الفلسطينيون يذبحون, والحكومات العربية غارقة في العجز, والإعلام العربي الرسمي الرومانسي مشغول بالحب والرقص والطرب الأصيل..
الجيوش العربية, التي تنفق مئات المليارات من الدولارات من عرق الفقراء والمساكين.. تتابع, وقادتها العظام, الأخبار في النشرات, مثلما تتابع العجائز أخبار المجازر اليومية, ووجبات الذل, بحرقة وحسرة وألم.
لا شيء يملكه الرؤساء العرب سوى إعلان أنهم اتصلوا بالرئيس الأمريكي, أو الرئيس الفلاني.. وينتظرون !.
لا يملك الزعماء العرب أمام المذابح المرعبة, التي تقترفها قوات الاحتلال.. وأمام زميلهم ياسر عرفات الصامد في غرفة تحاصرها الدبابات والآليات, وتقصفها الطائرات أحيانا, سوى سلاح وحيد فعّال هو سلاح الهاتف..
للزعماء العرب سلاح فعّال أكثر فعالية من أسلحة الدمار الشامل.. إنه سلاح الاتصال والتعبير عن المخاطر المحدقة بالمصالح الأمريكية خاصة, والغربية عامة في المنطقة.. أما أسلحة جيوشهم فمدخرة لشيء أهم.
لقد أضحى حكامنا وكلاء على المصالح الأمريكية.. إنهم لا يملكون من وسيلة للضغط على واشنطن لكي تتحرك, حتى تدرأ عنهم بعض الحرج, سوى تذكيرها بأن مصالحها في خطر, وكأن حكامنا يعرفون ما يحقق مصالح أمريكيا أكثر من أمريكا نفسها .. هكذا يقول الفلسطينيون الغاضبون مما يحصل لهم.
إنهم لا يكفّون يكرّرون هذه اللازمة.. فلا تسمع رئيسا عربيا إلاّ ويسمعك هذا الموّال, في كل مرة يظهر فيها على شاشة التلفزيون.. تحذير أمريكيا والغرب على مصالحهم, ثم تحذير أمريكا والغرب على مصالحهم.. ولا شيء يملكه الرؤساء العرب غير التحذير.
"الرئيس" الفلسطيني يحاصر ويجوّع ويذلّ.. الذلّ يجري ودياناً في عروق كل عربي وكل مسلم.. والرؤساء العرب يحذرون أمريكا والغرب من الأخطار الداهمة على مصالحهم, ثم يعمدون إلى ترساناتهم العسكرية والأمنية ليوجهوها إلى صدور أبناء شعوبهم, التي تغلي كالمراجل, حتى لا يخرجوا للشوارع.. ثم يتفرغ الرؤساء العرب لتحذير أمريكا والغرب على مصالحهم في المنطقة من كل بلاء مستطير.
لم تكذب الاستشهادية آيات الأخرس, حين قالت إن جنرالات الجيوش العربية يشاهدون في التلفزيونات كل يوم نساء فلسطين وبناتها يضطهدن, وهم لا يحركون ساكنا.. لقد أصابت كبد الحقيقة.. لكن حقائق أخرى آثرت آيات الرائعة المجللة بالوقار أن لا تشير إليها حتى لا تضع المزيد من الملح على جرح العرب, الذي أصابته التقرحات وغلب عليه القيح من كل لون.
لم تشأ الاستشهادية آيات, التي حرّك وجدانها ما تراه من جرائم يشيب لهولها الولدان, فأعطت جسدها وروحها فداء لفلسطين, أن تشير لباقي حقائق الوضع العربي, الذي فاق سوؤه سوء الأوضاع في عهد ملوك الطوائف الغابرين..
لم تقل إن أسلحة الجيوش العربية لم تشتر لتوجه لصدور الأعداء.. لم تقل إنها اشتريت ومعها بطاقة التزام أن لا توجه إلا لصدور عرب ومسلمين.. لم تقل إن تلك الأسلحة يمكن أن تستخدم في حرب مع قطر عربي أو مسلم.. لكن أبدا لا يمكن أن تستخدم ضد غاز أو محتل.
كل أسلحة الجيوش العربية يا آيات العظيمة, ويا طيور الجنة من استشهاديي أبناء فلسطين العظام, ليست أسلحة عربية.. إنها أسلحة مخزنة فقط عند جيوشنا, لكنها ليست ملكهم على الحقيقة.. هكذا يعتقد جل المواطنين العرب.
السلاح العربي الوحيد الذي يمكن أن يقال بملء الفم إنه سلاح عربي, هو ذلك السلاح القليل الذي بأيدي أبناء الانتفاضة الفلسطينية الشامخة.. أو ذلك الذي بأيدي مقاومي حزب الله الميامين.. أما ما عدا ذلك فأسلحة مخزنة في مخازن جيوشنا, لا يملكون لاستعمالها ضد الغاصب والمحتل حيلة..
أما رأيت يا "آيات" أن الجيوش العربية تقف على أعتاب دولة الاحتلال تحمي حدودها.. تمنع دخول السلاح, حتى لا يصل إلى أيدي أبناء فلسطين ليدافعوا عن أنفسهم..
لقد قضى رؤساء العرب وقادة جيوشهم الجرارة أن يموت الفلسطينيون غيلة.. أن يذبحوا من الوريد إلى الوريد, من دون أن يكون في أيديهم أسلحة مضادة للدروع, ليرد المقاومون الباسلون عن أنفسهم وأبنائهم ونسائهم تلك الدبابات, التي تسرح وتمرح في أرض فلسطين المقدسة وكأنها في نزهة دموية.. بعد ذلك يتكرم الرؤساء العرب برفع سماعة الهاتف ليكلموا الرئيس الأمريكي جورج بوش, محذرين إياه على مصالح بلاده في المنطقة.
رشاشات الفلسطينيين القليلة وبنادقهم المتواضعة لا تستطيع أن تفعل شيئا في مواجهة دبابات مدرعة ومحصنة أعظم تحصين.. والأسلحة الفعالة ضد الدبابات تكنز في مخازن الجيوش العربية القريبة والبعيدة.. لكنها تظل أبدا ممنوعة عن أن تصل إلى أيدي الفلسطينيين.
أشبعنا الحكام العرب حديثا رومانسيا عن السلام.. أطعمونا حديثا عن السلام في الصباح, وحديثا عن السلام في المساء.. وعدونا بسلال العنب وأنهار العسل المصفى وأنهار اللبن السائغ شرابا للراغبين.
قالوا لنا إن المنطقة كلها ستصبح سنغافورة جميلة حالمة.. جعلونا نحلم ونحلم ونحلم.. واطمأنوا هم للأحلام والأوهام, وحين جدّ الجدّ, وسالت الدماء للركب.. لم نر من حكامنا إلا اتصالات بالهاتف بالرئيس الأمريكي, وكأن الكلمات التي ينقلها الهاتف المسكين يمكنها أن تحفظ الدم المسفوح, والعرض المنتهك, والأرض المنتهبة..
عرفات محاصر.. شعب فلسطين محاصر.. كلنا محاصرون.. الذل يحاصرنا, والعار يغسلنا, والقهر يوشك أن يفجّرنا.. بل ليته يقتلنا, لنمت وليحيا الهاتف.. لتحيا المناشدات.. ليحيا استجداء حكامنا المذل.. ولجيوشنا أن تنعم باستعراض أسلحتها كل يوم وفي الأعياد الوطنية..
يجب أن تكون أسلحة جيوشنا لمّاعة إلى أقصى حد.. إن على بريقها أن يأخذ بالألباب, حتى تنتصر جيوشنا بروعة منظر السلاح اللمّاع, وجمال البدلات الرسمية, والكروش الرسمية العربية المندلقة فوق السراويل..
لا عليك يا آيات الأخرس, ويا كل استشهاديي فلسطين الرائعين.. لا تحاولوا إخراج إعلام حكوماتنا الغارق في الرومانسية حتى الأذقان من أحلامه الرومانسية.. الحب والرقص وهز البطون والطرب الأصيل هو ما يشغل معظم فضائياتنا الرسمية.. فلا تزعجوها, ولا تعكروا أيها الفلسطينيون مزاج هذه القنوات الرومانسية.. دعوها تحلم.. دعوها تمر.
حاولوا أن تكفكفوا دموعكم ودماءكم.. لا تصرخوا من أوجاعكم.. أرجوكم موتوا صامتين.. حتى لا ينزعج العشاق الحالمون على شاشات تلفزيوناتنا الرسمية من أصوات صرخاتكم.. إن قلوبهم الرقيقة لا تحتمل سماع الصراخ..
دعوهم في مهرجاناتهم وحفلاتهم ورقصهم وطربهم الأصيل سادرون.. دعوهم فإن ذلك نضال مكمّل لنضالكم.. لا تغضبوا منهم, فإنهم يحبون فلسطين مثلما تحبون, لكنهم مشغولون الآن بمشاعرهم الرقيقة فاعذروهم.. ولو إلى حين!!.
الجيوش العربية, التي تنفق مئات المليارات من الدولارات من عرق الفقراء والمساكين.. تتابع, وقادتها العظام, الأخبار في النشرات, مثلما تتابع العجائز أخبار المجازر اليومية, ووجبات الذل, بحرقة وحسرة وألم.
لا شيء يملكه الرؤساء العرب سوى إعلان أنهم اتصلوا بالرئيس الأمريكي, أو الرئيس الفلاني.. وينتظرون !.
لا يملك الزعماء العرب أمام المذابح المرعبة, التي تقترفها قوات الاحتلال.. وأمام زميلهم ياسر عرفات الصامد في غرفة تحاصرها الدبابات والآليات, وتقصفها الطائرات أحيانا, سوى سلاح وحيد فعّال هو سلاح الهاتف..
للزعماء العرب سلاح فعّال أكثر فعالية من أسلحة الدمار الشامل.. إنه سلاح الاتصال والتعبير عن المخاطر المحدقة بالمصالح الأمريكية خاصة, والغربية عامة في المنطقة.. أما أسلحة جيوشهم فمدخرة لشيء أهم.
لقد أضحى حكامنا وكلاء على المصالح الأمريكية.. إنهم لا يملكون من وسيلة للضغط على واشنطن لكي تتحرك, حتى تدرأ عنهم بعض الحرج, سوى تذكيرها بأن مصالحها في خطر, وكأن حكامنا يعرفون ما يحقق مصالح أمريكيا أكثر من أمريكا نفسها .. هكذا يقول الفلسطينيون الغاضبون مما يحصل لهم.
إنهم لا يكفّون يكرّرون هذه اللازمة.. فلا تسمع رئيسا عربيا إلاّ ويسمعك هذا الموّال, في كل مرة يظهر فيها على شاشة التلفزيون.. تحذير أمريكيا والغرب على مصالحهم, ثم تحذير أمريكا والغرب على مصالحهم.. ولا شيء يملكه الرؤساء العرب غير التحذير.
"الرئيس" الفلسطيني يحاصر ويجوّع ويذلّ.. الذلّ يجري ودياناً في عروق كل عربي وكل مسلم.. والرؤساء العرب يحذرون أمريكا والغرب من الأخطار الداهمة على مصالحهم, ثم يعمدون إلى ترساناتهم العسكرية والأمنية ليوجهوها إلى صدور أبناء شعوبهم, التي تغلي كالمراجل, حتى لا يخرجوا للشوارع.. ثم يتفرغ الرؤساء العرب لتحذير أمريكا والغرب على مصالحهم في المنطقة من كل بلاء مستطير.
لم تكذب الاستشهادية آيات الأخرس, حين قالت إن جنرالات الجيوش العربية يشاهدون في التلفزيونات كل يوم نساء فلسطين وبناتها يضطهدن, وهم لا يحركون ساكنا.. لقد أصابت كبد الحقيقة.. لكن حقائق أخرى آثرت آيات الرائعة المجللة بالوقار أن لا تشير إليها حتى لا تضع المزيد من الملح على جرح العرب, الذي أصابته التقرحات وغلب عليه القيح من كل لون.
لم تشأ الاستشهادية آيات, التي حرّك وجدانها ما تراه من جرائم يشيب لهولها الولدان, فأعطت جسدها وروحها فداء لفلسطين, أن تشير لباقي حقائق الوضع العربي, الذي فاق سوؤه سوء الأوضاع في عهد ملوك الطوائف الغابرين..
لم تقل إن أسلحة الجيوش العربية لم تشتر لتوجه لصدور الأعداء.. لم تقل إنها اشتريت ومعها بطاقة التزام أن لا توجه إلا لصدور عرب ومسلمين.. لم تقل إن تلك الأسلحة يمكن أن تستخدم في حرب مع قطر عربي أو مسلم.. لكن أبدا لا يمكن أن تستخدم ضد غاز أو محتل.
كل أسلحة الجيوش العربية يا آيات العظيمة, ويا طيور الجنة من استشهاديي أبناء فلسطين العظام, ليست أسلحة عربية.. إنها أسلحة مخزنة فقط عند جيوشنا, لكنها ليست ملكهم على الحقيقة.. هكذا يعتقد جل المواطنين العرب.
السلاح العربي الوحيد الذي يمكن أن يقال بملء الفم إنه سلاح عربي, هو ذلك السلاح القليل الذي بأيدي أبناء الانتفاضة الفلسطينية الشامخة.. أو ذلك الذي بأيدي مقاومي حزب الله الميامين.. أما ما عدا ذلك فأسلحة مخزنة في مخازن جيوشنا, لا يملكون لاستعمالها ضد الغاصب والمحتل حيلة..
أما رأيت يا "آيات" أن الجيوش العربية تقف على أعتاب دولة الاحتلال تحمي حدودها.. تمنع دخول السلاح, حتى لا يصل إلى أيدي أبناء فلسطين ليدافعوا عن أنفسهم..
لقد قضى رؤساء العرب وقادة جيوشهم الجرارة أن يموت الفلسطينيون غيلة.. أن يذبحوا من الوريد إلى الوريد, من دون أن يكون في أيديهم أسلحة مضادة للدروع, ليرد المقاومون الباسلون عن أنفسهم وأبنائهم ونسائهم تلك الدبابات, التي تسرح وتمرح في أرض فلسطين المقدسة وكأنها في نزهة دموية.. بعد ذلك يتكرم الرؤساء العرب برفع سماعة الهاتف ليكلموا الرئيس الأمريكي جورج بوش, محذرين إياه على مصالح بلاده في المنطقة.
رشاشات الفلسطينيين القليلة وبنادقهم المتواضعة لا تستطيع أن تفعل شيئا في مواجهة دبابات مدرعة ومحصنة أعظم تحصين.. والأسلحة الفعالة ضد الدبابات تكنز في مخازن الجيوش العربية القريبة والبعيدة.. لكنها تظل أبدا ممنوعة عن أن تصل إلى أيدي الفلسطينيين.
أشبعنا الحكام العرب حديثا رومانسيا عن السلام.. أطعمونا حديثا عن السلام في الصباح, وحديثا عن السلام في المساء.. وعدونا بسلال العنب وأنهار العسل المصفى وأنهار اللبن السائغ شرابا للراغبين.
قالوا لنا إن المنطقة كلها ستصبح سنغافورة جميلة حالمة.. جعلونا نحلم ونحلم ونحلم.. واطمأنوا هم للأحلام والأوهام, وحين جدّ الجدّ, وسالت الدماء للركب.. لم نر من حكامنا إلا اتصالات بالهاتف بالرئيس الأمريكي, وكأن الكلمات التي ينقلها الهاتف المسكين يمكنها أن تحفظ الدم المسفوح, والعرض المنتهك, والأرض المنتهبة..
عرفات محاصر.. شعب فلسطين محاصر.. كلنا محاصرون.. الذل يحاصرنا, والعار يغسلنا, والقهر يوشك أن يفجّرنا.. بل ليته يقتلنا, لنمت وليحيا الهاتف.. لتحيا المناشدات.. ليحيا استجداء حكامنا المذل.. ولجيوشنا أن تنعم باستعراض أسلحتها كل يوم وفي الأعياد الوطنية..
يجب أن تكون أسلحة جيوشنا لمّاعة إلى أقصى حد.. إن على بريقها أن يأخذ بالألباب, حتى تنتصر جيوشنا بروعة منظر السلاح اللمّاع, وجمال البدلات الرسمية, والكروش الرسمية العربية المندلقة فوق السراويل..
لا عليك يا آيات الأخرس, ويا كل استشهاديي فلسطين الرائعين.. لا تحاولوا إخراج إعلام حكوماتنا الغارق في الرومانسية حتى الأذقان من أحلامه الرومانسية.. الحب والرقص وهز البطون والطرب الأصيل هو ما يشغل معظم فضائياتنا الرسمية.. فلا تزعجوها, ولا تعكروا أيها الفلسطينيون مزاج هذه القنوات الرومانسية.. دعوها تحلم.. دعوها تمر.
حاولوا أن تكفكفوا دموعكم ودماءكم.. لا تصرخوا من أوجاعكم.. أرجوكم موتوا صامتين.. حتى لا ينزعج العشاق الحالمون على شاشات تلفزيوناتنا الرسمية من أصوات صرخاتكم.. إن قلوبهم الرقيقة لا تحتمل سماع الصراخ..
دعوهم في مهرجاناتهم وحفلاتهم ورقصهم وطربهم الأصيل سادرون.. دعوهم فإن ذلك نضال مكمّل لنضالكم.. لا تغضبوا منهم, فإنهم يحبون فلسطين مثلما تحبون, لكنهم مشغولون الآن بمشاعرهم الرقيقة فاعذروهم.. ولو إلى حين!!.