ألا أيها المصلي ، حين تقف لصلاتك ... فتكون أشبه بشمعه تقف في المحراب ، ليتك تكن واعياً لمعنى الكلمة الأولى التي تبدأ بها صلاتك ... ( الله أكبر ) !
إن هذه الكلمة تعني : أيا إلهي إنما أمحو ذاتي في جلال ذاتك ، وأني حين أرفع كفي بالتكبير ... فإني أزيح العالم ... وما فيه ورائي .. وآتيك وحدك .
إن التكبير في بداية الصلاة ... تماماً كما التكبير حين تقديم الأضاحي ، فكأنما تقول لله تعالى ، ها أنا ذا ..
أذبح كل رغبة لي ... بل وأنثر ذاتي ، قربانا لك وحدك .. وكانما يصبح الجسد حينئذٍ ( إسماعيل ) ، وتكون الروح ( إبراهيم ) فحين تقول الروح ( الله أكبر ) ، يسلم الجسد كل رغبة له ويمتثل ، وحين تقرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) يسيل الدم ويرفع القربان .
أنا لا أغبط الغنيَّ على غناه إلا في موطنٍ واحد من مَواطنه؛ فأغبطه إن رأيتُه يُشبِعُ الجائعَ، ويُواسي الفقيرَ، ويَعود بالفضل مِن ماله على اليتيم الذي سلَبَه الدَّهر أباه، والأرملةِ التي فجَعها القدرُ في عائِلِها، ويمسح بيده دمعةَ البائس والمحزون؛ ثم أَرثي له بعد ذلك في جميع مَواطنه الأخرى.
حَسْب البؤساء من محن الدهر وأرزائه أنهم يقضون جميع أيام حياتهم في سجن مُظلم من بؤسهم وشقائهم، فلا أقل من أن يتمتعوا برؤية أشعة السعادة في كل عام مرة أو مرتين.
أنا شخصيا منحاز لطبقتي، منحاز للفقراء، وانا لا أغالط روحي ولا أتملق أحدا، القضية واضحة ولا تتحمل الاجتهاد.
الفقراء هم الذين يموتون، وهم الذين يسجنون، وهم الذين يعانون المعاناة الحقيقية.
لست أرى الموت إلا رجعة الروح إلى عالم أنشئ لها من أعمالهاا في رحمة الله ونقمته ،
فنحن على الأرض نبني لأرواحنا في السماء ، ومنا من يبتني لنفسه المدينة العظيمة بخيراته وحسناته ومن يبني لروحه السجن الضيق الوعر بآثامه وجرائمه !!
إنّ الحياة مسرات وأحزان ، أمّا مسراتها فنحن مدينون بها للمرأة لأنها مصدرها وينبوعها الذي تتدفق منه، وأمّا أحزانها فالمرأة هي التي تتولى تحويلها إلى مسرات أو ترويحها عن نفوس أصحابها على الأقل ، فكأننا مدينون للمرأة بحياتنا كلها
قال نعيمه: (إذا سئلتم عن أبدع آيات الفن وأغلاها قولوا: ضمير لا يسخر وجبين لا يعفر ولسان حليم شكور، وقلب عفيف غفور، وعين لا تبصر القذى ويد لا تنزل الأذى وفكر يرى في البلية عطية وخيال يربط الأزلية بالأبدية)
عن بلاغة الرافعي الأدبية وإحساسه الدقيق المُرهف، وهو ينقل المعنى من أعلى الحب إلى أسفله بحرف واحد، فيقول:
“وأنزلته من درجة أنه كلّ الناس إلى منزلة أنه ككلّ الناس”.
ميزان العدل يوم القيامة تبين فيه الذرة ، فيجزى العبد على الكلمة قالها في الخير ، و النظرة نظرها في الشر ، فيا من زاده من الخير طفيف ، احذر ميزان عدل لا يحيف .