الأحمق....

    • الأحمق....



      هذا الرجل ولد ليقوده الآخرون لا ليكون في موقع القيادة، سياسي احمق بكل المعايير، وقمة الحــــــماقة عنـــــده اعتقاده بان اجرامه بحق المدنيين اللبنانيين وتعثره السياسي والعسكري في الداخل,,, سيمران مرور الكرام.
      «هناك أُناس خلقوا لينجحوا في الصف الثاني فإذا ما تقدموا إلى الصف الأول احترقوا بسرعة»
      أندريه غروميكو
      افضل وصف يمكن ان يطلق على رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اضافة الى نزعته الاجرامية التي تبدت اخيرا هو «الأحمق»، فمن يراقب السلوك السياسي للرجل يدرك انه لا يثبت على موقف واحد يومين متتاليين واحيانا لمدة ساعتين، ويدرك اكثر ان «مهاراته» لا تسمح له الا ان يكون منقادا عن بعد وبـ «الريموت كونترول» من داخل وخارج على السواء.
      قبل ظهور اسمه الى جانب شارون كان اولمرت رئيسا لبلدية القدس، وقادته رغباته في التفوق على سلفه تيد كوليك الى المصادقة سرا على حفر نفق في المدينة القديمة، الامر الذي اثار صدامات حادة سقط فيها 14 اسرائيليا واكثر من 160 فلسطينيا.
      اولمرت، المولود في فلسطين من ابوين مهاجرين من الصين، كان احد اشد المعجبين بزئيف جابوتنسكي، مؤسس ميليشيا الارغون العسكرية الصهيونية الذي كان يدعو الى اقامة دولة يهودية من النهر الى البحر، وكان من المتشددين ضد السلام مع العرب، ثم قادته استفتاءات الرأي العام المتعطشة لانهاء الحروب لحظة اصيب شارون بالجلطة الاولى الى تغيير خطابه التاريخي مبررا قبوله مشروع الدولتين بالخوف من ان ينخرط العرب في اسرائيل ويطالبون بحق التصويت «وعندها، ونظرا الى كثافتهم السكانية، سنندم نحن على رفضنا مشروع الدولتين».
      قاد مرض ارييل شارون الناخبين الاسرائيليين عاطفيا الى اولمرت، وقاد التآلف الذي احاط به، وهوخليط عجيب من شخصيات يمينية ويسارية ودينية، (كاديما والعمل وغيرهما) البوصلة السياسية لتحركاته، بل قاد فوز حركة «حماس» في الانتخابات الفلسطينية قراراته الداخلية فصارت مبنية فقط على ردود الفعل، وحول خطف الجندي على حدود قطاع غزة خطته المعلنة الى خطة اخرى بديلة محت كل ما كان متفقا عليه في لقائه مع الرئيس محمود عباس، وسلم خطف الجنديين من قبل «حزب الله» السلطة عمليا لرئاسة اركان الجيش الاسرائيلي من جهة وللولايات المتحدة من جهة اخرى، فالاولى فرضت اللون الكاكي على كل القيادة السياسية والثانية حشرته اكثر في مثلث مارون الراس- عيتا الشعب- بنت جبيل فخسر السياسة ولم يربح الارض.
      صاحب برامج الانسحابات الاحادية انتشى بالتصفيق الذي ناله من النواب والشيوخ الاميركيين في زيارته لواشنطن رئيسا لوزراء يخلف «البلدوزر», عاد الى تل ابيب ليكتشف ان التحديات المحيطة بدولته تحتاج الى اكثر من الدعم والتصفيق، لكنه - وهو المعروف عنه ان لا سياسة لديه سوى سياسة المراوغة - سلم جزءا كبيرا من قراره الى رئيس اركان الجيش دان حالوتس المشهور بانه ضابط ضعيف اتى الى منصبه من سلاح الطيران بقرار متعمد من شارون ووزير الدفاع السابق وزير السياحة الحالي شاوول موفاز كي تبقى السيطرة المطلقة لهما في المؤسسة العسكرية، وبما ان شارون في الغيبوبة وموفاز موضع كره شخصي من اولمرت، لم يبق لرئيس الوزراء غير رئيس للاركان يحتاج من يكفله.
      قبل بدء العمليات الاسرائيلية الموسعة، أسر اولمرت لعدد من الصحافيين والمسؤولين بأن واشنطن تضغط عليه لاحتلال شريط يسلمه فقط الى قوة من حلف شمال الاطلسي تنتشر بموجب البند السابع للامم المتحدة، واطلق جملة شروط تراجع عنها تدريجيا بعدما صارت الديبلوماسية تلهث ركضا خلف انكساراته العسكرية وانتكاساته السياسية، وبقي يتراجع حتى لحظة صدور القرار 1701 حين اعلن رفضه له في بداية الامر لـ «يقوده» بعد ربع ساعة فقط اتصال هاتفي من الرئيس جورج بوش الى الموافقة.
      هذا الرجل ولد ليقوده الآخرون لا ليكون في موقع القيادة، سياسي احمق بكل المعايير، وقمة الحــــــماقة عنـــــده اعتقاده بان اجرامه بحق المدنيين اللبنانيين وتعثره السياسي والعسكري في الداخل,,, سيمران مرور الكرام.

      wa3ad.org/index.php?show=news&action=article&id=800