ماذا يحدث ولماذا هذا التهويل الكبير من خطر البرنامج النووي الايراني هل فعلاً أصبح بهذا القدر الكبير من الخطر الذي قد يهدد الامن الخليجي؟ .
هل تشكل ايران خطر على الخليج؟
-
-
أخوي المواطن العربي أشكرك لطرحك هذا الموضوع 0
من ناحية الأجابة عن سؤالك هذا أن البرنامج النووي ليس خطر على دول الخليج بل هو الأخطر إذا حدثت حرب مابين أمريكا وأيران 0
أما إذا تركت أيران بحالها وتحتفظ بسلاحها النووي حالها كحال الدول الأخرى مثل أسرائيل وغيرها كان دول الخليج في أمان 0 -
هل تشكل طهران خطراً علي منطقة الخليج والأمن القومي العربي ؟الخبراء ل الراية الأسبوعية : احتمالات الخطر قائمة وأزمة الثقة تكرسه ان لم يتم تجاوزها
الأنصاري : طهران ترغب في أن تكون قو ة اقليمية مهيمنة بل وحارسة للخليج
عرفات : تداعيات سلبية للاحتقان الامريكي الايراني والورقة الشيعية في العراق مشكلة
عبد الملك : لا إمكانية لنشوب حرب اقليمية بالرغم من تهديدات طهران بتوجيه ضربات للمصالح الأمريكية في المنطقة
:هل تشكل ايران مصدر خطر علي منطقة الخليج وبالتالي علي الامن القومي العربي ؟
ثمة من يجيب بنعم خاصة ان قوة دفع خارجية في هذا الاتجاه تتولاها الولايات المتحدة التي تتعامل مع طهران باعتبارها مهدداً اساسياً للمنطقة بعد زوال النظام العراقي السابق الي جانب ذلك هناك سلسلة من الاخطاء في السياسات الايرانية - وفق منظور بعض المحللين - خاصة فيما يتصل بأدائها السياسي في العراق والذي وصل ذروته في ابداء قدر كبير من الشماتة في اعدام الرئيس العراقي صدام حسين علي نحو لم يقدر مشاعر الكتلة السكانية السنية الضخمة في المنطقة فضلا عن انحيازها الواضح للقوي الشيعية في بلاد الرافدين غير ان ثمة جانبا آخر للخطر يمثله الاحتقان الذي يسود العلاقات الامريكية الايرانية علي خلفية ملف طهران النووي والذي قد ينفجر في اي لحظة خاصة في ظل توسيع الولايات المتحدة لوجودها العسكري علي المستوي النوعي وهو ما فهمه البعض بأنه رسالة لايران.علي أية حال فيما يلي محاولة للقراءة في الملف الايراني المفتوح للاجابة علي سؤال الساعة الذي طرحته الراية الاسبوعية: هل تشكل طهران خطراً علي المنطقة وما هي تجلياته والذي طرحناه علي عدد من الخبراء وجاءت اجاباتهم متراوحة في مدي تقديرها لاشكالية الخطر ونوعيته والقدرة علي تجاوزه. بداية ينظرالدكتور ابراهيم عرفات الباحث المتخصص في الشئون السياسية والاستراتيجية بقطر الي ايران باعتبارها خطرا محتملا فوفقا لعلم السياسة ليس ثمة خطر مؤكد بنسبة مائة في المائة ولكن هناك احتمال للخطر بدرجة ما لافتا الي ان مصادر الخطر الايراني المحتمل تكمن اولا في وجود قدر من الخشية من الاضرار البيئية التي يمكن ان تنتج عن البرنامج النووي الايراني في صبغته السلمية المعلن عنها رسميا والي حد ما فيما يتعلق بتوازن القوي الاستراتيجية.
والمصدر الثاني للخطر الايراني المحتمل يتمثل في الانعكاسات الناجمة عن الانفجار الطائفي والمذهبي في العراق والذي تلعب طهران دورا واضحا علي صعيده الامر الذي بات يستدعي في المقابل نوعا من التدخل من الاطراف الاقليمية السنية وهو ما تجلي في تدخل الجماعات الاصولية السنية ثم اعلان بعض الاطراف الاقليمية عن عزمها التدخل في العراق دفاعا عن سكانه من السنة.
اما المصدر الثالث للخطر فينبع من الاحتقان الذي تشهده العلاقات الايرانية الامريكية وبالتالي فان اي مواجهة بين الطرفين لن تكون في اراضي اي منهما وانما الخليج سيكون هو المسرح الاقليمي الاوسع لهذه المواجهة.
واسأل الدكتور عرفات عن الورقة الشيعية التي تمسك بها طهران في العراق وعما إذا كان بمقدور هذا العامل ان يدفع شيعة العراق الي حالة استقواء للدخول في حرب اهلية نذرها بدأت بالفعل وسيكون لها تداعياتها الاقليمية بدون شك فيلفت الي ان شيعة العراق بعد نوع من الكبوة او الانكسار التاريخي امام السنة قد ينظرون الي ايران - حتي ولو لم تكن ترغب في ذلك - بحسبانها مصدر قوة لقهر السنة اذن القضية هنا لا تكمن في ماذا تري ايران وانما ماذا يري شيعة العراق وهنا قد تتبلور رؤيتهم في ان طهران تشكل لهم مصدر قوة اضافياً يمكن الاعتماد عليه في تصحيح ما يرونه خللا سياسيا مع السنة.
ويضيف : ان خطورة الورقة الطائفية في العراق انها لن تقتصر علي الوجود الايراني في العراق فهناك ما يسمي في العلاقات الدولية بسياسات الترابط فما يحدث في منطقة يتردد صداه في مناطق اخري والمنطقة العربية تحتوي علي تكوينات سكانية شبيهة الي درجة كبيرة بالتركيبة السكانية في العراق.
وعلقت " ربما يفسر ذلك ما تردد من تقارير من حزب الله وحركة امل في لبنان اعلنتا انها سيساندان شيعة العراق في اي حرب اهلية مع السنة فيعقب الدكتور عرفات : ان ذلك قد يجسد - ان صحت هذه التقارير- واحدة من صور هذا الترابط الذي اتحدث عنه وهنا الفت الي ما ذكر من قبل حول وجود هلال شيعي او محور سني ومن ثم فان ذلك وارد جدا من منطلق ان الانسان قد يلجأ في وقت الازمات الي الجماعة الاولية التي ينتمي اليها والتي قد تكون مذهبية او طائفية او دينية ويبدو بالفعل ان نوعا من التمحور بدأ يتسع في المنطقة وأحد أشكاله يتجلي في البعد المذهبي والطائفي.
وفي الحالة العراقية - الكلام للدكتور عرفات - فان ثمة مخاطر عدة لهذا البعد اولها اختلال التوازن السياسي بين السنة والشيعة بفعل الثقل الايراني وثانيها امكانية امتداد هذا الاختلال الي سياق اقليمي اوسع في منطقة الخليج اوفيما وراء منطقة الخليج ولعل ذلك باتت ملامحه تتضح رويدا رويدا فيما نلمسه من حراك سياسي شيعي في البحرين في الآونة الاخيرة حتي في مصر بدأنا نسمع عن بروز مطالب خاصة لواحد في المائة من سكانها ينتمون الي المذهب الشيعي ثم ما كشف مؤخرا عن جماعات شيعية سرية بالجزائرفي المغرب العربي.
ثم يتوقف الدكتور عرفات عن بعد مهم من ابعاد الخطورة التي يمكن ان تنجم عن هذا المعطي ويتمثل في بروز الفوضي في المنطقة العربية سواء اكانت خلاقة او هدامة والمنطقة في حد ذاتها لا تتحمل المزيد من الفوضي بفعل ما تحتوي عليه من فائضها الكبير والمشكلة تنطوي علي امكانية التفاقم لان الصراعات المذهبية بطبيعتها تتسم بالتمدد خارج اطار المؤسسات السياسية والحزبية الامر الذي يقود الي حالة انفلات ليس علي غرار ما نشهد الان في الساحة الفلسطينية وانما علي نحو اكثر خطورة من ذلك فهو يمتد من بيت الي بيت ومن شارع الي شارع ومن مسجد الي مسجد ومن ثم الدخول في حالة من عدم الاستقرار تهز اركان المنطقة وبالتالي تدفع الباب الي تدخلات خارجية نظرا للابعاد الاستراتيجية.
هل أفهم من ذلك ان الامر قد يصل الي حد وقوع حرب اقليمية بدعم امريكي لاطراف في المنطقة ؟
- ليس بوسعي الحديث عن العامل الامريكي وكأننا دمي تحركها واشنطن بالحبال عن بعد فالمنطقة في حد ذاتها تحمل عوامل دينامياتها الخاصة التي تتشابك وتتداخل احيانا مع العوامل الخارجية ولكن المنطقة تنطوي علي صراعات ومشكلات نابعة منها بالاساس كونها تغذي او توظف امريكياً فذلك وارد في العمل السياسي بفعل ترابط المصالح.
الا تجد ان ثمة مفارقة في قيام ايران بدعم حزب الله الشيعي في لبنان وفي الان ذاته تقدم الاسناد الي حركة حماس السنية ؟
- حتي الحركات الدينية لا تتصرف من منظور ايدولوجي بنسبة مائة في المائة هناك البعد المصلحي في المسألة وهنا اشير الي ان تصدير الثورة الاسلامية في ايران الي الخارج فكرة ما زالت قائمة علي نحو او اخر من خلال محاولة النفاذ الي جماعات شيعية او سنية تتشارك في كراهية الغرب والولايات المتحدة او الصدام مع الانظمة الحاكمة في المنطقة ولعل البعد المصلحي هو الاكثر تفسيرا في الارتباط الايراني مع بحركة حماس فبالنسبة لحزب الله فان الطرفين يعترفان دون اي غضاضة بهذا التحالف بينهما الذي يقوم علي اساس ايدولوجي اما بالنسبة لحركة حماس فهي محاصرة منذ وصولها الي السلطة وبالتالي تتطلع الي منفذ خارجي كما ان ايران بدورها في حاجة الي ما يسمي بالوكلاء او اوراق الضغط التي يمكن توظيفها في تعاملها مع النظم العربية او في صراعها مع الولايات المتحدة اذن هي علاقات مصالح بالدرجة الاولي وليست علاقة قائمة علي البعد الايدولوجي كما هو الحال مع حزب الله اللبناني.
الم يلفت انتباهك التصريح الذي اعلنه مرشد الثورة الاسلامية في ايران من ان لبنان سيكون ساحة لهزيمة الولايات المتحدة هل يمكن قراءته في سياق الحرب بين الطرفين التي تنطوي علي تأثيرات علي المنطقة ؟
- هذا التصريح ينطوي في حد ذاته علي اعتراف بأن لايران وكلاء في الساحة اللبنانية وفي الان ذاته يؤكد ان طهران باتت لاعبا اقليميا قويا ومن ثم فانه يتعين علي دول الاقليم الي جانب الولايات المتحدة ان تقر بذلك وعلينا ان نتساءل هنا : هل ايران تهدف من وراء هذا التصريح الي تخويف الدول العربية ام ردعها للحيلولة دون ان تتخذ مواقف تحالفية مع الولايات المتحدة ضدها ولا شك انه يتعين علي هذه الدول ان تتعامل مع هذا التصريح بجدية وان كان ينبغي النظر إلي هذا التصريح في السياق الذي اطلق فيه خلال الحملة الانتخابية لمجلس الخبراء والمجالس البلدية قبل فترة اي انه كان موجها للاستهلاك المحلي في محاولة لتقوية موقف المحافظين ومنح النخبة السياسية قدراً من الوجاهة امام الرأي العام المحلي وبعيدا عن هذا التصريح فان هناك وجودا ايرانيا قويا في لبنان ودعما لقوي سياسية معينة وبالتالي فان لهذا التصريح جزءاً من المصداقية يتعين وضعه في الاعتبار
اخيرا هل يمكن النظر الي استعدادات ايران لبناء قوة اقليمية علي الصعيد العسكري والنووي ان صح القول في سياق انها تشكل خطرا حقيقيا علي الامن القومي العربي ؟
- لا شك ان الامن القومي العربي يشهد حالة من الاختلال منذ استقلال دول المنطقة عن الاستعمار الغربي وكان ذلك واضحا في الماضي بالنظر الي القوة العسكرية الاسرائيلية والان يتطلب ذلك قياسه مع دول اخري غير اسرائيل ومن بينها تركيا و ايران حاليا بيد ان السؤال يلفت الي امر شديد الخطورة مؤداه ان ميزان القوي بين الدول العربية مجتمعة وبين دول الجوارايران وتركيا واسرائيل بات مختلا بالكامل لصالح هذه الاطراف الثلاثة وهو ما يستدعي من الدول العربية - التي ليس بمقدورها الدخول في مواجهات مع هذه الاطراف الثلاثة في وقت واحد - ان تعمل علي احتواء بعض هذه الصراعات او بالاحري الخلافات وفي مقدمتها مع ايران سعيا لتصحيح موازين القوي المختلة مع الجبهة الاسرائيلية مثلا واحسب ان احد مصائب النظام الاقليمي العربي الراهن تتمثل في اختلال موازين القوي لصالح دول الجوار الاقليمي جميعا وفي الوقت نفسه هناك حالة تشرزم عربي واضح لاتسهم في اي عملية تصحيح لهذا الاختلال مع اي من هذه القوي.
ويعبرالدكتور عبد الحميد الانصاري الاستاذ بكلية القانون بجامعة قطرعن رؤيته لمدي الخطر الذي باتت ايران تشكله علي المنطقة بفعل امساكها بالورقة الشيعية في العراق ولبنان الي جانب ورقة حماس في فلسطين فيقول ان هذا هو سؤال الساعة مشيرا الي جملة من النقاط اولها :ان الشيعة في العراق وبقية الدول العربية هم مواطنون بالدرجة الاولي وليس ثمة من يشكك في صدق انتمائهم الوطني الذين يقدمونه علي انتمائهم المذهبي صحيح انه لهم مرجعياتهم الدينية في ايران فضلا عن عواطفهم الدينية الخاصة وليس بوسع احد ان يتجاهل هذه الانتماءات سواء القومية او المذهبية لكن الامر المهم هو ان المواطنة تجمع الكل : سنة وشيعة في سياق الانتماء الي الوطن الواحد.
ثانيا :ان ايران ترغب في ان تكون قوة اقليمية مهيمنة بل وحارسة للخليج بحيث تستطيع ان تفاوض القوي الكبري من موقع الندية والقوة فلا يحصل اي تصرف سياسي في المنطقة الا بمشاورتها وموافقتها اي انها تريد ان تمارس الدور الاقليمي الذي كان يسعي اليه صدام حسين قبل حصاره وسقوط نظامه.
ثالثا : ان ايران في سبيل تكريس هذه الهيمنة تنفق آلاف المليارات علي التسلح وهي تري ان امتلاكها النووي يوفر لها الهيبة والاحترام في المحافل الدولية وذلك علي الرغم من الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها شعبها الذي يحرم من الكثير الذي يتمتع به الخليجيون الذين يعيشون علي الضفة المقابلة مع ان ايران غنية بالموارد والثروات الطبيعية علي نحو غير متاح لاهل الخليج غير انها في سبيل تثبيت عقيدة الهيمنة تبدد ثروتها كما تفعل دول عديدة في الشرق والغرب.
رابعا : التمدد الايراني واضح وملموس في المنطقة ولا احد بوسعه ان يجادل فيه غير انها تعتقد انها تمتلك الحق في ذلك بحسبان ان منطقة الخليج هي مجالها الحيوي وهي تحاول ان تتصرف كما تتصرف الدول الكبري علي صعيد التدخل في شئونها الداخلية لذلك فان ايران تدعم حلفاءها بالمال والسلاح والاسناد السياسي وهنايتعين التنبه الي ان هناك جماعات شيعية سياسية متحالفة مع طهران وليس كل شيعة المنطقة كما انها - اي ايران - لاتقصر دعمها علي تلك الجماعات فقط بل انها تدعم ايضا سوريا وحركة حماس وذلك من منطلق سياسي مصلحي وليس طائفياً.
في ضوء هذه المعطيات - يتابع الدكتور عبد الحميد الانصاري القول - فان ايران تشكل خطر اعلي المنطقة خاصة اذا انساق حلفاؤها لخدمة اجندتها علي حساب المصالح الوطنية الا انه يعرب عن اعتقاده بأن الشيعة علي وجه العموم هم اذكي من الدخول في حرب طائفية ضد مواطنيهم لأنهم هم الذين سينالون الخسارة في النهاية فضلا عن ادراكهم لخطر الطائفية علي الامن والاستقرار علي نحو يفوق خطر الارهاب من خلال ما تفرزه من تداعيات شديدة السلبية يمكن ان تقود الي انهيار الدولة وانبثاق الحرب الاهلية وصولا الي استدعاء التدخل الدولي وهنا يستبعد الانصاري خيار اللجوء الي الورقة الطائفية في العراق لأن اضرارها ستمتد اليها فضلا عن ان الشيعة في البلاد العربية هم اقلية ومن مصلحتهم تأكيد الجامع الوطني كضمانة لهم.
وينبه الانصاري الي ان السلوك الايراني في التعامل مع قضية الجزر الاماراتية الثلاث ينطوي علي الكثير من التعالي ولا تكف طهران عن اصدار التهديد والوعيد ضد اي تصرف خليجي فاذا كان ذلك اسلوبها قبل امتلاكها السلاح النووي فكيف سيكون هذا الاسلوب بعد ان تمتلكه بالفعل ؟
ويري الدكتور الانصاري ان مواجهة ما يسميه بالخطر الايراني تتطلب المزيد من التلاحم الداخلي والوحدة الداخلية بين عناصر الشعب الخليجي سنة وشيعة من خلال المزيد من احتضان الشيعة ورفع الغبن الذي قد يشعرون به في بعض المناطق بمنع التكفيريين المتشددين من الاساءة اليهم والتشكيك في عقيدتهم الدينية عبر تفعيل القواسم المشتركة واتخاذ اجراءات ملموسة وعملية في المناهج التعليمية وفي الخطاب الديني وفي المؤسسات الدينية وفي التشريعات الخاصة بالاحوال الشخصية وفي الحقوق السياسية وفي المناصب القيادية والوظائف العامة وفي القطاع الاقتصادي بحيث يتم ترسيخ مبدأ المواطنة بين الجميع لأنه في غيبة المواطنة او تهميشها يرجع الناس الي انتماءاتهم الاولية المذهبية والقبلية لتوفير الحماية لهم باختصار كما يقول فانه من الضروري ان يشعر الشيعة كطائفة بالمظلة الوطنية العامة التي تحميهم وتؤمن حقوقهم اسوة بالسنة لافتا الي انه يتعين كذلك توحيد الخطاب الخليجي والعربي الموجه لايران بحيث لا تستغل طهران الخلافات التي تنشب بين بعض دول المنطقة لتخترق الساحة فالذي يغري بمزيد من التدخل والتغلغل هو ان الخليجيين غير متوافقين علي موقف سياسي واحد وحازم وكذلك العرب الذين لا يكادون يحسون بالمشكلة الخليجية مع ايران وهو ما يظهر في مواقف بعض الكتاب العرب الذين يعلنون تأييدهم لامتلاك طهران برنامجا نوويا من منطلق احداث توازن مع اسرائيل وهو ما يعكس نوعا من السذاجة السياسية والمعرفية المتناهية لأن ايران لا تريد امتلاك قنبلة نووية للموازنة مع اسرائيل بقدر ما تسعي الي فرض الزعامة والوصاية علي الخليج الذي يمثل لها مجالاحيويا واستراتيجيا والقنبلة هنا توفر لها الدعم النفسي والمعنوي فهي لن تخاطر ابدا بمهاجمة اسرائيل والاضرار بالمصالح الامريكية في المنطقة الا اذا تعرضت لاعتداء لان تلك المغامرة من قبلها تنطوي علي عواقب وخيمة مثلها مثل مغامرة حزب الله والتي ادت الي نتائج كارثية علي لبنان وعلي الطائفة الشيعية حيث تم تحييد سلاحه الموجه الي اسرائيل لفعل الشريط الحدودي الواسع في الجنوب واحسب ان ايران لن ترتكب مثل هذا الخطأ ابدا. وايران اخيرا - كما يري الانصاري- لا تحترم الا لغة القوة وهو ما يتطلب من دول الخليج ان تسعي الي توثيق علاقاتها مع الدول الكبري اقتصاديا وسياسيا وامنيا خاصة ان للعالم مصالح حيوية في الخليج الذي يعتبر شريان حياته علي صعيد الطاقة والصناعة ومن ثم فان من مصلحة الدول الكبري حماية امن الخليج.
اما الدكتور احمد عبد الملك الاكاديمي القطري فيشير بداية الي ان ايران هي بالاساس دولة جارة وقدرها ان تعيش مع الجوار العربي كما هو قدر العرب ان يعيشوا معها ومن ثم فان هذا الجوار الجغرافي اضافة الي علاقات التاريخ والاسلام والثقافة المشتركة يحتم ان تكون بين ايران والدول العربية خاصة دول الخليج علاقات ودية قائمة علي الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية من قبل طرف ضد الطرف الاخر بيد ان ايران - يضيف متحدثنا - تثير التوجس فهي لا تتطف عن تهديد دول مجلس التعاون وما مازالت تحتل جزر دولة الامارات الثلاث وتتشاكس مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتجاهر بمساندة حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين وتدعم الشيعة في العراق وهو ما يدخل ايران خانة الاضرار بالمنطقة ناهيك عن حالة الريبة بين طهران وواشنطن علي خلفية ازمة الملف النووي الايراني والاخيرة تتحين الفرص من اجل توجيه ضربة عسكرية لايران ويلفت الدكتور عبد الملك الانتباه الي الدور الايراني الملحوظ في لبنان دعما ومساندة لحزب الله الشيعي المذهب وهو ما تجسده الشعارات والتصريحات التي تصدر عن قادة وانصار هذا الحزب في المعركة الدائرة الان في شوارع بيروت ولعل التدخل الاخطر الذي تمارسه ايران يتجلي علي نحو اكثر وضوحا في المشهد العراقي انحيازا الي جانب الفريق الشيعي الذي بات يشعر بحالة استقواء استنادا الي العامل الايراني وهو امر ينذر بمخاطر دفع العراق الي التقسيم ترابا وبشرا وهو ما ينطوي علي انعكاسات شديدة الخطورة علي الاستقرار الاقليمي ليس لمنطقة الخليج فحسب وانما علي مجمل المنطقة العربية ويعتقد عبد الملك في هذا الصدد انه من الضروري ان يتوافق الجميع في المنطقة العربية بما في ذلك النظم الحاكمة والجماعات والاحزاب السياسية علي سلبية الدور الايراني والذي يضر بمصالحهم بالاساس لزيادة رصيد طهران سياسيا وعسكريا وامنيا بل ومذهبيا في المنطقة.
ومع تجليات الخطر الايراني التي رصدها محدثنا فانه لا يري امكانية لنشوب حرب اقليمية بالرغم من كل تهديدات طهران بتوجيه ضربات للمصالح الامريكية - القواعد في منطقة الخليج - في حال تعرض منشأتها النووية الي هجوم مستندا في ذلك الي ان تقرير بيكر هاملتون الاخير يوصي بادخال ايران ضمن منظومة امنية مشتركة في المنطقة لكن القضية الاساسية حسب اعتقاد الدكتور عبد الملك تكمن في اعتبارايران للولايات المتحدة الشيطان الاكبرواعتبار واشنطن ان ايران احد اضلاع محور الشرفي العالم وهو التعبير الذي دشنه الرئيس بوش في اعقاب احداث الحادي من سبتمبر 2001
وقناعة الدكتور عبد الملك ان الامر يستدعي ابرام اتفاقيات امنية اقليمية بمشاركة ايران وهو ما بات مستبعدا علي الاقل في المرحلة الراهنة بعد تجاهل قمة الرياض الخليجية الاخيرة لدعوة ايرانية بهذا الصدد لكنه يشدد في هذا السياق علي اهمية بناء الارضية الصالحة لذلك غير انه يشير الي انه ما لم تحل ازمة الثقة والمصداقية القائمة حاليا علي صعيد تعامل ايران مع القضايا العربية فلا امل في اي تقارب عربي ايراني اما اذا تغير النظام الحالي في ايران فذلك موضوع اخر يبحث في حينه.
منقول.