((قتلة ..... فهل هناك من سيطالبني بدمه ))
عند مساء أمس وبعد هدوء المدينة من الضوضاء وخلود الناس الى الفراش ... انتظرت ان تعلن الساعة منتصف الليل بدقاتها التي تكسر حاجز الصمت وصدها الذي ما زال يرن في مسامعي لأنفذ
عمليتي بعيدا عن عيون الناس ... ومع نهاية دقات الساعة قد كنت
ارتديت ملابسي السوداء وأخذت قناعي في يدي لحين وصول الوقت المناسب لأضعه على وجهي ليتكامل سواد لبسي مع سواد الليل .... ولم أنسى ان حمل معي العامل الأساسي في العملية والذي جهزته منذ مدة منتظرا الوقت المناسب للتنفيذ .... وما مكان الا قطعة من الحديد يطلق عليها سكين رائعة مصقولة ترى صورتك فيها وحدها في غاية الحدة لا يتوانى في قطع أي شيء
ووضعتها في مكان اعد لها في معطفي ..... وقررت البدء في
العملية خرجت من منزلي والشارع يكاد ان يكون خالي الا من بعض القطط التي تعبث بالقمامة بحثا عن طعام لتسد رمقها ...
مشيت بخطوات متسارعة بين المنازل التي تكاد ان تتلاصق
وكلى أمل ان أصل الى هدفي في الوقت المحدد ... كل الأمور سارت كما خطط لها الى حد الآن ... الى ان وصلت الى القصر الكبير الذي يسكنه المطلوب وحيدا بعد ان عافه جميع البشر وهذا
مما ييسر لي عمليتي .... ذهبت الى خلف المنزل وتسلقت الجدار
لأدخل على حديقة المنزل .... ومنها فورا الى الباب الخشبي الصغير المؤدي الى المطبخ والذي كان اكبر عقبة أمامي الى الآن
لصعوبة فتحة .... وما كانت ردت فعلي الا ان كسرت الباب غير اباه بصوته وما سيحدثه من ضوضاء ... دخلت الى المطبخ والمكان مظلم ... فتسللت بكل هدوء الى الغرفة التي ينام فيها فوجدته مستلقي على السرير وقد تغطى بغطاء ابيض وارتسمت براءة الطفولة على وجهة التي كادت ان تفشل الخطة ... وبين الصراع الذي دار بين التردد والتراجع والأقدام على أكمال المهمة
فما كان مني الا ان استل السكين من معطفي وهي تلمع وسط الظلام
وامسكها بكل قوة قبضتي لأسددها مباشرة الى قلبه لينفجر من اول طعنة ليتطاير دمه على وجهي ويدي دمه ذو اللون الأحمر الداكن المائل الى السواد ....فقد قتل الحزن فهل سيطالبني احد بدمه؟؟؟ بعد تركي له على فراشة وقد أغرقه دمه .....
هل سيفتقده الناس ويبحثون عنه عندما لا يجدونه بينهم أم أنهم لن يحسوا بغيابه ......
وها أنا الآن وقد أكملت الخطة بنجاح وجسمي يرتجف مما عملته ومما سوف يحصل لكن ظل هذا السؤال يدور في خاطري !!!
بعد ان قتلت الحزن ..... فهل سيطالبني احد بدمه ؟؟؟؟
أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال