارة الداخلية تعيين الشيوخ ليت أبناءهم المشيخة أم لتجد من يمثل القبائل أمام الحكومة ويكون وسيطا للحكومة في أمور هذه القبائل ، وإذا ما ظلت الحكومة تسير في هذا الاتجاه ، فستعود البلاد جميعها في دوامة جديدة من عدم الاستقرار في أول فرصة تسنح لشيوخ القبائل باستغلالها في مصالحهم الشخصية والقبلية ، ناهيك عما يسببه الكثير من الشيوخ من مشاكل داخل قبائلهم والقبائل الأخرى وبين أبناء البلاد كلها لمصالح شخصية لا دينية ولا وطنية ، وما تنفقه الحكومة والكل يعلم بذلك لهؤلاء لشراء ضمائرهم خوفا من الخيانة للوطن والسلطان، ويذهب كل ما حققه مولانا صاحب الجلالة


      أدراج الرياح بعد هذه السنين من التقدم والعمران وغيره من مجالات التحضر والتقدم في كل مجالات الحياة .



      ومن هنا فإننا نحمل الحكومة ممثلة في وزارة الداخلية ووالي عبري ما يحصل من مشاكل ونزاعات في بلدة ظاهر الفوارس على أمور المشيخة والمسؤولية مما يصرف الناس عن الاهتمام بقضايا أهم من هذه والتي لا تأتي إلا بالخراب والدمار والتشتت والفرقة . ونؤكد أنه إذا لم توقف هذه الفتنة فالله العالم أن الأمر سيصل إلى القتال بالسلاح بين أهالي البلدة .
      $$d
    • اعتقد ان العصبيه القبليه لا تزال موجودة و بشده ليس فقط فى ولايه عبرى بل فى الكثير من المناطق ..
      و لكن ما هو الحل؟
      فكما ورد فى مقالك حتى الابناء المتعلمون تأخذهم النزعه القبليه و يتجاهلون نداء العقل !!