لمن المحاضرات والقاعات فارغة؟

    • لمن المحاضرات والقاعات فارغة؟

      مراس


      لمن المحاضرات والقاعات فارغة؟


      يكتبها : محمد الحضرمي

      [INDENT][INDENT]٭ قبلَ دخول العَام الثقافي كانَ أكثرُ المُثقفينَ ينادونَ بمَزيدٍ مِن الأنشطةِ والفعَاليات الثقافية، وكانت وزارة التراث والثقافة مُتهمة أنها للتراث كثيرا وللثقافة قليلا، رغم أنها قامت بدور ريادي كبير في الحِفاظ على التراث الثقافي بكل أشكاله، وكانت كتابات المُثقفين المَقالية في الصُّحفِ والدوريات تطالبُ وتناشدُ وتتمنى، ولكن تجربة هذا العَام أكدت - وللأسَفِ الشديد - عدم رضا بعض المثقفين من الدور الثقافي الذي تمارسه المؤسسة الرسمية في الساحة، وكأنه لزام عليها أن تخطب ود كل مثقف، ولو أنه وُضِع في موضع المسؤولية لما أنجز أفضل من غيره، هؤلاء كثيرو الكلام والملاحظات، وهم آخر المتعاونين والفاعلين، وليس مديحا في بعض المسؤولين بوزارة التراث والثقافة إلا أنهم يبذلون جهدا كبيرا في محاولة تجسير العلاقة مع المثقف، وتقديم عمل ثقافي متميز قدر المتاح والمستطاع، فيما تُستثنى أسماءٌ أدبية أخرى تتابعُ برضا كل الفعاليات الثقافية، أسماءٌ حاضِرة في كلِّ مُحاضَرة وأمسية أدبيَّة وأسبوع ثقافي، ولديها الرغبة في الاستماع والانصاتِ لابن الساحَة أو لذلك الضيفِ القادِم من بلاد بعيدة، ومع ذلك لا بدَّ من الاعترافِ أنَّ الحُضور الثقافي للفعالياتِ الثقافية قليلٌ جدا حد الخجَل في بعضها، رغم الأخبار الصَّحِفية والإعلانات التي تتقدمُها. [/INDENT][/INDENT][INDENT]

      [INDENT]٭ القصة تتلخص في الآتي: فعَاليات بلا تفاعل، وندواتٌ بلا حُضور، وحتى الإصدارات التي طبعتها وزارة التراث ووزعَتها بالمَجان بلا قارئ أو متابع، وأكثر العناوين الأدبية التي طبعَتها الوزارة مؤخرا هذا العام تستحق المتابعة النقدية، لكني أحسب أنه لم يقرأها أحد، أما ما تابعناه من عروض نقدية لبعض من تلك الإصدارات فقد كتبت بدافع من أصحابها، إذ الصداقة الشخصية بين الناقد والكاتب تلعب دورا كبيرا في إنجاز مثل هذا العمل إن صَحَّ أنه اشتغال نقدي. [/INDENT]

      [INDENT]٭ في الأشهر القليلة الماضية شهدَت الساحة أسابيع ثقافية دُعي لها كتابٌ وشعَراء وفنانون ومُحاضِرون ومفكرون استضافتهم وزارة التراث والثقافة بالتعاون مع سفارات دولهم مثل مِصر والجزائر والمغرب يُمثلون دولهم، ومن استمع لهم يعدون بالأصابع، واليوم سيفتتح الأسبوع الثقافي الإماراتي، ثم يتلوه الأسبوع الثقافي اليمني، وكلاهما يمران كغيرهما بحضور ضعيف ومتابعة أضعف، والمُحرج أن يَأتي أحَد المثقفين الضيوف وفي ذهنهِ ترتسِم قاعَة كبيرة تمتلئ بحُضور كبير، لكن الواقع يخيَّب الآمال، فعَدد المتابعين لا يسد الكراسِي في الصَّف الأول، حتى أن فنانة جَزائرية شاركت في الأسبوع الثقافي رفضتْ الغناء في مَسرح وزارة التراث والثقافة المُغيب بين مُرتفعات (روي) الصَّماء، بعد أن علمَت أن كراسِي المَسرح شبه فارغة.. يا للحَرج!!.[/INDENT]

      [INDENT]أحَد المُحاضرين المشاركين في الأسبوع الجزائري أبدى استياءه من قلة الحُضور (أقل من عشرة أشخاص)، وهو الذي أوفدته دولته لهذا الغرَض بسَبب إقامته السابقة في السلطنة، ومَعرفتهِ بالحَياة الثقافية والمثقفين، لكن حتى هذا لم يشفع له، ولم يُجامِله بالحُضور أحَدٌ مِن تلامِذته الذين أصْبَحوا الآن مُدرسين.[/INDENT]

      [INDENT]٭ يبدو أن جانبا مِن المَسؤولية على الجَهة المنظمة لمثل هذه الفعاليات أن تتحَمله، إذ مَن سَيبحث عن مَوقع مسرح وزارة التراث والثقافة المتواري خلف الجبال في مدينة روي لمتابعة أمسية شِعرية أو مُحاضرة فكرية؟ وبالعامية العمانية القحة: (من فيه بارض؟)، ناهيك عن تزامن بعض الفعاليات الثقافية والفنية في وقت واحد، لمن المُحاضرات والقاعات فارغة؟ سؤال لا أعلم له إجابة واضحة، الذي أعرفه أن أية فعالية بحاجة إلى تخطيط مسبق بفترة زمنية تكفي لتنفيذها، واختيار مواقع مناسبة لإقامتها يلعب دورا كبيرا في إنجاحها، وهذا حديث له أطراف وأذيال.[/INDENT]

      [/INDENT]