إن المتتبع للسياسة على الساحة العربية وخاصة ما يتعلق بالحرب في العراق يستطيع أن يستشف حقيقة دور نظام آل سعود الغامض الذي تخلل الفترة ما قبل الحرب وخلالها وبعدها وموقفه في الوقت الحاضر فيما يجري في العراق هنا نستطيع التأكيد على أن سياسة نظام آل سعود قد أخطأت التقديرات فبينما دفع نظام آل سعود بكل قواه إلى الحرب عن طريق تأييد الأمريكان في السر مع إعلان موقف مغاير للاستهلاك المحلي بكون أن نظام آل سعود يحكم شعباً عربياً مسلماً يرفض قتل أخيه المسلم واحتلال أرضه وانتهاك حرماته وللاستهلاك في العالم الإسلامي والعربي بكون نظام آل سعود حامي الحرمين قبلة المسلمين جميعا فكان الإعلام الرسمي لنظام آل سعود يبدي معارضة للحرب ضد العراق ولكن دون أن يقوم بأي دور يذكر في منع هذه الجريمة التاريخية التي قتل فيها الملايين من الأطفال والنساء والأبرياء وانتهكت حرمة وكرامة أمة بأكملها وهذا يؤكد رغبة نظام آل سعود في تدمير العراق وإضعافه في إطار استراتيجية (سعودية) قديمة جديدة تهدف إلى السيطرة على كل دول المنطقة المجاورة خوفا على السلطة ومنع أي تقارب سياسي أو اقتصادي بين دول الجزيرة العربية، إن نظام آل سعود قد شعر بالخطأ الفادح في الوقت الراهن حيث إن موازين القوى في المنطقة تؤل إلى غير صالحها فمحاولة إضعاف العراق عن طريق تدميره بالآلة العسكرية الغربية كان له نتائج عكسية حيث سيطرت الطائفية على الوضع السياسي في العراق مما يهدد نفوذ نظام آل سعود هناك بل يشكل خطراً كبيراً عليه وقد يحيي مشاكل طائفية في (السعودية) نفسها كما أن قوة نظام آل سعود ومقدرته على السيطرة عن طريق خلق مشاكل وتغذية صراعات في دول الجوار قد أصبح محدوداً .
ففي جنوب اليمن التي توشك على التحرر من النفوذ (السعودي) بعد صراع طويل مع المرض الذي يعاني منه نظام آل سعود والخوف من تصدير الفكر الديمقراطي إليها فقد نظام آل سعود الكثير من فاعليته في التدخل في الشأن الداخلي اليمني كما هو في العراق حيث من المحتمل أن يسيطر الشيعة على الحكم هناك فتكون العلاقة المحتملة هي الصراع وليس التعاون كما أن (السعودية) قد فقدت التأثير على السياسة في الدول الخليجية ذاتها بعد أن انطلقت دولة قطر في رسم سياسة خاصة بها استطاعت أن تقلص الدور (السعودي) على مستوى المنطقة وتحاول (السعودية) إعاقة تقدم قطر ودول الخليج الأخرى في إقامة مشاريع استراتيجية بينها خوفا من خروج هذه الدول من الجيب (السعودي) هنا ندرك بأن السياسة (السعودية) مجبرة على التغيير في سياستها الداخلية وعلاقاتها مع دول الجوار.
وما يؤكد وقوف (السعودية) حجر عثرة أثناء الحرب على العراق وقبلها وبعدها ضد أي محاولة عربية لوقف الحرب هي عدم قدرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى من تقديم أي مبادرة عربية أو شخصية طيلة هذا الفترة حتى تغيرت نظرة وسياسة (السعودية) للوضع في العراق وخافت من أن يكون الوضع خطرا عليها نرى السيد عمر موسى يتجه إلى العراق بمبادرة بمباركة (سعودية) ويجب أن ننتظر ما سيكون علية الدور (السعودي) في سوريا الذي هو على وشك أن يدان في قتل الحريري اليد التي كانت (للسعودية) في لبنان نأمل أن لا تخطى (السعودية) مرة أخرى وتبارك تدمير سوريا فقد تأتي الرياح بمالا تشتهي السفن ..
نقلا عن موقع اليمن الكبرى
http://yemenonline.org/