ثقل مرض الموت، أول قناطر المعرفة بالله عند المحجوبين، ولهذا قيل لنا: موتوا قبل أن تموتوا . حضرة الموت تكشف الحجب، كما ورد: « الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا ».
.
بلادي هواها في لساني وفي دمي
يمجّدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ
ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم
ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها
يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ
ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ
فآواهُ في أكنافِهِ يترنم
وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها
فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي
ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها
تجبه فنون الحادثات بأظلم
ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ دياره
أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدم
وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها
فمن جهلَ الأيامَ فليتعلم
وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها
وهل يترقى الناسُ إلا بسلم
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ
على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم
ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ بهِ
إذا كان من آخاهُ غيرُ منعم
.
مصطفى_صادق_الرافعي
ولو أدرك الشباب أن أول حق الوطن عليه أن يحمل في نفسه معنى الشعب لا معنى نفسه!
ولو رجع الدين الإسلامي كما هو في طبيعته آلة حربية تصنع من الشباب رجال القوة!
ولو علم الشباب أن روح هذا الدين ليست: اعتقد ولا تعتقد, ولكن افعل ولا تفعل.
ولو أيقن الشباب أن فرائض هذا الدين ليست إلا وسائل علمية لامتلاء النفس بمعاني التقديس!
ولو فهم الشباب أن ليس في الكون إلا هذه المعاني تجعل النفس فوق المادة وفوق الخوف وفوق الذل وفوق الموت نفسه!
ولو بحث الشباب النفس الإنجليزية القوية ليعرف بالبرهان أنها نصف مسلمة فكيف بها لو كانت مسلمة؟
الرافعي
يقول بعضكم ، "الفرح أكبر من الحزن" ، والبعض الآخر يقول: "لا ، الحزن هو أكبر".
ولكنني أقول لهم ، إنهم لا ينفصلون.
تأتي معًا ، وعندما يجلس المرء بمفرده معك في لوحك ، تذكر أن الآخر نائم على سريرك.
-"رباه ! إن هؤلاء الناس يقيسون فضائلهم بالمقاييس ويزنون خطاياهم بالموازين ، ولديهم سجلات وفهارس لما لا يحصى من التوافه والنقائص التي ليست بالخطايا فتعرف ولا بالفضائل فتنصف ."
تحدثت امرأة قائلة: "أخبرنا عن الألم".
وقال: ألمك هو كسر القذيفة التي ترفق تفهمك.
حتى عندما يجب كسر حجر الفاكهة ، قد يقف قلبها في الشمس ، لذلك يجب أن تعرف الألم.
ويمكن أن تبقي قلبك في عجب في المعجزات اليومية في حياتك ، لا يبدو الألم الخاص بك أقل عجب من الفرح الخاص بك ؛
وسوف تقبل مواسم من قلبك ، حتى عندما تكون قد قبلت دائمًا الفصول التي تمر فوق حقولك.
وكنت تشاهد مع الصفاء من خلال الشتاء من الحزن الخاص بك.
الكثير من الألم الخاص بك هو اختيار ذاتي.
هو الجرعة المريرة التي يداوي فيها الطبيب في داخلك نفسك المريض.
لذلك ثق بالطبيب ، وشرب علاجه في صمت وهدوء:
لأن يده ، رغم ثقله وصلابه ، يوجهه يد الغيب العطاء ،
والكأس الذي يجلبه ، رغم أنه يحرق شفتيك ، وقد صُنع من الطين الذي
رطبه بوتر مع دموعه المقدسة.
♥ ولا سمو للنفس إلا بنوع من الحب مما يشتعل إلى ما يتنسم؛ من حب [نفسك] في حبيب تهواه، إلى حب [دمك] في قريب تعزه، إلى حب [الإنسانية] في صديق تبره، إلى حب [الفضيلة] في إنسان رأيته إنسانًا فأجللته وأكبرته.
خففّ الله عن الإنسان فأودع فيه (قوة التخيّل) يستريح إليها من الحقائق؛ فإذا ضجرَ أهل الخيال من الخيال، لم يُصلحهم إلا (الحب)، فهو ناموس التطور للقوة المتخيّلة، ولن تجد في الأشياء العجيبة أعجب منه، حتى كأنّه أمٌ تلد؛ فالمرأة هي تلد الإنسان ولكنّ (حبّها) يلد النابغة !!
والناس في الحب أصناف:
فواحد يجاهد زلات قد وقعت وهو [المحب الآثم]...وآخر يجاهد شهوات تهمّ أن تقع وهو [المحب المُمتحن]...وثالث أمِنَ هذه وهذه وإنما يجاهد خطرات الفكر وهو [المحب ليحب فقط]...ورابع كـ [القرابة والصديق]: عجز الناس أن يجدوا في لغاتهم لفظاً يلبس هذه العاطفة فيهم، فألحقوها بأدنى الأشياء إليها في المعنى، وهو الحب!!
من للمـُــــــحب ومن يعينه ...... والحـــــب أهنأه حزينة
أنا ما عرفـــــت سوى قسا ...... وتــــه فقولوا كيف لينه
إن ينقض دين ذوي الهوى ...... فأنــــا الذي بقيت ديونه
قلبي هو الذهــــب الكريـــ ...... ــم فلا يفارقه رنيـــــــنه
قلبي هو الألمــــــاس يعـــ ...... ـــرف من أشعــته ثمينه
قلبي يـُــــــــــــــحب وإنما ...... أخلاقه فيــــــــــه ودينه
يا من يـُحب حبــــــــيـــبه ...... وبظنّــــــــه أمسى يهينه
وتعـــــفُّ منــــــه ظواهر ...... لكنه نجــــــــــــس يقينه
كالقبر غطـّــــــته الزهور ...... وتحته عفن دفــــــــــينه
الحبُّ بعضُ الإيمان: وكما أنَّ الطريق إلى الجنة من الإيمان بكلِّ قوى النفس؛ فإنَّ الطريق إلى الحبِّ من قوةٍ لا تنقص عن الإيمان إلا قليلاً؛ والخطوة التي تقطع مسافةً قصيرةً إلى القلب، تقطع مسافةً طويلةً إلى السماء!
“قد تبدو دروس الحياة باهظة للبعضِ منّا، قد تجعلنا ندفع ثمنًا لم نُرد أن نخسره، وقد توجعنا بمشاعرٍ لا تطيب ولا تهدأ. قد تبدو غير منصفة، تُسعد أحدنا وتُبكي الآخر، تُفرح هذا وتُحزن ذاك. قد تبدو هكذا؛ لكن تذكّر دائمًا أن ما من ضيق إلا ولهُ مخرجًا، ولا عسر إلا وبعده يُسرًا .. تيقّن أن الله لا ينساك وأن ليس هناك حزنٌ أبديٌ. ولم تخلق المشكلة إلا ولها حل .. وكل حل له وقته المناسب، نحن نحتاج إلى الصبر فقط. والوقت كفيلٌ بكل شيء.”