تعليقاً على ما يصيب الحجيج كل عام من فوضى وتقتيل وابتزاز
جرائم النظام غير المنظم
كثرة الحوادث التي تقع أثناء مواسم الحج والعمرة بعضها لا يصل إلى الإعلام إلا مشوشاً ، أو بعد فترة من التعتيم.
وهو أمر لم ينقطع منذ سنوات طويلة، نتيجة السوء في التنظيم وقلة الخبرة لمن يكلفون بإدارة العمل في المشاعر المقدسة.
ومن أهم ما يربك ، ويزيد التنظيم سوءاً ،عدم وجود خرائط أو أدلة لمداخل ومخارج المشاعر المقدسة وخاصة مكة والمدينة المنورة وكذلك اقتصار النقل على الحافلات التي يتم تأجيرها بغرض الاستفادة من عمولات التأجير والمساومات والرشا التي تنتج عن ذلك ولو استخدم القطار ، فالسكة الحديدية أكثر أماناً من النقل عبر العربات.
كما يتم استخدام عناصر لا تجيد القراءة ولا دراية لها بالأماكن التي تتواجد بها ففي عام 2003 كان الحجاج يسألون الشرطة التي اعتقدوا أنها تعلم أين مواقع خيامهم ، لكن هذه الشرطة كانت تشير إلى مواقع أخرى ، مما يدل على جهلها ، وقلة درايتها .. ويبدو أن استخدام العناصر الجاهلة وغير المدركة ، سياسة متبعة طيلة السنوات الماضية ، لأن غالبية حجاج السنوات السباقة واللاحقة ، كانت ملاحظاتهم بذات الكيفية وتشير لذات النقاط التي تم تسجيلها أثناء أحداث الجمرات ، التي ذهب ضحيتها حجاج كثيرون ، بينما اكتفت الحكومة بتفسير واحد لها لم يخرج عن إلقاء التبعة على الحجيج المتضرر ذاته ، وقلة معرفته ولم تظهر السبب الرئيس الذي كون ذلك الحدث الشنيع وهو إدخال الشرطة لضيف من الأمراء لرمي جمرة العقبة أثناء الذروة وقامت بتفريق الزحام بقوة شديدة ، فما اضطر الحشود للارتماء فوق بعضها.
واليوم إذا سارت الأمور كما هي في السنوات الماضية ، فالأمر سيكون كارثة ، وقد يفضي إلى جريمة تصغر أمامها أية جريمة نعرفها للإبادة الجماعية.
فهل يترك النظام السعودي هكذا يعيث بأرواح الناس، ويعيث بالمشاعر المقدسة وينهل مما تهوى إليه أفئدة الناس على ساكني هذه الوادي الذي هو غير ذي زرع عند بيت الله العتيق ، ويستمر في ادعاء خدمته للحرمين ، بينما يخط الخطط التدميرية والقاتلة لعشرات ومئات بل آلاف الحجاج القادمين ليقضوا تفثهم وليكبروا الله في أيام معلومات؟!