ضعف الروابط العائلية لا يساعد على تحسن مرضى الفصام

    • ضعف الروابط العائلية لا يساعد على تحسن مرضى الفصام

      في عام 1973م قامت منظمة الصحة العالمية بدراسة عالمية عن مرض الفصام في جميع أنحاء العالم، حيث انشأت مراكز في جميع القارات لدراسة مرض الفصام وهذه المراكز حقيقة قامت بدور رائع وانجازها يعتبر انجازاً كبيراً على كافة المستويات، ونتائج هذه المراكز ودراساتها لازالت حتى الآن يُعتد بها في تأثير الثقافة على مرض الفصام، من أول زيارة للمريض حتى الأعراض، وكيفية تشابه الأعراض بين الثقافات المختلفة، وما هو مآل المرض، حيث بينت الدراسات في هذه المراكز أنه في الدول النامية بأن مآل المرض أفضل منه في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وموسكو، مقارنة بالدول النامية في آسيا وافريقيا.
      في عام 1986 قام بروفسور سيرتوراس (وهو رئيس اتحاد الأطباء النفسيين في العالم لفترة طويلة، ولازال حتى الآن يُعد واحداً من أبرز الأطباء النفسيين، وهو سويسري الجنسية)، هذه الدراسة حاولت تطوير الدراسة السابقة، ووجد بأن هناك اتفاقاً بين الدراسة التي أجراها هو والتي تمت قبله فيما يخص بأن المآل لدى مرضى الفصام أفضل في دول العالم النامي عنه في الدول المتقدمة. وقال سيرتوراس بأن العالم الغربي والمتقدم مادياً، يُعاني فيه المريض عزلة اجتماعية، رغم الدعم المادي الذي يتلقاه من الحكومات الغربية، والمبالغ الكبيرة التي تصرفها الحكومات من أجل رعاية مرضى الفصام في هذه الدول، لكن العزلة الاجتماعية، وعدم تقبل الأهل والمجتمع لمرضى الفصام للعيش وسطهم وضعف الروابط الأسرية والعائلية أساساً، لا يُساعد على تحسن مرضى الفصام، رغم أن الحكومات الغربية تصرف مبالغ جيدة لأهالي مرضى الفصام الذين يرعون أبناءهم..!! ومع كل هذ الاغراءات فإن الأسر ترفض قبول ابنائهم المرضى ضمن الأسرة.
      وفي عام 1992 تمت ايضاً دراسة على تأثير العوامل الثقافية والاجتماعية على مآل مرضى الفصام بصورة شديدة، كانت النتائج مؤكدة ومؤيدة للنتائج السابقة وهو ان التحسّن حدث في الدول النامية بصورة أفضل من الدول المتقدمة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. كانت مدة هذه الدراسة عامين وعلى ضوئها نُشرت النتائج التي تؤكد مرة أخرى بأن العوامل الاجتماعية والثقافية في الدول النامية تلعب دوراً مهماً في علاج مرض الفصام حتى في صورته الشديدة. رغم كل هذه العوامل فإن الأدوية مع العوامل الاجتماعية المساعدة في الدول النامية تقود إلى نتائج أفضل حسب دراسات نُشرت في عام 2004 في المجلة البريطانية للطب النفسي. يجب على أهل المريض المصاب بالفصام أن لا يهملوا اعطاء الأدوية المصروفة لهم من قبل الأطباء المختصين، لأن العلاج الدوائي مهم جداً في علاج الفصام وكذلك منع الانتكاسات للمرضى. وقد بينت الدراسات ان الانتكاسة بالنسبة لمرض الفصام تبلغ حوالي 80٪ مع التوقف عن العلاج دون رأي الطبيب المعالج.