من أعلام عُمان

    • من أعلام عُمان

      من أعلام عمان

      الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي

      يدخل الأبناء على أبيهم كعادتهم ملقين عليه تحية الإسلام .
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أبي.

      الأب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا بكم تفضلوا.
      بعد جلوس الأبناء يبدأ الأب حديثه قائلا:
      اليوم يا أحبائي ضيف جلستنا من بوشر الواقعة في محافظة مسقط.
      خالد: ومن هذا العالم الذي سكن بوشر يا أبي.
      الأب: إنه المحقق سعيد بن خلفان بن أحمد بن صالح الخليلي - رحمه الله تعالى وينتهي نسبه إلى الإمام الصلت بن مالك.
      سارة: متى ولد الشيخ سعيد؟
      الأب: سؤال جيد يا سارة .
      لقد ولد عالمنا كما تذكر معظم المصادر عام ألف ومائتين وست وثلاثين للهجرة .
      عمر: إذا سمحت يا أبي حدثنا عن نشأته.
      الأب: نشأ الشيخ سعيد يتيماً في كفالة جده الشيخ أحمد بن صالح حيث توفي أبوه وهو صغير فنشأ نشأة صالحة وتربى على الأخلاق الحميدة وتلقى علمه على يد الشيخ سعيد بن عامر الطيواني والشيخ حماد بن محمد البطاشي والشيخ ناصر بن جاعد الخروصي.
      خالد: لقد وصفت الشيخ سعيداً بالمحقق فما سر هذا الوصف؟
      الأب: السبب في ذلك بسيط حيث كان- رحمه الله- يتحقق من المسائل ويدقق فيها قبل الإجابة عليها.
      وهناك حادثة تدل على ذلك حيث تقدم إلى المحقق اثنان متخاصمان فتكلم المدعي ورد المدعي عليه فسكت الشيخ طويلا حتى تعب الرجلان من الانتظار وكان الشيخ صالح بن علي - رحمه الله - بجانبه فقال له: أيها الشيخ أراك لم تحكم بين هذين فرد الشيخ سعيد : إن في المسألة عشرة أقوال ولا بد لي من ترجيح أحدها .
      خالد : ما شاء الله على هذا العالم وأمثاله وليس كما يفعل بعض الجهلة في زماننا هذا حيث يفتون بغير علم فيفترون على الله الكذب ويضللون العامة بضلالهم .
      سارة : هل كان الشيخ سعيد غنياً؟
      الأب: نعم كان غنياً حيث ورث الأموال عن جده الشيخ أحمد إذ لم يكن له وريث غيره. لكن في اعتقادكم يا أبنائي ماذا فعل بهذه الأموال؟
      عمر: كما يفعل معظم الناس في زماننا هذا حيث ينفقونها في شراء الطعام والملابس وسائر ملذات الدنيا.
      الأب: أبداً يا عمر أنى للشيخ سعيد (رضوان الله عليه) أن يفعل ذلك وهو الزاهد في هذه الحياة بل أنفق معظم ثروته من أجل إقامة إمامة عادلة في عمان وكذلك في سبيل العلم وخاصة للمنقطعين لطلبه.
      خالد: أبي لأنت ذكرت أنه كان زاهداً فحدثنا عن هذا الجانب من حياته.
      الأب: كان زاهداً الشيخ المحقق ينطلق من البعد عن كل ما يشغله عن ذكر ربه والتأمل في مخلوقاته حيث نجده داعياً إلى ذم الدنيا وترك ملذاتها وهذا ما نلحظه في شعره ومن ذلك قوله:

      وأرنو إلى الدنيا بعين تفكر
      فلم أرني أرنو إلى غير خسران
      فوجهت وجهي تاركا كل مظهر
      إلى المظهر الأعلى صرفت عناني


      عمر: إذن كان- رحمه الله - شاعراً.
      الأب: هذا صحيح فهو يتمتع بقريحة شعرية فذة لكنه لم يكن في شعره يهيم في كل واد أو يقول ما لا يفعل بل كان شعره يدعو إلى الاستقامة على طريق الخير كما أنه في شعره شديد التعلق بالله تعالى متصلا به ومن ذلك قوله :

      أعاين تسبيحي بنور جناني
      فأشهد مني ألف ألف لسان
      وكل لسان أجتلي من لغاته
      إذا ألف ألف من غريب أغان
      ويهدي إلى سمعي بكل لغية
      هدى ألف ألف من شتيت معان
      وفي كل معنى ألف ألف عجيبة يقصر عن إحصائها الثقلان


      خالد: إني أتعجب مما وصل إليه علم المحقق الخليلي وكأنه يتكلم عن الخلايا التي أكتشفها العلم الحديث وكيف أن جسم الإنسان مؤلف من مليارات الخلايا.
      سارة: زدنا عن هذا العالم الجليل فإني أحس بالرغبة لمعرفة المزيد عنه.
      الأب: كان الشيخ سعيد بن خلفان متواضعاً للصغير والكبير يقضي حاجات الناس رفيقاً بهم قائماً على إصلاح ذات البين بينهم واسع الصدر إلا إذا انتهكت محارم الله .
      خالد: ما أعظم هذه الشخصية وأمثالها! أدعو الله تعالى أن يجعلني مثلهم أسير على طريقهم كما ساروا على طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم ونهج الصحابة (رضوان الله عليهم ).
      عمر وسارة: ونحن كذلك يا خالد.
      الأب: أبارك فيكم حبكم للعلماء لذلك عليكم بالجد والاجتهاد والتزام منهج الله في أمور حياتكم حتى تنالوا خيري الدنيا والآخرة.
      ويواصل الأب حديثه قائلا: ومما يذكر عن هذا الشيخ أنه كان يتلقى العلم على يد شيخة سعيد بن عامر الطيواني وكان عمره آنذاك ست عشرة سنه فتغيب عن الدراسة فترة فافتقده أستاذه وذهب إلى بيته ليسأل عنه فلما عاد إلى أمه أخذت تلومه وتوبخه لانقطاعه عن الدراسة لكنه عاد إلى أستاذه وقدم اعتذاره لكن يا أبنائي في اعتقادكم بم أعتذر هذا الفتى لتغيبه عن حلقة العلم؟!
      عمر: أعتقد أنه كان مريضا .
      سارة: أما أنا فأظنه قد مل من الدراسة وأراد لأن يلهو كما يلهو الفتيان في سنه .
      الأب: وأنت ياخالد أراك شارد الذهن .
      خالد: نعم يا أبي ..فأنا لا أعتقد أن مثل هذا الشيخ سعيد بن خلفان - رحمه الله- يمل من الدراسة ولعل السبب يكون راجعاً إلى رغبته في تغيير معلمه إلى شيخ أخر.
      الأب: أبداً .. كل ما قلتموه ليس بصحيح هذا لو كان الشيخ سعيد كبعض فتيان زماننا الذين يتهربون من العلم وينتحلون الأعذار الكاذبة أما الشيخ سعيد فقد عاد إلى أستاذه وهو يحمل مؤلفاً أسماه ?مقاليد التصريف ?كتبه بلغة بسيطة سهلة الاستيعاب وهو عبارة عن منظومة في علم الصرف.
      خالد: هكذا علماؤنا دائماً لا يضيعون أوقاتهم في اللهو فهم يتذكرون قول الرسول صلى الله عليه وسلم :(لا تزول قدما ابن ادم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن أربع عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه ؟وفيما أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
      الأب: أيضاً له مؤلفات أخرى كثيرة أعدد لكم بعضاً منها:
      1. تمهيد قواعد الإيمان.
      2. إغاثة الملهوف.
      3. مظهر الخافي .
      4. بعض الأجوبة المتفرقة والرسائل الصغيرة.
      5. سمط الجوهر الرفيع في علم البديع.

      سارة : أراك توقفت يا أبي هل أنهيت كلامك عن هذا العالم؟
      الأب: بقي لي أن أقول لكم إن حياة الشيخ المحقق سعيد بن خلفان -رحمه الله- قد انتهت بقتله مع ابنه محمد من قبل أحد الحاقدين عليه لكن أجره عند ربه تعالى حيث يقول (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).
      الأبناء: جزاك الله خيراً يا أبي . نستودعك الله.
      الأب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
      المرجع: سلسلة من أعلام عُمان للناشئة


      المصدر جريدة الوطن
    • alwadahi كتب:

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      بارك الله فيك أخي أمـــــــــ الحب ـــــــــيـر جزيت خيراً

      الله يسلمك ويعافيك

      --------
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 0

      الله يبارك فيك ويسلمك ويعافيك مشرفنا الوضاحي 0

      مشكور على المرور الكريم :)
    • جهد جميل ومبارك أخي أمير الحب

      فعلا تعلمنا الكثير والمفيد عن شيخنا المحقق سعيد بن خلفان الخليلي

      ما شاء الله عليه

      كيف استطاع أن يؤلف كتابا وعمره 16 سنه فقط

      وكيف كان حريصا ومحققا قبل اصدار حكمه

      والأغرب أن يموت شيخ صالح مثله ... مقتولا...!!!!


      بل شهيدا بإذن الله

      رحمه الله وكل علماء المسلمين ...
      سبحان الله وبحمد
    • بنت قابوس كتب:

      جهد جميل ومبارك أخي أمير الحب



      فعلا تعلمنا الكثير والمفيد عن شيخنا المحقق سعيد بن خلفان الخليلي


      ما شاء الله عليه


      كيف استطاع أن يؤلف كتابا وعمره 16 سنه فقط


      وكيف كان حريصا ومحققا قبل اصدار حكمه


      والأغرب أن يموت شيخ صالح مثله ... مقتولا...!!!!



      بل شهيدا بإذن الله



      رحمه الله وكل علماء المسلمين ...


      ----------
      الله يبارك فيك مشرفنا بنت قابوس :)

      ومشكوره على الأضافة الطيبة 0