أصحاب الكهف

    • أصحاب الكهف

      [B]من القصص المذكورة في القرآن الكريم التي ذكرها الله عز وجل ل[/B][B] أ[/B][B]خذ العبرة منها, قصة[/B] [B]اصحاب الكهف. و في هذه القصة الكثير من الامور التي يصعب تفسيرها على الغير متبحر في علوم القرآن الكريم, فكيف بنا نحن البشر الذين لم ندرس و نتخصص في هذه العلوم ؟ [/B]
      [B] [/B]
      [B]سورة سميت بالكهف!! اليس ذلك تكريم لاصحاب الكهف ؟[/B][B]
      [/B][B]من هم اصحاب الكهف[/B][B] [/B][B]؟[/B][B]
      [/B][B]ما قصتهم؟[/B][B]
      [/B][B]لماذا لبثوا في الكهف؟[/B][B]
      [/B][B]كم لبثوا في الكهف؟[/B][B]

      [/B][B]كل من قرأ[/B][B] [/B][B]القصة تتبادر الى ذهنه الكثير من الاسئلة [/B][B].. [/B][B]الا ان كان لا يميل الى التفكير ولا يملك حب المعرفة [/B][B]![/B][B] [/B]
      [B] [/B]

      [B]ثلاثة من اليهود سألوا الإمام علي(عليه السلام)، وكان كل منهم يملك سؤالا وكان شرطهم إذا أجاب أمير المؤمنين الأسئلة أسلموا، [/B][B]سأل الاول فابتدأ الامام علي [/B][B]([/B][B]عليه السلام[/B][B] )[/B][B] بذكر ان كل ما لديه من عند محمد[/B] [B](صلى الله عليه وعلى آله وسلم) [/B][B]واجاب[/B] [B]عليه. سأل اليهودي الثاني فأجابه الامام عليه السلام كذلك. سأل الثالث و لم يبخل الامام بالاجابة كذلك..حينها اقر اليهوديان الاول والثاني بديانة محمد واسلما [/B][B]. [/B]
      [B] [/B]
      [B] [/B]
      [B]لكن الثالث آبى وقال, ربما اسلم من معي لكني املك بعض الاسئلة فلتجبني عنها ولترني[/B][B] [/B][B]ما علمك محمد[/B][B]. [/B]
      [B] [/B]
      [B]قال اليهودي[/B][B] :
      [/B][B]اخبرني عن قوم في أول الزمان ماتوا ثلثمائة و تسع سنين أحياهم الله فما كان من قصتهم؟ [/B]
      [B] [/B]
      [B] [/B]
      [B]وكان هذا السؤال مدخل الى ذكر قصة اهل الكهف من راويها باب مدينة العلم الكرار[/B][B] [/B][B]الامام علي [/B][B]( [/B][B]عليه السلام[/B][B] ).[/B]
      [B]قال تعالى : ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ[/B][B] [/B][B]إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى[/B][B] [/B][B]قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن[/B][B] [/B][B]نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا * هَؤُلَاء قَوْمُنَا[/B][B] [/B][B]اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ[/B][B] [/B][B]فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ) الكهف[/B][B] .[/B][B] [/B]
      [B] [/B]
      [B]قال علي رضي الله عنه[/B][B] :
      [/B][B]يا يهودي هؤلاء أصحاب الكهف و قد أنزل الله علي نبينا قرآنا فيه قصتهم وإن شئت قرأت عليـك قصتهم؟ [/B]
      [B]فقال اليهودي[/B][B] :
      [/B][B]ما أكثر ما قد [/B][B]سمعنا قراءتكم إن كنت عالماً فاخبرني بأسمائهم وأسماء آبائهم, وأسماء مدينتهم, واسم ملكهم, واسم كلبهم, واسم جبلهم, واسم كهفهم, وقصتهم من أولها إلى آخرها [/B][B].[/B]

      [B]فاختبى علي ببردة رسول الله (صل الله عليه وآله و سلم) ثم قال[/B][B] :
      [/B][B]يا أخا العرب[/B][B] [/B][B]حدثني حبيبي محمد (صل الله عليه و آله وسلم) أنه كان بأرض رومية يقال لها "أفسوس" و يقال هي "طرطوس" و كان اسمها في الجاهلية "أفسوس" فلما جاء الإسلام سموها "طرطوس [/B][B]" [/B][B]قال: و كان لهم ملك صالح فمات ملكهم و انتشر أمرهم فسمع به ملك من ملوك فارس يقال له: دقـيانوس. وكان جباراً كافراً فأقبل في عساكر حتى دخل أفسـوس فاتخذها دار ملكه وبنى فيها قصراً [/B][B].[/B]
      [B] [/B]
      [B]فوثب اليهودي وقال: إن كنت عالماً فصف لي ذلك القصر و مجالسه[/B][B] .[/B][B]
      [/B][B]فقال: يا أخا[/B][B] [/B][B]اليهودي ابتني فيها قصراً من الرخام طوله فرسخ و عرضه فرسخ و اتخذ فيه أربعة آلاف اسطوانة من الذهب والف قنديل من الذهب لها سلاسل من اللجين تسرج في كل ليلة بالأدهان الطيبة واتخذ لشرقي المجلس مائة و ثمانين قوة, و لـغربـيّـة كذلك, وكانت الشمس من حين تطلع إلي حين تغيب تدور في المجلس كيفما دارت, و اتخذ فيه سريراً من الذهب طوله ثمانين ذراعاً في عرض أربعين ذراعاً مرصعاً بالجواهر, ونصب على يمين السرير ثمانين كرسياً من الذهب فأجلس عليها بطارقته, واتخذ أيضاً ثمانين كرسياً من الذهب عن يساره فأجلس عليها هراقلته, ثم جلس هو على السرير ووضع التاج على رأسه [/B][B].[/B]
      [B] [/B]
      [B] [/B]
      [B] [/B]
      [B] [/B]
      [B]فوثب اليهودي وقال: يا علي إن كنت عالماً فاخبرني مم كان تاجه؟[/B][B]
      [/B][B]قال: يا أخا[/B] [B]اليهود كان تاجه من الذهب السبيك له تسعة أركان على كل ركن لؤلؤة تضيء كما يضيء[/B][B] [/B][B]المصباح في الليلة الظلماءو واتخذ خمسين غلاماً من ابناء البطارقة فمنطقهم بمناطق[/B][B] [/B][B]الديباج الأحمر, وسرولهم بسراويل القز الأخضر, وتوّجهم و دملجهم و خلخلهم وأعطاهم[/B][B] [/B][B]عمد الذهب وأقامهم على رأسه, واصطنع ستة غلمان من أولاد العلماء و جعلهم وزرائه[/B][B] , [/B][B]فما يقطع امراً دونهم وأقام منهم ثلاثة عن يمينه, و ثلاثة عن شماله[/B][B] .[/B][B] [/B]

      [B]لم يلاحظ احد مدى الدقة في الرواية! في القرآن الكريم, لم يذكر سبحانه و تعالى[/B][B] [/B][B]العدد الصحيح لاصحاب الكهف. بدء بقوله[/B][B] :[/B][B] [/B][B]سَيَقُولُونَ[/B][B] [/B][B]ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا [/B][B].[/B]
      [B] [/B]
      [B]فكما ترون, اربعة خامسهم كلبهم, خمسة سادسهم كلبهم, و سبعة ثامنهم كلبهم! اما في[/B][B] [/B][B]رواية الإمام علي (ع) فقد أجزم انهم ستة فتية ولم يذكر أن معهم كلب! لنتابع رواية[/B][B] [/B][B]الإمام لنعرف اسماء الستة و ما علاقة الكلب بهم[/B][B] .[/B][B] [/B]
      [B] [/B]
      [B]فوثب اليهو[/B][B]د [/B][B]ي وقال: يا علي إن كنت صادقاً فأخبرني ما كانت أسماء الستة؟ [/B]
      [B]فقال علي[/B][B] [/B][B]كرم الله وجهه: حدثني حبيبي محمد (صل الله عليه وآله وسلم) إن الذين كانوا عن يمينه أسمائهم: ( تمليخا, و مكـسلمينا [/B][B], [/B][B]و محمسلمينا) وأما الذين كانوا عن يساره فـ [/B][B]([/B] [B]مرطليوس, و كشطوس, و سادنيوس) و كان يستشيرهم في جميع أموره و كان إذا جلس كل يوم في صحن داره واجتمع الناس عنده دخل من باب الدار ثلاثة غلمة في يد أحدهم جام من الذهب مملوء من المسك, و في يد الثاني جام من فضة مملوء من ماء الورد, وعلى يد الثالث طائر فيصيح به فيطير الطائر حتى يقع في جام ماء الورد فيتمرغ فيه فينشف ما فيه بريشه و جناحيه, ثم يصيح به الثاني فيطير فيقع في جام المسك فيتمرغ فيه فينشف ما فيه بريشه و جناحيه, فيصيح به الثالث فيطير فيقع على تاج الملك فينفض ريشه وجناحيه على رأس الملك بما فيه من المسك وماء الورد, فمكث الملك في ملكه ثلاثين سنة من غير أن يصيبه صداع ولا وجع و لا حمى و لا لعاب و لا بصاق و لا مخاط, فلما رأى ذلك من نفسه عتا و طغى و تجبر واستعصى وادعى الربوبية من دون الله تعالى ودعا اليه وجوه قومه فكل من أجابه أعطاه و حباه و كساه و خلع عليه, و من لم يجبه و يتابعه قتله, فأجابوه بأجمعهم فأقاموا في ملكه زماناً يعبدونه من دون الله تعالى, فبينما هو ذات يوم جالس في عيد له على سريره والتاج على رأسه إذ أتى بعض بطارقته فأخبره أن عساكر الفرس قد غشيته يريدون قتله فاغتم لذلك غماً شديداً حتى سقط التاج عن رأسه و سقط هو عن سريره, فنظر أحد فتيته الثلاثة الذين كانوا عن يمينه إلى ذلك وكان عاقلاً[/B] [B]يقال له: تمليخا[/B][B] .[/B][B]

      [/B][B]فتفكر و تذكر في نفسه وقال: لو كان دقيانوس إلهاً كما يزعم[/B][B] [/B][B]لما حزن و لما كان ينام و لما كان يبول و يتغوط, و ليست هذه الأفعال من صفات الإله[/B][B] , [/B][B]وكانت الفتية الستة يكونون كل يوم عند واحد منهم و كان ذلك اليوم نوبة "تمليخا[/B][B] " [/B][B]فاجتمعوا عنده فاكلوا وشربوا ولم يأكل يمليخاَ ولم يشرب فقالوا يا تمليخا! ما لك لا[/B] [B]تأكل ولا تشرب؟[/B]
      [B]فقال: يا إخواني قد وقع في قلبي شيء منعني عن الطعام والشراب[/B][B] [/B][B]والمنام[/B][B] .
      [/B][B]فقالوا: وما هو يا تمليخا ؟[/B]
      [B]فقال: أطلت فكري في السماء فقلت: من[/B][B] [/B][B]رفعها سقفا محفوظاً بلا علاقة من فوقها ولا دعامة من تحتها؟ وما أجرى فيها شمسها و[/B][B] [/B][B]قمرها؟ و من زيّنها بالنجوم ؟ ثم أطلت فكري في نفسي فقلت: من أخرجني جنيناً من بطن[/B][B] [/B][B]أمي؟ و من غذاني و رباني؟ إن لهذا صانعاً و مدبراً سوى دقيانوس الملك, فانكبت[/B][B] [/B][B]الفتية على رجليه يقبلونهما وقالوا: يا تمليخا لقد وقع في قلوبنا ما وقع في قلبك[/B] [B], [/B][B]فأشر علينا[/B][B] .[/B]
      [B]قال: يا إخواني ما أجد لي ولكم حلية إلا الهرب من هذا الجبار إلى[/B][B] [/B][B]ملك السماوات والأرض. فقال: الرأي ما رأيت فوثب تمليخا فابتاع تمراً بثلاثة دراهم[/B][B] [/B][B]وسرها في ردائه و ركبوا خيولهم و خرجوا فلما ساروا قدر ثلاثة أميال من المدينة قال[/B][B] [/B][B]لهم تمليخا: يا إخوتاه قد ذهب عنا ملك الدنيا و زال عنا أمره, فانزلوا عن خيولكم[/B][B] [/B][B]وامشوا على أرجلكم لعل الله يجعل من امركم فرجاً و مخرجاً. فنزلوا عن خيولهم و مشوا[/B][B] [/B][B]على أرجلهم سبع فراسخ حتى صارت ارجلهم تقطر دماً لأنهم لم يعتادوا المشي على[/B][B] [/B][B]أقدامهم فاستقبلهم رجل راع فقالوا: أيها الراعي أعندك شربة ماء أو لبن؟[/B][B]
      [/B][B]فقال[/B] [B]: [/B][B]عندي ما تحبون ولكني ارى وجوهكم وجوه الملوك و ما أظنكم إلا هراباً فاخبروني[/B][B] [/B][B]بقصتكم[/B][B] .
      [/B][B]فقالوا: يا هذا إنا دخلنا في دين لا يحل لنا الكذب افينجينا الصدق؟ قال [/B][B]: [/B][B]نعم. فأخبروه بقصتهم فانكب الراعي على أرجلهم يقبلهما ويقول: قد وقع في قلبي ما وقع في قلوبكم فقفوا إليّ هـهنا حتى أردّ الأغنام إلى اربابها وأعود اليكم. فوقفوا له حتى ردها وأقبل يسعى فتبعه كلب له [/B][B].[/B]
      [B]يبدو انه لم يكن هناك كلب حيث الكلب المذكور هو كلب الراعي[/B][B] ..
      [/B][B]هل سينضم الراعي[/B][B] [/B][B]اليهم ليصبحوا 7 ؟ [/B][B]
      [/B][B]لماذا تبع الكلب الراعي؟[/B][B]
      [/B][B]هل سيصبحوا 7 ثامنهم كلبهم ؟[/B][B] [/B]

      [B] [/B]
      [B]كما ذكر سابقا، [/B][B]إخبار ان الفتية كانوا ستة, و خرجوا ركوبا على خيول..ساروا مسافة 3 اميال..والميل يزيد عن الكيلوا بـ 25 متر. بعدها تمليخا اشار عليهم بالنزول عن الخيول والمشي لعل الله يجعل من امرهم فرجاً و مخرجاً. و التقوا بالراعي الذي شك في امرهم حيث لباسهم كان يشير الى طبيعة مجلسهم و غريب ان تـُـدمى ارجلهم من السير..فامثالهم يملكون الركب (الخيل). فقصوا عليه قصتهم حتى اخبرهم عما في قلبه ايضا و طلب ان يلتحق بهم.... فاصبح عددهم 7. وكما ذكر الخالق عز وجل في كتابة [/B][B]"[/B][B] [/B][B]وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ[/B][B] " [/B][B]فمن المؤكد ان الكلب معهم ولكن[/B] [B]... [/B][B]لماذا[/B][B] [/B][B]؟[/B][B]
      [/B][B]هناك معجزة حدثت أمام ناظر هؤلاء الفتية, وهي ما ثبت[/B][B] [/B][B]قلوبهم على الإيمان وهي التي جعلتهم يتخذون موقفهم من الكلب[/B][B] .[/B][B] [/B]
      [B]تعالوا نكمل القصة ونعرف.[/B][B] [/B]

      [B] [/B]
      [B]فوثب اليهودي قائما و قال: يا علي إن كنت عالما فأخبرني ما كان لون الكلب و اسمه؟[/B][B]
      [/B][B]فقال: يا أخا اليهود حدثني حبيبي محمد صل الله عليه وآله وسلم إن الكلب كان[/B][B] [/B][B]أبلق بسواد و كان اسمه "قطمير" قال: فلما نظر الفتية إلى الكلب قال بعضهم لبعض: إنا[/B][B] [/B][B]نخاف أن يفضحنا بنبيحه فألحوا عليه طرداً بالحجارة فلما نظر إليهم الكلب و قد ألحوا[/B][B] [/B][B]عليه بالحجارة والطرد أقعى على رجليه وتمطى وقال بلسان طلق ذلق: يا قوم لِـمَ[/B][B] [/B][B]تطردوني وانا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, دعوني أحرسكم من عدوكم[/B][B] [/B][B]وأتقرب بذلك إلى الله سبحانه و تعالى. فتركوه ومضوا فصعد بهم الراعي جبلا و انحط[/B][B] [/B][B]بهم أعلى كهف[/B][B] .[/B][B] [/B]
      [B] [/B][B] [/B]
      [B]هل سمعتم عن حيوان ناطق بلغة البشر من قبل؟ اخبر القرآن الكريم عن قدرة نبيه سليمان[/B][B] [/B][B]([/B][B] عليه السلام) على فهم لغة الحيوان, لكن لم نقرأ عن حيوان ناطق. هذا ما كان من شأن[/B][B] [/B][B]الكلب الذي رافق صاحبه الراعي والفتية الستة الى الكهف[/B][B] .
      [/B][B]لماذا دخلوا الكهف؟[/B][B]
      [/B][B]قد عرفتم انهم هربوا من حاكم القوم آنذاك, واشار عليهم الراعي بالجبل ليختفوا عن الانظار[/B] [B].[/B]
      [B]كم لبثوا في الكهف ؟[/B][B]
      [/B][B]لنتابع[/B][B] ... [/B]

      [B]فوثب اليهودي وقال: يا علي ما اسم ذلك الجبل؟ وما إسم الكهف؟[/B][B]
      [/B][B]قال امير[/B] [B]المؤمنين: يا أخا اليهود إسم الجبل "ناجلوس" وإسم الكهف "الوصيد" وقيل: خيرم قال[/B][B] : [/B][B]وإذا بفناء الكهف أشجاره مثمره و عين غزيرة, فأكلوا من الثمار وشربوا من الماء و[/B][B] [/B][B]جنـّهم الليل فآووا إلى الكهف و ربض الكلب على باب الكهف و مدّ يديه عليه, وأمر[/B][B] [/B][B]الله ملك الموت بقبض أرواحهم, و وكل الله تعالى بكل رجل منهم ملكين يقلبانه من ذات[/B][B] [/B][B]اليمين إلى ذات الشمال, و من ذات الشمال إلى ذات اليمين, قال: وأوحى الله تعالى إلى[/B][B] [/B][B]الشمس فكانت تزاور عن كهفهم ذات اليمين إذا طلعت, و إذا غربت تقرضهم ذات الشمال[/B][B] , [/B][B]فلما رجع الملك "دقيانوس" من عيده سأل عن الفتيه فقيل له: إنهم اتخذوا إلهاً غيرك و[/B][B] [/B][B]خرجوا هاربين منك فركب في ثمانين ألف فارس و جعلوا يقتفوا آثارهم حتى صعد الجبل[/B][B] [/B][B]وشارف الكهف فنظر اليهم مضطجعين فظن أنهم نيام, فقال لأصحابه: لو أردت أن أعاقبهم[/B][B] [/B][B]بشيء ما عاقبتهم بأكثر مما عاقبوا به أنفسهم فآتوني بالبنائين فأتى بهم فردموا[/B][B] [/B][B]عليهم باب الكهف بالجبس والحجارة ثم قال لأصحابه: قولوا لهم يقولوا لإلههم الذي في[/B][B] [/B][B]السماء إن كانوا صادقين يخرجهم من هذا الموضع. فمكثوا ثلثمائة و تسع سنين, فنفخ[/B][B] [/B][B]الله فيهم الروح وهموا من رقدتهم لما بزغت الشمس, فقال بعضهم لبعض: أنا من أمرنا[/B][B] [/B][B]هذا لفي عجب مثل هذه العين قد غارت في ليلة واحدة, ومثل هذه الأشجار قد جفلت في[/B][B] [/B][B]ليلة واحدة, فألقى الله عليهم الجوع فقالوا: أيكم يذهب بورقكم هذه إلى المدينة[/B][B] [/B][B]فليأتنا بطعام منها ولينظر أن لا يكون من الطعام الذي يعجن بشحم الخنازير وذلك[/B][B] [/B][B]لقوله تعالى: فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما. أي أحل[/B][B] [/B][B]وأجود وأطيب فقال لهم تمليخا: يا إخوتي لا يأتيكم أحد بالطعام غيري ولكن أيها[/B][B] [/B][B]الراعي ادفع لي ثيابك وخذ ثيابي. فلبس ثياب الراعي و مر وكان يمر بمواضع لا يعرفها[/B][B] [/B][B]و طريق ينكرها حتى اتى باب المدينة, فإذا عليه علم أخضر مكتوب عليه: لا إله إلا[/B][B] [/B][B]الله عيسى روح الله صلى الله على نبينا وعليه وسلم فطفق الفتى ينظر إليه و يمسح[/B][B] [/B][B]عينيه و يقول: أراني نائما فلما طال عليه ذلك دخل المدينة فمر بأقوام يقرؤن الإنجيل[/B][B] [/B][B]واستقبله أقوام لا يعرفهم حتى انتهى إلى السوق فإذا هو بخباز فقال له: يا خباز ما[/B][B] [/B][B]أسم مدينتكم هذه؟ قال:أفسوس. قال و ما اسم ملككم؟ قال: عبد الرحمن. قال تمليخا: إن[/B][B] [/B][B]كنت صادقاً فإن امري عجيب إدفع إليّ بهذه الدراهم طعاماً وكانت دراهم ذلك الزمان[/B][B] [/B][B]الاول ثقالاً كباراً فعجب الخباز من تلك الدراهم[/B][B] .[/B][B] [/B]
      [B] [/B]
      [B]فوثب اليهودي وقال: يا علي إن كنت عالماً فأخبرني كم كان وزن الدرهم منها؟[/B][B] [/B]
      [B]فقال: يا أخا اليهود: أخبرني حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وزن كل درهم عشرة[/B][B] [/B][B]دراهم وثلثا درهم فقال له الخباز: يا هذا إنك قد أصبت كنزاً فاعطني بعضه وإلا ذهبت[/B][B] [/B][B]بك إلى الملك. فقال تمليخا ما أصبت[/B][B] [/B][B]كنزاً وانما هذا من ثمن ثمر بعته منذ ثلاثة ايام[/B][B] [/B][B]وقد خرجت من هذه المدينة وهم يعبدون الملك دقيانوس الملك. فغضب الخباز وقال: ألا[/B][B] [/B][B]ترضى ان اصبت كنزاً ان تعطيني بعضه؟ حتى تذكر رجلاً جباراً كان يدّعي الربوبية قد[/B][B] [/B][B]مات منذ ثلثمائة سنة وتسخر بي ثم امسكه واجتمع الناس ثم انهم أتوا به إلى الملك[/B][B] [/B][B]وكان عاقلا عادلا فقال لهم : ما قصة [/B][B]
      [/B][B]هذا الفتى؟ [/B]
      [B]قالوا : اصاب كنزاً[/B][B] .[/B][B] [/B]
      [B]فقال له الملك : لا تخف فإن نبينا عيسى عليه السلام امرنا ان لا نأخذ من الكنوز إلا[/B][B] [/B][B]خمسها فادفع إلي خمس هذا الكنز وامضي سالماً[/B][B] .
      [/B][B]فقال: أيها الملك تثبت في أمري ما[/B][B] [/B][B]أصبت كنزاً وإنما أنا من أهل هذه[/B][B] [/B][B]المدينة فقال له: أنت من أهلها؟[/B][B]
      [/B][B]قال[/B][B] : [/B][B]نعم[/B] [B].
      [/B][B]قال : أفتعرف فيها أحداً؟[/B][B]
      [/B][B]قال: نعم[/B][B] .
      [/B][B]قال: فسمي له نحواً من الف رجل [/B][B]فلم يعرفوا منهم رجلاً واحد[/B] [B]
      [/B][B]قالوا: يا هذا ما نعرف هذه الأسماء مليست هي من أهل[/B][B] [/B][B]زماننا، ولكن هل لك في هذه المدينة داراً؟[/B][B] [/B]
      [B] [/B]

      [B]فقال: نعم أيها الملك، فإبعث معي أحداً، فبعث معه الملك جماعة حتى أتى بهم داراً[/B][B] [/B][B]أرفع دار في المدينه وقال: هذه داري ثم قرع الباب فخرج لهم شيخ كبير قد استرخا[/B][B] [/B][B]حاجباه من الكبر على عينيه وهو فزع مرعوب[/B][B] [/B][B]مزعور فقال: أيها الناس ما بالكم؟[/B][B]
      [/B][B]فقال[/B][B] [/B][B]له رسول الملك إن هذا الغلام يزعم أن هذه الدار داره فغضب الشيخ والتفت إلى تمليخا و تبيّنه وقال له: ما أسمك؟[/B][B]
      [/B][B]قال: تمليخا بن فلسين[/B] [B]. [/B]
      [B] [/B]

      [B]فقال له الشيخ: أعد عليّ. فأعاد عليه فانكبّ الشيخ على يديه و رجليه يقبلهما وقال[/B][B] : [/B][B]هذا جدي و رب الكعبه وهو أحد الفتية الذين هربوا من "دقيانوس" الملك الجبار إلى[/B][B] [/B][B]جبار السموات و الأرض ولقد كان عيسى عليه السلام أخبرنا بقصتهم و أنهم سيحيون[/B][B] . [/B][B]فأنهى ذلك إلى الملك وأتى إليهم وحضرهم فلما رأى الملك تمليخا نزل عن فرسه و حمل[/B][B] [/B][B]على عاتقه فجعل الناس يقبلون يديه و رجليه ويقولون له: يا تمليخا ما فـُعل بأصحابك؟[/B][B] [/B][B]فأخبرهم انهم في الكهف[/B][B] .[/B][B] [/B]
      [B] [/B]
      [B]وكانت المدينة قد وليها رجلان ملك مسلم و ملك نصراني فركبا في اصحابهما وأخذا[/B][B] [/B][B]تمليخا فلما صاروا قريباً من الكهف قال لهم تمليخا: يا قوم إني أخاف أن اخوتي يحسون[/B][B] [/B][B]بوقع حوافر الخيل والدواب وصلصلة اللجم[/B][B] [/B][B]والسلاح فيظنون أن "دقيانوس" قد غشهم[/B][B] [/B][B]فيموتون جميعا فقفوا قليلاً حتى أدخل إليهم فأخبرهم[/B][B] .[/B][B] [/B]
      [B] [/B]
      [B]فوقف الناس و دخل عليهم تمليخا فوثب اليه الفتية و اعتنقوه وقالوا: الحمد لله الذي[/B][B] [/B][B]نجاك من "دقيانوس". فقال: دعوني منكم و من "دقيانوس" كم لبثتم؟ قالوا: لبثنا يوماً[/B][B] , [/B][B]أو بعض يوم. قال: بل لبثتم ثلثمائة و تسع سنين. وقد مات "دقيانوس" وانقرض قرن بعد[/B][B] [/B][B]قرن و آمن أهل المدينة بالله العظيم و قد جاءكم. فقالوا له: يا تمليخا! تريد أن[/B][B] [/B][B]تصيرنا فتنة للعالمين؟ قال: فماذا تريدون؟ قالوا: ارفع يدك و نرفع أيدينا فرفعوا[/B][B] [/B][B]أيديهم وقالوا: اللهم بحق ما اريتنا من العجائب في أنفسنا إلا قبضت ارواحنا ولم[/B][B] [/B][B]يطلع علينا أحد. فأمر الله ملك الموت فقبض أرواحهم وطمس الله باب الكهف وأقبل[/B][B] [/B][B]الملكان يطوفان حول الكهف سبعة أيام فلا يجدان له باباً و لا منفذاً ولا ملكا[/B][B] [/B][B]فايقنا حينئذ بلطيف صنع الله الكريم وأن احوالهم كانت عبرة أراهم الله إياها. فقال[/B][B] [/B][B]المسلم: على ديني ماتوا وأنا أبني على باب الكهف مسجداً. وقال النصراني: بل ماتوا[/B][B] [/B][B]على ديني فأنا أبني على باب الكهف ديراً[/B][B] .[/B][B] [/B]
      [B] [/B]
      [B]فاقتتل الملكان فغلب المسلم النصراني فبنى على باب الكهف مسجداً, فذلك قوله تعالى[/B][B] : [/B][B]قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً وذلك يا يهودي ! ما كان من[/B][B] [/B][B]قصتهم[/B][B] .[/B]
      [B] [/B]
      [B]الى هنا تنتهي قصة اصحاب الكهف, و انقل لكم ما حدث بعد ان قص الإمام علي (ع[/B][B] ليه السلام)[/B][B] [/B][B]بالتفصيل قصة اصحاب الكهف واجاب اليهودي عن اسئلته [/B][B]. [/B]
      [B] [/B]
      [B]قال علي كرم الله وجهه لليهودي: سألتك بالله يا يهودي أوافق هذا ما في توراتكم؟[/B][B]
      [/B][B]فقال اليهودي ما زدت حرفـاً و لا نقصت حرفاً يا أبا الحسن! لا تسمني يهودياً[/B][B] [/B][B]اشهد أن لا إله إلا الله, وأن محمداً عبده و رسوله وإنك أعلم هذه[/B][B] [/B][B]الأمة[/B][B] .[/B]
      [B] [/B]

      [B]-منقول-[/B]