بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمدا رسول الله،، وبعد،،،،،،،
يقول رب العزة في محكم كتابه بعد أعوذ بالله من الشبطان الرجيم: } فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم{ ، الله الله ما أكبرها من أيه إذا تمعنا فيها جيدا! الإنسان في تقلب مستمر مرة يضعف إيمانه وتارة يكون كالملائكة تسمو نفسه إلى أعلىالمراتب
لذا جاء الخطاب الإلهي إلى رسولنا الكريم وإلى كل كبد حية إلى يوم الدين بالتذكير والترغيب إلى هذا الدين إلى جنة لا يمكن تصور كيف بناها الخالق وزينها إلى أقصى الحدود! لمن يا ترى لمن ؟ للذي يعصي الخالق ويتمادى في الإعراض عن الحق!! كلا والله ، يسمع أيات الله تتلى عليه فيستكبر عنها كأنه لم يسمعها خسر الدنيا والأخرى. يخاطب الحق رسوله الكريم فيقول له بلغ يا محمد وبلغ يا مسلم الناس ما جاء به هذا الدين ولا تيئس فإنما أنت مجرد مذكر } إنك لا تهدي من أحبب ولكنا الله يهدي من يشاء{ عليك بالتبليع وعلينا الهداية ببساطة أنت لست عليهم بمسيطر أنت مجرد رسول لا تملك قلوبهم بل نحن نملكها ونقلبها كيف نشاء!
إلى أين يا ترى أيها المخدوع بهذه الدنيا إلى أين؟ } كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر { أحق ما تقول؟ إي والله حق فرب العزة أكد هذه الحقيقة بأداة التوكيد الناصبة فقال } إنّ إلينا إيابهم{ ، لماذا يا ترى إلى هناك، لماذا؟ } ينبء الإنسان يومئذ بما قدم وأخر{ لتجزى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون، وهذه أيضا حقيقة يقينية ثابتة في } ثم إن علينا حسابهم{ !!
أتدرون ما الفرق بيننا وبين الفساق ؟!!
نحن تنطبق علينا الأية التالية } والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون{ ، نذنب فنشعر بالخطأ فنتوب فورا هكذا دواليك ولكن الفساق قد أثقلتهم ذنوبهم عن التوبة فصاروا لا يسمعون ولا يرون أولائك كالأنعام في إنغماسهم في الشهوات بل هم أضل لماذا يا ترى أضل؟! لأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وميزه بالعقل فهو قادر على التميز بين الخطأ والصواب ومع ذالك يقع في الخطأ بينما الحيوان لا حول له ولا قوة له فهو بدون عقل يميز به الصواب من الخطأ ومع ذلك فهو يسبح لله } وإن من شئ إلاّ يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم{ !! عجيب أمرك يا إنسان عجيب!
على الإنسان وهو يخوض غمار هذه الحياة ألا يستسلم لمصائب الدهر، فينغمس في الشهوات والملذات ويصير غريبا عن الإسلام كيف ومنه نشأ ! عليك يا أخي المسارعة إلى التوبة، فالبدار البدار إلى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر!! فالقافلة تسير والكلاب تنبح والمتساقطون كثير!! أوى ترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد؟؟ أوى ترضى ؟ فإذا كنت لا ترضى فلما التقهقر والسير وراء الدنيا، فأين الأولون من البرايا وأين منهم أكاليل وسدان ؟ إي أبقي منهم أحد ؟ أبقي ! أجب يا أخي أجيبي يا أختاه ! فهذا إبليس اللعين يضحك علينا كل يوم وهو ليس له سلطان على المسلم ، فاسمعوا ماذا يقول عنه رب العزة على لسانه: } وقال الشيطان لما قضي الأمرإن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم{ !
أي ولما أدخل أهل الجنة الجنة وأدخل أهل النار النار وقف زعيم الكافرين إبليس اللعين يخطب فيهم (وتسمى خطبته هذه بالخطبة البتراء لأنه لا يبدأ فيها بباسم الله) وانظروا كيف يأتي الخطاب القرأني ليغرس في النفوس العقيدة! جاء الخطاب بفعل الماضي(وتقريبا جميع الأفغال جاءت بالزمن الماضي، وقال، وإن الله وعدكم، وووعدتكم ، ما كان لي عليكم ، ...... ) وكأن الأمر قد وقع فعلا منذ زمن بعيد؟ ! هذا هو الإيمان باليوم الأخر بعينه فسبحانك سبحانك عجبا كيف يعصيك العاصي وهو يعيش على أرضك ويأكل من رزقك و يعصيك علانية وأنت تراه والأغرب من ذلك أنه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ملك الموت إذا جاه بالحق؟!
المهم فيقف هذا إبليس ويعترف قائلا إن ربكم وعدكم إن أنتم أطعتموه بالجنة ووعدتكم بالخلود في الدنيا واستمرارية الملذات وأمور عدة ولكن أخلفتكم في ذلك وكان وعد الله عليكم حقا ولم أكن أملككم حتى تتبعوني سوى أنني عرضت عليكم الأمر فوافقتم عليه فالآن وقد خسرنا كل شئ فلا تلقوا اللوم علي بل لوموا أنفسكم فأنا لا أقوى على نصرة نفسي الآن فكيف أنصركم من الله ولا أنتم تقوون على ذلك!! فهم في عذاب أليم!!!!
فيا ويل العصاة من المعاصي غدا يصليهم ربي سعيرا
لهم فيها شهيق واضطراب وتسمع في البكاء لهم زفيرا
|a والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
: 
: 
: