،’،.،’،. مــــن يـنـقـذنــــــي .،’،.،’،

    • ،’،.،’،. مــــن يـنـقـذنــــــي .،’،.،’،

      جلستُ أمام مرآتي .. أتأمل تجاعيداً صغيرة ظهرت تحت عيني .. تلمستها بأطراف أصابعي .. خمسة وثلاثون عاما مرت سريعة .. لم يبقَ لي منها غير هذه التجاعيد .. إذاً كان معهم حق فيما يقولون ....!!
      همساتهم تدوّي في فضاءات ألمي كلما اجتمعت بهم .. ونظرات من السخرية والشفقة تفتك بما تبقى لدي من صمود ..أحيانا تتحول النظرات لأسئلة جريئة .. والهمسات لضحكاتٍ تتعالى ..لم أعد أطيق الاجتماع بهم ..
      و لم اعد أطيق مرآتي .. لا تخاطبني إلا بملامحي التي كادت تذوب .. لا تريني إلا صورة باهتة لعينين ذاويتين .. وقلبٍ من حطام ..
      ارتميت على السرير .. احتضنتُ وسادتي .. تخيلتها طفلي الذي لم أنجبه .. وربما .. لن أنجبه ..
      أهدهدها وأهمس لها :
      يالله تنام .. يالله تنام .. وأذبح لك جوز الحمام ..
      حتى غلبني النوم فنمت ..
      ...

      في اليوم التالي استيقظت متكاسلة .. لا تكاد تحملني قدماي لخارج الغرفة .. استقبلتني ابتسامة ُوالدتي .. ولمعة ٌ في عينيها تنبئ بأن في الأفق
      مُـزناًً سيمطر .. وربما يخضر معه عشب القلب .. ثم انثنت على والدي تهمس له بصوت لا أكاد اسمعه .. غير أن ملامح والدي هي هي لم تتغير .. ذلك الجمود .. وذلك العناد الذي لا يلين ..
      مرت سويعات اليوم سريعة .. وحل المساء .. جاء الضيف المنتظر .. استقبله والدي بترحاب ..وأدخله لحجرة الضيوف ..
      وبعد اجتماع لم يطُـل خرج .. أردتُ أن أفهم ما يجري .. رأيتُ والدتي تتجه للحجرة .. منعني الحياء من السؤال ..
      تسللت .. اقتربتُ من الباب .. وقلبي لا يكف عن الوجيف .. سمعتُ والدي يحدثها :

      شاب رائع ..ناجح .. متدينٌ وخلوق ..

      ابتسمت.. أسندتُ رأسي للجدار وأسبلتُ على عينيّ أجفانها.. حملتني طيور الأحلام بعيـــــــــــداً ..
      تخيلت أن لي منزلاً صغيرا .. وأبناءً كُــثـُر ..
      هذا مهندس .. وتلك طبيبة .. ذاك طيار .. وتلك معلمة .. والخامس .. امممممم لا أدري
      ما يهمني حقاً أن يكونوا جميعاً حفظة ً لكتاب الله .. أريدهم قرآناً يمشي على الأرض .. أريد منزلنا الصغير قنديل هدى
      يستضيء الناس من نوره ..
      أعادني للواقع صوت والدي الجهوري :

      لن أجد لابنتي أفضل منه ولكن ......

      أغمضتُ عيني ..و حبستُ أنفاسي .. ماذا بعد "لكن" .. هل سيقول تلك الكلمة المشؤومة .. هل سيقتل الحلم للمرة الألف بعد الألف ..
      هل سيحكم على براعم الفرح أن لا تنمو .. ؟؟

      ولكن .. الفتاة لابن عمها .. هذه تقاليد العائلة ..

      قالها إذأ .. تقاليد ..!!
      وضعت يدي على فمي .. أحاول كتمان صرخة تريد أن تتفلت من أقاصي الحلق ..
      تريد أن تسأل: من ينقذني من تقاليد لم ينص عليها كتاب ولا سنة ..؟!
      رجعت مسرعة لغرفتي .. أغلقت الباب جيدا .. وجلست أمام مرآتي ..
      أتأمل تجاعيداً ظهرت تحت عيني .. احتضنتُ " جرحي " أهدهده واهمس له :
      يالله تنام .. يالله تنام .. واذبح لك جوز الحمام ..
      ..
      .
      .
      ..............

      هي قصة فتاة .. من أصل ألف ألف فتاة ينزفن في صمت .. !!
    • هلا أخي الكريم ..

      قصة جميله .. نتمنى التفاعل معها .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!