احمد بن ماجد

    • احمد بن ماجد

      أحــــــــمد بـــن مـــــــــــــاجد

      هو شهاب الدين أحمد بن ماجد ولد على ارض عمان منذ ستمائة سنة , من أسرة كلها من رجال البحر . حيث كان جده رحمه الله , ملاحًا مشهوراً , وعالماً بأسرار البحر .
      وتميز والد ابن ماجد عن جده, بالخبرة والتجربة , فأطلقوا عليه اسم ( ربان البرين) وتعلق احمد بن ماجد بالبحر منذ طفولته , فاكتسب مهارات الأجداد وعلمهم .
      وقضى خمسين سنة من عمره على ظهر السفن , فتكشفت له حقائق جديدة , وأضاف إلى معرفة السابقين ,علماً غزيراً غاب عنهم .

      عمل رباناً , وأستاذًا , ومرشداً ملاحياً في المحيط الهندي والبحر الأحمر , حتى الصبح شيخ ربابنة المحيط , وجزره ,وسواحله الأفريقية والاسوية . ونقل والناس البضائع , في رحلات طويلة استغرقت أيامًا وشهوراً , على ظهر أنواع مختلفة من السفن , متنقلاً من بلد إلى بلد ومن ميناء إلى ميناء .
      وكانت اكبر المركب التي سافر عليها , تشبه المراكب التي يسمونها اليوم [ البوم ].
      وقد يعجب الناس من أمر هذه السفن الكبيرة , أنها كانت تصنع من دون استخدام مسمار واحد في بنائها !!!
      كانت ألواحها تثبت مع بعضها البعض , بحبال مصنوعة من قشور ثمار جوز الهند , وتتحمل مع ذلك أمواج المحيط وعواصفه!!!



      وأتقن ابن ماجد علم الفلك, واستخدمه بشكل واسع. فالبحر والصحراء تعاونا على إعطاء آهل عُمان الخبرة والمهارة في معرفة الفلك . فالأعرابي الذي يقود قافلة , والعربي الذي يقود سفينة , استخدما نفس النجوم , لترشدهما ليلاً إلى الطريق .
      واستفاد ابن ماجد من هذه المعرفة. حيث شرح مواضع النجوم بالنسبة لأي مكان على ساحل المحيط , ووضح كيف نستعين بالفلك لتحديد مواعيد الخروج او عدم الخروج إلى عرض البحر . وكان البحارة قبل احمد بن ماجد , لا يستطيعون الابتعاد عن الشواطئ , لأنهم كانوا مضطرين إلى الاعتماد على المعالم الساحلية لتحديد طريقهم , رغم معرفتهم باكتشاف الصينيين للإبرة المغناطيسية , التي تتجه إلى الشمال دائماً .

      وكان ابن ماجد أول من استخدم هذه الإبرة لصنع البوصلة الملاحية , التي لا تزال تستخدم الآن . لقد ابتكر طريقة تعليق الإبرة الممغنطة على محور , لتتحرك حركة حرة مع تماوج السفينة أثناء هياج البحر . وبفضل هذا الاستخدام الجديد للإبرة المغناطيسية , اصبح من السهل أن تعرف السفن اتجاهها وسط البحر . كما توسع ابن ماجد في استخدام أجهزة الملاحة الدقيقة المعقدة , مثل {الإسطرلاب} , و{ وآلة الكمال } , و { وآلة السدس } , لتحدد السفن مكانها وهي على سطح المحيط المترامي الأطراف , فتمكنت من قطع مسافات شاسعة بعيدًا عن الشواطئ , وفي وقت اقصر .

      وأعطى احمد بن ماجد اهتماماً كبيرًا للجغرافيا الطبيعية . شرح من خلالها معالم السواحل والموانئ والشواطئ , وحدد أماكن الجزر والخلجان . وأضاف إلى الخرائط التي وضعها العرب قبله , فأصبحت دليل السفر لكل من يركب البحر , ومثار إعجاب العالم كله , بما فيها من دقة ووضوح . وبينت عمق المياه في كل ناحية من نواحي البحر . وحذرت من المياه الضحلة , ومن الشعب المرجانية والدوامات . وأرشد إلى اتجاه الريح في مختلف أوقات السنة .

      اهتم كثيرًا بإعداد الربان قائد السفينة , فعليه تتوقف سلامة الأرواح والأموال في البحر . حيث نصحه باليقظة وقلة النوم , وعدم التهاون في اقل خطأ . وعلى الربان أن يتحلى بالأخلاق الرفيعة . وان يكون عادلاً , ولا يظلم أحدًا, متقيا الله عز وجل. ونصحه قائلاً : ( انك أيها الربان , إذا ركبت البحر , فأنت ضيف من ضيوف الرحمن , فلا تغفل عن ذكره أبدًا ).
      وفي رحلاته كان يلاحظ , ويدقق , ويقارن , ويستنتج , ويتذكر كل ما تعلم ودرس .
      والف أربعين كتابًا , تتناول مختلف موضوعات الملاحة البحرية . كتبها شعرًا , ليسهل على البحارة حفظها. وكتابه الذي اسماه {الفوائد في أصول البحر والقواعد} اعتبره الناس في زمانه ولأربعمائة سنة من بعده , أكمل ما وصلت إليه الكتابة العربية في فنون الملاحة , وظل افضل كتاب في الإرشاد الملاحي , حتى نهاية القرن الثامن عشر .

      وقال عنه المؤرخون من بعده .(( يرجع الفضل إلى ابن ماجد في تطوير فنون الملاحة العربية , ووضع تعاليم ملزمة للملاحين والربابنة , تضمن هم والأمن والسلامة في جميع الأوقات )) . ومن هذه التقاليد العربية العريقة , نشأت التقاليد البحرية المتبعة في أنحاء العالم , واصبحة قانون للملاحة في كل وقت وعصر , وليست فقط للعصر الذي عاش فيه . وأطلقوا عليه لقب { المُعلم } و { أسد البحار}

      وفي عام 1498 م ,نجح البرتغاليين في الالتفات حول ( رأس العواصف )الذي يسمونه الآن ( رأس الرجاء الصالح ) . استطاعوا الالتفاف حول أفريقيا , وبلغوا سواحلها الشرقية , يحاولون الوصول إلى الهند . وكان البرتغاليين يبحثون عن ابن ماجد لأنه معظم السفن كانت تتعرض للغرق وسط المحيط الهندي , وهي في طريقها إلى الهند , ما عدا السفن التي يقودها احمد بن ماجد .
      وظلت سفن البرتغاليين لا تتحرك من موانئ شرق أفريقيا , خشية الضياع وسط المياه العميقة .
      وارسل قائدهم ( فاسكو دى جاما ) , يطلب أن يكون ابن ماجد مرشدهُ . كان ابن ماجد قد استكشف الطريق الآمن إلى الهند , والوقت الملائم للإبحار إليها .

      إن حيات ابن ماجد كانت نموذجًا فريدًا لتاريخ البحري . فالبحارة العمانيون كانوا دائمًا في الطليعة بين رواد المحيطات , ومغامراتهم وأسفارهم ظلت مثلاً يُحتذى في الإقدام والشجاعة , لتوسيع التبادل التجاري , والاتصال بين الشعوب .
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
      شكرا جزيلا لك اخي الكريم القناص على هذه المعلومات الرائعه .
      وأتمنى أن تتواصل في نشر المفيد والجديد .
      بارك الله فيك
      اخوك مسقطاووووي