رأيتها.. بالأمس
وكأنها كانت تنتظر لقياي..
وكأنها أتت لتنسج لي عيد آخر..
لتنسيني عيدي القادم
لتغرقني تحت وطأة أقدامها..
لم يكن ثمة شيء لينتشلني من التحديق في وجها
تلك القابعة على قارعة رئتي...
ينزف من وجهها جمال الحياة
نور الكون..
أمل القلوب..
تتكأ بيديها على ارصفة قلبي
لتدعس مسافة اللقيا معها..
أجد دنياي تدور وتدور
تدق على أوتار ملآ
شهيق وخوف وتلعثم ورجاء و.....و...
صوتها يعوي في أذني لا أستسيغ معناه
يقبع تحت رموشها مليون سؤال..
كنت في حالة من الوعي واللاوعي
اسرح بفكري متطايرا معها
احسب خطوط يديها..
وقبل أن تطوى المسافة تتعثر قدماي
وأجدها قد ذهبت ذهبت ذهبت
وهي لا تدري.. لا تدري لا تدري!!!
لقد ذهبت!!! حينها
لم أجد سوى ان ...
ألملم شتات نفسي وأهم بالتلعثم
بالرحيل بالبحث بالتوهان..
امشط الطرقات بحثا عنها..
اعض يدي
لأنقذ نفسي من غرق عميق
لأجد نفسي تائه في بحر مظلم
اصرخ امضغ يدي كالطفولة
بحثا عن أمل يفرحني
يزجر في مأساة البكاء
سأطمئن قلبي
فهناك عيد آخر قادم .. لعلي سأجدها فيه!!
سأنتظرك لعيد قادم
لعيد آخر..
لموت آخر!