أبريل عام 1999 الساعة الرابعة عصرا وفي غرفتي المنعزلة عن المنزل الذي سادة الهدوء
وبين يدي كتابي المدرسي (( أحياء للصف الثاني الثانوي )) وبينما أنا اقلب صفحات الكتاب
وأطالع على ما حوته من معلومات تستوجب تسجيلها على صفحات العقل سمعت طرقات حفيفه على الباب
كأنها الحان عذبة تكسر هدوء المكان لأترك الكتاب من يدي لأرى من يقرع الباب وماذا يريد في هذا الوقت
مع علمي ان وحيدا في المنزل .... وقبل ان أصل الى مقبض الباب لأفتحه وانظر من على الباب ينفتح الباب بهدوء ..... ومن دهشتي تراجعت قليلا الى الخلف وارتجف جسمي وارتفعت دقات قلبي و تعجم لساني برهة من الزمن..... عجبا من ضيفي الغير المتوقع والذي لم أراه من قبل فبادرني بالحديث وأنا استمع إليه والدمع يفيض من عيني ويخفف من روعي وانه لم يأتي لمضرتي وإنما لمصلحتي وليدلني على الطريق المناسب ولمن هم في سني .....
فقال لي : كم عمرك ؟
قلت : 17 سنة
فقال : أتعلم في أي سن أنت؟؟؟
قلت في تعجب !! : في أي سن أنا ؟؟
فقال : أنت في الآن في أجمل سن في الحياة فلابد منك ان تستغل هذا السن وتعيش حياتك
قلت : وما أنا فيه الآن أليست حياة وأستغلها جيدا في توازن بين أموري الدنيوية والدنية لم يطغي جانب على أخر.
فقال : وهل تعتقد ان الحياة التي تعيشها حياة ؟؟؟
قلت : نعم هي الحياة بالنسبة لي مرضاة الله ووالدي ونجاحي في دراستي بتفوق
فارتفع صوته بالضحك !!!!!
وارتسمت الدهشة على وجهي
واخذ يسرد لي أفكار غريبة وأطلعني على أشيئا لم أكن أعرفها من قبل فعرف حينها كيف يثير فضولي ويستدرجني معه في أفكاره الشيطانية التي أدركت مغزاها الآن بعد أن تخلصت من مرحلة المراهقة وأفكارها إلي التي غرسها في رأسي ذلك الضيف الغير مرغوب فيها وساعدني في التخطيط والتنفيذ أيضا
لأصل الى سعادة وهمية وقتية لا اكثر ولم أدرك حينها ان أخطئت وأوشكت ان انجرف في أخطائي
فأنا اعلم أني أخطئت لكن للأسف هذا الخطأ ما زال يرافقني الى الآن وكل يوم أقول غدا أودعه بلا عوده
ومضت الأيام والشهور والسنين وما زال يرافقني مثل اعز أصدقائي لا يتوانى عن زيارتي يوميا وأحيانا يرافقني لفترات طويلة .....
وها أنا الآن في العام 2006 وعلى مشارف 2007 و مازال يرافقني ............. فمتى يا تري سيتركني ويرحل عني؟؟؟؟
وأرجع الى ما قبل التاريخ أبريل 1999 !!!!!!!!
أضع ذكريات في حقيبتي الصغيرة .. وأبحر نحو الشمال
: 
: 
: