
$$A $$A $$A $$A
القلق يسيطر على كيانه والحيرة مرتسمة على وجهه وهو في انتظار أول مولود لديه.........وبينما هو مستغرق في التفكير واذا به يسمع أولى صرخات ذلك المولود فينهض من مقعده ويتوجه الى تلك الممرضة الخارجة من غرفة الولادة ليتلقى البشرى منها...........وما أن أقبل عليها حتى خاطبته قائلة : مبروك ...لقد رزقك الله بنتا كأنها فلقة قمر ............فيتغير وجهه بعد اتضاح الخبر لديه وينكر ما اختاره الله له في سابق القدر........وهو يعلم أن البنات أقرب من القلوب ........ويغادر المستشفى دون السؤال عن أحوال زوجته والاطمئنان عليها وهي التي عانت الكثير من المشاق والمتاعب في الحمل والولادة ويتناسى ذلك كله.............ألم يعلم أن الله تعالى بدأ بهن في الترتيب في قوله جل جلاله( يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور)؟؟؟؟؟؟؟وما سماه الله هبه فهو أولى بالشكر وأحرى بحسن التقبل ,وكما قال الشاعر :
فلو كان النساء كمثل هذي.............لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب ........ولا التذكير فخر للهلال
فلو فكر هذا الرجل المتذمر الناكر لنعمة الله لعرف أن البركة في مطلع تلك الأنثى............فعليه أن يغتبط ويفرح ويشكر الله.......ألا يعرف هذا الرجل أن الدنيا مؤنثة والرجال يخدمونها.......والأرض مؤنثة وفيها كثرت الذرية......والسماء مؤنثة وقد حليت بالنجوم والكواكب وزينت بالنجوم........والحياة مؤنثة ولولاها لم تتصرف الأجسام ولا عرف الأنام والجنة مؤنثة وبها وعد المتقون وفيها ينعم المرسلون.....وكم من فتاة ساعدت والديها بينما تسكع اخوتها الأولاد في الطرقات........وكم من فتلة احترمت شيبة والديها بينما قذف الأولاد بهما في دار المسنين........وغير ذلك ........فلنحمد الله ونشكره انه فعال لما يشاء
أم حيدر علي