
سقط فريق برشلونة متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم على أرضه وأمام جماهيره بهدف للاشيء أمام ضيفه ريال سرقسطة في المباراة التي جرت على ملعب كامب نو الخاص بالخاسر, وذلك في إطار ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة كاس إسبانيا لكرة القدم.
سجل الهدف الوحيد لسرقسطة الأرجنتيني دييغو ميليتو في الدقيقة 77 من المباراة مستغلا سوء تغطية دفاعية من لاعبي البرشا.
الشوط الأول
بداية المباراة متكافئة مع أفضلية نسبية لبرشلونة دون أن يتمكن من فرض سيطرته أو خلق فرص خطرة فكثرت الكرات المقطوعة من الفريقين الذين فشلا في أول ثلث ساعة من تنفيذ هجمات متقنة فانحسر اللعب بعيدا عن المنطقتين المحرمتين, لكن مع مرور الوقت أخذ أداء المضيف في الارتفاع شيئا فشيئا, فتحسن مستوى اللعب وزاد سرعة مع تحركات رونالدينيو الذي يشهد مستواه عودة تصاعدية في الآونة الأخيرة, سانده في ذلك الأرجنتيني سافيولا وإنيستا مما أتاح للبرشا أكثر من فرصة لم يحسنوا استغلالها.
وبالتزامن مع المد الكاتالوني للأمام شهدت آخر خمس دقائق فورة "سرقسطية" كبيرة جدا وجدت أمامها مساحات جيدة للتحرك تركها زحف لاعبو رايكارد نحو مرمى منافسهم, فكاد مهاجمو الضيف أن يفاجئوا مضيفهم بهدية غير سارة, يقينا لو رافقها بعض الحظ لكانت النتيجة تغيرت مع الصافرة الثنائية للحكم.
أولى الفرص الخطرة في الشوط الأول تأخر ظهورها حتى الدقيقة 25 عندما وصلت الكرة إلى رونالدينيو الذي راوغ داخل المنطقة وحضر أرضية خلفية للبرتغالي ديكو فلم يتوان الأخير عن إطلاق صاروخية رائعة مرت بجانب القائم الأيمن لمرمى سرقسطة, الذي عاد ونجا من هدف محقق في الدقيقة 29 إثر تمريرة من سافيولا إلى إنيستا الذي وجد نفسه منفردا فلكز الكرة جانب الحارس المتقدم لكن الدفاع أبعدها قبل أن تتجاوز خط المرمى حارما البرشا هدفا مؤكدا افتقد قدم ايتو, التي لا تعرف طريقا غير المرمى.
ومع توالي ضغط رجال ريكارد كان لا بد من أن تخلو مساحات في المناطق الخلفية وجد فيها لاعبو سرقسطة أفضل مكانا لإسقاط دافع داخلي بالتسجيل خرج من مخبئه بعدما اكتسب ثقة من الذود الناجح, فكان في الدقيقة 40 انفرادا لأوسكار غونزاليس حاول في خلاله تمرير الكرة من تحت الحارس المتقدم الذي لم يكن بخيلا كثيرا فمنح ضيوفه ركنية عوضا عن هدف.
وأمام جرعة الثقة المستجدة أطلق سيرجيو غارسيا في الدقيقة 42, إثر فاصل تمريرات في عمق منطقة البرشا, قذيفة يسارية من يمين المنطقة عيارها جد ثقيل اهتزت لها شباك البرشا, نظرا لاهتزاز القائم الأيمن الذي حرم سرقسطة هدفا مؤكدا مئة بالمئة.
الشوط الثاني
تابع برشلونة في الشوط الثاني ما فعله في النصف الثاني من الشوط الأول مواصلا الاستحواذ الميداني وامتلاك الكرة بنسبة كبيرة فحاول بطرق شتى اختراق منطقة منافسه حيث وجد تنظيم دفاعي تكتيكي جيد تكسرت عند حاجزه الأخير كل الكرات الكاتالونية التي واجهت صعوبة بالغة في الوصول إلى قدم غير مراقبة, بل على العكس كان للرقيب الحصة الأسد في معظم الكرات.
والسيناريو نفسه استمر مع الضيف مع فارق في التوقيت حيث بدأ باكرا في هذا الشوط, مقارنة مع الشوط الأول, تهديد مرمى ضيفه مما وضع مدافعي الأخير في موقف حرج أكثر من مرة, حتى إن بعض الفترات القليلة تمكن لاعبو سرقسطة من فرض حظر خروج على لاعبي البرشا من منطقتهم نظرا للحصار الوقتي الذي تعرضوا له على فترات متقطعة.
وأمام عجز لاعبي متصدر الدور الإسباني عن إيجاد منافذ نحو مرمى منافسهم رغم الاستحواذ معظم الفترات, دفع المدير الفني الهولندي فرانك ريكارد بالنفاثة الفرنسي لودوفيك جولي لتحريك الجبهة اليمنى بالموازاة مع اليسرى التي شغلها رونالدينيو.
وكاد البرشا في الدقيقة 67 أن يفتتح التسجيل عندما مرر سافيولا من داخل المنطقة عرضية أرضية إلى جولي المحاصر بين ثلاثة نقصهم التغطية الجيدة, رغم ذلك سدد الفرنسي من أمام المرمى مع بعض الإزعاج كرة في العلالي, تبعها بعد دقيقتين عرضية من مُهدر الفرصة السابقة افتقدت إلى من يلكزها في المرمى فقط.
وأمام عجز البرشا انطلق لاعبو سرقسطة في رحلة استغلال الضغط النفسي المتزايد مع مرور الوقت على ضيفهم فكان لهم في الدقيقة 77 ضربة ركنية نفذت بإتقان فارتقى لها دون رقابة الأرجنتيني دييغو ميليتو الذي حولها بقوة داخل الشباك لتنفجر معها مقاعد الجهاز الفني والاحتياطي لسرقسطة لهدف قيمته مضاعفة خارج أرضهم.
ومرت الدقائق بعد ذلك سريعة على لاعبي البرشا وبطيئة على لاعبي سرقسطة الذين لم يتقهقروا كليا بل ظل لهم بعض الهجمات بحيث لم يتيحوا لمنافسهم التقدم بقوة وحرية للأمام بحثا عن التعادل الذي كاد أن يتم في الدقيقة 90 لولا أنانية سافيولا الذي بدلا من التمرير اختار تسديد يمينية من زاوية ضيقة مرت بعيدة عن المرمى, لتنتهي المباراة بعد ذلك بنصف مفاجأة تكتمل في حال أصبح البرشا رسميا خارج المسابقة بعد لقاء الإياب.
خيتافي يضع قدما في نصف النهائي
وفي إطار الدور نفسه, قطع فريق نادي خيتافي شوطا كبيرا في الصعود إلى المرحلة النصف نهائية من مسابقة كأس إسبانيا بعدما حقق فوزا عريضا على منافسه أوساسونا بنتيجة 3- صفر في المباراة التي استضافها ملعب الفونسو بيريز الخاص بنادي بالفائز.
افتتح دابيال غويزا التسجيل في الدقيقة 11 وضاعف أليكسيس النتيجة في الدقيقة 38 , قبل أن يختم المهرجان اللاعب اللاتفي ماريس فيرباكوفسكيس في الدقيقة 62.
بداية المباراة سريعة صاحب الأرض يمسك بزمام الأمور مبادرا للهجوم عبر تنظيم بنائي جيد في الخطوط الثلاث فاستطاع محاصرة خصمه لحوالي ثلث الساعة قبل أن يبدأ لاعبو اوساسونا بالتجرؤ على اقتحام عمق منطقة المضيف منفذين هجمات على قدر عال من الخطورة.
لكن رغم خروج الضيف من تقوقعه مع مرور الوقت إلا أن ذلك لم يرهب أصحاب الأرض, بل استمروا في تماديهم الهجومي, وأصبح اللعب مفتوحا وكثرت المساحات الواسعة التي سرح فيها اللاعبون لكن الخطورة الأكبر والاستحواذ الأفضل بقي لخيتافي الذي قدم فواصل كروية ممتعة غاب عنها عند المرمى بعض التركيز.
رافق الانطلاقة القوية لخيتافي ترجمة عملية للأداء فسرعان ما باتوا في المقدمة, إثر ضربة ركنية في الدقيقة الحادية عشرة نفذت بإتقان وتحولت إلى دابيال غويزا المتربص أمام المرمى فلم يجد أدنى صعوبة في هز الشباك من رأسية قوية.
ومع استمرار خيتافي على نفس الأداء كان من الطبيعي أن تهتز شباك أوساسونا مرة جديدة ومن ضربة ركنية أيضا في الدقيقة 38 ارتقى لها بمنتهى القوة والإتقان أليكسيس محولا رأسية ولا أروع إلى شباك منافسه ليضاعف النتيجة.
وفي الشوط الثاني واصل خيتافي أداءه القوي واندفاعه وحسن من سيطرته مع اكتفاء ضيفه بقطع الكرات دون أن يكون للاعبيه المقدرة على الاحتفاظ بها, مما كان يتيح للاعبي خيتافي النطلاق للهجوم من جديد, لكن هذا السنياريو تغير في آخر ثلث ساعة مع تحسن أداء اوساسونا الذي سنحت له أكثر من فرصة.
وتمكن أصحاب الأرض من تأمين نصرهم إلى حد بعيد, ذلك انه لا أمان لكرة القدم, في الدقيقة 62 إثر خطأ قاتل من الحارس ريكاردو لوبيز الذي أفلت كرة عرضية سهلة بعد أن كان امسكها فلم يرحمه المتابع اللاتفي ماريس فيرباكوفسكيس الذي بسهولة وضع يسارية بباطن قدمه لتصبح النتيجة ثلاثة إلى لا شيء.
حاول لاعبو أوساسونا تسجيل ولو هدف واحد يخفف من صعوبة المهمة التي تنتظرهم في مباراة الإياب على أرضهم دون أن ينجحوا بذلك رغم فرصا عدة سنحت لهم لتنتهي المباراة بثلاثية نظيفة تؤمن بنسبة كبيرة صعود خيتافي إلى نصف النهائي.
ديبورتيفو يسحق بلد الوليد
وفي ربع نهائي ألكاس ايضا حقق ديبورتيفو لاكورونيا فوزا كبيرا على ضيفه بلد الوليد برباعيه قابلها هدف شرف في المباراة التي جرت على ملعب ريازور الخاص بالنادي الفائز.
سجل لديبورتيفو ألفاريز وريفييرا وفيرديو وخوانما في الدقائق 53 و67 و89 و90 مقابل هدف للاعب بلد الوليد مانشيف في الدقيقة 21.
المصدر: الجزيرة الرياضية
قـدسـاوي كتب: