اية ورانا
هذا عنوان برنامج في احدى الفضائيات التي أصبحت تهل علينا كنبات الفطر السام الذي يتغلغل بين المزروعات دون إنذار، هذه العبارة حاولت أن أفهم ماذا تعني فاتجهت لأحد الأخوة المصريين بالسؤال:
ماذا تعني عبارة ورانا إيه؟
فقال: ولا حاجة!
قلت: أسألك فتقول: ولا حاجة فأجاب: نعم ليس بيني وبينك أي ارتباط ولا موعد سابق.
قلت: يا أخي أسالك عن المعنى الحرفي لهذه العبارة.
قال: هكذا إذا هذه العبارة تعني، أن ليس وراء قائلها ماض يفكر فيه ولا مستقبل يخطط له، أي أنه بريء من كل مسؤولية إنسانية فهو يعيش للحظته دون اهتمام بشأن من شؤون الدنيا من حوله.
قلت: يعني أنه يعيش ويأكل كما تأكل الأنعام,
قال: نعم لكن الا تلاحظ أن لديكم عبارة كثيرا ما يرددها بعض الشباب.
قلت: وما هي؟
قال: إن بعضهم يحدث صاحبه فيقول له: تعال نضيع (وقت).
قلت: هذا صحيح مع الأسف ذلك لأنهم لا يفقهون أن هذا الوقت الذي يعملون على إضاعته ما هو إلا رصيدهم في هذه الدنيا فكل دقيقة.. بل كل ثانية تذهب في غير فائدة أخروية أو دنيوية تنقص من رصيد العمر وتذهب سدى ولو حسب الإنسان تلك الثواني والدقائق التي تذهب بفعل صاحبها تكون نقصاً في عمره الذي سوف يسأل عنه يوم القيامة (وعن عمره فيما أفناه) لكنه يظل سادرا في غيه في هذه الحياة الدنيا في فئة وصفها الله سبحانه وتعالى بأنهم (يأكلون كما تأكل الأنعام) دون إحساس بالمسؤولية من ناحية الدين والأخلاق ودون الاستفادة من الدروس الفعلية والقولية، لذا يبحث كل منهم عن وسائل يضيع بها الوقت بينما هناك فئة شغلتهم أموالهم وأعمالهم حتى لم يعد الوقت كافياً لملاحظة تلك الأعمال وتنفيذ تلك المشاريع ولم يعد لديهم الوقت لأداء ما كتبه الله عليهم من فروض من الطاعة إلا في حدود أداء الواجب فتجدهم يعدون الوقت الذي ذهب سدى دون تحقيق فائدة مادية تزيد في أرصدتهم النقدية ومخزونهم من المواد العينية.
فإذا لم يكن للإنسان ماض مجيد يعتد به وينميه ولا مستقبل مشرق يحاول أن يكو خيراً من ماضيه فإن حياته تكون حياة خاوية كحياة النبت الطفيلي الذي يتطاول حتى يتسلق الأشجار الطوال والأسوار المرتفعة.. ثم لا يلبث أن تذبل نضرته وتذوي أغصانه ويموت كما يموت الزبد الذي ترميه أمواج البحر على الشواطىء ) وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيبقى في الأرض) فأي حياة تلك التي ليس فيها ماض ولا مستقبل؟ انها خروج عن التوجيه النبوي الكريم (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً وأعمل لأخرتك كأنك تموت غداً) فإذا تجرد الإنسان من هذا المعنى الإنساني فقد خلع عن نفسه تلك المسؤولية التي أستودعها الله في نفوس عباده المؤمنين (وما خلقت الانس والجن إلا ليعبدون) فهذه هي الغاية التي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لأجلها، عبادة الله وحده فهذه الغاية هي الجديرة بأن يسعى الإنسان لتحقيقها وأن ينظر إلى الماضي بعين الحاضر ويحاول جاهداً أن يسد ما لوث ذلك الماضي من أعمال تتنافى مع اخلاص العبادة لله, وأن ينظر إلى المستقبل نظرة جادة لتحقيق تلك الغاية السامية، وما تتطلبه من اخلاص وأمل في التخلص من شوائب اللهو والقيام بحق الأمانة التي أستودعها الله الإنسان (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا). قال بعض العلماء : ظلوماً لأنه ظلم نفسه عندما تصدى لحمل الأمانة جهلاً لعظم تلك المسؤولية الكبرى.
منقـــــــــــول
هذا عنوان برنامج في احدى الفضائيات التي أصبحت تهل علينا كنبات الفطر السام الذي يتغلغل بين المزروعات دون إنذار، هذه العبارة حاولت أن أفهم ماذا تعني فاتجهت لأحد الأخوة المصريين بالسؤال:
ماذا تعني عبارة ورانا إيه؟
فقال: ولا حاجة!
قلت: أسألك فتقول: ولا حاجة فأجاب: نعم ليس بيني وبينك أي ارتباط ولا موعد سابق.
قلت: يا أخي أسالك عن المعنى الحرفي لهذه العبارة.
قال: هكذا إذا هذه العبارة تعني، أن ليس وراء قائلها ماض يفكر فيه ولا مستقبل يخطط له، أي أنه بريء من كل مسؤولية إنسانية فهو يعيش للحظته دون اهتمام بشأن من شؤون الدنيا من حوله.
قلت: يعني أنه يعيش ويأكل كما تأكل الأنعام,
قال: نعم لكن الا تلاحظ أن لديكم عبارة كثيرا ما يرددها بعض الشباب.
قلت: وما هي؟
قال: إن بعضهم يحدث صاحبه فيقول له: تعال نضيع (وقت).
قلت: هذا صحيح مع الأسف ذلك لأنهم لا يفقهون أن هذا الوقت الذي يعملون على إضاعته ما هو إلا رصيدهم في هذه الدنيا فكل دقيقة.. بل كل ثانية تذهب في غير فائدة أخروية أو دنيوية تنقص من رصيد العمر وتذهب سدى ولو حسب الإنسان تلك الثواني والدقائق التي تذهب بفعل صاحبها تكون نقصاً في عمره الذي سوف يسأل عنه يوم القيامة (وعن عمره فيما أفناه) لكنه يظل سادرا في غيه في هذه الحياة الدنيا في فئة وصفها الله سبحانه وتعالى بأنهم (يأكلون كما تأكل الأنعام) دون إحساس بالمسؤولية من ناحية الدين والأخلاق ودون الاستفادة من الدروس الفعلية والقولية، لذا يبحث كل منهم عن وسائل يضيع بها الوقت بينما هناك فئة شغلتهم أموالهم وأعمالهم حتى لم يعد الوقت كافياً لملاحظة تلك الأعمال وتنفيذ تلك المشاريع ولم يعد لديهم الوقت لأداء ما كتبه الله عليهم من فروض من الطاعة إلا في حدود أداء الواجب فتجدهم يعدون الوقت الذي ذهب سدى دون تحقيق فائدة مادية تزيد في أرصدتهم النقدية ومخزونهم من المواد العينية.
فإذا لم يكن للإنسان ماض مجيد يعتد به وينميه ولا مستقبل مشرق يحاول أن يكو خيراً من ماضيه فإن حياته تكون حياة خاوية كحياة النبت الطفيلي الذي يتطاول حتى يتسلق الأشجار الطوال والأسوار المرتفعة.. ثم لا يلبث أن تذبل نضرته وتذوي أغصانه ويموت كما يموت الزبد الذي ترميه أمواج البحر على الشواطىء ) وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيبقى في الأرض) فأي حياة تلك التي ليس فيها ماض ولا مستقبل؟ انها خروج عن التوجيه النبوي الكريم (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً وأعمل لأخرتك كأنك تموت غداً) فإذا تجرد الإنسان من هذا المعنى الإنساني فقد خلع عن نفسه تلك المسؤولية التي أستودعها الله في نفوس عباده المؤمنين (وما خلقت الانس والجن إلا ليعبدون) فهذه هي الغاية التي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لأجلها، عبادة الله وحده فهذه الغاية هي الجديرة بأن يسعى الإنسان لتحقيقها وأن ينظر إلى الماضي بعين الحاضر ويحاول جاهداً أن يسد ما لوث ذلك الماضي من أعمال تتنافى مع اخلاص العبادة لله, وأن ينظر إلى المستقبل نظرة جادة لتحقيق تلك الغاية السامية، وما تتطلبه من اخلاص وأمل في التخلص من شوائب اللهو والقيام بحق الأمانة التي أستودعها الله الإنسان (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا). قال بعض العلماء : ظلوماً لأنه ظلم نفسه عندما تصدى لحمل الأمانة جهلاً لعظم تلك المسؤولية الكبرى.
منقـــــــــــول