هل الجمال شرط أساسي للزواج ؟

    • هل الجمال شرط أساسي للزواج ؟

      بسم الله الرحمن الرحيم

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      من نعم الله على العباد نعمة الزواج

      فالزواج رباط مقدس

      فمن يوفقه الله تعالى الى زوجة

      ذات جمال وخلق ودين فهذه نعمة عظيمة من الله

      وقد لا يجتمع في المرأة الجمال والأخلاق

      فربما تكون المرأة ذات جمال بارع ولكن أخلاقها مع الآسف سيئة

      وقد يكون العكس فتكون المرأة ذات أخلاق عالية

      ولكن ليست صاحبة جمال عالي

      طرحت هذا الموضوع

      لما أراه من الذين يقدمون على الزواج
      كل واحد يضع عدة شروط لاختيار شريكة حياته في المستقبل
      وهي شروط بعض الأحيان تكون تعجيزية
      وبعضهم لا يشترط شيء والله يوفقه بامرأة ذات جمال وأخلاق

      فالجمال يروح يوم بعد يوم

      ولكن الأخلاق بالعكس تنمو يوم بعد يوم


      فسؤالي :

      آيهم تفضل في وجهة نظرك ؟


      أرجو مشاركة الجميع بكل صراحة

      ولكم جزيل الشكر
      لو تحطم لك أمل أعرف إن الله يحبك وإبتسم, لا تقول الحظ عمره ما كمل.. قل أنا حاولت والله ما قسم
    • أشكرك أخي :) " camaro 2004" :) على الموضوع ...

      إن اختيار شريك الحياة هو أولى الخطوات الصحيحة لحياة زوجية سعيدة، ولكي يختار المرء شريك حياته فلا بد أن يتوفر فيه أولاً شرط الدين، وقد حرص الإسلام على دوام واستمرار الزواج بالاعتماد على حسن الاختيار، وقوة الأساس الذي يحقق الصفاء والوئام والسعادة والاطمئنان، وذلك بالدين والخلق، فالدين يقوى مع مضي العمر، والخلق يستقيم بمرور الزمن وتجارب الحياة، أما الغايات الأخرى التي يتأثر بها الناس عادة من مال وجمال وحسب وقنية الأثر لا تحقق دوام الارتباط. لذا قال صلى الله عليه وسلم: 'تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك' [متفق عليه] عن أبي هريرة. والحسب: هو الفعل الجميل للرجل وآبائه [سبل السلام: 3/111].

      وحسن اختيار المرأة ذو هدفين: إسعاد الرجل، وتنشئة الأولاد نشأة صالحة تتميز بالاستقامة وحسن الخلق.~!@q

      وبعد شرط الدين والخلق الحسن لابد أن يسأل الإنسان نفسه سؤالاً مهمًا جدًا، وهو: لماذا أتزوج؟$$t

      والإجابة على هذا السؤال ستحدد أولويات الاختيار التي تختلف من شخص إلى آخر, وذلك طبعًا بعد تحقق شرط الدين والخلق الحسن والاستقامة، مع العلم أنه لا يوجد الرجل الكامل ولا المرأة الكاملة، ولكن تحديد الأهداف ووضوح الأولويات يحدد للمرء ما هي الصفات التي لا يمكن أن يتنازل عنها, والأخرى التي لا يقبل أقل من الحد الأدنى فيها، وغيرها مما يمكن التنازل عنه.

      ولا ينسى الإنسان أنه لن يعيش حياته بمفرده، فهناك أهل لهم رغبات ولهم طباع وأعراف, فكل ذلك سيكون له أثر في المستقبل في شكل العلاقة واستمرارها.

      فمثلاً إذا نشأ هو في أسرة تقدّس العلم والدرجات العلمية، ونشأت هي في بيئة تهتم بالكسب المادي وأنه مقدَّم على غيره، فمما لا شك فيه أن هذا التباين سيؤدي إلى نوع من الخلاف، الذي يجب تفهمه إذا استمرت الحياة، أو تجنبه من البداية لاستمرار دوام الحياة.

      وهناك بعض الصفات بعد الدين والاستقامة ترفع من قيمة الرجل أو المرأة، وتبحث عمن يريد الزواج وتساعده على ترتيب أولوياته في الاختيار. ومنها:

      الجمال.....

      وهو الصفة التي يبحث عنها كل من الرجل والمرأة عند الآخر, وهذه الصفة الظاهرية لها أثر عجيب في دوام العشرة وبقاء الألفة، والناس يتفقون على خطوط رئيسة في الجمال, إلا أنهم يختلفون أيضًا في الحكم على تفصيلاته وتعريفاته, ولابد أن تعلم أن الجمال نسبي, وأن كل امرأة فيها جمال إذا أحسنت الكشف عنه، ولكن المشكلة التي ظهرت أخيرًا لدى بعض المسلمين نظرًا لمشاهدة البث الفضائي والقنوات الغربية، هي اختلاف معايير الجمال، فأصبح كثير من الناس يبحث عن نوع من الجمال غير موجود أو قليل، نظرًا لاختلاف البيئة وطبيعة المنشأ، ويضيع عمر الشاب في البحث عن تلك الجميلة فلا يجدها، وإن وجدها أهمل أو أسقط باقي الصفات، فالتوسط في هذا الأمر مطلوب.

      ولقد شدّد النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الناحية - أعني اشتراط الجمال أو على الأقل اشتراط القبول لشكل المرأة ووجهها - فقد جاء في الحديث الصحيح أن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه خطب امرأة من الأنصار, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: 'هل نظرت إليها؟!' قال: لا. قال: 'اذهب فانظر إليها؛ فإنه أحرى أن يؤدم بينكما'.

      ومعلوم أن النظر هنا بحث عن الجمال والشكل.


      ومع ذلك يجب علينا أن نضع قضية الجمال في مكانها من حيث مجموع الصفات المثالية التي يُبحث عن توفرها في الزوج الصالح والزوجة الصالحة، والجمال مراد ومطلوب ومحبوب ومرغوب فيه دينًا وطبعًا, ولكنه ظاهر وشكل، ويجب ألا يغلب الظاهر والشكل على الجوهر الأساسي من الأصل والدين. بل يجب أن نضع الجمال في المستوى والحد اللائق به والمتناسب مع الصفات العامة التي يجب علينا مراعاتها في اختيار شريك الحياة.



      وأشكركم وسمحوا لي على الإطاله ....#e