اخترت لك

    • الرابع والعشرون: تذكري أختاه تذكري ملك الموت..!!

      تذكري....!!!
      أختـــــــــاه
      كم ستعيشين في هذه الدنيا ؟ سنتين سنة ؟؟ ثمانين سنة ... مائة سنة ...ألف سنة ...ثم ماذا ؟!!
      ثم موت ... ثم بعث الى جنان النعين أو في نار الجحيم ..
      أختاه...
      تيقني حق اليقين أن ملك الموت كما تعداك الى غيرك فهو في الطريق إليك .... وأعلمي أن الحياة مهما أمتدت وطالت فإن مصيرها إلى الزوال وما هي إلا أعوام أو أيام أو لحظات فتصبحين وحيدة فريدة لا حبيبات ولا أموال ولا صاحبات ....
      تخيلي نفسك وقد نزل بك الموت وجاء الملك فجذب روحك من قدميك ..
      تذكري ظلمة القبر ووحدته وضيقه ووحشته وهول مطلعه ....!!
      تذكري هيئة الملكين وهما يقعدانك ويسألانك ....
      تذكري كيف يكون جسمك بعد الموت ؟ تقطعت أوصالك وتفتت عظامك وبلى جسدك وأصبحت قوتا للديدان ...!!!
      ثم ينفخ في الصور .. إنها صيحة العرض على الله فتسمعين الصوت فيطير فؤادك ويشيب رأسك فتخرجين مغبرة حافية عارية قد رجت الارض وبست الجبال وشخصت الابصار لتلك الاهوال وطارت الصحائف وقلق الخائف ...!!
      فكم من عجوز تقول : واشيبتاه !! وكم من كبيرة تنادي واخيبتاه وكم من شابه تصيح واشباباه ..!!
      برزت النار فأحرقت وزفرت النار غضبا فمزقت وتقطعت الافئدة وتفرقت ...والاحداق قد سالت والاعناق قد مالت والالوان وقد حالت , والمحن قد توالت ...
      تذكري مذلتك في ذلك اليوم وانفرادك بخوفك وأحزانك , وهمومك وغمومك وذنوبك , وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمعين إلا همسا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى , قد ملئت القلوب رعبا وذهلت المرضعة عن رضيعها وأسقطت الحامل حملها ,....
      وتتبرئين حينها من بنيك وأمك وأبيك وزوجك وأخيك ....
      تذكري تلك المواقف والاهوال يوم ينسى المرء كل عزيز وحبيب ...
      تذكري يوم توضع الموازين وتتطاير الصحف كم في كتابك من زلل وكم في عملك من خلل ؟!!!!
      تذكري يوم يقال لك : هيا ..اعبري الصراط ....
      تذكري يوم يناديك بأسمك بين الخلائق , يا فلانة بنت فلان : هيا الى العرض على الله فتقومين أنت ولا يقوم غيرك لأنك أنت المطلوبة ....
      تذكري حينئذ ضعفك وشدة خوفك وأنهيار أعصابك وخفقان قلبك وقفت بين يدي الملك الحق المبين الذي كنت تهربين منه ويدعوك فتصدين عنه وقفت وبيدك صحيفة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها فتقرئينها بلسان كليل وقلب كسير , قد عمك الحياء والخوف من الله فبأي لسان تجبينه حين يسألك عن عمرك وشبابك وعلمك ومالك ... وبأي قدم تقفين غدا بين يديه وبأي عين تنظرين إليه وبأي قلب تجبين عليه ...
      ماذا تقولين غدا له عندما يقول الملك : يا أمتي : لماذا لم تجليني , لماذا لم تستحي مني لماذا لم تراقبيني , أمتي : أستخففت بنظري إليك ألم أحسن إليك ألم أنعم عليك ؟!!!!
      أختاه
      ألا تصبرين على طاعة الله هذه الأيام القليلة وهذه اللحظات السريعة ..لتفوزي الفوز العظيم وتتمتعي بالنعيم المقيم ...!

      وفقك الله يا أمة الله وجعلق مقبلة الى الله لا مدبرة متعلقة بربك بطاعتك بدينك بآخرتك ...أسعدك الله في دنياك وأخراك ورفع درجتك وهداك الى سبيل الرشاد .
    • الخامس والعشرون: إطلالة على أزياء الأفراح والأعراس

      الزواج ... مطلب لكل رجل وامرأة .. حلم يراود أفكار الجنسين فهو نعمة امتن الله بها على عباده، وآية من آياته {ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجاً .. الآية }
      إلا أن هذه النعمة قد أحاطها كثير من الناس بالنقم ، ويصاحبها في الغالب ما لا يحبه الله و يرضاه ، وذلك بالخروج عن المشروع إلى غيره ، وإليك – أختي المسلمة – بعض التحولات في عالم الموضات للأفراح .

      * بطاقات الدعوة : نعم هي مهمة للدعوة وإبلاغ الناس ، ولكن أن تصل لهذا الحد الذي وصلت إليه .. والمبالغ الخيالية في طباعتها .. وأعظم من ذلك أن يكون المنكر مصاحباً لها ، من وجود التصاوير عليها ، وهذا إن بحثت عن سببه فإنما هو مسايرة الموضة والتقليد الأعمى وحب المباهاة .

      * مقر الحفــل : [ بنتي أقل من بنت فلانة أم ماذا ] هكذا يتحجج بعض الأمهات في إصرارهن على التقليد ومسايرة الموضة وحتمية إقامة العرس في فندق مشهور أيضاً ، ولا تسألي عن قدر المبالغ التي يتكلفها إقامة مثل هذا الحفل ، بل ربما كانت ديناً على الأسرة .

      * التصوير : وهذا الأمر من الشهرة بحيث قد صار يعرفه القاصي والداني ، ولكم اطلع الرجال على عورات النساء بواسطة التصوير في الأفراح ، وهناك من الأشرطة التي صور فيها النساء في الأفراح ما دار بين أيدي الرجال ، وربما سمع بعض الأزواج من أصحاب رأيهم في جمال امرأته أو دمامتها ، فكان مصيرهما الطلاق بسبب هذا الفيلم المصور في العرس ، فاتقي الله – يا أخيَّة – وقاطعي كل عرس فيه أمثال هذه المنكرات أو اطلاع على العورات .

      * ملابس الحاضرات : لبسة واحدة هي مدة صلاحية فستان المرأة ، فيندر أن تحضر به المرأة أكثر من عرس واحد ، ولا تسألي عن التجاوزات المحرمة في تلك الملابس ، بل ربما حضر نعض النساء اللاتي نزع منهن الحياء بالبنطلونات ، متحججات أنهن عند النساء وهذا عين الجهل وانحطاط التقليد للكافرات .

      * زفة العروسة : أما هذه فبدعها كثيرة وصرعاتها متعددة ، فربما نصبت العروس وزوجها على منصة أمام الحاضرات ، بل وقد يوجد أقارب الزوجين من الرجال ، وقد اطلعوا على زينة أولئك النساء وهن في كامل زينتهن ، وكأن التكاليف مرفوعة عنهم في تلك الساعة ، ويزداد المنكر تحريماً بتصوير ذلك المشهد ، ولما سئل أحد الأزواج بعد زفافه كيف انطباعه وهو على المنصة مع زوجته فقال كنت أقلب ناظري في النساء اللاتي أمامي أيهن أجمل ، بل وفيهن من هي أجمل من زوجتي ، فعلمت أني سيء الحظ معها ولما قيل له كيف تفعل ذلك وأنت ستستغني بزوجتك عن الحرام ، فقال المهم من أمامي وزوجتي في حكم الحاصل !! وقد يعمد بعضهم إلى أنواع أخرى من ((الزفات )) مثل إطفاء أنوار القاعة ، واستماع الموسيقى ، وقد يصاحب ذلك الورود المتناثرة ، والدخان المنبعث من أرجاء القاعة ، والأصوات المخفية ، والحمام الأبيض ، وكأنك في جوف كهف مخيف .
      ولقد حُدثت عن زفة في أحد الأعراس حيث اطفـأت الأنوار إيذاناً بزفة العروسين ثم أضيئت وإذا بالعروس وعروسته على المنصة ولكن ماذا ...!! العريس يساعد زوجته على الركوب فوق ظهر حصان أدخل للقاعة لهذا الغرض ! فأي خفة في العقل أعظم من هذه ؟! فاحمدي الله على نعمة العقل أيتها القارئة الكريمة ..

      * مظهر العروس : أما الثوب فبتلك القيمة ، وذلك الشكل العجيب والذيل من خلفها وكأنه ذيل طاووس ، يحمله النساء والأطفال من خلفها وما سبق ذلك من إعداد العروس من كوافير وماكيير .. الخ خصوصاً أن من النساء من تذهب إلى بعض الأماكن مثل مشاغل الخياطة التي تجاوزت حدودها وما صرح لها به ؛ من تخييط الملابس فقط ، فأوجدت قسماً لإعداد العروسات وفيه من التجاوزات الشيء الكثير ، وإعدادها لزوجها ، فأي جُرم اشترك فيه هؤلاء ؟ وأي ذنب يقع فيه أولئك ؟! وخصوصاً العروس التي قد صارت في ليلة زفافها وهي أحوج ما تكون لرضى ربها وتوفيقه ؛ صارت مبارزة لله بالعصيان ، فعرضت حياتها الزوجية للفشل والخذلان ، ولكم سمعنا بانتكاس بعض الزواجات ، ولو فتشنا لوجدنا كثيراً من التجاوزات فاحذري – أختي المسلمة – أمثال هذه المحرمات لتحوزي رضى الله وتوفيقه .

      * الطقاقات والمطربات : فإن كان يوجد مكان هو شر مكان على وجه الأرض ، فهو حيث يوجد فيه أولئك ( الطقاقات )والمطربات المغنيات بالغناء المحرم ، وانتظري – أختي القارئة – يوماً تسوق فيه الأخبار لك نبأ خسف ومسخ بأولئك المغنيات ، وقد حدث هذا الخسف في زماننا عدة مرات ، ولم يبق إلا المسخ ، حيث يقلب الله صور أولئك النساء المغنيات أو الطقاقات ومن يستمع إليهن إلى صور القرود والخنازير وإليك ما يؤكد ذلك من كلام رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول : (( ليكونَّ من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولون ارجع إلينا غداً ، فيبيتهم الله تعالى ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة )) .
    • نصائح قيمة

      أختي الحبيبة :
      أشكرك جزيل الشكر على تلك التعبيرات الوجدانية الراقية وتلك الهمسات الصادقة للمرأة ..
      بصراحة لقد أعجبني أسلوبك في طرح الموضوع وأتمنى أن تظل مواضيعك المتألقة شعاعاً يرسل صدى حكاياه الجميلة لكل الساحات ..
      في الحقيقة فعلاً المرأة في وقتنا الحاضر بحاجة إلى من يقف معها ويأخذ بيدها لتسير في درب الخير وتقاوم التيارات الغربية الهدامة .
      فوجود نساء صالحات في المجتمع يكفل له الإستقرار والتطور الفكري .
      واساس صلاح المرأة حسن تعاملها مع زوجها ووجود التفاهم بينهما في مختلف جوانب الحياة .. وإذا ما أدرك كل واحد منهما مسؤليته كاملة فسوف ينشالدينا جيل واع بمسئولياته وقادر على الغطاء مهما كانت الظروف .

      مرة أخرى .
      شكراً عزيزتي
    • السادس والعشرون :تجربة زوجة مدخن

      تقول الأخت : تزوجت قبل عشرة سنوات من شاب مدخن دون علمي أنه يدخن .. ورغم ثقافته ورزانته وحسن تعامله, وكان محافظا على الصلاة مما جعلني أحبه إلا أنني ذقت الجحيم والمصائب من جراء تدخينه ورائحته النتنة ورائحة ملابسه , وحاولت معه لترك التدخين فكان يعدني خيرا ولكنه يماطل ويسوف .. واستمر هذا الوضع حتى كرهت نفسي , فقد كان يدخن في السيارة وفي المنزل وفي كل مكان حتى إنني فكرت في طلب الطلاق بسبب التدخين .. وبعد أشهر رزقني الله بطفل كان يمنعني من طلب الطلاق . أصيب طفلنا بالربو الشعبي وذكر الطبيب أن سبب ذلك يعود إلي التدخين وخصوصا حوله لأن والده يدخن بجواره .. ولم ينثن زوجي عن التدخين , وذات ليلة قمت من نومي على كحة طفلي الشديدة بسبب ربو الأطفال وقمت أبكي لحاله وحالي فعزمت أن أنهي هذه المأساة بأي ثمن , ولكن هاتفا أخذ يهتف بداخلي لماذا لا تلجئي إلي الله ؟؟ قمت وتوضأت وصليت ما شاء الله أن أصلي ودعوت الله بأن يعينني على هذه المصيبة ويهدي زوجي لترك التدخين وقررت الانتظار .. وذات ليلة كنا نزور مريضا من أقاربنا منوما في أحد مستشفيات الرياض , وبعد خروجنا من زيارة المريض وأثناء توجهنا لموقف السيارات أخذ زوجي يدخن فكررت الدعاء له وبالقرب من سيارتنا لمحت طبيبا يبحث عن سيارته هو الأخر داخل المواقف ثم فجأة قام بالاقتراب من زوجي وقال له: يا أخي أنا منذ السابعة صباحا وأنا أحاول مع فريق طبي إنقاذ حياة أحد ضحايا هذه السجائر اللعينة من مرض سرطان الرئة!! وهو شاب في عمرك ولديه زوجة وأطفال !! ويا ليتك تذهب معي الآن لأريك كيف يعاني هذا المريض , ويا ليتك ترى كيف حال أبنائه الصغار وزوجته الشابة من حوله , ويا ليتك تشعر بدموعهم وهم يسألوني كل ساعة عن وضع والدهم , ويا ليتك تحس بما يشعر به وهو داخل غرفة العناية المركزة حينما يرى أطفاله يبكون وترى دموعه تتساقط داخل كمامة الأكسجين , لقد سمحت لأطفاله بزيارته لأنني أعلم من خبرتي بأنه سيموت خلال ساعات إلا أن يشاء الله ويرحمه , ثم يا ليتك تشعر به وهو ينتحب ويبكي بكاء الأطفال لأنه يعلم خطورة حاله وأنه سيودعهم إلى الدار الآخرة !! أتريد أن تكون مثله لكي تشعر بخطورة التدخين !!؟ يا أخي أليس لك قلب !؟ أليس لك أطفال و زوجة !!؟ لمن تتركهم !!؟ أيهونون عليك لمجرد سيجارة لا فائدة منها سوى الأمراض والأسقام .. سمعت وزوجي هذه الكلمات , وما هي إلا لحظات حتى رمى زوجي سيجارته ومن ورائها علبة السجائر , فقال له الطبيب المخلص : عسى ألا تكون هذه الحركة مجاملة بل أجعلها صادقة سترى الحياة والسعادة !! ثم ذهب إلي سيارته وأنا أرمقه وبح صوتي وتجمعت العبرات في مقلتي . وفتح زوجي باب السيارة فرميت نفسي وانفجرت من البكاء حتى ظهر صوتي , وعجزت عن كتم شعوري ولم أتمالك نفسي وأخذت أبكي وكأنني أنا زوجة ذلك المسكين الذي سيموت, وأما زوجي فقد أخذه الوجوم وأطبق عليه الصمت ولم يستطع تشغيل سيارته إلا بعد فترة .. وأخذ يشكر ذلك الطبيب المخلص , ويكيل له عبارات الثناء والمدح , ويقول ياله من طبيب مخلص.. ولم أستطع مشاركته إلا بعد فترة , وكانت هذه نهاية قصته مع التدخين . وأثني وأشكر ذلك الطبيب وأسجل له كل تقدير وإعجاب , وأدعو له في كل صلاة وكل مقام منذ ذلك اليوم الأبيض الذي ابيضت به حياتنا وتخلصت من المعاناة ,وسأدعو له وسأدعو لكل مخلص مثله... تعلمت من هذه الحادثة فضل الدعاء وقدرة الله على تغيير الحال وتعلمت فضل الصبر مع الاحتساب والدعاء.. وتعلمت تقدير نعمة الله بأنه يهدي من يشاء وتعلمت فضل الإخلاص في القول والعمل من هذا الطبيب الذي أدى دوره وهو في مواقف السيارات . ما رأيكم لو أن كل شخص قام بعمله بهذه الطريقة وبهذا الإخلاص ؟؟ كم من المشاكل ستحل ؟؟ وكم من المنكرات ستختفي ؟؟ ولكن المشكلة أن معظم الأطباء والمدرسين والموظفين يقوم بعمله كوظيفة من أجل الراتب فقط , وهذا سبب تخلفنا وسبب ضعف الطب والتعليم وتراكم الأخطاء .
    • ميزة الرد السريع

      اختي البلوشية ..جزاك الله خيرا....قصص من الواقع تحكي عن واقع نعيشه كل يوم بل كل لحظة...ولكن هل من معتبر ؟؟!!!.....مواضيع اكثر من رائعة ....لكل افراد المجتمع...اتمنى من الكل الاستفادة......ولكِ كل الـــشكر
    • ميزة الرد السريع

      يا سلام يا البلوشيه لو تستفيد المرأه بس عشره في المية من هاذي النقاط بتصير الحياه جنه لكن الكلام جميل والكتب الاجتماعيه غزيرة في هاذي الأشياء لكن اسمع وطنش بس لو تتنازل المرأه عن التقليد والمظاهر .
    • السابع والعشرون:ما هو القصد من ترويج مفهوم الموضات والأزياء؟

      أيتها المرأة المسلمة ، العفيفة ، لقد استطعت بفضل من الله أن تغيظي أعداء الإسلام وأذنابهم ؛ فحافظت – ولازلت بحمد الله – على شرفك وعرضك ، وعلى أجيال المسلمين من التدنس بوحل المدنية الزائفة ، فصرت غصةً في حلوقهم ، ولا إخالك إلا مرددةً ، تلك الأبيات التي تكتبُ بمداد من نور ، وقد سطرتها ((عائشة التيمورية )) فقالت :
      بيد العفاف أصون عز حجابي *** وبعصمتي أعلو على أترابي
      وبــفــكرة وقـــادة وقــريــحـةٍ *** نــقـادة قـــد كــمـلت آدابـــي
      ما ضرني أدبي وحسن تعـلمي *** إلا بـكـوني زهــرة الألـبـاب
      ما عاقني خجلي عن العليا ولا *** ســدل الـخمار بـلـمـتي ونقابي
      واقرئي ما فعله بنات جنسك من حنينهن لما فطرهن الله عليه ؛ من حب الحشمة والستر ، فقد قامت فرنسا – من أجل القضاء على العفة والحياء الذي أوجده القران في قلوب شباب الجزائر قامت بتجربة عملية ، فتم انتقاء عشر مسلمات جزائريات أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية ، ولقنتهن الثقافة الفرنسية ، وعلمتهن اللغة الفرنسية ؛ فأصبحن كالفرنسيات تماماً وبعد أحد عشر عاماً من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج ٍ رائعة ، دعي إليها الوزراء والمفكرون والصحافيون ، ولما ابتدأت الحفلة فوجئ الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري . فثارت ثائرة الصحف الفرنسية ، وتساءلت (( ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مائة وثمانية عشر عاماً ؟!)) أجاب (( لاكوست )) وزير المستعمرات الفرنسي (( وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا ؟!)) [1]
      أجل أختاه – أيتها الأمل – أنت بإيمانك أقوى من كل أولئك ، ومن حذا حذوهم ، وذهب يتجرع صديد أفكار الغرب ، ثم رجع ليقيئه بيننا .
      أيتها الأخت الكريمة ، لقد أيقن أعداء الإسلام أنك أفضل وسيلة يتوصلون بها لإفساد المجتمع المسلم ، فهذه إحدى عباراتهم التي تبين تخطيطهم لك أيتها المرأة المسلمة ، قالوا : ( اكسبوا النساء أولاً والبقية تتلو ) وتقول إحدى الكافرات : ( ليس هناك طريق أقصر مسافة لهدم الإسلام من إبعاد المرأة المسلمة ، والفتاة المسلمة ، عن آداب الإسلام وشرائعه ).
      لقد علم أعداؤنا أن من المستحيل أن يتوصلوا لما يصبون إليه ؛ من إفساد المرأة المسلمة خلال أشهر ، أو سنوات معدودة ، فعمدوا إلى أسلوب ماكر ٍ وخبيث ، يقوم في أساسه على التدرج ، والتخطيط للمدى البعيد من الزمن ، وارتكازه على إزالة حياء المرأة وتنفيرها من دينها ، مع ملاحظة التدرج في كل ذلك ،وعدم التصريح أو العرض المباشر ، وإليك أمثلة لما يصدر عن أعدائك ، وأعداء المرأة على وجه العموم ، فقد قالوا :
      إن أردت ِ الرشاقة وخفة الحركة فعليك بالأزياء .. انتقي منها ما يناسبك ، وما يظهر رشاقتك ... ينبغي أن تكوني جذابة فهكذا تكون المرأة المتحضرة ...
      تابعي صيحات الموضة .. فالممثلة المشهورة تلبس كذا ، وفلانة تصفف شعرها وتقصه على تلك الطريقة .. . أبرزي نفسك بقدر ما تستطيعن ؛ لتحوزي على إعجاب غيرك ، لينجذب إليك كل أحد .. لينجذب إليك فتى أحلامك ، وشريك حياتك ..
      ثم تلبسوا بلبوس الأخلاق ، فقالوا : كيف تحافظين على محبة زوجك ؟ البسي كذا وافعلي كذا .. وهكذا ، ثم صرحوا فقالوا : كيف تجذبين انتباه الرجل ؟ .. هذا فستان يكشف [ مفاتن الصدر ] ، وهذا يكشف [مفاتن الظهر ] ، وهذا يكشف [مفاتن الساقين ] .
      وقد كان الخبث أعظم والمكر أكبر ؛ فأغرقوا السوق بالمجلات النسائية ، التي تعرض صور الموديلات الشرقية والغربية ، وهي بجملتها وتفاصيلها مما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فتأتي تلك المسلمة المقلدة لتدفع للخياط بالموديل الذي تلبسه تلك الكافرة ، أو الأخرى الفاسقة ، من اللواتي يتاجرن بأعراضهن ، وتريد أن تلبس مثله ، فإن سلمت من الموديل المتبرج ، لم تسلم قطعاً من التقليد والتشبه بتلك الكافرة ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من تشبه بقوم فهو منهم ))[2] . وهذه البلية قل أن يسلم منها أحد من نساء المسلمين ، حتى المتمسكات بالدين منهن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
      وأنت ترين – أختي المسلمة – كيف أن الموديلات والأزياء أخذت في التوسع لدى النساء ، ويدل على ذلك الكم الهائل من مجلات الأزياء الشرقية والغربية ، في الأقمشة ، وطرق لبسها ، وتفصيلها ، وفي العطور وقصات الشعر ... الخ.
    • الثامن والعشرون: النمص أسبابه وعلاجه

      الحمد لله القائل : { وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا }[النساء : 69] . والصلاة والسلام على الرسول القائل : (( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أَبَى . قالوا : ومَن يأبى يا رسول الله ؟ قال : مَن أطاعني دخل الجنة ، ومَن عصاني فقد أبى )) . وعلى آله وصحبه ومَن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. وبعد :
      فها هي أيام الإجازة قد انتهت ، وقد كنت أعدُّ أيامها ولياليها شوقاً إلى لقاء صديقة العمر التي عشت معها أيام الدراسة حتى أواخر الكلية ، لا أسرار بيننا ، تقاسمنا الأفراح ، عشنا سويًّا لا يكدر أيامنا شيء .. وفي اليوم الأول من الدراسة .. وفجأة .. وقبل السلام .. يا إلهي .. ماذا أرى ؟! رأيت أمراً عظيماً قد هالني .. رأيتها وقد نتفت حاجبيها مع صبغهما بالألوان التي ربما تتناسب مع لون الفستان الذي ترتديه .
      قلت لها : ما هذا ؟!
      قالت : مِن باب الجمال .
      قلت لها : أتعلمين ما اسمه في شرع الله ؟
      قالت : لا يهم .( وأظن أنها لا تعلم ما اسمه ) .
      قلت لها :
      إن كنت لا تدري فتلك مصيبةُ *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ُ
      هذا يا عزيزتي يسمى في شريعتنا (( النمص )) .
      نعم النمص . الذي تساهل فيه بعض المؤمنات – سواء في المدارس أو الجامعات – وكذلك الحال بين مربيات الجيل ، مما ورث في القلب حسرة وألم . فقبل فترة من الزمن كُنا نرى النامصات في المجتمع لا يتجاوزن أصابع اليد ، أما الآن فقد انقلب الحال فصرنا نشاهد النامصات – هداهُن الله – كُثر .
      واعلمي يا أخيَّة : بأن النمص محرَّم في شريعة الإسلام ، وبأن النامصة قد عصت ربها ومولاها ، وأطاعت شيطانها وهواها ، شيطانها الذي توعَّدها بالغوية والإضلال وتغيير خلق الله . قال تعالى : { وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا {117} لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا {118} وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ } [النساء : 117-119] .
      وقد سُئِل سماحة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله ما حكم تخفيف الشعر الزائد من الحاجبين ؟
      الجواب : لا يجوز أخذ الحاجبين ولا التخفيف منهما لِمَا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( لعن الله النامصة والمتنمصة )) ، وقد بيَّن أهل العلم أن أخذ شعر الحاجبين من النمص )) [ فتاوى الدعوة 2/229] .
      وسُئِل سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله – ما حكم تشقير الحواجب .. وكذلك نتف ما بينهما ؟
      الجواب : لا شكَّ أن النمص والنتف حرام ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لَعَنَ (( النامصة والمتنمصة )) فالنمص قص شعر الحواجب أو الوجه فهذا محرم ، أما تشقير الحواجب وتحديدها فهو تغيير لخلق الله .. والمطلوب أن تدع الحواجب وما بينهما ولا تحاول أن تقتدي بالكافرات ومن حولها )) [ نور على الدرب ] .
      أختي الحبيبة .. يا من قمتي بترقيق حاجبيك ، ورضيتي بذلك من باب التجمُّل ، هل تعلمين ما معنى اللعن ؟!
      اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله .
      ونحن يا أُخيَّة ما سعينا في هذه الدنيا وعَبَدْنا الله سبحانه وتعالى إلاَّ طلباً لرحمته – سبحانه وتعالى - .
      ألا تسمعين عندما يُقال فلانة توفيت ، ماذا نقول ؟ نقول : رحمها الله ، ندعو لها بالرحمة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لن يدخل أحداً الجنة بعمله ، قيل ولا أنت يا رسول الله ؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته )) .
      فهذه الرحمة التي يتسابق إليها عباد الله ويتنافس فيها أولياؤه وأولهم الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي غًفِرَ له ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخَّر ، قد ابتعدت عنها النامصة – هداها الله – بل واقتربت من لعنته وسخطه – سبحانه وتعالى – من أجل شعرات تُزيلها من حاجبيها !

      النمص : الأسباب والعلاج :
      وهذه الأسباب عامة في جميع المعاصي .
      أولاً : ضعف الوازع الديني : وهو نقص الإيمان ، وقلَّة الخوف من الله .. فهذه الفتاة عندما وقعت في المعاصي سواء كانت كبيرة أو صغيرة فإن هذا بسبب نقص الإيمان في قلبها وقلة الخوف من الله .. فلو أن في قلبها خوف من الله ما عصتهُ وما تلذذت بأكل ولا شرب والرب عليها غضبان .. .. فأيُّ نَفْس تبارز الله بالذنوب والمعاصي ثم تأكل مِن رزقه .. وتستظل سمائه .. وتمشي فوق أرضه .. وهي آمنه هانئة .. فهل تأمن مكر الله { أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ {97} أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ {98} أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } [الأعراف : 97-99 ] . فو الله ما حُرِمْنَا الخير الكثير وحُرمنا لذَّة الطاعة وحُرمنا القيام بأيسر العبادات إلا بسبب الذنوب والمعاصي .
      واعلمي يا أخية أن من عقيدة أهل السُّنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية . فكلما كان إيمانك بالله كبير وخوفك من الله عظيم لن يغلبك الشيطان – بإذن الله – في الوقوع في النمص .. وأنتِ تعلمين أنَّ فاعلتهُ ملعونة عند الله ، ومطرودة من رحمة الله .. وكلما كان إيمانك أقل .. فالوقوع سهل ؛ لأن الشيطان يُزيِّن لك ذلك .. ويدخل عليك من باب الجمال والزينة .. ويقول .. لا عليكِ ، فكل النساء جميلات يفعلن هكذا .. فاتقي الله وراقبيه ..

      ثانياً : التربية السيئة : إن للتربية دور في توجيه الفتاة إما إلى الخير أو إلى الشر ، فالفتاة التي تعيش في بيئة صالحة .. الأم صالحة .. والأب كذلك .. فلا شك أنها تستحي ولا تجرؤ على فعل محرم .. وما هذا إلا نتيجة للتربية الصالحة .. أما إن كانت الفتاة تعيش في بيئة الأم فيها منشغلة بأمور المنزل .. وربما بالهاتف الذي لا يتوقف رنينهُ طوال اليوم .. ومنشغلة بالجلسات التي لا تنقطع مع الصديقات والتي لا تخلو من المحرمات ( الغيبة – النميمة – الكذب – الأيمان الكاذبة .... وغيرها ) ، وكذلك الأب مشغول خارج المنزل لا يعرف أبناؤه وبناتهُ إلا على مائدة الطعام .. فلا شكَّ أن هذه الأجواء تُهيئ بيئة خصبة للأبناء والبنات خاصة لفعل المحرمات .. فكلاً منهم يفعل ما يحلو له دون رقيب .. ولا حسيب .. وبهذا تنشأ الفتاة منحرفة والعياذ بالله ..فكل معصية تفعلها لا أحد يُنكرها عليها .. وربما يتدرج الأمر بها حتى تصل إلى كبائر الذنوب والعياذ بالله . بهذا ينعدم التوجيه والإرشاد إلى الطريق الصحيح .. فلا تجد هذه المسكينة من يوجّهها أو يردعها ، وبالتالي تنفتح عليها أبواب المعاصي والمنكرات من كل مكان ..

      ثالثاً : التقليد الأعمى : فالنامصة تُقْدِم على هذا الفعل المُحرم نتيجة التقليد الأعمى ، فهي دون وعي أو إدراك لِمَا تفعله ، ودون تفكير في العواقب أو الأضرار .. فهي تقلد الصاحبات والصديقات والفنانات .. العاهرات .. الفاجرات .. ولو كلَّفها ذلك بيع دينها بدنياها .. لو كلَّفها ذلك مخالفة الشريعة الإسلامية . والتقليد هذا ناتج من شعور " النامصة " بالنقص في شخصيتها ، فهي تعيش فراغاً روحياً .. وهذا الفراغ الذي تجدهُ في نفسها تسعى لإكمالهُ بتقليد ومحاكاة الآخرين .. وأكثر هذا التقليد ناتج من التشبُّه بغير المسلمين غير الصالحين في اللباس والحركات والشكل . وهذا يدل على ضعف الإيمان والانهزام والانبهار بمظاهر الحياة الغربية .. " فالنامصة " تسعى لإكمال شخصيتها بهذا الفعل .

      رابعاً : وسائل الإعلام سواء كانت المقروءة أو المرئية أو المسموعة . فهي تُعدُّ سبباً كبيراً وعظيماً في انحراف الشباب والفتيات .. وبالأخص الفتيات .. فهُنَّ أكثر مكوثاً في المنزل من الشباب .. فإن كثرة البقاء فيه مع عدم استغلال الوقت في النافع المفيد .. يُحْدِث ذلك فراغاً كبيراً لديهنَّ .. وبالتالي يُقْدِمنَّ على ملئه بما هو سيئ .. إما في مشاهدة التلفاز أو الفضائيات أو القراءة في المجلات الخليعة الهابطة التي تأتي بما هو سيئ وضار من الغرب .. ومما يحزن لهُ القلب أن فتيات المسلمين يُقْدِمن على " الموضة " قبل أن تُقْدِم عليها الكافرات في دول الغرب .. فبمجرد مشاهدتها في المجلات أو الفضائيات لا يلبثن إلا أن يتهفتن عليها تهافت الفراش على النار .. فتأثرن بهن وتمردن على الدين وخرجن عن الحق وتشبهن بأخلاق الكافرات وتصرفاتهن دون تفكير أو رويَّة أو تمييز بين الخير والشر . أصبحت الفتاة في زمن وسائل الشر والإفساد دُمية يُلعب بها كيف شاء دُعاة " تحرير المرأة " ، إن شئت فقُل دعاة " تخريب المرأة " ، يرتضونها لأهواءهم .. يرونها جسداً بلا روح ..
      فيضعون عليها ما شاءوا من المساحيق والأصباغ والنمص بأشكال مختلفة حتى غدت " كالوحش الكاسر " . أصبحوا يشترون جسدها المُتعب بثمن بخس دراهم معدودة .. وهذه المسكينة تُطيعهم وتفعل كل هذا .. وتدَّعي السعادة .. و و الله إنها في قمَّة التعاسة .. ثم ماذا؟ نرى فتيات المسلمين يتمنين أن يكُنَّ مثل فلانة في ملابسها .. وعِلانة في شكلها .. وأخرى في شهرتها . وما ذاك إلا من تأثير هذه الوسائل .. التأثير الضار على العقيدة .. على الأُمَّة برمَّتها . والله المستعان ..

      خامساً : رفيقات السوء : رفيقات السوء سبب من أسباب الوقوع في النمص ، وهُنًّ أضرَّ على الفتاة من القنوات الفضائية والمجلات الخليعة .. لماذا؟ لأن رفيقات السوء كُثر .. وكل واحدة منهن لها أساليب مختلفة في الزينة .. وسلوكيات مختلفة .. وكل واحدة منهن لها طريقتها الخاصة في التَفَنُّن والحِيل والشيطانيَّة في الوقوع في المعاصي والمنكرات بأسلوب غير مباشر .. وفي بعض الأحيان مباشر .. وما يكون من هذه المسكينة وما يتحتم عليها أمام هؤلاء الصديقات " صديقاتُ السوء " إلا أن تتبع كل شيء منهن ، وتقلد كل واحدة منهن .. وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال : (( مَثَل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير .. فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة . ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة )) [ رواه البخاري ومسلم ] .

      سادساً : دنو الهمة : فمن كانت هِمَّتها ضعيفة .. وعزمها على التقرُّّب إلى الله بالطاعات قليل .. لا شكَّ أن الشيطان يجد فيها الإنسان الضعيف الذي تغلبه ُ نفسه ُ وشهواته .. كذلك تقترف الذنوب والمعاصي دون أن تشعر بالخوف من الله ودون أن تتفكَّر في ساعة الرحيل .. والعرض على الجليل ، وكذلك عدم قراءتها في أقل كتب العلم يجعل نفسها ضعيفة تهوى الشهوات وتستثقل الطاعات والقُرُبَات .. لا شكَّ أن صاحبة هذه الهمَّة تُقْبل على هذا الفعل " النمص " وكأنَّ شيئاً لم يحدث .. فصاحبة الهمَّة الضعيفة همَّها متابعة الموضات وكل موضة تافهة قادمة من الغرب .. وهمها تمزيق دينها دون أن تشعر .. وذلك بمطاردة الموضات والفضائيات .. وهمَّها مطاردة الحُطام الفاني .. وآثرتهُ على الآخرة الباقية فهي كما قال الشاعر :
      نُرقِّعُ دنيانا بتمزيق ديننا *** فلا ديننا يبقى ولا ما نرقِّعُ
      فنسأل الله لها أن تعود إلى الحق ..
      والآن .. عودي إلى الورء قليلاً .. واسألي نفسك : ماذا قدمتي في جنب الله ؟! ماذا عملتِ للفوز برضا الله ؟! قولي لي بربِّك : كيف ترتاح نفسك وأنتِ عاصية لله ؟! أم كيف يطمئن قلبك ؟! أم كيف يرضى ضميرك عمَّا أنتِ فاعلته ؟! أما استشعرتي عظمة الجبَّار ؟! أما تخشي غضب القهَّار ؟!
      أختاه .. اعلمي أن هُناك غائب ينتظرك .. وليس لهُ وقت محدد .. إنهُ الموت .. نعم .. الموت . قد يأتيك وأنت تأكلين .. أو تشربين .. أو نائمة .. أو تلعبين .. أو أنتِ على محرَّم .. فاتقى الله .. فمهما تهربتي منه .. فإنه قادم لا محالة .. { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ } [ الجمعة : 8] .
      هو الموت ما عنهُ ملاذٌ ومهربٌ *** متى حطَّ ذا عن نعشهِ ذاك يركبُ
      نؤمل آمالاً ونرجو نتاجها *** وإن الردى مما نرجيه أقربُ
      أختاه .. إلى متى وأنت ِ في غفلة .. إلى متى وأنتِ تقولين غداً أُصلي .. غداً أتوب .. إلى متى .. وأنتِ ترتكبين الذنوب والمعاصي .. إلى متى وأنتِ تُتعبين جسمك بارتكاب الذنوب والمعاصي .. وتظنين أنها الراحة .. فلا والله إنهُ لتعبٌ أشد من راحته .. يقول الشاعر :
      يا خادم الجسم كم تسعى لراحته ِ *** أتعبت جسمك فيما فيه خسرانُ
      أقبِل على الروح فاستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان ُ
      أي والله .. إن السعادة كل السعادة في القُرب من الله .. والبُعد عن سخطه وأليم عذابه .. أقبلي على الله بالمبادرة بالأعمال الصالحة .. قبل أن يُقال " ماتت فلانة " .
      أقْبلي على الله .. ولا تغترِّي بالدُنيا وزهرتها .. وحسنها ومباهجها فتنشغلين بها عن الآخرة .. الباقية .. والنعيم الدائم .. وانظري إلى قدواتك الصالحات أمهات المؤمنين .. زوجات المصطفى صلى الله عليه وسلم .. اللاتي قُمن بقص ظفائرهن بعد وفاتهِ لا للجمال .. أو الزينة .. بلا إعلاناً منهن لترك مباهج الدُنيا وزينتها .. وتفرُّغاً منهن للآخرة .. والالتحاق بالمصطفى صلى الله عليه وسلم .. فعلمن أن الدنيا ساعة فحولنها إلى طاعة .. فالله تعالى يقول :{ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا } [ القصص : 77] . أي خذي ما يكفيك من الدُنيا .. فهذه الموازنة الربانية العظيمة لن تجدي من يقولها لكِ ..
      وتذكري .. عندما تعصين الله .. وتتمردي عليه أنك غداً تُلفين في قماشٍ أبيض .. وعلى الأكتاف تُحملين .. وإلى المسجد تدخلين .. ليُصلى عليك .. وإلى القبر توضعين .. تلك الحفرة المظلمة الموحشة التي لا تتجاوز المترين طولاً والشبرين عرضاً .. هُناك لا تجدين إلا عملك .. إن كان صالحاً فُزتي ورب الكعبة وإن كان غير ذلك .. فلا تلومين إلا نفسك .. فأنتِ الآن في المهلة .. فالبدار البدار بالتوبة .. وتذكري قول الله : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {53} وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ } [الزمر : 53 ، 54 ] مولاكِ يُناديك وهو الرحيم الغفَّار .. وللتوبة يدعوك ِ .. وإلى البُعد عن المعاصي ينهاك ِ .. فما الذي يحُول بينك وبين التوبة ..
      وأخيراً .. أختي الغالية . كوني شجاعة .. لا تترددي .. اتخذي القرار واسلكي طريق الصالحات ..وترفعي عن المفرطات.. ولا تغتري بكثرة الهالكات.. فعمل الناس ليس هو الحكم والدليل .. إنما الحكم والدليل هو الكتاب والسُّنة { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ } [الأنعام : 116 ] وقال تعالى : { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } [ يوسف : 103 ] .
      انتصري على نفسك الضعيفة .. ولا تستجيبي لدُعاة الهوى والرذيلة .. فأنت عاقلة مسلمة .. كوني ممن قال الله فيهن : { فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ } [ النساء : 34] .
      عودي إلى ربك ومولاك .. فهو أرحم بكِ من أمكِ وأباكِ .. عودي إليه .. وانكسري بين يديه .. وأظهري لهُ الذُل والخضوع .. اسكبي الدمعات .. وابكي على التفريط في الطاعات وقولي :
      أنا العبد المُقِر بكل ذنبٍ *** وأنتا السيد المولى القدير
      فإن عذبتني فبسوء فعلي *** وإن تعفو فأنت بهِ جدير
      أفرّ إليك منك وأين إلا *** إليك يفرّ منك المستجير ...
      هذا .. ووفقني الله وإياكِ لفعل الخيرات وترك المنكرات .. ونسأله أن يردَّنا إليه ردًّا جميلاً .. وأن يأخذ بأيدينا إلى الحق .. وأن يغفر ذنوبنا ، ويستر عيوبنا ، ويطهِّر قلوبنا ، أنه على كل شيء قدير .
      وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وسلامٌ على المرسلين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
    • التاسع والعشرون: سمعتي آخر أغنية ؟؟؟

      هل تعلمين ... إنه ليس سؤالا في مسابقة ثقافية أو لأثراء المعرفة العامة بل هو سؤال للأسى و الحسرة ، نعم أخيتي هل تعلمين أن الغناء كان سببا لزوال مجد المسلمين في الأندلس عندما كانت غاية الأماني هي سماع الأغاني … و هي تنخر في جسد الأمة جيلا تلو جيل .. فما أنت صانعة يا جيلنا ... نعم أخيتي أنتي جيلنا الآن .. لا تحقري نفسك وتقولي أنا واحدة فكيف أصبح جيل ..إن واحدة مع واحدة مع…. يصبحن جيلا …
      فأرجو منك أخيتي أن تقرئي السطور التي تعبق بمحبتك بتمعن ولا تقولي هذا الكلام لن أستفيد منه ولو كرر علي ألف مرة….أرجو منك فقط أن تقرئي هذه النشرة حتى النهاية…لن يكلفك ذلك شيئا…
      أخيتي …
      ها أنت ترين الغناء وقد انتشر في هذا العصر انتشارا كبيرا حتى حسبه الناس حلالا، لقد سمعت الفتيات في المدارس يرددن الأغاني وكل واحدة تصحح للأخرى ما أخطأت به من كلمات الأغنية وأراهن يغنين وكأنهن قد ملكن الدنيا وما فيها….وكأن الواحدة منهن تقول لزميلاتها… انظرن إلي أنا أيضا أسمع الأغاني وأحفظها ….
      أخيتي .. هل حفظت كتابك و دستورك القرآن الكريم أو شيئا منه .. ألم تسمعي قول الله تعالى <وفي ذلك فليتنافس المتنافسون >.. و لكن في ماذا تتنافس أخواتك .. إنهن يتنافسن من أجل أغنية هابطة و كلمات بذيئة…فأول شريط ينزل للسوق تجد هذه اشترته،وهذه أتقنت اللحن و ضبطته وأخرى حفظت الكلمات وقلما نجد جدران المدارس تخلو من هذه الترهات…. أيا أخيتي أنني أحبك مثل نفسي….فأنتي عماد المستقبل و أمل الأمة المنتظر …
      فتقبلي مني رعاك الله هذه النصيحة… فأني لم اسطرها إلا لخوفي الشديد عليك من عقاب الله الأليم …فالله يمهل ولا يهمل……
      صديقتي … استمعي إلى الكلام الآتي بصدر رحب وانأي بنفسك عن كل المؤثرات التي من حولك و افتحي لي قلبك بصدق كما فتحت قلبي لك بإخلاص ….
      إن الغناء أو الموسيقى التي تستمعين إليها … حرام ولا تجوز بتاتا…( أرجوك استمري في القراءة ولا ترمي النشرة جانبا ) ….
      1)لأن الله حرمه… قال تعالى<ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب أليم> … وقد فسر المفسرون (لهو الحديث ) بالغناء.
      2)لأن الرسول صلى الله عليه و سلم أكد تحريمه …فقد قال محذرا و مبينا صلوات ربي و سلامه عليه (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير و الخمر و المعازف ) بمعنى أنها أشياء محرمة و سيأتي زمن سوء تستحل فيه هذه المحارم ..
      فاسألي نفسك هذا السؤال و بصدق :
      هل تحسين بشيء من الضيق في قلبك عندما تسمعين الغناء ؟؟؟
      أقول لمن قالت نعم أحس بضيق أخيتي ما دمتي تحسين بضيق فلم تستمعين إليها إذن….. ولمن قالت لا أحس بضيق وإنما أشعر بنشوة و سرور أعلمي أخيتي أن تلك النشوة إنما هي نشوة مؤقتة ينقلب بعدها القلب إلى قلب تعيس لا يعرف للسعادة طريقا ولا للحياة معنى و لا هدفا …….

      عجبت – أشد العجب - من فتيات أحللن لأنفسهن الموسيقى لأنها ليست أغاني ، و إذا سألت إحداهن ؟! ما الفرق تقول :الموسيقى عزف بلا كلام و الأغنية عزف يصاحبه كلام !!!!!؟؟؟

      عجبت – كل العجب - من فتيات أحللن لأنفسهن موسيقى نشرات الأخبار و الأغاني الوطنية …أريد أن أعرف ما هو الفرق ؟؟!؟ و ما أظنهن حكمن هذا الحكم إلا ليخدعن أنفسهن الضعيفة ….

      و دهشت – أيما دهشة - من فتيات أحللن لأنفسهن سماع الأغاني بغير وقت الصلاة و الآذان بحجة أنها فقط تلهي عن الصلاة فإذا جاءت الصلاة أصبحت محرمة … من أين أتين بهذا الحكم الغبي الأحمق ؟؟!؟

      و صعقت من فتيات أحللن لأنفسهن الموسيقى الغربية بحجة أنهن لا يفهمن كلماتها وبالتالي هن لسن مذنبات !!… فهؤلاء أحمق الأصناف و أغباهن و أجهلهن ..؟؟!…

      صديقتي إن عمرك عبارة عن دقائق بل ثواني بل لحظات ….. وكل هذه الأشياء أنت محاسبة عنها سواء كنت في وقت صلاة أم في غير وقت صلاة … صديقتي ألا تعلمين أن الملكين يسطران عليك كل شيء منذ أن بلغت حتى تنزع روحك و ما أدراك متى تحين وفاتك .. قد تموتين الآن و أنت تقرئين هذه الكليمات و قد تموتين وأنت تسمعين الأغاني الماجنة فبئس الخاتمة …
      والمرء مع من أحب ….فلك الخيار هل تريدين أن تكونين مع الرسول صلى الله عليه وسلم و أصحابه أم مع العتاة العصاة …..
      فاربئي بنفسك عن مواطن السوء والهلكة لتصبحي من الفائزات بجنة عرضها كعرض الأرض و السماوات … و سارعي للتوبة حال قراءتك للنشرة لأن الشيطان قد يصدك عن ذلك إن أنت سوفت أمر توبتك …

      قد تسأل إحداكن … كيف أتخلص من سماع الأغاني ؟ فإنني قد تعودت عليها و لا أستطيع تركها بسهولة ؟؟ أخيتي إليك هذه الخطوات التي ستسهل لك هذا الأمر بإذن الله :
      1) يجب أن تكوني صادقة في توبتك و أن تكوني ذات همة عالية و أن تمتلكي جرأة ، و شجاعة كي تتخذي هذا القرار الشجاع…
      2) أن تقومي بتحطيم كل ما تملكين من أشرطة … وإن كانت لغيرك أن تتخلصي منها بسرعة مع إرفاق نصيحة رقيقة لهم ، ويجب أن لا تخجلي من ذلك ….
      3) إذا أحسست برغبة ملحة في سماع الأغاني ، فسارعي بفتح أقرب مصحف لك و أقرئي منه فهو يطمئن النفس ، و يقمع رغبتها في المعصية ، وإذا كنت لا تستطيعين ذلك فاستمعي لقراءة في مصحف لأحد المشائخ أو شريط محاضرات ، فإن كنت لا زلت تشعرين برغبة جامحة للأغاني فاستمعي شريط أناشيد…"انظري آخر النشرة "…
      4) إذا استهزأت بك إحداهن أو انتهرك أحدهم على تركك سماع الاغاني فلا تردي عليه ، و اشغلي لسانك بذكر الله حال مخاطبته لك ، و قولي له إذا انتهى من كلامه "جزاك الله خيرا و هداك " فإن هذه الكلمة تؤنب نفسه و تهدئ نفسك….
      5) إذا كان أحد والديك من يستمع الأغاني وضحي لهما حكمها بكلمات مهذبة ، و ضعي لهما نصائح رقيقة في أماكن جلوسهما و أخبريهما أنك متضايقة من هذه الأغاني لأنها تشعرك بأنك بعيدة عنهما …

      أخيرا أخيتي … أعلمي أن هذه الخطوات سهلة جدا جدا إذا أخلصت أمر توبتك لله ، و استعنت به في سد منافذ الشيطان عليك … ولا تسوفي و تقولي بعد هذا الشريط الجديد سأتوب … ولا تقولي بعد يوم .. بعد شهر.. بعد سنة … فالشيطان يجعل اليوم يومين و الشهر شهرين و السنة سنتين و ……، بل تخيلي كلما هممت بسماع الغناء أن الرصاص المذاب يصب في أذنك ……
      …أخيتي إذا كانت إحدى صديقاتك تسمع الأغاني فانصحيها فإن لم تستمع لك فيجب أن تفارقيها فورا ، و لا تقولي يكفي أن أتوب أنا و لن تؤثر علي ، و يجب أن لا تخجلي من النصيحة …

      و ختاما إليك بعض الأشرطة التي تفيدك بإذن الله :
      1) أشرطة القرآن الكريم و هي لأئمة كثيرون ( سعود الشر يم - أحمد العجمي – ياسر الدوسري - …………)
      2) أشرطة محاضرات : (ماذا بعد الالتزام – المحرومون – من الطارق – المشتاقون إلى الجنة – القابضات على الجمر – ذكريات تائب – أمراض القلوب …………)
      3) أشرطة أناشيد ( يا عابد الحرمين – الفاتنة – طموح – كفى ما كان – هموم أمة – ومضة – شيماء تبكي – من للثكالى ………….)

      وأخيرا أسأل الله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا أتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه ….وأن يهدينا إلى سواء السبيل …..
      هذا والله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه وسلم تسليما كثيرا…،
    • الثلاثون: يا فتاة .. من المنتصر

      أختي المسلمة :
      يا درة حفظت بالأمس غالية *** واليوم يبقونها للهو واللعبِ
      لا يستوي مَنْ رسول الله قائدهُ *** دوماً وآخر هاديهِ أبو لهب ِ
      وأين مَنْ كانت الزهراء أسوتها *** ممن تقفَّت خطى حمالةِ الحطبِ
      أيتها الدرَّة المكنونة :
      تأملي فيمن يذهب لملاقاة عدو له , يُقاتلهُ في أرضه , عدوَّهُ لديهِ من العدةِ والعتاد والجند والأعوان , هاهو قد ذهب واتجه إلى أرض عدوه دون أن يحمل السلاح والعتاد . فاقداً لجميع مقومات النصر من التوكل على الله والأخذ بالأسباب .
      أليس هذا يا أُخيه ضرباً من الجنون والكبر والغرور !
      إذاً... أيتها الأخت الكريمة :
      أعلمي أنك ذلك المقاتِل الذي ذهبَ لملاقاة عدوه , وأن العدو هو الشيطان نعوذ بالله منه . فهو متربصٌ بك هو وأعوانه وجنده , ينتظرون قدومك إلى أرضهم على أحر من الجمر لينقضوا عليك ويقتلوك ! نعم يقتلوك .
      أو ما تأملتي قول الشاعر وهو يحذرك فيقول :
      فتلك يا أختُ في سلب حيائكِ *** ليس بالسيف ولا بالبندقية
      أختي في الله :
      ونظراً لأنك قد تضطرين لدخول أرضهم كان واجباً عليّ من باب الأخوة والمحبة والشفقة عليك أن أضع بين يديك الطاهرة المتوضئة ما يكون عوناً لك بعد الله عز وجل في أن تخرجي من أرضهم مرفوعة الرأس معتزة بدينك وإيمانك , محافظة على شرفك وحيائك .
      بعكس مّنْ دخلت أرضهم وخرجت وقد هُزمت وطأطأت رأسها بعد أن فقدت جزءاً من دينها وإيمانها ، وَهُتِكَ عرضها .
      فقتلت حياءها , ودنَّست شرفها , ولطخت سمعتها , ... كل ذلك على عتبة السوق . قال البزار : ( عن جبير أن رجلاً – سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي البلدان أحب إلى الله , وأي البلدان أبغض إلى الله ؟ , قال : لا أدري حتى أسأل جبريل صلى الله عليه وسلم . فأتاه فأخبره : إن أحب البقاع إلى الله المساجد , وأبغض البقاع إلى الله الأسواق ) رواه البزار ورجال أحمد وابي يعلي ولبزار رجال الصحيح خلا عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث وفيه كلام .
      أيتها الجوهرة المصونة :
      اسمحي لي أن أضع بين يديك بعضاً من الأسئلة التي أتمنى أن تقفي معها وقفة صادقة عاقلة توصلك إلى جنة عرضها السموات والأرض . فيها من اللذة والنعيم والذهب والفضة واللؤلؤ والمرجان والقصور والأنهار والأطيار , وفوق ذلك النعيم التلذذ برؤية الرحمن , أسال الله أن لا يحرمني وإياك لذة النظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم .
      أختي الكريمة :
      يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا خرجت المرأة من بيتها استشرفها الشيطان ) رواه الترمذي
      فيا من تريدين الجنة , ما هو هدفك من الذهاب إلى السوق ؟
      أهو لشراء حاجة ضرورية ؟
      أم لمعرفة آخر ما توصلت إليه الموضة العصرية ؟
      أم للنزهة وعرض المفاتن المغرية لجذب الذئاب البشرية ؟
      ولكن قبل أن تحددي الهدف يا أخية تذكري وتأملي قول رب البرية
      { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} الصافات: 24
      أختاه :
      وأنت تقفين وتنظرين إلى المرآة لتستعدي للخروج ضعي هذا السؤال نصب عينيك :
      هل مظهرك الخارجي من لباس وحجاب موافق لشرع ربك وخالقك الذي وهبك الصحة والعافية والحسن والجمال ؟
      أم أنه موافق لموضة العصر ؟ وما يريده أعداؤك الذين ينتظرونك بفارغ الصبر ؟
      فهلا تذكرتي يا أخيه قول الله عز وجل :
      { وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا } النساء : 27
      أختي يا رعاك الله :
      إن العاقل هو الذي يسعى جاهداً لزيادة رصيده من الحسنات , ويبذل ما استطاع لمحو الذنوب والسيئات .
      فاحرصي على ذلك ولا تكوني من هواة جمع السيئات . وخذي بكل قوة بعضاً من النصائح والتوجيهات حتى لا تسقُطي , عندها لا تُسمع الآهات ، ولا تُغني العبرات , ولا تجدي الحسرات .
      1) الاستئذان من ولي أمرك وإخباره بالجهة التي ترغبين الذهاب إليها .
      2) احرصي على أن يصحبك أحد محارمك . فإن تعذر ذلك فلتصحبي امرأة صالحة عاقلة .
      3) احذري أن تصحبي امرأة لا تبالي بالستر والحياء والحشمة والوقار حتى وإن كانت قريبة أو صديقة . فقد يساء بك الظن وتكونين عُرضة للذئاب والفتن .
      4) تجنبي وضع العطور أو البخور . فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( أيما امرأة استعطرت فمرت على الرجال ليجدوا من ريحها فهي زانية ) رواه النسائي
      5) لا تلبسي حذاء له صوت أو كعب عال . واختاري الأحذية الخفيفة حفاظاً على دينك وسلامة لصحتك . قال تعالى { وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِن} النور: 31
      6) احذري من لبس البنطال أو العباءات والطرح المزركشة أو المطرزة أو وضعها على الكتف فإنها ضرب من التبرج المنهي عنه .
      7) لا تنسي – حفظك الله – دعاء الخروج من المنزل وهو ( بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل , أو أزل أو أزل , أو أظلم أو أظلم , أو أجهل أو يُجهل علي )
      8) احذري الركوب مع السائق بمفردك , فأنت تعلمين قوله عليه الصلاة والسلام ( ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما )
      9) ليكن لسانك – يا أختاه – رطباً بذكر الله , ولا تنسي دعاء الدخول إلى أرض المعركة ( السوق ) وهو( لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد , يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير )
      10) اذهبي مباشرة للأماكن التي حددتيها من قبل , وتعلمين أن حاجتك فيها , ولا تحاولي الدخول إلى كل محل , والنظر في كل معروض .
      11) لا تحاولي الحديث مع البائع ما دام معك محرم . فإن تعذر وجوده فليكن حديثك حديثاً ظاهره الجد خالياً من ترقيق الكلام وتكسير العبارات , وتذكري قول الله جل وعلا وهو يخاطب أمهات المؤمنين الشريفات العفيفات رضي الله عنهن وهن في أفضل القرون , فيقول سبحانه : { فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } الأحزاب : 32
      الله أكبر, ماذا نقول في هذا العصر الذي يعج بالفتن؟
      12)إياك والخلوة بصاحب المحل أو البائع .
      13) أختاه- التزمي بالحجاب الشرعي الكامل وتفقديه فربما ظهر شيء من
      شعرك أو جزءٌ من بدنك فتطاردك النظرات المسمومة .
      14) احذري أن يمسك رجل إذا دخلت السوق أو دخلت مكاناً مليئاً بالمتسوقين , وتجنبي الممرات والطرق الضيقة .
      15) انتبهي أن تلقي بالاً لمن يلقي إليك كلمة إعجاب , أو طُرفة , أو ورقة , بل سارعي بإبلاغ رجال الهيئة بالسوق .
      16) احرصي على عدم الوقوف في ممرات المحل أو الانحناء على طاولات العرض لتفقد سلعة أو النظر إليها .
      17) احذري قياس الملابس , أو وضعها على الصدر أو أسفل الجسم حتى وإن كان ذلك فوق العباءة .
      18) احرصي دائماً على لبس جوارب اليدين والقدمين فهي أبلغ في الستر .
      19) إذا أردت مناولة البائع النقود فضعيها على الطاولة واحذري أن يمس يدك .
      20) لا تجعلي يدك المتوضئة أو أُصبعك ألعوبة في يد البائع بأن يقيس لك أسورة أو يُلبسك خاتماً.
      21) تنبهي بعدم فتح العباءة أمام البائع وظهور الصدر وخاصة عند تفقد البضاعة .
      22) اجعلي مسافة بينك وبين البائع ولا تسمحي له بالاقتراب منك , وإذا كان المكان ضيقاً فاطلبي من البائع الابتعاد , وخاصة عند الدخول والخروج وداخل ممرات المحل .
      23) إذا اضطررت لرؤية ما تريدين شراءه , وأردت رفع الغطاء عن وجهك فخذي ما تريدين إلى زاوية من زوايا المحل , وارفعي الغطاء بقدر الحاجة , وتنبهي للمرآة العاكسة .
      24) إذا رأيت منكراً داخل المحل أو في السوق فعليك بإبلاغ رجال الهيئة مشكورة مأجورة وإن تعذر عليك . فعليك إبلاغ وليك لإبلاغ الهيئة ما شاهدتي من منكر , فأخبري محرمك عند العودة ليتصل بهم ويخبرهم بالمنكر , فهذا من التعاون على البر والتقوى وليس من باب الفضيحة والتشهير كما يدعي ذلك أصحاب القلوب المريضة .
      25) تذكري أختي المسلمة أن جمال وجهك وبريق عينيك نعمة من الله , فاحذري أن تظهري شيئاً من ذلك أمام غير المحارم , فربما عاقبك الله بعاهة أو بلاء أو تسلط عليك شيطان من الإنس أو الجان .

      فيا من تريدين السعادة والنجاة اعلمي :
      أن غالب الانحرافات تبدأ من الأسواق . فاحذري من الزلل والانزلاق خلف ابتسامة صفراء أو كلمة إعجاب . فهي والله مواطن خداع والحرة تأبى أن تشترى أو تباع .
      فالله الله
      أن تدخلي السوق بدينك وعفافك وحيائك , وتخرجي وقد سقط الحياء وثلم الدين ودنس العفاف , عندها ينطبق عليك قول الشاعر :
      انظر فتاة اليوم أي تلك التي *** قد رافقت إبليس في تجوله
      خلعت حجاب الستر والصون الذي *** قد أوجب الباري على إسداله
      خلعت حجاب الستر ثم تبجحت *** عصراً قديماً باركوا لزواله
      لبست قصير الثوب ثم تزينت *** أبدت مفاتن جسمها لجماله
      حملت رداء الكبر ثم تعطرت *** عطراً يفوح شذاه حال وصاله
      جعلت من الوجه البريء شناعة *** من كثرة المكياج في أشكاله
      وتزخرفت فإذا بها كعروسة *** في انتظار الزوج واستقباله
      خرجت بدون مرافق فإذا به *** إبليس في استقبالها برجاله
      فتنت عباد الله بل لم ترعوي *** من نقمة الجبار أو إذلاله
      ذهب الحياء إذا العرى حضارة *** وتقدماً تمضي على منواله
      فإذا بها بين الذئاب فريسة *** والذئب يهجم لافتراس غزاله
      وختاماً :
      أستودعك الله سائلاً المولى أن يحفظك ويرعاك ويثبتنا وإياك في الحياة وعند الممات .
      نعم يا أخيه عند الممات :
      يوم تفاريقين الأهل والصديقات , يوم تَسْتَبْدلين العطور بالسدر والكافور , يوم يُنزع عنكِ ذلك الفستان وتدرجين في الأكفان . يوم تدخُلين للمسجد لا لتصلين , إنما تدخلين ليصلّى عليك وفي القبر تودعين , فإما روضة من رياض الجنان , أو حفرة من حفر النيران .

      فهل علمت يا فتاة من المنتصر الآن ؟
      والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .,
    • أفكار دعوية مع .... الزوج !

      حركة لطيفة أن تتركي بعض الأشرطة النافعة في سيارة زوجك وتقومي باستبدالها من وقت لآخر وبدون تعليق.

      هل تعرفين فكرة البرواز؟

      إنه برواز صور متوسط الحجم تضعينه على المنضدة التي بجوار سرير زوجك بعد أن تكوني قد وضعت بداخله بدل الصورة فائدة كتبتها بخطك الجميل أو قصصتها من إحدى المطبوعات، أو كلمة تعبرين بها عن حبك واحترامك لزوجك، ولا تنسي أن تقومي بتغيير العبارات بين وقت وآخر كما يمكنك أيضاً عمل فكرة البرواز في غرفة الضيوف أوصالة المنزل مع وضع الفوائد المناسبة التي يستمتع بها جميع من في المنزل.

      طبق شهي تهديينه لأهل زوجك عند اجتماعهم الأسبوعي لن يكلفك الكثير، بل سيعطيك الكثير.. تحتسبين فيه إدخال السرور على المسلمين- زوجك وأهله- وإرضاء زوجك الذي سيسعد كثيراً بذلك وسيفتخر بك عند أهله كما تحتسبين إطعام الطعام، فهو سبب لدخول الجنة بسلام... وتهادوا تحابوا كما أمرنا صلى الله عليه وسلم..

      نادى المؤذن : الله أكبر.. الله أكبر...

      زوجك يتحدث معك، يلعب مع أطفاله.....

      بطريقة لبقة ولطيفة.. أنهي الجلسة والحديث واجعلي الجميع يشعرون هناك شيئاً مهماً قد حصل...

      هو دخول وقت الصلاة وارتفاع النداء...

      فكوني أنت أول من يستعد لأداء الصلاة وينقطع عن أمور الدنيا لنداء...

      ستعينين زوجك بلا شك على إدراك تكبيرة الإحرام.

      اجعلي زوجك يشعر بأنك تتعلمين منه

      اسأليه عن بعض أمور الدين وناقشيها معه بتواضع كتلميذة مع أستاذها

      لا شك أن ذلك سيحفزه على الاطلاع أكثر حتى يستطيع أن يجيب على أسئلتك خصوصاً إذا شعر بأنك تتعلمين منه

      ذلك سيسعده كثيراً وسيعلي همته في البحث والقراءة والسؤال فتكونين قد أعنت زوجك على طلب العلم والاستفادة من وقته

      أعينيه على بر والديه وصلة إخوانه وأخواته...

      ذكريه إذا نسي، وعظيه إذا قصر أو تهاون

      فمن لا خير فيه لأهله، فلن يكون فيه خير لأحد وأولهم أنت

      ثم أي حياة تلك التي تعيشينها مع زوج عاق مسخوط عليه قاطع لرحمه، قد قطعه الله والعياذ بالله....

      فأول واجبات الداعية أن تجعل زوجها موصولاً بالله عن طريق بر والديه وصلة رحمه حتى تهنئي معه ويهنأ معك

      داعية مثلك بالتأكيد لن تنسى أثر الدعاء في التوفيق بين الزوجين...

      اللهم استر عنه عيوبي واستر عني عيوبه...

      وأظهر له محاسني وأظهر لي محاسنه...

      ورضني بما رزقتني وبارك لي فيه... آمين

      تعرفي على مواطن الإبداع في زوجك...

      فجريها.. نميها، و با ركيها..

      اصنعي من زوجك رجلاً ينفع أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

      ثم اعرفي مواطن الضعف فيه، عالجيها وانهضي بزوجك...

      ولا تعينيه على الكسل وحب الدنيا فينفتح عليكما باب شر عظيم يصعب إغلاقه.

      إرفعي همته إلى الأعلى دائماً...

      إجعليه سباقاً إلى الخيرات بإذن الله...

      ولم لا.. ما دام له زوجة مثلك سيكون ذلك سهلاً بإذن الله... ... أيتها الزوجة انتبهي...

      لا تكوني أنت مفتاح أبواب الدنيا وملذاتها لزوجك..

      فإنها إذا دخلت قلبه فسيكون خروجك منه هيناً،

      لأن حب الدنيا قد يكون على حساب حبك أنت في كثير من الأحيان
    • أزف الرحيل

      أختي المسلمة :
      إسألي نفسك في صراحة وخشوع وتفكر وخضوع : أين الآباء والأجداد .. !
      وأين الكثيرون من الأهل والأحباب !!
      ستجدين الجواب مصحوباً بدموع الحزن .. وأزيز القلوب على الفراق :
      هم تحت طيات الثرى والتراب !
      نعم هذا هو المصير .. وهذا هو المصير ..
      تفكر في مشيبك والمآب *** ودفنك بعد عزك في التراب
      إذا وافيت قبراً أنت فيه *** تقيم به إلى يوم الحساب
      وفي أوصال جسمك حين تبقى *** مقطعةً ممزقةً الإهاب
      فلولا القبر صار عليك ستراً *** لأنتنتِ الأباطح والرَّواب
      خُلقنا للممات ولو تُركنا *** لضاق بنا الفسيح من الرحاب
      ينادى في صبيحة كل يوم *** لدوا للموت وابنوا للخراب

      يا أمة الله ..
      كم في كتابك من خطأ وزلل ، وكم في عملك من سهو وخلل .. هذا وشمس عمرك على أطراف الذوائب وقد قرب الأجل ..
      يُذكر أن رجلاً جاء إلى إبراهيم بن أدهم فقال : أين العمران ؟! فأخذ إبراهيم بيده حتى وقف به على القبور فقال له : هنا العمران !!
      ولذلك قال الشاعر :
      لا دار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
      فإن بناها بخير طاب مسكنه *** وإن بناها بشر خاب بانيها

      أختي المسلمة :
      وقفتُ مرةً على قبر من القبور قد أُعِدَّ لدفن ميت فرأيت بين التراب المنثور خصلة من شعر إمرأة . ماتت منذ زمن ، اللهُ أعلم به ..!
      فقلت في نفسي :
      كم يا ترى كانت هذه المرأة أو الفتاة تعتني بهذا الشعر الجميل وتمنع عنه كل أذى وكل ما يذهب رونق جماله ونعومته !!
      لكن أُنظري كيف حاله وقد اختلط بالتراب والثرى ؟!!
      فالبدار البدار يا أمة الله .. ويا محمية هذا الدين ويا أمل هذه الأمة .. البدار البدار إلى توبة نصوح ورجعة صادقة لله تعالى من قبل أن يحين الحين ويبين البين !!
      { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
    • يا نساء الدعاة احتسبن..!

      (وراء كل رجل عظيم امرأةِ)!
      هذا المثل تختلف وجهات نظرنا حوله بين مؤيد ومعارض!
      لكني أحسب أننا جميعاً نتفق على أهمية المرأة في حياة زوجها.
      ونثق أن لها دوراً لو أدته فسوف تسير السفينة كما يريد ربانها!
      لذا نجد أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ أشار إلى أهمية المرأة في أكثر من موضع؛ حتى نـبـه الشاب المسلم إلى ضرورة البحث عن (ذات الدين) التي تخاف ربها في الزوج والبيت والولد!!
      وأحسـبـكم لا تختلفون معي في أن (الداعية) هو أكثر الناس حاجة إلى وجود امرأة متميزة تسير خلفه، وتقر في بيته، وتساعده على أداء رسالته.
      أما لماذا ؟ فلأسباب؛ من أهمها:
      1- تـمـيـز الـرجــل الداعية عن غيره؛ إذ إنه ليس كغيره من الناس؛ فلا وقته كأوقاتهم، وليست همومه مثل هـمـومهم. وبذلك تختلف أعماله وجهوده عن أعمالهم وجهودهم!
      فإذا كان الرجل ـ أي رجـل ـ لا يحمل عادةْ إلا همومه الشخصية من مأكل ومشرب وبيت وأولاد! فإن الداعية لا تقــف همومه عند حد البيت والولد؛ لكنها ترقى إلى درجة حمل همٌَ إصلاح الأمة بكاملها، وإخراجها من الواقع المنكوب الذي تعيشه.
      وإذا كان الرجل العادي لـيـس لـــه إلا السـعـي فـي تحـصـيـل رزقه وإسعاد أهله بتحقيق رغباتهم؛ فإن الداعية تكثر أعماله حتى يضيق وقته عنها؛ ولـربمــــا وجدته مع كثرتها وتشعبها يردد مع القائل قوله:
      تكاثرت الظباء على خٌراش فما يدري خراش ما يصيد!!
      وعـلـى هــــذا؛ فإن لم تكن المرأة التي تقف خلف هذا الداعية تحفل بشيء من التميز في نظرتها للأمـور وفي همها وهمتها! فلا شك أن سفينة الداعية سوف يصعب عليها مواصلة الإبحار، وربما كان الأمر إيذاناً بدق المسمار الأول في نعشها!!
      تصوروا رجـــلاً داعية كلما عاد إلى بيته بعد جهدُ مضن وعمل قدمه للأمة يريد به وجه الله! وجد امرأة تعلن تبرمها وضيقها من الوقت الطويل الذي أمضته وحدها! أو تعيد على مسامعه قائمة الطلبات الملقاة على ظهره ولم يعبأ بها!
      وتصوروا امـرأة تطيل النظر في وجه زوجهـا الداعيـة، وتندهش للأفكـار التي يحملها في رأسه، أو لهذه الهمة التي جعلته يسعى لإصلاح أمـور تخص عامـة الناس ولا تعنيها!!
      كأني أرى هذه المرأة وهي تٍثني زوجهـا عن عـزمـه، وتسـحب شيئاً مـن رصيد غيرته على دينه وأمته، وتـسـعــى جــــادة في إدخال اليأس إلى نفسه، ذاكرة له أموراً كثيرة يصعب تغيـيرها!!
      2- كـثــرة الصعوبات والمخاطر التي تعترض درب الرجل الداعية، والسهام الدامية التي تٍصوَّب ناحـيـتـــه؛ مما يجعل حاجته ماسة إلى وجود امرأة تتفهم متطلبات المرحلة التي يعيشها زوجها، أو يمـر بها؛ فتصبر وتصابر، وتوقن أن زوجها لم يكن الوحيد الذي سار في هذا الدرب المزروع شوكاً وآلاماً؛ فالتاريخ يمتلئ بأسماء رجال كانت دماؤهم ثمناً لمبادئ سامية تبنوها وجاهدوا لأجل نشرها!!
      وتوقن أيضاً بأن الأذى الــــذي سيحيق بزوجها لا يعني أنه خسر (المعركة) فلربما اختبأ النصر في ثوب الخسارة، ولربما تفاجأ الناس بأفكار ومبادئ من رؤوس أصحابها متجاوزة الحدود التي أدخلوا فيها لتنشر وتطبق، ويتناقلها الركبان!!
      أما إذا لم يكن في بيت الرجـــــل الداعية (امرأة واعية) تؤمن بكل هذا، فإن بيته لا شك سيفقد استقراره العائلي؛ مما يؤثر على سلوكيات من فيه من أبناء وبنات.
      3- حاجة أبناء الرجل الداعية إلى أم مؤمنة متميزة تتحمل تبعات إصلاحهم وتربيتهم في ظل غياب أبيهم المحتمل والمتكرر!!
      فإذا علمنا أن بعضاً من هؤلاء المجاهـــدين الدعاة قد رٍزقوا بأبناء لم يروهم؛ فإن هذا يزيد من يقيننا بحاجة الرجل الداعية إلى امرأة ليست كسائر النساء!
      ويزيد من حجم قناعتنا بأن زوجة الرجـل الداعية بحاجة إلى تربية خاصة تؤهلها لتحمل ما قد يّجدٍَ في حياتها من عقبات ومسـؤولـيات جسام؛ لتكون بمثابة جبهة داخلية تدفع الزوج بصمودها وصبرها للثبات والاستمرار على موقفه وجهاده؛ وخاصة أننا نعيش في هذا العصر العجيب الذي عز فيه الثبات وكثر الـمتخاذلون والمتنازلون! ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ.
      أختـاه! أيتهـا الأمـل! اعلمي أن معاناتك وصبرك إنما هو استجابة لأمر الله ـ تعالى ـ بالصبر والمصابـرة؛ وحري بمن يصبـر على طريـق الحق أن ينـال الجـزاء الأوفى من الله.
      أختاه الحبيبة:
      (1) اجـعـلـي مـــــن خديجـة ـ رضي الله عنها ـ قـدوة وأسـوة؛ فقد كانت العضد الأقوى والساعد الأشد لزوجهــا نبينا ـ عليه الصلاة والسلام ـ في رسالتـه؛ حيث نصرته وصدقته وزمَّلتـه وقالت له قولتها الشهيرة: (والله لا يخزيك الله أبداً؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكّلَّ، وتٍكسب المعدوم...)(1).
      (2) سهـام الليل أطلـقـيـهـا فـي الأسحـار، واسـألي ربكٌ لزوجك ولكل دعاة الحق الثبات والعزة والتأييد والنصـرة.
      سهام الليل لا تخطي ولكن لها أمدِ وللأمـد انقضـاء!(2)
      (3) انشغلي بتربية أبنائــك بأن تزوديهم بالعلم النافع والعمل الصالح الذي ينشئ التقوى، وازرعي فـي دواخـلـهـم قناعة بأن المبادئ كلما كانت صحيحة كان ثمن نشرها أوًلى.
      (4) ارفعي رأسك وافتخــــري! بأن زوجك من حملة الحق، وثقي بأن لواء الحق لا يسقط وإن سقط حامله!

      وأخيراً: ـ
      أختـاه قـد تلقـيـن ضـيـمـــــــاً أو أذىْ
      فالابتـلاء يـزيــــد ديــنــــــكٌ قـــــوةْ
      فـلأمٌَ عمــــارُ وأمٌَ عـــمــــــــــــــارةُ
      فثقي بربــكٌ واثـبـتـــــــي لعـــــداكٌ
      والمؤمنـات صـبــــــــرنّ قبــلٍ لــذاكٌ
      أسـمى المواقـف من ذوي الإشـراكٌ!!(3)

      ===============
      الهوامش :
      (1) من حديث عروة بن الزبير عن عائشة: (أول ما بدئ به رسول الله من الوحي) البخاري كتاب بدء الوحي.
      (2) ديوان الإمام الشافعي.
      (3) مجلة البيان العدد (23) جمادى الأولى 1410هـ .
    • حديث عظيم في الترهيب من منع المرأة طفلها من لبنها وفوائد أخرى

      الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
      فهذا حديث عظيم اشتمل على أمور وهي:
      1/ التخويف من النار والترهيب من حال أهلها .
      2/ الترهيب من الإفطار قبل موعد الإفطار في صوم الفرض فكيف بمن يترك الصوم أصلاً ؟!!
      3/ الترهيب من الزنا وبيان حال أهله .
      4/ الترهيب من منع المرأة طفلها من لبنها بدون ضرورة أو حاجة شرعية.
      5/ حال ذراري المؤمنين وهم في الجنة على الصواب.
      6/ فضل القواد الثلاثة في معركة مؤتة وهم : زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رَواحة -رضي الله عنهم-
      7/ فضل إبراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد -صلى الله عليهم وسلم- على غيرهم من الأنبياء.

      لفظ الحديث:
      عن أبي أمامة صُدَيِّ بن عجلان الباهلي -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضَبْعِي فأتيا بي جبلاً وعراً ، فقالا لي: اصعد .
      [(1) فقلت : إني لا أطيقه . فقالا: إنا سنسهله لك ، فصعدت ] حتى إذا كنت في سواء الجبل ؛ فإذا أنا بصوت شديد ، فقلت: ما هذه الأصوات؟
      قال: هذا عُواء أهل النار .
      ثم انطلق بي ، فإذا أنا بقوم مُعلَّقِين بعَرَاقِيبِهم مُشَقَّقةٍ أشداقُهم تسيلُ أشداقهم دماً.
      فقلت: من هؤلاء ؟ فقيل: هؤلاء الذين يفطرون قبل تَحِلَّةِ صومهم [وفي رواية الطبراني: قبل حين فطرهم] .
      [(2) فقال: خابت اليهود والنصارى. فقال أبو يحيى سليم بن عامر: ما أدري أسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم شيء من رأيه ]
      [[(3) ثم انطلق بي ؛ فإذا بقوم أشد شيء انتفاخاُ ، وأسوئه منظراً ، وأنتنه ريحاً ، [(4) كأن ريحهم المراحيض].
      فقلت: من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء قتلى الكفار.]]
      ثم انطلق بي ؛ فإذا بقوم أشد شيء انتفاخاُ ، وأسوئه منظراً ، وأنتنه ريحاً ، [(5) كأن ريحهم المراحيض].
      فقلت: من هؤلاء؟ قيل: الزانون والزوانى.
      ثم انطلق بي ؛ فإذا بنساء معلقات بثديهن تنهش بهن الحيَّاتُ .
      قلت: ما بال هؤلاء؟ قيل: هؤلاء اللاتى يَمْنَعْنَ أولادهن ألبانهن .
      ثم انطلق بي ؛ فإذا أنا بغلمان يلعبون بين نهرين .
      فقلت : من هؤلاء ؟ فقيل : هؤلاء ذراري المؤمنين [(6) يحضنهم إبراهيم] طب.
      [(7) ثم شرف لي شرف ؛ فإذا أنا بثلاثة نفر يشربون من خمر لهم .
      قلت: من هؤلاء ؟ قال: هؤلاء زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة ]
      ثم شرف لي شرف آخر فإذا أنا بثلاثة نفر .
      قلت : من هؤلاء؟ قال: إبراهيم وموسى وعيسى -عليهم السلام- ينتظرونك )).

      تخريجه:
      رواه النسائي في السنن الكبرى(2/246رقم3286) مختصراً ، وأبو زرعة الرازي في دلائل النبوة –كما في البداية والنهاية(4/259)- ، وابن أبي عاصم في الجهاد(2/546رقم213) مختصرا ، والطبراني في المعجم الكبير(8/157رقم7667) ، وفي مسند الشاميين(1/327-328رقم577) ، وابن خزيمة في صحيحه(3/237رقم1986) ، وابن حبان في صحيحه(16/536رقم7491) ، والخرائطي في اعتلال القلوب(1/105) ، والحاكم في المستدرك(1/340)مختصرا ، و(2/210)مطولاً ، والبيهقي في السنن الكبرى(4/216) ، وفي إثبات عذاب القبر(ص/78رقم98) وابن عساكر في تاريخ دمشق(29/331) من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني سليم بن عامر حدثني أبو أمامة الباهلى -رضي الله عنه- به.
      ورواه عن ابن جابر: ابنه عبد الله ، والوليد بن مزيد البيروتي ، وبشر بن بكر ، وصدقة بن خالد ، وعمرو بن عبد الواحد
      والزيادة الأولى ؛ ساقطة من رواية ابن حبان "ممن رواه مطولاً" .
      والزيادة الثانية ، عند : ابن خزيمة وابن عساكر.
      والزيادة الثالثة ؛ عند : ابن خزيمة وأبي زرعة وابن عساكر.
      والزيادة الرابعة ؛ عند : أبي زرعة.
      والزيادة الخامسة ؛ عند : أبي زرعة والطبراني وابن خزيمة.
      والزيادة السادسة ؛ عند : الطبراني.
      والزيادة السابعة: ساقطة من رواية ابن حبان "ممن رواه مطولاً" .
      ورواه الطبراني في المعجم الكبير(8/155-156رقم7666) وفي مسند الشاميين(رقم1966) عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن سليم بن عامر به .
      وزاد فيه زيادات هي:
      [فإنطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مشققة أشداقهم ، فقلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يقولون ما لا يعلمون ، ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مسمرة أعينهم وآذانهم ، فقلت : ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يرون أعينهم ما لا يرون ، ويسمعون آذانهم ما لا يسمعون].
      [ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء معلقات بعراقيبهن ، مصوبة رؤوسهن ، يلحسن من ماء قليل وحما ، فقلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يصومون ويفطرون قبل تحلة صومهم].
      [ثم انطلقنا فإذا نحن برجال نيام تحت ظلال الشجر ، قلت: ما هؤلاء؟ قال: موتى المسلمين].
      [ثم انطلقنا فإذا نحن برجال أحسن شيء وجها ، وأحسنه لبوسا ، وأطيبه ريحا ، كأن وجوههم القراطيس ، قلت : ما هؤلاء ؟ قال هؤلاء الصديقون والشهداء والصالحون]
      [ ثم انطلقنا فإذا نحن بثلاثة نفر يشربون خمرا لهم ويتغنون ، فقلت : ما هؤلاء؟ قال : ذلك زيد بن حارثة وجعفر وابن رواحة ، فملت قِبَلهم ، فقالوا: قد نالك قد نالك .
      قال: ثم رفعت رأسي فإذا ثلاثة نفر تحت العرش ، قلت: ما هؤلاء؟ قال : ذاك أبوك إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينتظرونك صلى الله عليهم أجمعين].

      الحكم عليه :
      الطريق الأول للحديث إسناده صحيح
      عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: ثقة من رجال الجماعة .
      سليم بن عامر : ثقة من رجال مسلم والبخاري في الأدب المفرد والأربعة .
      وصححه ابن خزيمة وابن حبان وقال الحاكم: [هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وقد احتج البخاري بجميع رواته غير سليم بن عامر ، وقد احتج به مسلم] وأقره الذهبي .
      وقال المنذري في الترغيب والترهيب(3/188) : [رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما واللفظ لابن خزيمة قال الحافظ- أي المنذري-: ولا علة له] .
      وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
      وصححه غيرهم.
      وأما رواية الطبراني الأخرى فسندها ضعيف فيه علتان:
      الأولى: بكر بن سهل الدمياطي : ضعفه النسائي كما في الميزان(1/345) .
      الثانية: عبد الله بن صالح كاتب الليث مختلف فيه اختلافاً شديداً فوثقه جمع وكذبه جمع ومن أعدل ما رأيت في ترجمته قول ابن حبان: منكر الحديث جدا يروي عن الأثبات مالا يشبه حديث الثقات ، وعنده المناكير الكثيرة عن أقوام مشاهير أئمة ، وكان في نفسه صدوقاً يكتب لليث بن سعد الحساب ، وكان كاتبه على الغلات ، وإنما وقع المناكير في حديثة من قبل جار له رجل سوء [ هو خالد بن نجيح كما أفاده أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان كما في تهذيب التهذيب(2/356)]
      سمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح ، ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله بن صالح ، ويطرح في داره في وسط كتبه ، فيجده عبد للله ، فيحدث به ، فيتوهم أنه خطه وسماعه ، فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره] المجروحين(2/40)..
      فيقبل حديثه ما وافق الثقات ،ما مفاريده ففيها المنكرات.
      وأغرب الحافظ في فتح الباري(12/441) فقال : [وأخرج الطبراني بسند جيد عن أبي أمامة ...] .
      وقال الهيثمي في مجمع الزوائد(1/76) : [رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح].
      وفي قولهما -رحمهما الله- نظر فليس السند جيداً ، وبكر بن سهل لم يخرج له أصحاب الكتب الستة شيئاً ، فكيف يكون من رجال الصحيح ؟!
      نعم . من عادة الهيثمي أن يطلق هذه العبارة على من فوق شيوخ الطبراني ولكن في مثل هذه الحالة يستدرك على الهيثمي لضعف شيخ الطبراني هذا وجه.
      الوجه الثاني: أن الرجل قد يكون من رجال الصحيحين ، ولكن صاحبي الصحيحين انتقيا له ، وخرجا له ما لم ينفرد به [وهذا أمر أغلبي] كقطن بن نسير ، وعبد الله بن صالح ، وإسماعيل ابن أبي أويس ، وسويد بن سعيد ، وفليح بن سليمان ، وعبد الله بن المثنى الأنصاري ، وعبد العزيز الدراوردي ونحوهم.
      الخلاصة: الحديث صحيح من الطريق الأولى وهي التي اعتمدتها في سياق لفظ الحديث .
      والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

      أبو عمر العتيبي


      --------------------------------------------------------------------------------

      إضافة: ( من أم الخير )
      للرضاعة من ثدي الأم مزايا عديدة أهمها :
      1- أن حليب الأم طبيعيامن خلق الله فهو لذلك يتناسب مع معدة الطفل الرضيع ولذلك نجده يتغير في تكوينه مع مرور الايام وبما يناسب نمو الطفل وقدرة معدته عل الهضم.
      2- درجة حرارته طبيعية ملائمه لحرارة الرضيع فهو ليس حارا ولا باردا ..فبذلك لا يكلف الأم تسخين الحليب حيث يخرج مناسبا لطفلهامهما أختلفت درجة حراره الغرفة.
      3- لا يحتاج للتخزين فهو موجود في وعاءه الطبيعي فبالتالي لا يفسد في التخزين كما هو الحال مع اللبن الإصطناعي .
      4 - يتوفر في كل الأوقات فلا تضطر الأم معه ان تحمل علبا ولا غلايات ولا معقمات ....إلخ
      5- مكوناته كاملة تفي بحاجة الرضيع من جميع المواد المغذية بعكس الحليب الإصطناعي الذي مهما أوتوا من مهارة في تصنيعه يظل ناقص القيمة ...سبحان من خلق وقدر
      6- حليب الام يمنح الرضيع مناعة طبيعية تحميه بعد الله من الجراثيم والأمراض التي قد يتعرض لها في هذا السن ..ولذلك الام التي تمتنع عن إرضاع طفلها في هذه المرحلة لا تلومن إلا نفسها لو تعرض رضيعها للعدوى والنزلات المعويه.
      6- الرضاعة الطبيعية من الناحية النفسية مهمه جدا ..حيث انها تنمي العلاقة النفسية السليمة بين الطفل وأمه ..وتنمي الحنان والرابطة العاطفية بينهما ..... وتذكر كثير من الاخوات اللواتي اعرفهن ...أن الطفل الذي أرضعته طبيعيا يكون حنون معها أكثر من الأخر الذي لم ترضعه رغم انها لم تفرق في معاملتهما ...فأنظري أيتها الأم امرك أن كنت تريدين بّر ابنك لك فأحرصي على إرضاعه الأن قبل فوات الاوان.
      7- الرضاعة الطبيعية تضفي على جسم المراة تناسقا ورشاقة وأنا اعلم ان هذا غالبا ما تخشاه المرضعة من أن تخسر ..فاحب ان أطمئنها ان الرضاعة تساعد الرحم على العوده إلى وضعه الطبيعي بأسرع وقت ويحافظ على الام من السمنة ..وهذا الامر كذلك مع رضيعها فهي تجنبه سمنه الطفولة .
      8- لو لاحظت اليوم ان معظم الشهيرات في العالم الغربي يتباهين بإرضاع اطفالهن ولا يخجلن من أن يظهرن ذلك على صفحات المجلات وهي تحمل طفلها الرضيع وتغطي صدرها بإيشارب وتقوم بإرضاعه علنا امام الملأ(إذا فقد الحياء فكل شيئ مباح) .
      9- الاهم من كل ما ذكرته سابقا ..أن الأم عندما تقوم بعملية الرضاعة يجب ان تنوي بذلك نية حسنة وتطلب رضى الله ثم رضى زوجها ..فهي حين تقوم بهذه العملية فهي تتقرب إلى زوجها بحسن رعايتها لإبنه وهذا من باب حسن تبعلها لزوجها ...فاحرصي يا لحبيبة على ابتغاء وجه الله في هذه العملية العظيمة التي أسديت إليك من رب العزة والجلال.

      إضافة مني عسى ان تكون حملت من الفائدة ما تؤيد الحديث الشريف الذي ذكره الشيخ الفاضل جزاه الله خيرا
    • إلى أمي مع التحية

      أمي الحبيبة .. يا من أوجب الله تعالى عليَّ برها الإحسان إليها ..
      أمي الحبيبة .. يا من جعل الله الجنة تحت قدميها ..
      أمي .. يا محضن الحب والحنان .. أمي سؤال يتردد في خاطري ولا أجد له إلا جوابًا واحدًا .. أمي هل تحبينني ؟! هل تتمنين لي الخير والفلاح في الدنيا والآخرة ؟! هل تريدينني أن أكون من أهل الجنة ؟
      لا أشك أن الجواب هو نعم ..
      ولكن هناك أسئلة كثيرة تحيرني دائمًا .. فافتحي لي قلبك واسمعيني .. دعيني أناقشك فأنا أتمنى أن أكون قرة عين لكِ ولوالدي ولجميع المسلمين ..
      أمي .. لماذا تضعين أمامي ما يضرني ، لقد حافظ عليك والداك .. حافظا على عقلك وفكرك وَرَبَّيَاكِ تربية إسلامية قبل تفشي المنكرات في هذا العصر الحديث ؟!.. لماذا تسمحين لي أن ألبس عباءة ( فرنسية أو عمانية ) غير ساترة ، وحجتك في ذلك أن أساير الموضة وأواكب العصر ؟!..
      أمي .. لماذا تتركيني أتحدث في الهاتف دائمًا مع أي صديقة أو زميلة دون أن تسأليني عن أخلاقها وأدبها ؟!.. لماذا لم تحرصي على إلحاقي بحلقة القرآن والاستفادة من وقتي الضائع بين التلفاز والهاتف منذ صغيري ، وعندما كبرت ورغبت في الالتحاق بها لم تتقبلي هذه الفكرة والرغبة بالتشجيع ، وكان حضوري وغيابي عندك سواء ، كأن هذه الحلقة وحفظ القرآن فيها لا منفعة منها ؟!
      أمي .. تذكري أني سأتعلق برقبتك يوم القيامة .. يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه .. ويومها لا ينفع الندم .. فتداركيني وتداركي نفسك .. واعلمي أنك داعية ومسؤولة عن رعيتك .
      أمي .. أنا إنسانة مسلمة ، أنا مولودة على الفطرة السليمة .. ألا يهمك إيماني وأخلاقي ؟! أنتِ يا أمي تريدين مني أن أكون الأولى في المدرسة أمام البشر ، وهذا طيب .. لكن لماذا لا تطمحين للأعلى ، لماذا لا تريدين مني أن أكون الأولى أمام رب البشر ..
      أمي .. ألا تحبين لي الخير الدائم والنجاح الأبدي ..
      أمي .. علِّميني وحفِّظيني ما يجعلني أنجح في امتحان الآخرة الذي من يرسب فيه لا يجد ما يعوضه .. اتقي الله فيَّ يا أمي .. قدمي لي الخير الآن في قوتك وشبابك واحمدي الله أنك واعية فاهمة .. فعلميني النافع من الضار ..
      أمي الحبيبة .. أرجو أن تسمعي هتافي .. وتحققي أملي فيك يا أمي ..

      ابنتك البارة
    • تك..تك..(لا تعجبوا انه صوت حذائي)

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      كنت ذات مرّة في أحد الأسواق التجارية ...و لاحظت وجود عدد من الشباب مجتمعين يتحدثون. ..فوقفت ومن معي بركن حتى ينفض الجمع قليلاً ..فنجد فرصة للمرور بينهم ..وإذا بي أسمع صوت طرقات ملفتة للسمع فالتفت الجميع نحو مصدر الصوت ..فإذا بفتاةـين تتمايلان في مشيتهما ..وصوت كعب الحذاء يسبقهما ..سكت الشباب والكل ينظر ناحيتهما ..حتى مرا والأعين لا تزال معلقة بهما ...وتتابع ضربات الحذاء والتمايل !

      هل أنا أبالغ ؟ إذاً إقرأي ما كتبه أحد الرجال ...

      يقول عبد الرحمن واصل في كتابه مشكلات الشباب الجنسية والعاطفية :
      ( كنت في مصلحة حكومية أنجز فيها بعض مطالبي ، فسمعت أحد الموظفين يقول موجهاً الحديث إلى زملائه : إنني أعرف فلانة عندما تنزل السلم ..فسأله زملاؤه : كيف ؟ قال : أعرفها بحذائها ، فإن له نغمات خاصة أميزها به وأميزه بها !! ) انتهى

      قرأت ذات مرة أن الملحن المعروف محمد عبد الوهاب الذي ذاع صيته عند أهل الغناء ..حين سُأل : ما الذي يلفت نظرك في المرأة ؟ قال : كعبها العالي ..! إني أراها مغرية و في قمة الجمال حين تمشي به !

      عزيزتي المسلمة .. إن مما ابتلينا به من صور التطور المزعوم ..ما أسموه بالكعب العالي ...

      تلبس الواحدة منا حذاءها .. ويكون متكأنا على قطعة رفيعة من الخشب المغطى بالجلد ..ترتفع ب 4 أو 5 أو 9 وأحياناً يتجاوز 12 سنتيمتر ..! ويحمل هذا المسكين ثقل الجسم ..ولكي تحفظ الواحدة منا توازنها حتى لا تسقط ..تتأرجح يمنة ويسرى ..كالبهلوان الذي يسير على خيط رفيع ..لن نستطيع الإنكار ..فهذا ما يحدث مع كل فتاة جربت إرتداء الحذاء العالي للمرة الاولى ..وكلنا يتذكر أولى خطواتنا ونحن صغيرات نقلد الكبار ..ولكنا مع تكرار المشي فيه اعتدنا على هذه المشية المتأرجحة ..المتمايلة .التي يراها الرجال منا ..ونحن غافلات ..
      قد تقول قائلة .. إنما هي مشيتي وأنا لا أتعمد أن أسير متمايلة ! أثير الإنتباه فيها أو أقصد بذلك لفت أنظار الرجال إليّ !أقول ..لها :
      ما الداعي إذاً لتعذيب النفس في ارتداء حذاء يجعل جسدك منحني إلى الأمام وتضطرين لحفظ توازنه بالميل إلى الخلف ..فتضغطين على أسفل عمودك ِ الفقري ..وتشعرين بالألم .. طوال مدة السير فيه ؟
      فأنا كثيراً ما ألاحظ النساء حال عودتهن إلى البيت .. يسارعن برمي الحذاء وهنّ يشتكين من آلام في الظهر وكعب الرجل!! وتظهر في أقدامهن الفقاعات المؤلمة وتكون الواحدة منهن متحملة لهذه الألام لساعات طويلة !!

      ولو حاولت إرتداء حذاء مريح منبسط أو مرتفع قليلاً ومبطن بمطاط يمنع إرتداد ضربات القدم في الأرض كما هو الحال في الأحذية الرياضية ..أو الطبية ..للاحظتِ الفرق الشاسع في الراحة بينهما . ولأدركت ما نقصد بمتاعب الكعب العالي .

      لا أقول دعي أحذيتك المنمقة وارتدي أحذية مثل أحذية الرجال .. ولكن لمَ لا يكون بمواصفات مريحة ..مثل أحذيتهم؟
      إن الأمر يزيد سوءاً عند المرأة الحامل ..فهذا الكعب .. يعرضها للسقوط ..وزلة الرجل وإلتواء الكاحل ..وكذلك ..مع خروج البطن إلى الأمام ..ينحني الجسم تلقائياً إلى الخلف ..فيزيد الضغط على الظهر ..فيضاعف هذا من الإحساس بالألم !!

      لا يا عزيزتي .. إن الأمر ليس من تبحث عن الراحة ..بل إن النساء فُتنّ بالتشبه بالكافرات ..والسعي الحثيث ورائهن ..وتقليدهن ..ألم تتابعي عروض الأزياء والتي تعتبر سوقاً رائجاً للفسق والفجور.واستشرت في بلاد المسلمين كالوباء ..ألم تنظري إلى العارضة التي تتمايل أثناء العرض بحركات متقنة مدروسة زيادة في الإغراء والإغواء ؟
      ألم تحاولي في غرفتك ِ الخاصة وبعيداً عن الأنظار أن تسيري مثلها ؟...وتتعلمي هذه المشية حتى تخرجي لمجتمع الحفلات وأنت ممشوقة كعارضة الأزياء وتمشين برشاقتها ؟؟ هذا والله هو الوصف الذي طالما سمعته من النساء عندما يجمعني بمن يتناولن هذه الأحاديث ..ويشرعن في وصف فلانه وجمالها ورشاقتها ..ويقلن إنها تمشي كعارضة الأزياء .!

      إن من يشاهد عروض الأزياء ويري تلك العارضة تتثنى وتتمايل أثناء العرض بتلك الحركات المتقنة ..ليخجل من الحال التي تصل إليها المرأة عندما تكون بضاعة رخيصة معروضة للجميع للإطلاع عليها .. من شاء اشترى ومن شاء ترك ! فهل فتياتنا يتعلمن هذه المشيّة لتسويق أنفسهـّن وللأسف الشديد !.

      عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الدنيا حُلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فناظر كيف تعملون ؟ فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) رواه مسلم 2742

      يا ترى ماذا كانت تفعل نساء بني إسرائيل حتى تفتن الرجال؟
      كانت نساء بني إسرائيل يتفنن في فتنةالرجال ، ومن مظاهر هذا التفنن ما أخبرنا به صلى الله عليه وسلم في قوله :
      ( كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشي مع امرأتين طويلتين ، فاتخذت رجلين من خشب ، وخاتماً من ذهب ، مغلفاً بطين ، ثم حشته مسكاً ، وهو أطيب الطيب ، فمرت بين المرأتين ، فلم يعرفوها ، فقالت بيدها هكذا )
      وفي رواية ( فكانت إذا مرت بالمجلس حركته ، فنفخ ريحه )

      سبحان الله ..! إمراة تلبس ما نسميه نحن الآن حذاء بكعب عالي .. وتتطيب بالطيب ..وتتعمد رغم تغطيتها لوجهها أن تبدي هذه الزينة بتحريك يدها لتفوح الرائحة ..وهي تتمايل في مشيتها بسبب رجلي الخشب اللذان جعلاها تبدو أكثر طويلاً !
      والله لكأني أشاهدها إحدى فتياتنا في الأسواق !...ثم ماذا ؟

      تقول عائشة رضي الله عنها برواية عروة :
      ( كن نساء بني اسرائيل يتخذن أرجلاً من الخشب يتشرفـّن للرجال في المسجد ، فحرّم الله عليهـّن المساجد ، وسلط عليهن الحيضة ). قال الحافظ " أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح عن ابن مسعود .

      أنظري رعاك ِ الله ..كنّ يستشرفن للرجال في المسجد ! بماذا ؟ بارتداء الكعب العالي لقد كنّ يعلمن مدى إغراء ارتداءه وكيف يجعلهن يتمايلن في مشيتهن ..وهذا ما سيجذب الرجال للنظر إليهن .. وماذا كانت عقوبة الله لهن ؟ إنهن كن يحضن بصفة مستمرة مما حرمهن من دخول المسجد والعبادة ..

      عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
      ( كان الرجال والنساء من بني إسرائيل يصلون جميعاً ، فكانت المرأة إذا كان لها خليل تلبس القالبين تطـّول بهما لخليلها ، فألقى الله عليهن الحيض ، فكان ابن مسعود يقول : أخرجوهنّ من حيث أخرجهن الله ) رواه الطبراني .

      تلبس القالبين يقصد الحذاء المصنوع من الخشب المرتفع عن الأرض .. تقصد بذلك لتبدو أطول ..ولمن ؟ لخليلها ..! .وماذا دعا إبن مسعود لمن تفعل ذلك من نساء المسلمين المتشبهات بنساء بني اسرائيل ؟ دعا إلى إخراج من تفعل ذلك من المسجد !

      روت عمرة بنت عبد الرحمن ، عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت :
      ( ولو رأى رسول الله ما أحدث النساء لمنعهن المساجد كما ُمِنعَه نساء بني إسرائيل ، قيل لعمرة : أو مُنِعْن ؟ قالت : نعم ) .

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخبر عما سيكون عليه حال بعض من نساء المسلمين في هذا الزمان :
      ( صنفان من أهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ، رؤوسهنّ كأسنمة الـُبخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ) أخرجه مسلم

      إحذري يا فتاة الإسلام أن تكوني من الكاسيات العاريات المائلات المميلات ..فلا تتمايلي بمشيتك ولا تقولي إني أغطي كل جسدي .. فإن كنت ِ قد غطيتيه ..فلا تتصنعي بمشيتك ما يخلب لب الرجل ..وكوني بهيئتك ِ القدوة الحسنة للمرأة المسلمة .. ولا تتشبهي بنساء بني إسرائيل .
      يقول الشاعر ..
      يَصْرعْـنَ ذا اللبّ حتى لا حِـراك به ..... وهنّ أضعفُ خلق ِ الله ِ أركانا

      فما هي إذاً مواصفات الحذاء الذي تشترينه ؟:
      1) لا يكون ذو كعب عال ٍ.
      2) يكون مبطناً في أسفله بالمطاط حتى لا يصدر صوتاً أثناء المشي .
      3) لا يكون مزيناً بزينة ملفتة للنظر كما نشاهد في بعض الأحذية من وجود فصوص ونحوه .
      4) لا يكون غالي الثمن .. فلا يصح أن تضعي في رجلك ما قضى زوجك في جمعه من نقود.. أياماً طويلة في شقاء وتعب ..
      5) أن لا تكثري من شراء الأحذية من باب التنويع ... وتذكري أن ما عندك ِ يفي بحاجتك ..ولا داعي للإسراف بحجة التغيير ..وتتبع الموضة .
      6) إذا كنت ِ تريدين التوفير والإقتصاد ..فاختاري من ألوان الأحذية ما يناسب لونه معظم ألوان ما لديك من الثياب ..وأرجح لك ِ اللون الأسود ..حتى يناسب لون جوربك الأسود وعباءتك السوداء . فلا تبدو قدميك ِ بشكل بشع مع الألوان الصارخة ..

      وفي النهاية أذكرك بقول الحق تبارك وتعالى :
      ( ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يخفين من زينتهن ) سورة النور الآية 31
      إن لم تقتنعي بعد كل ما ذكرت عن التخلص من الكعب العالي ....إذاً لم يبق َ لي إلا أن أقول

      لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
    • ماذا تحتسبين عند استخدامك للهاتف ؟

      الهاتف ذلك الجهاز الصغير في منزلك تستطيعين من خلاله جمع عدد كبير من الحسنات بإذن الله !
      فكيف يكون ذلك ؟
      بيد أن النساء بين متساهلة فيه .. فلم تعي كيف تسعى من خلاله إلى مرضاة ربها ...
      وبين من جعلته طريقا إلى الغيبة والحديث الذي لا فائدة منه ...
      دعيني أخيتي أن انقل لك هذه الأمور لتكون عونا لك في مرضاة ربك وزيادة حسناتك ..

      لتحتسبي وأنت تستخدمين الهاتف الأمور الآتية :

      1- اجعليه ثواب صلة الرحم عند محادثتك لذوي رحمك " من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه "
      2- احتسبي ثواب إدخال السرور على من تحادثين عند اتصالك للسلام والسؤال عن الأحوال .
      3- احتسبي عند استخدامه ثواب الكلمة الطيبة في مكلمة التهنئة أو التعزية وغيرها " الكلمة الطيبة صدقة "
      4- احتسبي نية العبادة والتقرب إلى الله عند استخدامك له بما يفيد ..
      5- احتسبي الحفاظ على وقتك باستعمال الهاتف لعمل أكثر من عباده في وقت صغير مثل مكالمة أمك هي بر وصله وكلمة طيبة وأجر السلام وقضاء حاجة لها ...........
      6- احتسبي عند استخدامك له أجر قضاء حوائج المسلمين عندما يتطلب منك بعض الحاجيات أو المساعدة في حل مشكلة ما " من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته "
      7- احتسبي أجر طلب العلم الشرعي بسؤال أهل العلم عبر الهاتف
      8- احتسبي ثواب طلب النصيحة من أهلها وبذلها لمن يحتاج إليها .
      9- احتسبي عند استخدامك له أن يساعدك ذلك على القرار في البيت فذلك أمر يحبه الله " وقرن في بيوتكن "
      10- ثواب الدعوة إلى الهدى عند اعلامك عن محاضرة أو درس او سوق خيرية أو تدلين على شريط نافع ...
      11- لطف منك ان تستخدميه في إصلاح بين الناس وهذا لمن وفقهن الله لذلك بعكس اللواتي يجدن في استخدامه أثمن فرصة لتأجيج نار العداوة .. فتلك تفسد زوجة على زوجها وأخرى تحرض زوجة على أم زوجها .. ونسين أن كلمة تهوى بصاحبها في جهنم سبعن خرفيا .
    • أختاه..!! هل بكـيـــتِ .. يوما ؟

      أخيتي الحبيبة .. السلام عليك ورحمة الله وبركاته ..
      دعيني أحدثك ..حدث الروح للروح .. حديث الأخت المشفقه على أختها .. حديثا لا أريد من ورائه جزاء ولا شكورا .. غير أني أحب لك ما أتمناه لنفسي من الخير ..
      أخيتي كم تمر علينا الأيام .. وتنقضي بحلوها ومرها .. بسعادتها وشقائها ..بكل ما فيها من تداعيات .. بكل ما فيها من أحزان .. وآلام .. وشقاء .. وبلاء ..
      لكن دعيني أسألك سؤال المشفقة - على نفسي الأمارة بالسوء - وعليك أيتها الغالية ..
      هلا سألت نفسك يوما .. أما من يوم ستزاح فيه عنا الهموم وينقشع فيه عنا كل هذا العنا .. أما من يوم تسعد فيه النفس .. وينشرح فيه الصدر .. بلى .. كلنا نؤمن يقينا .. أنه لابد من ذلك .. كلنا يؤمن بأهوال القيامة .. إلا أن جل اهتمامنا للأسف كان على هذه الدنيا الزائفة .. الفانية .. دار الشقاء والبلاء .. دار الفتن والمحن .. وما أشقى وأتعس من كانت مبلغ علمه ومنتهى سعيه ..
      أيتها الحبيبة المباركة .. لا بد لهذا اليوم من قدوم .. لكن ؟؟؟
      ماذا أعددنا له ؟
      ماذا قدمنا له ؟
      هل استشعرناه في أنفسنا ؟
      هل أخلصنا له العمل ؟
      يمر علينا حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل له إلا ظله رجلا ذكر الله - أي وعيده وعقابه - خاليا ففاضت عيناه ‏:‏ أي خوفا مما جناه واقترفه من المخالفات والذنوب ‏.‏
      ‏و حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‏:‏ ‏‏ عينان لا تمسهما النار أبدا وذكر منهما عين بكت في جوف الليل من خشية الله ‏ يمر علينا .. ونحن عنه في غفله .. كأننا جلبنا السعادة في اوجها .. وملكنا الدنيا بحذافيرها ..
      وتأملي معي رعاك الله أخيتي قول عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ‏:‏ لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار .
      ‏ وعون بن عبد الله ‏وهو يقول :‏ بلغني أنه لا تصيب دموع الإنسان من خشية الله مكانا من جسده إلا حرم الله ذلك المكان على النار ‏, ‏ ويصف الصحابة حال نبينا صلى الله عليه وسلم حين يغلبه البكاء فيكون لصدره صلى الله عليه وسلم أزيز كأزيز المرجل من البكاء أي فوران وغليان كغليان القدر على النار ‏.
      وتأملي رحمني الله وإياك برحمته ومغفرته الكندي وهو أحد علماء السلف رحمه الله وهو يقول :‏ البكاء من خشية الله تطفئ الدمعة منه أمثال البحار من النار ‏.‏
      وابن السماك وهو يعاتب نفسه ويقول لها ‏:‏ تقولين قول الزاهدين وتعملين عمل المنافقين ‏,‏ ومن ذلك الجنة تطلبين أن تدخليها ‏,‏ هيهات هيهات للجنة قوم آخرون ولهم أعمال غير ما نحن عاملون
      فماذا أنت قائلة لنفسك ؟
      أيتها المباركة .. في الأرض المباركة ..
      ‏يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏{‏ قال الله سبحانه وتعالى ‏:‏ وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ‏,‏ إن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ‏,‏ وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ‏}‏ ‏
      ‏ وقال أبو سليمان الداراني ‏:‏ كل قلب ليس فيه خوف الله فهو خراب ‏.‏ وقد قال تعالى ‏:‏ ‏{‏ فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ‏ }
      اللهم ثبت قلوبنا على الإيمان اللهم آتنا قلوبآ خاشعة و أعين تدمع من خشيتك ... آمين
      قبل أن أختم لك كلماتي هذه أذكر نفسي وإياك بقوله تعالى :
      { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }
      وصلى الله على الحبيب المصطفى الذي ما ترك خيرا الا دل عليه ولا شرا الا حذر منه وعلى آله وصحبه وسلم
    • الفارس المزعوم

      رن الهاتف

      ... الو
      000احذري يا قريبة الدمع من المحاجر000

      احذري فلستي رخيصة يا جوهرة من الجواهر000
      كم- والله- آلمني وآلم كل شهم حال تلك الفتاه التي عاشت مع"الفارس المزعوم"0
      هذا الفارس الذي ألقاها في ا ليم مجروحة،وجعلها تعيش في أحلامها أرجوحة
      لقد اغرورقت عيني بدمعة000

      فخنقتها في خاطري فتساقطت *** من أعيني،فشربتها متلعثما

      لقد ا تقن دور العاشقين ، وكان معها في الخطاب مبين ، أسرها بجميل الكلمات ،وقيدها بلطيف العبارات ، كساها من الثناء حلة ، وأهدها من بين الشوك فلة0
      فبنت بآ ملها القصور، وسكـنت بأحلامها الدور،وشيدت في عالمها الأبراج ، وصارعت مع فارسها الأمواج0
      لقد ظلت هذه الجريحة أشهرا طويلة وهي تبني على رمل ، وتلهث خلف سراب ، بذ لت له مشاعرها ، وتوسلت ا ليه بآهاتها،وأعطته ما ليس يعطى من حياتها000
      كم تخيلت الفسا تين التي سيشريها ، والعطور التي سيهديها ، والرسائل التي سيعطيها000

      كم اخترعت مكاتيبا سترسلها **** وأسعدتني ورود000سوف تهديها
      وكم ذهبت لوعد لاوجود لــه **** وكم حلمت بأثوب سأشريهـــــــــا

      ما ظنت يوما من الأيام ، أن يغلظ لها في الكلام ، فهي نوه الذي يلمع ، وشمسه التي تسطع0

      غرها الثناء ، فحلقت في السماء ، ولكن!!!!ما لبثت أن هوت بها الريح في مكان سحيق
      0 قتل أحلامها ، وذبح آمالها ، ونحر خيالها0000
      لقد انتهى كل شئ في لحظة واحدة0000
      نعم000في لحظة واحدة000
      ((يا من وقـفت دمي عليك
      وذللتني ، ونفـضتني
      كذبابة من عارضيك
      وأهنتني.....
      من بعد ماكنت الضياء بناظريك))
      لقد وجد هذا الفارس صوتا آخر..
      صوتا هو أرق عذوبة ، وأكثر في الخيال خصوبة000
      سيلعب معها الدور نفسه، ويعيد اليوم أمسه
      يردد لها نفس القصص ، ويعطيها في الثناء حصص...
      حتي اذا سئم منها ، أطبق في وجهها سماعة الهاتف وهو يردد

      تقولين الهوى شئ جمـــيل ** ألم تقرأ قديما شعر قيــــــــس
      لقد أخطأت حين ظننت أني ** أبيع رجولتي وأضيع رأسـي
      لقد شوّهـت أيامي وعمري ** فجفت ريشتي وانبح همســـي
      فأكبر من جمالك كبريائي ** فمهما كنت0أجمل منك نفسـي

      * فهل بعد ذلك سيبقى لهذا ( المخادع ) مكانا في سمعك ، وحظا من مشاعرك ، ونصيبا من خيالك ، ( اخيتي ) ان السعيد من اتعظ بغيره ، والشقي من اتعظ بنفسه .
    • المـرأة والفـوز


      المرأة نصف المجتمع
      لا
      بل هي المجتمع كلّـه

      على حـدّ مقولة : المرأة نصف المجتمع ، وهي تلد النصف الآخر !

      وهي نصف الدِّين لمن ظفِـر بها

      قال عليه الصلاة والسلام : من تزوّج فقد استكمل نصف الإيمان ، فليتق الله في النصف الباقي . رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان ، وحسّنه الألباني .

      وكأن في هذا إشارة إلى العزاب بنقص دينهم
      بل إشارة إلى الرجال جميعاً أن دينهم وإيمانهم لا يكمل إلا ( بامرأة )
      فهم بحاجة إلى النصف الآخـر شرعاً وعقلاً وطبعاً .

      وليس مجرّد تحصيل حاصل
      بل هـو الفـوز والظفـر

      أي فـوز تعني ؟
      أهـو الفـوز الرياضي ؟؟؟
      أم هـو الفـوز الدراسي ؟؟؟
      كلا . لا هذا ولا ذاك
      بل هـو الفـوز والظّفـر بـ " ذات الدين " بالمرأة المتدينة الصالحة

      فإذا تعددت وتنوّعت واختلفت مقاصد الناس في الزواج فعليك بالظفر والفـوز بصاحبة الدِّين

      " تُـنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين ترِبَتْ يداك " متفق عليه .

      ومعنى تَرِبَتْ يداك : أي التصقتا بالتّراب . كناية عن الفقر .
      وهذا من باب الدعاء على من نكح وتزوج لمقصد آخر غير الدّين .

      لمــاذا ذات الدّين بالذات ؟؟؟
      1 – لأنها خير متاع الدنيا .
      " الدنيا متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " رواه مسلم .

      2 – لأنها تُعين على الطاعة .
      " ليتخذ أحدكم : قلبا شاكرا ، ولسانا ذاكرا ، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة "
      قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سُئل : أي المال نتخذ ؟ رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .

      3 – لأنها من خصال السعادة
      " ثلاث من السعادة ، وثلاث من الشقاوة ؛
      فمن السعادة : المرأة تراها تعجبك ، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك .
      والدابة تكون وطية فتلحقك بأصحابك .
      والدار تكون واسعة كثيرة المرافق .
      ومن الشقاوة : المرأة تراها فتسوءك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك .
      والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك ، وإن تركبها لم تلحقك بأصحابك .
      والدار تكون ضيقة قليلة المرافق " رواه الحاكم ، وهو في صحيح الجامع .

      4 – لأنها أمان نفسي .
      " خير النساء من تسرّ إذا نظر ، وتطيع إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ومالها " رواه الإمام أحمد وغيره ، وحسنه الألباني .

      فأي فوز – بعد تقوى الله – أعظم من الفـوز بامرأة صالحـة ؟؟؟

      وها هنا وقفة نفسية مع قوله صلى الله عليه وسلم عن المرأة الصالحة : وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك .

      يؤكد علماء النفس أن الرجل – أيّاً كان – بحاجة إلى المرأة المتدينة !
      والمرأة بحاجة إلى الرجل المتديّن !
      لمــاذا ؟؟؟
      لأن الدِّين الذي يحمي صاحبه ضرورة من ضرورات الأمن النفسي
      وذلك في حالة غياب أحدهما عن الآخر يبقى الـودّ محفوظـاً لا لأجل الطرف الآخر فحسب ، بل لأن المتديّن – حقيقة – يُراقب الله ، ويعلم أن الله مُطّلع عليه .

      حدثني طبيب مسلم عربي يُقيم في فرنسا قال :
      أول ما أتيت إلى هذه البلاد الأوربية تركت زوجتي وأطفالي في بلدي ريثما أجد السكن المناسب وأُنهي بعض الترتيبات .
      قال : فعملت في إحدى المستشفيات ، وفي يوم من الأيام سألتني طبيبة فرنسية :
      أين زوجتـك ؟
      قال : قلت : في بلدي .
      قال : فعرضت عليّ أن أبيت معها على فراشها ولو ليلة واحدة !
      ( مع أنها ذات زوج ) !!
      قال : فرفضت ذلك وبشدّة .
      قالت : لمـاذا ؟ وأنت الآن أعزب ؟ وزوجتك بعيدة عنك ؟
      قال : لِعدّة اعتبارات :
      الأول : أن ديني ينهاني عن هذا الفعل القبيح .
      الثاني : أن عقيدتي تغرس في نفسي مراقبة الله وحده في الخلوة والجلوة .
      الثالث : أنني أحفظ الـودّ لزوجتي ، وكما أنني لا أرضى أن تخونني كذلك لا أخونها .
      الرابع : أن هذه الأمر ، وهذا الفعل دَيْنٌ مردود على صاحبه .

      قال : فرأيت الدهشة على وجهها .

      قال صاحبنا الطبيب :
      ثم سألتُ تلك الطبيبة :
      هل تأمنين زوجك ؟

      قالت :
      لو كُنت أجلس معه على طاولة واحدة ، فأغمضت عيني لم آمـن خيانته ! وهو كذلك لا يأمنني !

      فتأملوا حال أولئك الذين وصفهم العليم بهم بأنهم ( كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا )

      ثم تأملوا حال المرأة المسلمة الصالحة التي تحفظ زوجها وإن غاب عنها السنوات الطوال
      فهي :
      " لا تخالفه في نفسها ومالها "
      وهي :
      إن نظر إليها أعجبته ، وإن غاب عنها أمِنها على نفسها وعلى ماله .
      " المرأة تراها تعجبك ، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك "

      إذاً :

      الفـوز والظفـر بِذاتِ الدِّين مطلبٌ شرعي ، وضرورة نفسيّـة .

      " فاظفـر بِذاتِ الدِّين "
    • [B]السلام الله عليكم

      مشكوره اختى البلوشيه على موضوعك والذى ضم الكثير من النقاط الهامه حقا والتى البعض منا او الكثير

      من المتزوجين لا يعرفونها

      مجهود طيب وجبار منكى واقكر الشكر الجزيل لكى

      تحياتى والى الامام دوما ان شاء الله