سلسلة علماء بهلاء ....الجزء الأول ... العالم :(أبو عبيدة عبد الله بن القاسم ) .

    • سلسلة علماء بهلاء ....الجزء الأول ... العالم :(أبو عبيدة عبد الله بن القاسم ) .

      الشيخ أبو عبيدة عبدالله بن القاسم
      هو الشيخ عبدالله بن القاسم الملقب (بأبي عبيدة الصغير)[1] وكان يسكن بلدة بسيا[2]، وهو من علماء النصف الأول من القرن الثاني الهجري[3].

      وقد أخذ الشيخ أبو عبيدة الصغير العلم من الشيخ أبو عبيدة مسلم فكان أحد تلامذته النجباء[4].

      وقد قال الشيخ أبو العباس الدرجيني[5] عن الشيخ أبو عبيدة الصغير في طبقاته الجزء الثاني: "أحد فضلاء من أقام بالأمصار، وفقهاء تلك الأعصار والمستعين على إقامة الدين من أولئك الأنصار، لا يقصر إن بدا من أحد الأقصار، وكان عن طبع على القصد والاقتصار"[6].

      أما الشيخ أحمد بن سعيد الشماخي[7] صاحب كتاب (السير) فقال عن الشيخ أبو عبيدة الصغير في الجزء الأول:

      (…وكان ممن حاز السبق في حلقة الرهان علما وعملا وغاص في بحور الزهد والتقوى شابا وكهلا)[8].

      ويتضح لنا من خلال كلام المشايخ الدرجيني والشماخي وغيرهم في الشيخ أبو عبيدة عبدالله بن القاسم ما فيه ذو علم واسع وكان من التلامذة النجباء الذين تخرجوا على يد الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة، وتذكر بعض روايات في الزهد والتقوى الذي كان يتصف به وسنضرب مثالا على ذلك.

      فعندما كان الشيخ أبو عبيدة بن القاسم يذهب لمنـزل الفضل بن جندب[9] يحمل معه قرصين من خبز وملح ليأكل منهما، فسأله الفضل عن ذلك، وكان الفضل غنيا يحب الطعام الكثير ويقول له: سبحان الله يا أبا عبيدة تفعل بي مثل هذا، فقال أبو عبيدة: دعني منك وإلا لم أدخل عليك منـزلا[10].

      كذلك روي عنه أنه قد أقام بمكة زمانا وليست له زوجة، فقال له أصحابه: يا أبا عبيدة لو تزوجت؟ قال: ما أريد ذلك، ولم يزل أصحابه به حتى تزوج.

      وذكر عنه أيضا أن أصحابه قد طلبوا منه أن يتزوج امرأة من المسلمين كثيرة المال، وقالوا له: تزوجها فإنها تكفيك لا تكلفك مؤونة، فقال لهم: أما إذا أبيتم إلا ذلك فابلغوا مهرها مهر جيلها[11] ولا تنقصوها شيئا، ففعل أصحابه ما طلبه منهم، ولما تزوجها ودخل بها طابت له نفسها على الصداق كله وتركته له[12].

      إضافة إلى أن الشيخ كان تاجرا إلى جانب ذلك كان فقيهاً، فقد خرج في تجارة مع أصحابه إلى الصين وذلك سنة 140ه‍/758م[13]، فقد كان الشيخ أبو عبيدة يرفض أن يتصرف التصرفات التي كان يتصرفها غيره من التجار في عملية البيع والشراء، ومن ذلك عندما خرج إلى الصين تاجرا رأى قوما قد اشتروا عودا، فاشترك معهم بعد موافقتهم، فأخذ القوم يعيبون العود عند صاحبه وذلك حتى ينقص لهم ثمن العود، وكان الشيخ أبو عبيدة قد رفع فيه عشرين دينارا، فقاموا يمدحون العود ويقولون ما رأينا أحسن منه، فعرف أبو عبيدة حينئذ حيلتهم وقال لهم: سبحان الله تعيبون عود الرجل بلا عيب فيه، ردوا علي رأس مالي ولا حاجة لي في مشاركتكم، فردوا عليه رأس ماله[14].

      وقيل عنه أنه غضب ذات يوم على حبيب بن سابور[15] في أمر وصية الفضل بن جندب وكان –حبيب- سلفا للفضل، فقال أبو عبيدة: لأدعون الله عليك، ثم قال: اللهم أدخل بيته قناطر الذهب والفضة، فقال له أحد أصحابه: يا أبا عبيدة إنك إنما دعوت له، قال: لا والله، ولكني دعوت عليه، وأي شر أشد من أن يدخل بيته قناطر الذهب والفضة[16].

      ولما تولى أبو جعفر الملقب بالمنصور الإمارة[17] كان الشيخ أبو عبيدة الصغير والفضل بن جندب وعلي الحضرمي[18] ووائل بن أيوب[19] بالمسجد الحرام، فأغلق الجنود أبواب المسجد لأخذ البيعة لأبي جعفر، إلا أن هؤلاء المشايخ استطاعوا النجاة والخروج من المسجد ولم يعطوا البيعة لأبي جعفر، فقال وائل بن أيوب للشيخ أبي عبيدة بعد ذلك: ماذا ستفعل لو أخذت بالبيعة لأبي جعفر؟ فقال: تذهب والله نفسي دون أن أعطيهم هذه البيعة[20].

      وكان الشيخ أبو عبيدة الصغير ممن يؤخذ عنهم العلم، فقد كان كما ذكرنا سالفا من تلامذة الإمام أبي عبيدة مسلم النجباء، فقد روى عنه الشيخ أبو غانم الخراساني في مدونته الكبرى بقوله: (قال أبو عبيدة عبدالله بن القاسم: وأرى أن يدخل يحتش خصب أرضه ولا يمنع من ذلك، ولم أسمع من أبي عبيدة مسلم فيه شيئا.اه‍)[21].

      كذلك ذكر الشيخ عمر بن سعيد المعد[22] في كتابه (منهاج العدل)[23]: (…وقال جميل عن أبي عبيدة الأصغر عن أبي المهاجر عن أبي عبيدة الأكبر عن أبي الشعثاء جابر بن زيد عن عبدالله بن العباس عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال حين رأى جبريل: يا عبدالله إنك رأيت لم ير أحد من بني آدم من الأشياء فتكون فقيها عالما ولا تخرج من الدنيا حتى يعمي الله بصرك.اه‍)[24].

      & وفاته

      اختلف في وفاة الشيخ أبو عبيدة عبدالله بن القاسم –رحمه الله- فقد ذكر الشيخ الشماخي عن أبي سفيان[25] أنه سمع رجلا من خراسان عن أبي عبيدة الصغير وهو الذي تولى أمره في مرضه في خراسان –أي أبا عبيدة-يقول: كان عبدالله بن القاسم يصلي قائما، فلما غلب –أي عجز- حملته حتى قعد على المسجد فكبر ثم ركع ثم هوى إلى السجود فظننت أنه غلب فبادرت لأرفعه فجذبني فأرسلته فسجد وهو جالس، فلما فرغ والتفت إلي قال: إنما الإيماء على من كان على الفراش أو دابة أو سفينة وأما من كان في المسجد فإنما يركع ويسجد.اه‍)[26].

      فذكر الدكتور الراشدي: أنه على هذا القول تكون وفاة الشيخ أبو عبيدة الصغير في خراسان وذلك بدليل القول السابق.

      أما الشيخ خميس بن سعيد الشقصي[27] فيذكر الدكتور مبارك الراشدي في بحثه أنه وجد في كتاب (منهج الطالبين وبلاغ الراغبين)[28] أن الشيخ أبي عبيدة قد توفي في حضرموت[29].

      أما الراشدي في بحثه فذكر أن الشيخ أبو عبيدة الصغير قد انتقل إلى عمان موطنه الأصلي[30]، ولم يذكر بعد ذلك من أن وفاته كانت بعمان، فقد ذكر أقوال الشيخين السابقين الشقصي والشماخي.
    • بــــــــــــــــــــــــــــــارك الله فيك

      بسم الله الرحمن الرحيم


      أخي العزيز الاباضي الواعد أحسنت وبارك الله فيك



      نحن بأنتظار السلسلة لانه كما نعلم فإن ولاية بهلا زخرة بالكثير من العلماء مثل أبي الحسن البسيوي , ابن بركة, ابي سعيد الكدمي , عائشة الريامية , .........................لخ والكثير والكثير من العلماء









      :eek: المنتجات الامريكية والاسرائلية
      :eek: شارون :eek: بوش
    • السلام عليكم.....

      أخي الأباضي الواعد.....

      جهد جميل تشكر عليه ...بالفعل نحن بحاجة لمثل هذه المعلومات عن علمائنا الأكارم....

      جزاك الله خيرا ...وجعله في ميزان حسناتك....


      ولكن اسمح لي بنقل الموضوع لساحة الشريعة لأن المعلومات أو السلسلة المطروحة دينية وهناك ستلقى نقاشا أفضل وأبلغ...
      وبالتوفيق...