المرجعية للجماعة التفجيرية
فضيلة العالم المجاهد الشيخ الدكتور حمد بن إبراهيم العثمان

فضيلة العالم المجاهد الشيخ الدكتور حمد بن إبراهيم العثمان
بارك الله له في علمه وهون عليه ما بقي من عمره
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين، وبعد:
فان الله سبحانه وتعالى ارسل رسله بالهدى ودين الحق، وجعلهم هداية وامانا لأهل الارض من الفتن والشرور، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: «النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون» رواه مسلم، والعلماء ورثة الانبياء، فالرجوع اليهم امان لاهل الارض من الفتن والشرور، ولذلك قال بعض السلف في امام وقته رجاء بن حيوة: احسب ان الله خلقه امانا لاهل الارض.
فالعلماء من اسباب الفهم عن الله ورسوله، فالملازم للعملاء الربانيين الكبار علما وسنا مهتد بأفهامهم مقتبس من انوارهم، ومن استبدل هؤلاء الكبار بالصغار والاصاغر فقد وسد الامر الى غير اهله، ولم تؤمن عليه الفتنة والضلالة، ولذلك من صفة الخوارج اول ما ظهروا وخرجوا على علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه ليس لهم مرجع من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وانما كانوا حدثاء اسنان سفراء احلام، ولذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه «لايزال الناس بخير ما اتاهم العلم من قبل اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم واكابرهم، فاذا اتاهم العلم من قبل اصاغرهم فذلك حين هلكوا».
ولننظر الان في شيوخ جماعة التفجير حسب ما اوردوه في مقالاتهم، ولننظر ايضا في قدواتهم الجهادية حسب اصطلاحهم.
1ـ عبدالله عزام: وهو من الاخوان المسلمين من فلسطين، وذهب الى افغانستان لقتال الروس فهو قدوتهم، ففي العدد الثالث عشر ص 27 من مجلتهم، قالوا عنه «امام الجهاد المعاصر عبدالله عزام رحمه الله»، وفي العدد الحادي عشر ص 6 من مجلتهم نقلوا عنه من كتابه «عبر وبصائر للجهاد في العصر الحاضر»، وفي العدد السادس ص 19 ذكروا ان مستندهم في فرضية الجهاد هو الشيخ عبدالله عزام، حيث قالوا: «الا ان المجاهدين لما سمعوا ان الجهاد قد تعين وصدع بهذا الحكم الشيخ عبدالله عزام، قال الشباب لبيك لبيك ربنا وسعديك، فباعوا الدنيا وتركوا الزوجات والاولاد والاموال، وداسوا بأقدامهم على كل معاني الترف والرفاهية، وعانقوا النجوم بهامات لم يطأطئوها لكافر ولا مرتد».
2ـ مروان حديد: وهو من الاخوان المسلمين من سوريا، وقد افردوا له مقالا خاصا عن سيرته في العدد الحادي عشر من مجلتهم بعنوان «اعلام الجهاد مروان حديد العلم الشهيد» وفي خاتمة المقال الخاص بسيرته نقلوا كلام عبدالله عزام فيه حيث قال عنه كما في ص 36 من العدد نفسه: «كانوا يقولون عن مروان حديد هذا مجنون، فعلا الحقيقة ان الشجاعة التي كان عليها تعتبر جنونا بالنسبة لهؤلاء الذين يتهاوون على الطريق، كانوا يقولون انه مجنون، احدهم لقيني ايام ان كان مروان حديد مطاردا في داخل دمشق، يحمل السلاح حيثما ذهب في داخل دمشق وكان مطاردا، قال لي: يا اخي هذا ماد يده لكل من يلقاه، يقول له بايعني على الموت».
3 - ابو قتادة: ففي العدد الثالث ص 12 ذكروا «اضاءة على طريق الجهاد» وقالوا: «قال الشيخ ابو قتادة الفلسطيني فك الله اسره: حصول تمام ومنتهى النصر لا يقع دفعة واحدة، وان النصر النهائي هو محصلة نهائية لحركة حياة جهادية كاملة، فيها النصر وفيها الهزيمة.. الخ» ونقلوا هذا الكلام من كتاب ابي قتادة «الجهاد والاجتهاد».
فأبو قتادة الفلسطيني احد مراجعهم العلمية، وابو قتادة هذا هو الذي افسد الجزائر وافتى بقتل النساء والصبيان كما في مجلة الانصار العدد (90) تاريخ 29 شوال 1415 هـ، والان يجر هؤلاء الشباب الشر والفتنة لجزيرة العرب باتباع هذا المشبوه الذي ربما لا يعرفون حقيقته.
فان قلت: كيف يقوم هؤلاء باكبر الاعمال من ازهاق الانفس وتخريب الديار، وهم يتلقون منهجهم ممن لا يعرفون؟!
فالجواب لا ريب ان فتاوى هذا المشبوه وافقت هوى في نفوس هؤلاء الشباب فتلقوها بالقبول، وليسوا بافضل حال من اخوانهم في الجزائر الذين اقروا على انفسهم وهم يحاورون والدنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله بانهم لا يعرفون حقيقة من يفتيهم وذكروا منهم «ابو قتادة، ابو مصعب السوري، وابو حنيفة الاريتري» انظر فتاوى العلماء الاكابر فيما اهدر من الدماء في الجزائر ص 159.
ابو قتادة الفلسطيني يقيم في بريطانيا «بلاد الكفر طبعا» لكن اين كان يقيم؟! وماذا يعمل في بلاد «الكفر»، اتراه هذا الجواب لصحيفة «القبس - العدد 10549 بتاريخ 21 شعبان 1423 هـ الموافق 27 اكتوبر 2002، حيث جاء فيه «وصباح امس اعلن ناطق باسم حزب المحافظين المعارضين نيته توجيه سؤال الى وزير الداخلية دايفيد بلانكيت كي يشرح لمجلس العموم كيف سمحت الاجهزة لابي قتادة بان يختفي اكثر من عشرة اشهر (منذ بداية ديسمبر) ويعيش على بعد ميل من اسكوتلانديارد ومجلس العموم ووزارة الداخلية وفي الجهة نفسها القريبة من مقر جهاز الاستخبارات الخارجية (ام - اي - 6) في نوكهول، ويتساءل حزب المحافظين عن كيفية تمتع ابي قتادة وعائلته باعانات شهرية دورية وبسكن رغم ان الشرطة كانت تبحث عنه وتلاحقه كل هذه الفترة! وماهية علاقاته مع اجهزة الاستخبارات البريطانية كما تدعي اطراف استخباراتية فرنسية واسبانية، وطبيعة الخدمات التي قدمها للاستخبارات البريطانية بالذات».
وفوق هذا كله نشرت مجلة التايم اللندنية بتاريخ 7/7/2002 مقالا لـ «بروس كروملي من باريس جاء فيه مايلي: «ابو قتادة نقل الى منزل آمن في شمال انكلترا، حيث توفر بريطانيا له ولزوجته الطعام والسكن والحماية، وان هذه الصفقة مقابل ان يبتعد ابو قتادة عن الاتصال بالمتطرفين مقابل عدم سجنه او ترحيله».
وهذا الاحتضان من بريطانيا لهذا الرجل يثير عدة تساؤلات، لا سيما ان بريطانيا استحدثت قانونا جديدا لمكافحة الارهاب يقضي بسجن أي شخص مدة ستة اشهر، على الاقل دون محاكمة أو تحقيق، وعلى كل حال، يمكن ان تكون استفادت منه بريطانيا لغرض ما، ولربما تكون نهايته في المستقبل ان يسلم الى الاردن بعد ان تنتهي صلاحيته، او يحال الى محكمة دولية.
4 - أبومحمد المقدسي عصام البرقاوي، هو شيخ جماعة التفجير، ولا يكاد يخلو عدد من نقل عنه وثناء عليه، بل أوصلوه الى رتبة «الإمامة» ففي العدد الخامس ص25 في لقاء مع أبي عبدالرحمن الأثري: «لكن العالم الذي استفدت منه كثيرا عن طريق كتبه ورسائله، وعن طريق الاتصال معه عبر الانترنت، وهو قدوتي في هذا العصر الامام العالم الرباني ابومحمد المقدسي عصام البرقاوي فك الله اسره وثبته على الحق».
ونقلوا عن أبي محمد المقدسي عصام البرقاوي في العدد الأول ص47 ما نصه: «ان الذي عقد هذه العهود وأبرم هذه العقود ليس له حق ابرامها لان ولايته ساقطة، فهؤلاء الحكام مرتدون عن الاسلام»، وفي العدد السادس والسابع من مجلتهم نقلوا عن كتاب البرقاوي «الكواشف الجلية» وقاموا باختصاره ايضا، وأوصوا في العدد الرابع عشر بقراءة كتاب «ملة ابراهيم» للبرقاوي.
وعصام البرقاوي أبومحمد المقدسي كان مقيما في الكويت، وجالس محمد سرور وحزبه، وانفطم بكتب سيد قطب، ثم صار رأسا وحده، والف مدة مكثه عدة كتب «ملة ابراهيم، رسائل بناء الابطال بابعادهم عن الاوحال» الى غير ذلك.
وأبومحمد المقدسي كان يكفر رجال الجيش والشرطة عندنا، ووصلت به الحال الى تكفير سماحة العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وكان يستبيح الاموال، وكان يهجر الجماعة والجمع، ويحضر خطبة الجمعة لاحد الخطباء الحماسيين في منطقة الفنطاس، فاذا حضرت الصلاة خرج امام المصلين جميعا، ولم يصل معهم.
اللجنة الشرعية: اللجنة الشرعية ليس المراد بها العلماء الربانيين كالوالد العلامة صالح الفوزان والمحدث عبدالمحسن العباد وسائر اخوانهم، او المفتي حفظه واللجنة الدائمة للافتاء، بل ان هؤلاء التفجيرين لهم رأي منحرف فيهم، حيث جاء في العدد الثالث من مجلتهم ص16 ما نصه: «مشايخ الافتاء الرسميين ما هم الا رجال أمن في دائرة امنية».
والقوم لهم لجنة شرعية مشاكلة لهيئة كبار العلماء، حيث جاء في العدد الثاني عشر ص14 في بيانهم حول ملابسات وفاة عامر الشهري، حيث اختاروا وفاته متأثرا بجراحه على ان يذهبوا به الى مستشفى حكومي، وذكروا انهم اخفوا خبره عن اللجنة الشرعية لدى المجاهدين، فقررت جواز اخفاء الخبر لانه لا يتعلق به أي محذور شرعي كما زعموا.
ومع ان القوم، كما زعموا، لهم «لجنة شرعية» لكن المتتبع لمجلتهم يرى كل واحد من التفجيريين يفتي، فكلهم شيوخ، ويفتون في الامور العظيمة، فعلى سبيل المثال في العدد الرابع عشر من مجلتهم في لقائهم مع «فيصل بن عبدالرحمن الدخيل» ص17 افتى بردة رجال المباحث، كما أفتوا بأن تعليم الناس ان اعمالهم جهاد هو من فروض الاعيان كما في العدد الثاني ص21.
نموذج لانحرافهم في العلم والفتوى
ففي العدد الاول من مجلتهم وتحت عنوان «إنما هم المشركون، وانما دم أحدهم دم كلب» ص6 يرى هؤلاء ان قتل المعاهدين قربة وطاعة وفضيلة، وذكروا كيف تدرك الفضائل «اذا اراد ان يحصل على اقل ما تُنال به هذه الفضيلة»، فعمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم «لا يجتمع مشرك وقاتله في النار أبدا».
فهؤلاء القوم يفهمون هذا النص بخاصة أنفسهم ودون الرجوع الى العلماء، ودون ان يجمعوا بين النصوص جميعا، فان الذي قال «لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا»، هو الذي قال «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة» رواه البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، واما الحديث الذي تعلقوا به فتوجيهه هو ان النار دركات، فلم يجمع الله بين جميع الكفار في موضع واحد من النار، ولا سوى بين عذاب جميعهم، قال الله عز وجل «ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار»، فمعنى الحديث ان من استوجب دخول النار من المسلمين لا يجتمع مع الكافر المقتول في موضع واحد، كما نبه على ذلك إمام الائمة في زمانه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (2/833).
والله أعلم
منقول