يوم الكذب العالمي..

    • يوم الكذب العالمي..

      يوم الكذب العالمي..


      يكتبها : مسعود الحمداني
      جريدة عُمان

      [INDENT][INDENT]
      يحتفل العالم بالكذب، وكأنه احتفال بما هو مفقود، رغم أننا نحتفل به، ونمارسه كل يوم، وفي كل لحظة: نراه في شاشات التلفاز، ونسمعه في الإذاعات، ونقرأه في الصحف، والمجلات، ونمارسه في الأسواق، ونرسمه في أشعارنا، ونحمله في شعاراتنا، ونغنّيه في مساءاتنا، تمارسه الدول الكبرى، وتصدّقه الدول الصغرى، وإنْ كان بدون اقتناع!!، يمارسه المثقف، والسلطة، والموظفون، والمراجعون، وحتى العلماء، والأكاديميون في كل مكان وزمان، نمارسه على مستوى المشاعر، وفي مكاتبنا، عند المسؤولين، وفي المناسبات الاجتماعية، وعلى مساحات خطوط العرض والطول، فالكذب ليس له يوم، إنّه العالَم حيث يكون، والمجتمع حيث يتشكّل، ولكننا كبشر نحاول دائما أن نضفي على الأشياء التي (نحبّها) نوعا من الأهمية والقداسة، ولذلك نحتفل بالكذب في بداية ابريل، رغم انه عادة يومية تُمارس بشكل يومي، واعتيادي.
      أليست حرب العراق كذبة كبرى نعيشها منذ سنوات؟.. أليست الانتخابات الديمقراطية العربية كذبة تمارسها الكثير من الجمهوريات؟!!.. أليس تمسّك كوبا بالخيار الشيوعي بعد خراب الشيوعية كذبة أخرى؟!!.. أليس انتصار الرأسمالية وانتهاء الحرب الباردة كذبة تتواصل فصولها؟!!.. أليست الوعود بعالم جديد وآمن وأكثر رخاء واستقرارا كذبة دولية؟!!.. أليست الأحلام بجنس بشري أقل أمراضا، واحتياجا، وفقراً كذبة سمجة سوداء؟!!.. أليس تعامل العالم مع نصف حكومة فلسطينية منتخبة ديمقراطيا كذبة مهينة؟!!.. أليس نفي إسرائيل امتلاكها لأسلحة نووية رغم علم الغرب بعكس ذلك، ومن ثَم مطالبة العرب بتوقيع معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية كذبة مفزعة؟!!.. أليست مطالبة الدول العربية بطمأنة إسرائيل على مستقبلها كذبة ترفع الضغط؟!!.. أليست (الهولوكوست) والتي تدفع ألمانيا والعالم كله ثمنها إلى ما لا نهاية كذبة الأكاذيب؟!!.. أليس استمرار سرقة الثروات الأفريقية من الدول الغربية المستعمِرة وتضليل شعوبها كذبة تتناقض ودعوة هذه الدول لتحرير القارة من الجوع والفقر والمرض؟!!.. أليست الديمقراطية كذبة طفولية كبيرة؟!!.. أليس تلاعب التجار بالأسعار كذبة يومية؟!!.. أليس تبشير الناس بالثراء في البورصة من خلال طرح أسهم خيالية كذبة لا إنسانية؟!!.. أليس الحب والمشاعر كذبة ينخدع فيها الطيبون والباحثون عن المثالية؟!!.. أليس القتل والدمار والجرائم اليومية التي يكون أبطالها: أم تقتل طفلتها، أو أب يذبح بناته، أو ابن يطعن أخوته كذبة فجائعية؟!!.. أليس التاريخ نفسه كذبة مستمرة؟!!.. وغير ذلك الكثير والكثير من الكذب، والذي لا يحتاج منا إلا أن نخصص له يوما للاحتفال، فحين يتماهى هذا الشر في أعماقنا، ويتحول إلى شأن يومي، واعتيادي، فإن ذلك معناه أننا أصبحنا مغموسين في النفاق الاجتماعي والسياسي والثقافي والعلمي وعلى كافة الأصعدة، فالكذب شر لا بد منه، وكل من يعتقد أنه لم يكذب يوما على غيره، فهو يمارس كذبا أشد، إنه يمارس الكذب على نفسه!!.

      [/INDENT][/INDENT]
    • بن مكتوم كتب:

      أخي امير المحترم,,,

      أنت رائع,أشكرك
      الكذب عادة مذمومة ومحرمة,,

      وفقك الله ورعاك


      ---------
      كلام صحيح أخوي بن مكتوم أن الكذب عادة مذمومة
      وحبله قصير ومحرم عند الله

      مشكور على المرور والمشاركة :)