غُربـــه
بيننا يا حبيبتي غربة ٌ كـ غربة الأعمى عن مقعده ..! كما يقول حسن مطلك .
أحس بك ِ .. أعشقك ِ .. أشتاقك ِ .. أشتهيك ِ من مبتداك ِ لـ منتهاك ِ ،
من الواو إلى الدال إنْ إلتقيا فـ ودّ ، وإنْ افترقا فلا شيء يمكنه وصلهما
غير الراء ..!
هكذا بكل تعصّب .. فـ بقية الحروف لا غرض من وجودها سوى خدمة ...
حروف ٍ ثلاثة .
الغربـة .. لوحـه : اخترت ِ لها ما شئت ِ من ألوان ، وحين فرغت ِ منها
علّقتيها على حائط ذاكرتي .......... ورحلت ِ
تاركة ً لي مَهمّة استنباط اللون الذي يخصني فيها ، لـ أعود بـ خُفّي حُزن
بعدما أدرك أنّ ذاكرتي غير مؤهلة ٍ لإقتناء الأشياء الجميلة ..!
أعودُ فقط .. لأكتب نصّاً جديدا ً عنك ِ ولك ِ .
تقول أحلام مستغانمي :
( أكثر الحماقات في العالم .. يمكن سماعها أمام لوحة ٍ في متحف ..! )
أظنها أرادتْ القول : أمام لوحة ٍ في ذاكرة ..!!
الغربـة .. غُرفـة : كانت قبل عامين مسرحا ً لـ تجارب الحب المؤقته
التي يمارسها رجلٌ جريح بوازع الإنتقام من إمرأة ..!
تلك المرأة استوطنت جسده حدّ الإستبداد ، لكنها الآن تُمشّط بـ شفتيها
جسد رجل ٍ آخر ..!
الغرفـةُ أضحَتْ موحشة ً مُقفرة .. بـ شكل ٍ يوحي لمن يدخلها بأنْ لا شيء
يمكن اتقانه فيها ... غير العزلة .
الفوز للعزلة .. أما الهزيمة فـ هي نصيب أشيائه التي كانت مُهمة ً قبلك ِ ..!
في زاوية ٍ ظلامها يطغى على نورها يقبعُ تمثالٌ بشريّ في وضْع الإنحناء
يتأمل ورقة ً شبه بيضاء ، كأنه يُنقّبُ عن كنزٍ دُفن فيها منذُ أزل أو منذُ عقل .
في يده اليمنى معولٌ صغير بدا كـ إصبع ٍ سادسة لـ دوام التصاقه بيده ،
أما اليسرى فاكتفت بالمراقبة من على جبينه كي تكون شاهدة ً فقط
على ما تقترفه اليمنى من حزن ٍ في حق حياة يمكن أنْ تسير بشكل ٍ أفضل .
حبيبتي :
يُحدِثُ وجودك ِ اضطرابا ً في الأمكنة المزدحمة ، أعني تجمهرا ً صاخبا ً
لـ رجال ٍ متحذلقين . وابتهالات نساءٍ كُنّ على مرمى ( نظر ) من الحب ،
قبل مجيئك ِ ..!!
ثمّة امرأة .. كـ شمس الشتاء تملأ الأرض نورا ً لكنها لا تُدفئ الطير الجريح .
أ ُنهي .. وأنا منك ِ لا أنتهي : بـ جملة ٍ للرائع / نزار قباني :
( حبك ِ مثل الموت والميلاد .. صعب ٌ بأنْ يُعاد مرتين ..! )