أسرة القصة القصيرة تحتفي بمجموعة «قلق آخر» في أمسية نقدية
[INDENT][INDENT]

[B]نظم النادي الثقافي مساء أمس جلسة نقدية حول مجموعة «قلق آخر» للقاص عبدالله بني عرابة، وفي الجلسة التي قدمتها القاصة بدرية الإسماعيلي قدم الناقد د. شبر بن شرف الموسوي قراءة حملت عنوان «الحلم وانكسار الشخصية في مجموعة قلق آخر»، في بداية الأمسية ألقى القاص عبدالله بني عرابة صاحب المجموعة شهادة حول تجربته القصصية قال فيها: يتساءل القاص في البدء وفي الختام: هل من حقه كتابة شهادة على تجربته القصصية المتواضعة؟ بيد انه تحقيقاً لسنة سنها النادي الثقافي فإنه يلبّي ذلك، محوراً بعض الشيء كلمة شهادة لتصبح إفادة، إفادة من رغب من الحضور والقراء في التعرف على بعض زوايا معتمة، ربما، من هذه التجربة المتواضعة. إن القاص قد بدأ معاقرة هذا الهم الكتابي في عام 1987م وها هو ذا يرى نفسه قبل ذلك بقليل يتلو آيات القرآن الكريم في نهم وشغف، فهو يكاد يختم المصحف كل 10 أيام مذهولاً بتعبيراته الرصينة ومأخوذاً بأساليبه البلاغية الرائعة وصوره وتشبيهاته وأوصافه وقصصه وحكاياه وعظاته وجمله وحروفه، لم لا؟ وهو تنزيل من حكيم حميد.
أيضاً يرى القاص نفسه قارئاً لبعض القصص البوليسية وقصص الألغاز كسلسلة الشياطين الـ 13 وروايات أجاثا كريستي، وبعض القصص القصيرة التي كانت نتشر في الصحف المحلية والتي كان القاص يقتطعها من الصحف ليحتفظ بها. بعد ذلك بدأت مرحلة القراءة الواعية وانتقاء الكتب والعناوين، فوجد نفسه يقرأ لكبار أدباء العربية من أمثال طه حسين الذي أعاد قراءة (الأيام) له مرات ومرات و(المعذبون في الأرض) الذي ما زال يعود إليه كثيراً حتى هذا الوقت وذلك كلما حن إلى ذلك الزمن الجميل، كما توطدت علاقته في تلك الفترة بروايات وقصص نجيب محفوظ واحسان عبدالقدوس وبالكتب المترجمة لأرنست همنجواي وسومرست موم، وربما تكون هذه الأسماء قد شكلت النواة الأولى التي بدأ منها، فهو بدأ في كتابة أول قصة بعد أن قرأ لهؤلاء جميعا.
وفي ورقته قدم د. شبر الموسوي عدة محاور منها: بداية الحلم ونهاية الإنكسار، ورؤية القلق، ورؤية الموت، ومستويات الخطاب الاجتماعي في المجموعة، الظواهر الفنية، وسيطرة الفشل العام والخيبة على شخصيات الوسط الاجتماعي، صورة الفقراء والوطن، وأخيرا مستويات الكتابة القصصية، من ورقته النقدية القيمة نختار هذا المقطع: الحلم يبرز في كل قصص من قصص المجموعة، ففي كل قصة من قصص المجموعة يوجد حلم خاص يرتبط بالشخصية التي تحكي القصة، فبداية في قصة (تداعيات لم تفقد نكهتها) كان حلم الراوي هو العيش في البندر، وحلم خلفان في قصة (خلفان وحبيبة) هو الحصول على عمل لكي يتزوج بمحبوبته ويحقق حلمه بالاستقرار النفسي والعاطفي وهو حلم لم يتحقق، وحلم الأب في قصة (رسالة ابو أحمد) هو كتابة رسالة إلى ابنه المسافر للدراسة، وحلم الصديق في قصة (صديقي الذي صدمته سيارة ملأى بالورود) هو الموت مصدوماً بسيارة ملأى بالزهور، وهو الحلم الوحيد الذي تحقق من أحلام قصص المجموعة، وحلم بطل قصة يمشي (متلبساً بالطقس) في تحقيق اللقاء بحبيبته ويفشل في تحقيقه، وحلم شخصية قصة (الرجل) هو السمو فوق العالم وتحقيق العدالة بطريقة السوبر مان، وحلم الشخصية في قصة (الرجل الذي أصابه الصداع) فهو كان يحلم برؤية الصيدلانية التي تزيل عنه صداعه بمجرد رؤيتها أو ملامسة أقراص الدواء الذي تعطيه اياه، وليس حينما يتناول حبوب تخفيف الصداع لكنه يرفض اكمال حلمه في التواصل مع تلك الصيدلانية.
لكن الأحلام الوردية أو الإيجابية لا تحقق أبدا، بينما تحقق الأحلام السودانية والسلبية منها مثلما حصل في قصة (صديقي) الذي صدمته سيارة ملأى بالورود هو الموت مصدوماً بسيارة ملأى بالزهور وربما في قصة التداعيات تحقق حلمه في الانتقال للمدينة لكنه لم يجد ما كان يرنو إليه.
ويبدو ان انطفاء تحقيق الحلم مرتبط بانكسار الشخصية وعدم تمكنها من تحقيق أحلامها لكن لا توجد الكثير من الأسباب الجادة والواقعية في عدم تحقيق الحلم، وإنما تغلب رغبة الراوي أحياناً في عدم تحقيق الأحلام وذلك لارتباط ذلك بالرؤية الكلية التي يتبناها الكاتب في ان الاحباطات العامة التي تسيطر على واقع الحياة هي التي تكون السبب في عدم تحقيق الأحلام.الخ.
أيضاً يرى القاص نفسه قارئاً لبعض القصص البوليسية وقصص الألغاز كسلسلة الشياطين الـ 13 وروايات أجاثا كريستي، وبعض القصص القصيرة التي كانت نتشر في الصحف المحلية والتي كان القاص يقتطعها من الصحف ليحتفظ بها. بعد ذلك بدأت مرحلة القراءة الواعية وانتقاء الكتب والعناوين، فوجد نفسه يقرأ لكبار أدباء العربية من أمثال طه حسين الذي أعاد قراءة (الأيام) له مرات ومرات و(المعذبون في الأرض) الذي ما زال يعود إليه كثيراً حتى هذا الوقت وذلك كلما حن إلى ذلك الزمن الجميل، كما توطدت علاقته في تلك الفترة بروايات وقصص نجيب محفوظ واحسان عبدالقدوس وبالكتب المترجمة لأرنست همنجواي وسومرست موم، وربما تكون هذه الأسماء قد شكلت النواة الأولى التي بدأ منها، فهو بدأ في كتابة أول قصة بعد أن قرأ لهؤلاء جميعا.
وفي ورقته قدم د. شبر الموسوي عدة محاور منها: بداية الحلم ونهاية الإنكسار، ورؤية القلق، ورؤية الموت، ومستويات الخطاب الاجتماعي في المجموعة، الظواهر الفنية، وسيطرة الفشل العام والخيبة على شخصيات الوسط الاجتماعي، صورة الفقراء والوطن، وأخيرا مستويات الكتابة القصصية، من ورقته النقدية القيمة نختار هذا المقطع: الحلم يبرز في كل قصص من قصص المجموعة، ففي كل قصة من قصص المجموعة يوجد حلم خاص يرتبط بالشخصية التي تحكي القصة، فبداية في قصة (تداعيات لم تفقد نكهتها) كان حلم الراوي هو العيش في البندر، وحلم خلفان في قصة (خلفان وحبيبة) هو الحصول على عمل لكي يتزوج بمحبوبته ويحقق حلمه بالاستقرار النفسي والعاطفي وهو حلم لم يتحقق، وحلم الأب في قصة (رسالة ابو أحمد) هو كتابة رسالة إلى ابنه المسافر للدراسة، وحلم الصديق في قصة (صديقي الذي صدمته سيارة ملأى بالورود) هو الموت مصدوماً بسيارة ملأى بالزهور، وهو الحلم الوحيد الذي تحقق من أحلام قصص المجموعة، وحلم بطل قصة يمشي (متلبساً بالطقس) في تحقيق اللقاء بحبيبته ويفشل في تحقيقه، وحلم شخصية قصة (الرجل) هو السمو فوق العالم وتحقيق العدالة بطريقة السوبر مان، وحلم الشخصية في قصة (الرجل الذي أصابه الصداع) فهو كان يحلم برؤية الصيدلانية التي تزيل عنه صداعه بمجرد رؤيتها أو ملامسة أقراص الدواء الذي تعطيه اياه، وليس حينما يتناول حبوب تخفيف الصداع لكنه يرفض اكمال حلمه في التواصل مع تلك الصيدلانية.
لكن الأحلام الوردية أو الإيجابية لا تحقق أبدا، بينما تحقق الأحلام السودانية والسلبية منها مثلما حصل في قصة (صديقي) الذي صدمته سيارة ملأى بالورود هو الموت مصدوماً بسيارة ملأى بالزهور وربما في قصة التداعيات تحقق حلمه في الانتقال للمدينة لكنه لم يجد ما كان يرنو إليه.
ويبدو ان انطفاء تحقيق الحلم مرتبط بانكسار الشخصية وعدم تمكنها من تحقيق أحلامها لكن لا توجد الكثير من الأسباب الجادة والواقعية في عدم تحقيق الحلم، وإنما تغلب رغبة الراوي أحياناً في عدم تحقيق الأحلام وذلك لارتباط ذلك بالرؤية الكلية التي يتبناها الكاتب في ان الاحباطات العامة التي تسيطر على واقع الحياة هي التي تكون السبب في عدم تحقيق الأحلام.الخ.
المصدر جريدة عُمان[/B]
[/INDENT][/INDENT]