سولسكيار الاحتياطي القادم من الجحيم

    • سولسكيار الاحتياطي القادم من الجحيم




      أصبح المشهد تقليديا إلى حد ما بالنسبة إلى مدرب مانشستر يونايتد "السير" الأسكتلندي أليكس فيرغوسون وجماهير الفريق الإنكليزي في كل مرة تطأ فيها أقدام المهاجم النرويغي أولي غونار سولسكيار أرض الملعب قبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة.
      الكرة داخل الشباك، لاعبو يونايتد يحتفلون بفوز ثمين تحقق في الدقائق القاتلة، والصحف تشيد بعبقرية "فيرغي" وتزين مواضيعها بعنوان "فعلها السفاح صاحب الوجه الطفولي مجددا".
      وغاب سولسكيار ما يقارب العامين عن الملاعب بسبب إصابات مختلفة كادت توقف مسيرته، إلا أن مشجعي يونايتد لم ينسوا يوما هدافهم التاريخي وظلوا يرددون الأغنيات التشجيعية الخاصة به في كل احتفال بفوز "الشياطين الحمر، متمنين عودة مهاجمهم المُفضل الذي لا ينفك يدب الحماسة في نفوسهم بفضل أهدافه الحاسمة.
      صحيح أنه يصعب على أي لاعب كرة القدم العودة إلى مستواه الطبيعي بعد سلسلة إصابات وعمليات جراحية مريرة، إلا أن سولسكيار عاد بعزيمة الأبطال الأسطوريين ليمارس هوايته المفضلة بالقفز من مقاعد الاحتياط مهديا فريقه انتصارا آخر على غرار ما فعله في الدور الثالث من كأس إنكلترا عندما سجل له هدف الفوز في مرمى استون فيلا (2-1) في الوقت المحتسب بدل الضائع.
      لا شك في أن تاريخ كرة القدم سيعرف أولي غونار سولسكيار على أنه أفضل احتياطي عرفته اللعبة بسبب مآثره المتلاحقة ولعبه دور الورقة الرابحة بامتياز مع مانشستر يونايتد على مدار عشرة أعوام، فهذا المهاجم الموهوب الذي لم تفارق ملامح الطفولة وجهه رغم تقدمه في العمر (33 عاما) وصفه مدربه فيرغوسون في سيرته الشخصية بأنه "الاحتياطي القادم من الجحيم"، وفي هذه العبارة دقة لا يعرفها سوى المتابعين عن كثب للاعب ومانشستر، إذ لطالما قلب أفراح الفرق المنافسة قبل دقائق قليلة على صفارة النهاية إلى أتراح ودموع.
      وتبقى الواقعة الأشهر على ملعب "نو كامب" في برشلونة عام 1999 عندما سجل هدف الفوز ليونايتد في مرمى بايرن ميونيخ الألماني (2-1) في الوقت المحتسب بدل الضائع في المباراة النهائية الأكثر دراماتيكية التي عرفها دوري الأبطال الأوروبي.
      وأدخلت تلك المباراة مانشستر يونايتد التاريخ لتحقيقه ثلاثية نادرة آنذاك (ألقاب الدوري والكأس ودوري الأبطال)، لكن الأهم توقيع سولسكيار بهدفه الصاعق (سجله بعد دخوله بتسع دقائق بديلا لاندي كول) اسمه في سجلات عظماء النادي الإنكليزي، مؤكدا أن صفقة انتقاله عام 1996 إلى صفوفه قادما من مولده النريغي مقابل مبلغ زهيد تعتبر الناجح طوال فترة العشرين عاما التي قضاها فيرغوسون على رأس الجهاز الفني للنادي الشمالي.

      الاحتياطي السوبر

      يبدو لافتا ان سولسكيار لم يجد يوما نفسه في مواجهة فيرغوسون رغم تألقه وإبقاء الأخير له على مقاعد الاحتياط، إذ رفض كل العروض المقدمة إليه للعب أساسياً في أندية أخرى من دون أن يضغط على الاسكتلندي لحجز مكان دائم في تشكيلته الأولية، وكأنه يجد لذة أو يمارس هواية ما عبر الدخول إلى الملعب في النصف الثاني من المباريات ليصنع ماسي حراس المرمى المنافسين، علما أنه في بداياته بالقميص الأحمر لم ينتظر أكثر من 6 دقائق ليسجل أول أهدافه في مرمى بلاكبيرن روفرز.
      أما الآن، فرصيده 125 هدفا في 352 مباراة خاضها في صفوف مانشستر يونايتد في مختلف المسابقات منها 144 نزل فيها احتياطيا، كما سجل 24 هدفا في 62 مباراة دولية.
      من هنا، وصف فيرغوسون عودة "الاحتياطي السوبر" سولسكيار من الإصابة للقيام بعمله المفضل عبر تغيير الوجه النهائي للمباريات، بأنه أشبه بضم مهاجم جديد قائلاً: "يكفي أن يتواجد على ارض الملعب لمدة 45 دقيقة أو اقل ليأتيك بهدف، إنه هداف بالفطرة دائماً يقوم بما اعتاد عليه بشكل بارع، مستخدما ذهنه المتفوق داخل منطقة الجزاء ليتوقع مكان وصول الكرة ويسبق الجميع إليها".

      تمديد العقد

      قلة هم اللاعبين الذين يتم تمديد عقودهم وهم في خضم صراع يائس مع إصابات خطرة، لكن فيرغوسون ضرب ضربته مرة أخرى عندما طلب تمديد عقد سولسكيار لعامين إضافيين، رغم غيابه طوال الموسم 2005-2006، مراهنا على عودة ناجحة للنرويغي ترجمها في أيلول/سبتمبر 2006 بهدفه في مرمى سلتيك الاسكتلندي ضمن دوري الأبطال، ودائما بقدومه من مقاعد الاحتياط ليسجل أول هدف له في المسابقة الأم منذ عامين و362 يوما، والأول له في "أولد ترافورد" منذ أيلول/سبتمبر 2003 عندما دك مرمى باناثينايكوس اليوناني ليدخل بعدها النفق المظلم للمستشفيات والعمليات الجراحية في ركبته التي هددت حياته الاحترافية، إلى إصابته بعد محاولة عودة فاشلة بتمزق حاد في الفخذ وبكسر في عظمة الوجه.

      أهداف الفرحة

      وأياً يكن من أمر، فإن أهداف سولسكيار تحمل طعم فرحة مزدوجة بالنسبة لجماهير يونايتد حول العالم، والتي تجاهلت إشهار الأخير حبه الأزلي للغريم التقليدي ليفربول، وذلك بعدما سطر ملاحم تهديفية قل نظيرها ومنها تسجيله أربعة أهداف بعد مشاركته في 12 دقيقة فقط خلال مباراة فاز فيها مانشستر يونايتد على نوتنغهام فوريست 8-1.
      علما بأن المهاجمين الأساسيين اندي كول والترينيدادي دوايت يورك سجل كل منهما ثنائية في تلك المباراة، لكن النرويغي خطف منهما الأضواء في اليوم التالي.
      ليس مؤكدا ان طموحات سولسكيار تجعله يضع نصب عينيه اليوم المنافسة على مركز أساسي في تشكيلة مانشستر التي تعج بالهدافين المميزين وعلى رأسهم الدولي واين روني والفرنسي لويس ساها والوافد الجديد السويدي هنريك لارسون الذي سجل أمام استون فيلا أيضاً في أول مشاركة له ليحمل الفوز طابعا اسكندينافيا محضا.
      لكن في حال أراد النرويغي تحقيق مبتغاه فإن مراكز رفاقه في خطر حقيقي، إذ سيدفعهم تألقه المتوقع لمواجهة مصير الثنائي الشهير كول ويورك اللذين اضطرا لمغادرة الفريق (2002-2003) بعدما فرض سولسكيار نفسه التوأم المكمل لهداف يونايتد السابق الهولندي رود فان نيستلروي.
      سولسكيار باق في "مسرح الاحلام"، هذا ما أكده فيرغوسون الذي وعد بمنح دور فني للاعبه المفضل عند إعلانه اعتزاله، وخصوصا أن الأخير قضى فترة ابتعاده عن الملاعب يضطلع على خبايا التدريب واستراتيجياته، الأمر الذي سيجعله واقفا بحلة المدربين في المستقبل القريب، لكن حتى قدوم ذلك الوقت سيأخذ مدربو الفرق المنافسة أقصى حذرهم، لإغلاق مناطقهم بإحكام عندما يرفع الحكم الرابع اللوحة الالكترونية وعليها الرقم 20.
    • mood_net كتب:

      سولسكيار خطيييييييييييير حرام إحتياطي


      مشكور مشرفنا



      مشكووووووووووووور على مرورك الكريم
      وسولسكيار رغم الإصابات التي كانت سوف توقف مسيرته الإحترافية متألق وناجح مع الشياطين