راتب الزوجة ... إلى أي جيب يعود؟
زوجات يشتكين وأزواج يتعللون بارتفاع مستوى المعيشة
[INDENT][INDENT]

تحقيق : مريم العبرية
[/INDENT][INDENT]لا يختلف اثنان على أن راتب الزوجة هو حق من حقوقها ولا يجوز لأي كان أن يستولي عليه إلا برضاها... ورغم هذا لا تزال هذه القضية بين شد وجذب، فكثير من الزوجات هن من يتعبن ويرهقن أنفسهن طوال الشهر ليأخذ الزوج بعدها بطاقة السحب وينتهي بالراتب المنشود في جيبه لا يُسأل أين يصرفه وبأي حق؟؟ وهناك أخريات من يرفض آباؤهن تزويجهن لأي خاطب حتى لا يأتي من يقاسمه راتب ابنته!! ولا تملك هذه المسكينة بعد هذا إلا شكوى أمرها لله لأن العصمة بيد الرجل والرجال قوامون!! ولأن القضية قد تتطور وقد تأخذ أبعادا اجتماعية واقتصادية خطيرة لذا قررنا فتح هذا الملف.. [/INDENT][INDENT]خارج مسؤوليتها !![/INDENT][INDENT]أحلام الحبسية ترى أن راتب الزوجة هو حق لها ولا يجوز للزوج أن يأخذ منه أي شيء فتقول: مسؤولية الانفاق على البيت هي مسؤولية الزوج بالدرجة الأولى والزوجة قد درست وتعبت قبل أن تتسلم هذا الراتب فمن حقها الاستمتاع به في شراء ما تحتاجه أو في فتح مشاريعها الخاصة ولا أعتقد أنه من المفترض أن تصرفه على زوجها لأن هذا خارج مسؤولياتها.[/INDENT][INDENT]وتؤيدها في ذلك شيخة الأخزمية حيث تقول: المرأة لم تحصل على راتبها بالسهولة حتى يأتي الزوج بكل بساطة ويسحبه من رصيدها ويجب على الزوج أن يفكر مليا قبل أن يأخذ أي شيء من راتب زوجته، كما أن الزوجة برأيي يجب أن لا تنسى واجبها تجاه أهلها فهم في كل الأحوال قد تعبوا كثيرا من أجلها حتى استطاعت أن تأخذ هذا الراتب ويستحقون أن ترد لهم ولو جزءا بسيطا مما فعلوه لها حتى ولو كان جزءا من راتبها تدفعه لهم في نهاية كل شهر.[/INDENT][INDENT]أما نايفة المعمرية فترى أن الزوجة يمكن أن تساعد زوجها إذا مرت الأسرة بظروف صعبة وإذا كان الزوج متعاونا معها وأن يكون هذا الأمر برضاها ومن غير أن يجبرها على ذلك ، كما يجب عليها كما تقول نايفة أن تصرف جزءا من راتبها على أبويها لأنهما بذلا الكثير في سبيل رعايتها وتربيتها ولو كان هذا مبلغا بسيطا كرد جميل لهما.[/INDENT][INDENT]مصلحة مشتركة [/INDENT][INDENT]تقول أم محمد معلمة: منذ اليوم الأول لاستلام راتبي اتفقت أنا وزوجي على كيفية تقسيم رواتبنا وتحديد ميزانية معينة لكل شيء... للجمعية وللإيجار ولراتب الخادمة ومصاريف المنزل كما خصصنا مبلغا معينا بعد أن ننتهي من جميع المصروفات لحساباتنا الشخصية نصرفها كما نشاء... وهذا برأيي يساعد كثيرا على التفاهم بين الزوجين وبالتالي يجنب الكثير من الخلافات التي من الممكن أن تحدث.[/INDENT][INDENT]وتضيف أم محمد: أنا أدرك أن راتب الزوجة هو حق لها ولكن يمكنها في الوقت نفسه أن تشارك زوجها في بعض المصاريف خصوصا إن لم تكن بحاجة إليه في مشاريع أخرى فما المانع أن تصرفه على بيتها إذا كان راتب الزوج لا يكفي بأكمله لتغطية احتياجات الأسرة. [/INDENT][INDENT]أهداف مادية[/INDENT][INDENT]بعض الرجال عندما يفكر في الزواج فإنه يبحث عن الزوجة العاملة، وذلك لمساعدته في تحمل أعباء الحياة الاقتصادية التي أضحت تشكل عائقا أمام الكثير من الشباب، وبعض الزوجات لا يردن أن يتم اختيارهن على أساس الوظيفة.[/INDENT][INDENT]أحمد المعمري يرى أن الحياة باتت صعبة ولا يمكن للزوج أن يستطيع تحمل كل مصاريف الأسرة خاصة إذا كانت كبيرة وراتبه لا يكفي لأن يسد احتياجاتها فما المانع أن تساعده زوجته في ذلك وأرى أن هذا ما يجب أن تفعله الزوجات حتى تستطيع أن تحافظ على التعاون والتماسك فيما بينها، ومن جانب آخر فحتى إن تسلمت الزوجة كل راتبها ووفر الزوج لها كل ما تحتاج إليه فأين سوف تصرفه؟.[/INDENT][INDENT]ويضيف أحمد: حتى الشباب الذين لا يزالون في بداية حياتهم والمقبلون على الزواج يفكرون غالبا في زوجة عاملة حتى تستطيع أن تتحمل معهم أعباء الحياة في ظل الضغوطات المادية الصعبة التي تزداد يوما بعد يوم.[/INDENT][INDENT]تسلط وقوة!![/INDENT][INDENT]خليفة الهنائي يرى أن راتب الزوجة يجب أن يكون لها ولحاجياتها الشخصية ولا يجب على الزوج أن يأخذ منه لأنها تعبت عليه فيجب أن تنفقه على نفسها، أما الرجل فهو الذي ينفق على بيته وعلى عائلته، وراتب الرجل يجب أن يصرفه على نفسه ومن يعولهم أما راتب الزوجة فيمكن أن يأخذه الرجل على سيبل القرض في الظروف الطارئة التي تمر بها الأسرة.[/INDENT][INDENT]ويعلق خليفة على ما يفعله بعض الأزواج من إجبار زوجاتهم على التخلي عن راتبهن: هناك أزواج ما زالوا يفكرون بالطريقة التقليدية ويرفضون أن يتركوا راتب الزوجة تتصرف به وحدها فيستغلون سلطتهم ويستولون عليه حتى لو اضطروا لأن يأخذونه بالقوة وبدون موافقتها وهذا من شأنه أن يساهم في تفتيت الكثير من الأسر ويجعل مؤسسة الأسرة فيما يشبه الغابة،ولهذا فالزوجة العاملة يجب أن تكون أكثر إدراكا لواجباتها ومسؤولياتها خاصة في هذه المسألة.[/INDENT][INDENT]وتؤيده في هذا نايفة حيث تشير إلى أن بعض الشباب يفكر دائما في الزواج من فتاة عاملة لا يهمهم ثقافتها كما يقول أغلبهم بل المهم عندهم رصيدها الموجود في البنك والدليل على هذا أن الزوجة إذا لم تلب طلب الزوج باعطائه الراتب ينتهي الأمر في الغالب بمشاكل كثيرة قد تقود إلى الانفصال.[/INDENT][INDENT]أنانية الأزواج[/INDENT][INDENT]ولا تختلف منيرة الهنائية مع أحلام وشيخة على أن راتب الزوجة هو حق لها يمكن أن تصرفه لاحتياجاتها الشخصية أو لأهلها أو زوجها ولكن بكامل إرادتها وتشير منيرة إلى نقطة مهمة وهي الفهم الخاطئ عند أغلب الناس الذين يعتقدون أن راتب الزوجة هو حق للزوج وأنه عندما يتزوجها فهو يمتلكها هي والراتب وهذا الاعتقاد ما زال مترسخا عند الكثير من الناس ويجب أن تدرك الزوجة أن الحياة مشاركة وتفاهم ولا يجوز للزوج أن يتصرف في مالها ما لم تكن راضية عن ذلك.[/INDENT][INDENT]أما نوال الرواحية فترفض أن تنفق الزوجة على مصاريف المنزل مهما كانت ظروف زوجها لأن هذا الأمر مسؤولية الزوج وليس الزوجة، كما أن إنفاق الزوجة سوف يجعل الزوج اتكاليا، ولن يبالي بعدها بمسؤولياته المادية عندما يجد من يحملها عنه.[/INDENT][INDENT]وتضيف نوال: حتى لو كانت مساعدة الزوجة لزوجها بحسن نية وبقصد مساعدته في ميزانية الأسرة ، فإن هذا لا يردع بعض الأزواج عن التفكير بأنانية وتخزين أموالهم ثم القيام بمشروعاتهم الخاصة التي لا يستبعد أن يكون الزواج من أخرى أحد أهم هذه المشروعات، غير مبالين بما تقدمه الزوجة من تضحيات، ومن الأفضل للزوجة أن تستغل راتبها لنفسها أو لأهلها لأنه حقها وحدها.[/INDENT][INDENT]الحياة مشاركة [/INDENT][INDENT]ويؤكد جمال الحسني أن راتب المرأة يخصها وحدها وإذا شاءت أن تساعد زوجها أو أهلها فهذا راجع إليها ولا يحق لأي أحد أن يجبرها على ذلك ، وإذا كان الأب بحاجة لمساعدة ابنته فلا يجب أن تبخل عليه بمالها في مواجهة ظروف الحياة الصعبة.[/INDENT][INDENT]أما إذا كان الزوج هو من يحتاج إلى المال فإن أغلب النساء بطبيعتهن لا يرفضن أن يشاركن أزواجهن في الأعباء المادية لأن المرأة بطبيعتها وخاصة المسلمة تقدم مصلحة بيتها وأولادها قبل مصلحتها ولا تبخل عليهم بشيء.[/INDENT][INDENT]ويضيف جمال: الحياة الزوجية مشاركة بين الطرفين ولا ننسى أن متطلبات الحياة قد زادت بشكل كبير خاصة بعد ارتفاع الأسعار والإيجارات والفواتير ...الخ ، وهذا ما يدفع كثيرا من الزوجات العاملات للمساهمة في ميزانية الأسرة ولو بشكل جزئي ، وحتى لو كان الزوج ميسورا وكانت الزوجة في وقت ما بحاجة لأن تشتري أغراضا للمنزل فهل ستنتظر الزوج حتى يأتي ويعطيها النقود؟ بالطبع لا، فالأمر في مجمله يجب أن يحكم بوضع الطرفين وظروف الأسرة وصرف راتبها يجب أن يكون برضاها وقناعتها. [/INDENT][INDENT]التوازن مطلوب [/INDENT][INDENT]حملنا هذه القضية إلى مكتب الدكتورة منال فاروق أخصائية في قسم الاجتماع والعمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس فأكدت على أن الزوجة العاملة لا بد لها من توزيع أدوارها بشكل متواز حيث أنها تتعرض للكثير من الضغوطات اليومية التي من بينها قضية الراتب التي يجب أن تناقش في ظل الظروف التي تمر بها الأسرة، والزوجة الناجحة هي التي توجد توازنا في توزيع راتبها بين نفسها وأهلها وزوجها، فهناك من يشعرن بالظلم إذا أنفقن راتبهن في مصاريف الأسرة بينما بعض الزوجات يساهمن بكل الراتب عن طيب خاطر.[/INDENT][INDENT]وتضيف الدكتورة منال: هذه القضية تعود بالدرجة الأولى لشخصية الزوجة ومستواها الفكري والثقافي ومدى تقديرها للأمور والعواطف حيث تعتقد الكثيرات أن الزوج قد لا يحسن صرف الراتب أو قد يصرفه في غير محله.[/INDENT][INDENT]وتعلق الدكتورة منال على الأزواج الذين يستولون على راتب زوجاتهم قسرا فتقول: هذا خطأ من الجانبين فالزوج قاس وطماع لا يقدر تعب زوجته ومسؤولياتها الأخرى وهذا حرام كما هو معروف حتى شرعا ، كما أن ضعف شخصية الزوجة قد يكون من أبرز الأسباب التي تجعل الزوج لا يتوانى عن سرقة راتبها وعلى الزوجة أن تكون على وعي تام بكامل حقوقها في هذا الجانب .[/INDENT][INDENT]ولكن ماذا إذا أصر الزوج على الاستيلاء على الراتب ووجدت الزوجة نفسها بين مطرقة سطوته وسندان المشاكل التي هي في غنى عنها ؟؟ هل يحق لها أن تتطالب براتبها عن طريق القضاء؟ تنصح الدكتور منال الزوجة في هذه الحالة بأن تحاول إقناع الزوج أولا بحاجتها للراتب أو بتخصيص جزء منه على مصاريف الأسرة والباقي تأخذه وإذا لم يستجب تصعد الأمر على مستوى الأهل بأن يتدخل أحد المصلحين من أهلها أو أهله وفي حالة عدم جدوى ذلك فيجب عليها أن لا تنجرف وراء عواطفها وأن ترفع قضيتها للقضاء لتطالب بحقها حسب القانون. [/INDENT][/INDENT]